أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها - عضيد جواد الخميسي - النساء العالمات في ثورة العلوم















المزيد.....

النساء العالمات في ثورة العلوم


عضيد جواد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7909 - 2024 / 3 / 7 - 16:21
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها
    


كان عدد العالمات أثناء الثورة العلمية (عام 1500-1700 ميلادي ) قليلاً؛ لأن المؤسسات التعليمية والجمعيات العلمية قد هيمن عليها الذكور، ومنعْ النساء من تلقّي تعليمهن قدر المستطاع . بيد أن بعض النساء قد واجهن هذا التحيّز الذكوري الذي يشكك بقدراتهن الذهنية ، والأفكار التي لا أساس لها من الصحة حول قيمة ورصانة أبحاثهن. ومن بين نساء القرن السابع عشر الميلادي اللائي تركن بصمة في مجالات علم الفلك والفلسفة وعلم الأحياء؛ ماريا كيونتز، ومارگريت كاڤندش، و ماريا سيبيلا ميريان، و ماريا وينكلمان .

المعوقات التي واجهت المرأة
العالمات كنّ الاستثناء في المجال الذي يهيمن عليه الذكور خلال الثورة العلمية. وكان على هؤلاء النساء القلائل اللاتي تمكنّ من متابعة المعارف العلمية في التغلّب على العديد من العقبات. إذ كان الحاجز الأول أمام مشاركة المرأة في العلوم هو قلة فرص التعليم للفتيات. ومن أجل دراسة العلوم؛ كان هناك حاجة إلى مستوى معين من التعليم، وهذا لم يكن متاح لهن، اضافة الى عدم معرفة اللغة اللاتينية التي كانت عائقاً حاسماً آخر أمام تطوير قابلياتهن العلمية في حيّز تنشر فيه المجلات والكتب مواضيعها بهذه اللغة فقط . إلا أن هذه المشكلة قد تضاءلت بمرور الزمن؛ حيث بدأ العلماء الذكور في تشجيع استخدام اللغة الإنكليزية والفرنسية وغيرها من اللغات في نشر مؤلفاتهم وأبحاثهم .
حتى لو كانت المرأة الشابة قد اكتسبت فوائد التعليم الخاص وامتلكت القدرة على متابعة الدراسات والتخصصات العليا مثل الكيمياء والأحياء والفيزياء؛ كانت هناك حدود واضحة للغاية تمنع المزيد من تقدمها وتطوير قابلياتها العلمية. كما لم تسمح الجامعات الأوروبية بقبول النساء لإكمال تعليمهن؛ بيد أنه كانت هناك استثناءات قليلة في إيطاليا. فعلى سبيل المثال؛ كانت "لورا باسي" في عام 1732 م أول امرأة تحصل على شهادة جامعية من جامعة بولونيا (وقامت بتدريس الفيزياء فيها) .
بعد مرحلة التعليم الأساس، كانت متابعة أحد الاختصاصات العلمية أمر شبه مستحيل؛ لأن معظم المؤسسات العلمية على سبيل المثال ،الجمعية الملكية في لندن ؛ منعت النساء من أن يصبحن زميلات. وكانت مثل هذه المؤسسات والمراكز البحثية جداً مهمة بالنسبة للدراسات العلمية ؛لأنها تموّل البحوث والتجارب، وتتيح إمكانية الاطلاع والكشف عن النتائج والتوصيات لجميع المشاركين الأعضاء. وقد عكست هذه الحواجز الموقف الذكوري السائد في الفترة الحديثة المبكرة ؛على اعتبار أن المرأة لا تمتلك المهارات العقلية اللازمة التي يُعتقد أن الذكور هم فقط قادرون عليها .
كان هناك عدد قليل من المثقفين الذكور الذين دافعوا عن قضية المرأة في مجال العلوم . فقد دعا الفيلسوف الفرنسي "فرانسوا پولان دي لا باري" (عام 1647-1725 م) إلى قدر أكبر من المساواة في كتابه الصادر عام 1673 م تحت عنوان " المساواة بين الجنسين" . كما روّج الفيلسوف الإنكليزي "جون لوك" (عام 1632-1704 م)، الذي أبدى اهتماماً كبيراً بالتعليم؛ لفكرة أساسية مفادها أن نساء الطبقة العليا يجب أن يحصلن على نفس فرص التعليم التي يحصل عليها نظرائهن من الرجال . كما طالبن العديد من كاتبات وناشطات المجتمع بالمزيد من المساواة في الدراسة واكتساب العلوم . إذ نشرت كل من "باثوزا ماكين" (عام 1611ـ 1674م) في إنگلترا ، و"ماري لو جارس دي گورناي" (عام 1565-1645م) في فرنسا ؛أعمالاً تدعو إلى حصول المرأة على فرص التعليم الشاملة . ولكن لسوء الحظ، كانت هذه الأصوات قليلة، وبالتالي تم إسكاتها بسهولة بسبب ضجيج التحيّز الذي لا يزال سائداً بين غالبية الذكور.

