أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - رغم قيادته الازارقة خلدت قصيدة قطري بن الفجاءة.














المزيد.....

رغم قيادته الازارقة خلدت قصيدة قطري بن الفجاءة.


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7911 - 2024 / 3 / 9 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


قرأناها صغارا ولصقت في الذاكرة , لم نكن نعرف سيرة قائلها وبعد النضوج ومعرفتنا بحقيقة قائلها لم نغير نظرتنا للقصيدة وظللنا نرددها طيلة نصف قرن .
وحين يخطر في البال الازارقة نتذكر داعش والذبح الذي كانوا يمارسونه والاغتصاب .
ان اول ما سحرنا في القصيدة قوله ( طارت شعاعا ) , والشَعَاعٌ بفتح الشين مصدر شع ,تقول العرب ذَهَبُوا شَعَاعاً أَيْ مُتَفَرِّقِينَ وطَارَتْ نَفْسُهُ شَعَاعاً أي طَارَتْ خَوْفاً وَفَزَعاً، خَفَّتْ هِمَّتُهُ.
ودَمٌ شَعَاعٌ مُنْتَشِرٌ، مُتَفَرِّقٌ.
وتَطَايَرَتِ العَصَا شَعَاعاً تَكَسَّرَتْ وَتَطَايَرَتْ شَظَايَا.
ولم نكن نعلم حينها بما ورد في الشعر العربي من استخدام لهذه المفردة مثلا (أينما طارت النفس شعاعاً فلطير الردى عليها وقوع لحيدر بن سليمان الحلي .
فلا تتركي نفسي شعاعاً فإنَّها من الحزنِ قدْ كادتْ عليكِ تذوبُ , الأحوص .
فقدتكِ من نفسٍ شعاعٍ فإنني نهيتُكِ عن هذا وأنتِ جَميع لجميل بثينة .
أريدُ سُلُوّاً عَنْكُمُ فَيَرُدُّني عَلَيْكِ مِنَ النَّفْسِ الشَّعَاعِ فَرِيقُ , قيس لبنى .
ونحن هنا نؤكد على اهمية المفردة باعتبارها وما تفرضها من ظلال معانيها لها دور فاعل ومتصدر في الشعر , فلكل مدرسة ادبية اتت في الشعر العربي او العالمي صحبها قاموسها الخاص ,ان تاريخ الشعر العربي ومدارسه تؤيد ما نذهب اليه .
ولم يمر علي للان شاعر ربط مادة شعاع بالفعل طار .
نحن نهتم ونردد قصيدة بن الفجاءة وهو من اهم قواد الازارقة لا لاننا نؤمن بافكارهم انما لان القصيدة تناولت موضوعا كونيا هو الموت وتعمقت بحالة سيكولوجية متجذرة في الانسان هي الخوف .
فلم يكن الشاعر يواجه الابطال بقلب انتفى منه الخوف فهو رغم شجاعته وقيادته وتمرسه بالحروب يمر بتلك اللحظة التي تفتر فيه همته وتخترقه لحظات من التردد , لكنه يخاطب نفسه في تلك اللحظات المريرة والحاسمة ويذكّرها بان لها لحظة تنتهي فيها ولا تتاخر مهما حاولت لان الخلود لون من المستحيل .
وما قيمة المرء ان تراجع ونجا وعد بعدها من سقط المتاع فعاش هامشيا في الحياة .
وعندما يقول ( سبيل الموت غاية كل حي ) يذكرنا هذا ب ( ولقد سعيت كما سعيت لغاية فبلغتها وابوك في المضمار ).
القصيدة تتحمل الكثير من مبضع التشريح معنى ومبنى .
لكني اريد ان اركز على جانب اخر هو ان الشعر الانساني العابر لمحنة التاريخ لا ينفيه انتماء الكاتب لاديولوجية او مذهب او حزب او فلسفة تكون مختلفا عنها اعتقادا او ان الشاعر مدح الطغاة او الامراء التافهين .
وان اقتنع المرء بعكس ذلك فعليه ان يحذف شعر المتنبي الذي مدح به كافور.
وعليه ان يلغي شعر ابي نؤاس لانه قال ( واخفت اهل الشرك حتى انه لتخافك النطف التي لم تخلق ).
وهناك المئات من قصائد المدح التي تصل حد السفاهة لكن المجتمع بحكم تكوينه يتقبلها .
فانا لا اطيق شخصيا بيت البحتري (لسعى اليك المنبر ) لكني لا انكر شاعرية البحتري وتفرده .
وهنا ليس دعوة لمدح الدكتاتوريات والانظمة المتعفنة والامراء الذين هبطوا في مستنقع الانحطاط .
بل اقول ان قصيدة تنجح بتجسيد الهم الكوني والانساني نتقبلها بغض النظر عن افكار قائلها وانتماءاتهم .


(أَقولُ لَها وَقَد طارَت شَعاعاً
مِنَ الأَبطالِ وَيحَكَ لَن تُراعي
فَإِنَّكِ لَو سَأَلتِ بَقاءَ يَومٍ
عَلى الأَجَلِ الَّذي لَكِ لَم تُطاعي
فَصَبراً في مَجالِ المَوتِ صَبراً
فَما نَيلُ الخُلودِ بِمُستَطاعِ
وَلا ثَوبُ البَقاءِ بِثَوبِ عِزٍّ
فَيُطوى عَن أَخي الخَنعِ اليُراعُ
سَبيلُ المَوتِ غايَةُ كُلِّ حَيٍّ
فَداعِيَهُ لِأَهلِ الأَرضِ داعي
وَمَن لا يُعتَبَط يَسأَم وَيَهرَم
وَتُسلِمهُ المَنونُ إِلى اِنقِطاعِ
وَما لِلمَرءِ خَيرٌ في حَياةٍ
إِذا ما عُدَّ مِن سَقَطِ المَتاعِ).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة الفارسية فروغ فرخزاد
- رواية الزجاج المكسور اعماق افريقيا عبر اعترافاتهم
- تحجر الحوار
- شغفنا بشعرهم الثوري وتجاهلنا نصوصا اخرى عميقة لهم
- الموجة الصاخبة اهم اضاءة على جيل الستينيات
- جحيم المعتقلات في العراق ج3
- عشرون مصنع مقابل قطعة ارض
- كيف تتغير اسماء المدن والاشخاص والشوارع
- شفيق الكمالي وتقديسه للرئيس
- كتاب جحيم المعتقلات في العراق ج2
- كتاب رأي في بعض الاصول النحوية واللغوية .
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج18
- الجنس في العصر الذهبي للروائي للصيني وانغ شياوبو.
- كتابة الشاعر ريتسوس عن البريكان لون من خرافة .
- كتاب القرامطة للمستشرق دي خوية
- المؤمن الصادق لايريك هوفر بحث في الحركات الجماهيرية .
- انطولوجيا الرواية العراقية في المهجر
- كتاب سفر نامة للرحالة الفارسي ناصر خسرو
- ابيات علقت في الذاكرة نجهل كتابها
- رواية 1234 لاوستر ثيمات سيكولوجية وفكرية عبر الدراما .


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - رغم قيادته الازارقة خلدت قصيدة قطري بن الفجاءة.