مجالات المرأة
كان هناك عدد قليل من مجالات المعرفة المختارة للمرأة المتعلقة بالولادة والطبابة في المنزل. وغالباً ما كانت تحظى القابلات باحترام كبير لمعرفتهن العملية وخبرتهن الواسعة. وعن نشاط المرأة العلمي في المنزل، بعض النساء كنّ يعملن وصفات بعض المواد الطبيّة والخلطات الكيميائية ، وكذلك الوصفات الشعبية لأغراض النظافة. وكان وصف العلاجات الشعبية للأمراض مجالاً واسعاً للانفتاح على أهمية خبرة النساء. حيث كان جزءاً من واجباتهن في المنزل هو علاج الأمراض البسيطة التي يعاني منها أطفالهن والخدم .
لقد كانت الخيمياء صورة مبكرة من الكيمياء، ومن الكيميائيات المشهورات كانت " إيزابيلا كورتيز". ولايُعرف عنها سوى أنها كانت إيطالية جريئة تحدّت عالم الكيميائيين السري ونشرت كتاباً (أسرار السيدة إيزابيلا كورتيز) الذي يتحدث عن الوصفات الشعبية . ويتضمن الكتاب الذي طُبع لأول مرة في البندقية عام 1561م إلى جانب الأمور التي تهم الكيميائيين؛ على العديد من الوصفات المفيدة مثل كيفية صنع غراء جيد، ومواد التنظيف الفعّالة، ومعجون الأسنان المبيّض، ومستحضرات التجميل، وغيرها . وقد حظي الكتاب بشعبية كبيرة ، وأُعيد طبعه إحدى عشرة مرّة خلال القرن التالي . ومن الكيميائيات الناجحات أيضاً ؛الباحثة الفرنسية "ماري مورداك" (حوالي عام 1610-1680م)، التي طرحت مجموعة من العلاجات للعلل والأمراض في كتابها المعنون " الكيمياء الآمنة والسهلة في مصلحة المرأة " نشرعام 1666م . وقد أُعيد طبع الكتاب مرّات عدة. وكُتبت مقدمة الكتاب بأفكار مستمدة من الكيميائية "ماري مورداك" حول أهلية المرأة لتكون كيميائية مقتدرة تماماً :
"العقل ليس له جنس، وإذا تمت تنمية عقول النساء مثل عقول الرجال، وإذا استخدمنا الكثير من الوقت والمال في التعليم؛ يمكن أن يصبحن مساويات لهم بالتأكيد."(موران، ص64)
الكثير من النساء كنّ غير معروفات ولكن لديهن أعمال في مجال الترجمة مثلاً ،حيث تُرجمت المبادئ الرياضية للفلسفة لإسحاق نيوتن لأول مرة إلى الفرنسية من قبل "گابرييل إيميلي"،و "ماركيز دو شاتليه" (عام 1706-1749م) . وأحياناً كانت المرأة تحتل جزء من صفحات بعض المجلّات والمنشورات التي تتعلق بالعلوم والرياضيات. كما كان يُسمح وعلى نطاق ضيّق بحضور بعض الشخصيات النسائية المحاضرات العلمية ومعارض الأجهزة التي ابتكرها العلماء الذكور بدعم المؤسسات العلمية والجمعيات.

رعاة العلم
على الرغم من أن الذكور قد وضعوا العديد من الحواجز الهائلة في طريق النساء اللائي يرغبن في أن يصبحن عالمات، إلا أنهن كن يستقبلن تمويل المتبرعات برحابة . فقد كانت الملكة "كريستينا" ملكة السويد (عام 1632ـ 1654م) داعمة مشهورة للعلوم في موطنها ستوكهولم وحتى بعد نفيها إلى روما عندما قامت بتمويل أكاديمية الفيزياء والرياضيات. كما دعمت الأميرة "إليزابيث" من بوهيميا (عام 1618-1680م) الفيلسوف "رينيه ديكارت"، الذي أهداها في المقابل كتابه "مبادئ الفلسفة" في عام 1644م .
ونظمّت العديد من نساء الطبقة العليا حفلات خاصة دعون فيها نخبة من العلماء الذكور إلى جانب عدد من الموسيقيين والفنانين. وكان هذا هو الحال بشكل خاص في فرنسا مع نظام الصالون . ولكن لم تنج هؤلاء النساء من الانتقادات طالما لم تتغير عقلية الذكور نحو المساواة بين الجنسين . فعلى سبيل المثال؛ تعرضت نساء الصالونات للسخرية بشكل مُخجل في المسرحية الكوميدية " السيدات المتعلمات" للكاتب المسرحي الفرنسي موليير (عام 1622-1673م). كما تعرض العلماء الذكور أيضاً للسخرية، بيد أن "النساء غالباً ما تعرضن لهجوم أكثر شراسة، اعتماداً في بعض الأحيان على التحّيز المتجذّرالقائل بأن المرأة المتعلمة فاسقة وقبيحة و أم سيئة" (بيرنز،ص 327).
ومع ذلك، كان العديد من النساء الثريات أقل شهرة، ولكن كان لهن دور حاسم خلف الكواليس فيما يتعلق ببعض الاكتشافات العلمية. فقد كنّ زوجات وبنات العلماء الذكور. وعلى سبيل المثال، كانت "كاترينا إليزابيث (عام 1647-1693م)، الزوجة الثانية لعالم الفلك البولندي "يوهانس هيڤيليوس" (عام1611-1687م)، مساعدة متفانية لزوجها في دانزگ (گدانسك)، حيث كانت تقوم بتشغيل الأجهزة الفلكية ومواصلة الرصد من خلالها . وعلى ما يبدو أن علماء الفلك الذين يعملون من مراصدهم المنزلية؛ يجدون أن مساعدة بناتهم وزوجاتهم لا غنى عنها. إذ ساعدت "ماريا إيمارت" (عام1676-1707م) والدها "جورج كريستوف إيمارت" (عام 1638-1705م) في نورمبرگ، عندما أنجزت العديد من المخططات والرسومات الفلكية الجميلة بألوان الباستيل، بما في ذلك أكثر من 250 لوحة لسطح القمر. ومن الحالات النادرة؛ كانت "مارگريت فلامستد" (عام 1670ـ1730م) مرتبطة بمؤسسة رسمية وساعدت زوجها جون فلامستيد (عام 1646-1719 م) في المرصد الملكي في گرينتش .

مشاهير النساء
على الرغم من التحديات الهائلة، تمكنت بعض النساء في أن يصبحن عالمات ، وقدمن مساهمات مهمة للمعارف الإنسانية في أوائل العصر الحديث . وأدناه أربع نساء مختارات :

ماريا كيونتز
كانت ماريا كيونتز (عام 1610-1664م) عالمة فلك ألمانية ـ بولندية ؛ استفادت من فكرة والدها في منح ابنته تعليماً راقياً في العلوم والطب والرياضيات واللغة اللاتينية. وتزوجت كيونتز من عالم فلك زميل لها ، إلا أنه لم يكن متفوقاً بعلمه عليها . وكان كتابها الأكثر شهرة " جداول أورانيا بپروپيتيا" (عام 1650م)، وهي جداول بسّطتها كيونتز عندما وضعها "يوهانس كپلر" (عام 1571-1630م)، والتي كانت هناك حاجة إليها بشدة لجعل المعلومات القيّمة الواردة فيها بمتناول عدد أكبر من علماء الفلك . ورغم كل ذلك؛ فقد عانت كيونتز من التحيز الذكوري ،وذلك عندما زعم بعض زملائها الذكور ؛ في أن تلك الجداول كانت دقيقة بحيث لا يمكن لأي امرأة أن تنظمّها ، حتى أن الشكوك قد أُثيرت حول زوجها في هذا الصدد. وبقيت كيونتز خالدة عندما أُطلق اسمها على فوّهة في كوكب الزهرة .

مارگريت كاڤندش
كانت مارگريت كاڤندش دوقة نيوكاسل (عام 1623-1673م)،هي شخصية انكليزية نسائية بارزة ؛عالمة وفيلسوفة ، وكاتبة ، ومشاركة في الثورة العلمية في بريطانيا . فهي كانت تلتقي بمفكرين ذكور مشهورين مثل "توماس هوبز" ، و"رينيه ديكارت" ، و"پيير گاسندي" . وكانت لها أيضاً مراسلات متكررة مع عالم الفيزياء والفلكي "كريستيان هويگنز" (عام 1629-1695 م). وكتبت كاڤندش المقطع التالي انتقاداً لبعض معارضيها من الفلاسفة :
"ومع أن الفلاسفة الطبيعيين لا يستطيعون اكتشاف الحقيقة المطلقة للطبيعة، أو وظائف الطبيعة الأرضية، أو الأسباب الخفية للمؤثرات الطبيعية؛ ومع ذلك فقد اكتشفوا العديد من الفنون والعلوم الضرورية والمفيدة لفائدة حياة البشر... فالاحتمال قريب من الحقيقة، والبحث عن سبب خفي يكشف عن آثار مرئية." (ووتون،ص 569)
نشرت كاڤندش كتابها " خيالات فلسفية ( عام 1653)، وقد عانت مثل سابقتها كيونتز لكونها امرأة في هذا المجال العلمي الذي يهيمن عليه الذكور، وقد كُتب عنها انتقاداً كما في المقطع أدناه :
"شخصية متوهجة وغريبة الأطوار، مع موهبة الترويج عن نفسها، وكان يُنظرعلى أن ذلك غير مناسب لإمرأة ، وقد سُخر منها باعتبارها [ماد ماج Mad Madge] ." (بيرنز،ص 58). ولم تُردع كاڤندش مايكفي حسب اعتقاد أقرانها الذكور؛ فاستغلت مكانتها الاجتماعية لحضور اجتماع الجمعية الملكية في لندن عام1667م، وكانت أول امرأة ، والوحيدة التي أقدمت على ذلك حتى عام 1945م .

ماريا سيبيلا ميريان
حفرت "ماريا سيبيلا ميريان" (عام 1647-1717م) اسمها في علم التاريخ الطبيعي، لا سيما كرسّامة. وهي تنحدر من سلسلة طويلة من الناشرين والفنانين في فرانكفورت. لقد انتقلت ميريان إلى نورمبرگ ونشرت هناك كتابها الأول في عام 1675 م، وهو في الواقع عبارة عن ثلاثة مجلّدات من الرسوم التوضيحية المنقوشة على ألواح من النحاس . كما تناول كتابها نماذج مفصّلة عن أنواع وأشكال الزهور يستفيد منها الفنانين والنساجين في أعمالهم . وفي عام 1679 م؛ نشرت ميريان مجموعة أخرى من المخططات والرسوم بعنوان "اليرقات" ، والتي أبرزت فيها هذه المرّة مراحل حياة الحشرات المختلفة التي واكبتها. وكانت غالباً ما تجمع وتصنّف أعمالها الفنية لتشمل عدداً كبيراً من الحشرات في نفس بيئتها الطبيعية . ولم تكن ميريان ترسم أشكال الحشرات فقط ؛بل قامت أيضاً بتربية ودراسة دورة حياة العديد من أنواع الحشرات .
انفصلت ميريان عن زوجها وانتقلت إلى أمستردام عام 1691 م، ثم انتقلت إلى سورينام في أمريكا الجنوبية، حيث مكثت من عام 1699 م حتى عام1701م . وكانت سورينام آنذاك مستعمرة هولندية ، مما أتاح للفنّانة الكثير من الفرص لرسم الصور ودراسة مراحل التكاثر والنموّ للحشرات الغريبة ، ومن ثم أصدرت كتابها عن تلك التجربة الرائدة " تحولات حشرات سورينام" عام 1705م . وفي إحدى الرسائل الموجهة إلى مشتري محتمل لعينات الحشرات وبعض الحيوانات الصغيرة التي جلبتها معها من سورينام ، أشارت إلى ما يلي :
"لقد أحضرت معي أيضاً جميع الحيوانات المجففة ومحفوظة جيداً في صناديق، حتى يتمكن الجميع من رؤيتها. ولا يزال عندي أيضاً تمساح مغمور في سائل داخل جرّة، وأنواع كثيرة من الثعابين وحيوانات مختلفة ، بالإضافة إلى حوالي عشرين صندوقاً دائرياً من الفراشات المختلفة والخنافس، والطيور الطنّانة وذباب الفوانيس (يشار إليها في جزر الهند باسم عازفات الموسيقى بسبب الأصوات الصادرة منها )، وحيوانات أخرى معروضة للبيع ."(جاردين،ص 278)

ماريا ڤنكلمان
ماريا مارگریتا ڤنكلمان (عام 1670-1720م) كانت عالمة فلك ألمانية. وعلى ما يبدو كان انجذابا سحرياً لا يقاوم لأصحاب العقول المتشابهة ؛ إذ تعلمت ماريا علوم الفلك من والدها ، وتزوجت من عالم الفلك "گوتفريد كيرچ" (1639-1710)، الذي تعلم مهاراته الفلكية من "يوهانس هيڤيليوس" (عام1611-1687م). كما أن ماريا وگوتفريد قد عملا سوياً في مجال اختصاصهما ، ولكن الهيمنة الذكورية القائمة آنذاك، جعل گوتفريد يحصل على منصب مرموق كعالم فلك في أكاديمية برلين للعلوم عام 1700م . بيد أن ماريا قد واصلت العمل مع زوجها، ونشرت ثلاثة كتيبات عن علوم الفلك تحمل اسمها. وقد اكتشفت ماريا مذنّباً في عام 1702م، ولكن نُسب هذا الاكتشاف إلى زوجها، غير أنه أعلن صراحة في أن الاكتشاف يعود لزوجته وليس له الفضل بذلك . وكانت قدرة ماريا على هذا النشاط الدؤوب؛ يتضح من خلال تعليق عالم الرياضيات الألماني الشهير"گوتفريد ڤيلهلم لايبنتز" (عام 1646-1716): "إنها ترصد مع أفضل الراصدين الفلكيين، وتعرف كيفية التعامل مع الرُبع (آلة لقياس الزوايا) والتلسكوب بشكل رائع" (،جاردين ص335).
عندما توفي زوجها عام 1710م ، تم رفض عرض ماريا لتولي منصب عالمة فلك في أكاديمية برلين، وذلك ليس بسبب عدم كفاءتها؛ ولكن خوفاً على سمعة الأكاديمية إذا تم تعيين امرأة. بعد ذلك ؛واصلت ماريا عملها في علوم الفلك، وخاصة في إيجاد التقاويم للكواكب والمجرّات، باستخدام مرصد البارون "برنهارد فريدريچ ڤون كروسيك" في برلين، ومن ثم مرصد هيڤيليوس في دانزيگ. وفي الأخير واصل "كريستوف" ابن ماريا مسيرة العائلة وعُيّن عالماً فلكياً في أكاديمية برلين عام 1716 م ..


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وليام بيرنز ـ الثورة العلمية في المنظور العالمي ـ طباعة جامعة أكسفورد ـ 2015 .
وليام بيرنز ـ الثورة العلمية ـ أي بي سي . كليو للنشر ـ 2001 .
جون هنري ـ الثورة العلمية وأصول العلوم الحديثة ـ ريد گلوب للطباعة ـ 2008 .
ليزا جاردين ـ مساعي بارعة ؛ بناء الثورة العلمية ـ أنچور للنشر ـ 2000 .
بروس موران ـ تقطير المعرفة ـ طباعة جامعة هارڤارد ـ 2006 .
ديڤيد ووتون ـ اختراع العلم ـ هارپرپيرينيال للنشر ـ 2016 .



#عضيد_جواد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الوسيم نارسيسوس (نرجس)
- دعوى استئناف لإمرأة سومرية أمام محكمة في مدينة أوما
- هيبي إلهة خلود الشباب
- كيف كانت التجارة في بلاد الرافدين القديمة ؟
- معاداة السامية في أوروبا المسيحية
- الزقّورات في بلاد الرافدين
- الحروب وأدواتها في بلاد الرافدين القديمة
- الماء والخلق في فلسفة طاليس
- مملكة إسرائيل في التاريخ القديم
- كيف كانت حياة الأسرة في بلاد الرافدين ؟
- المرأة في مصر القديمة
- مَن هو الرّب يهوه ؟؟
- اليهودية المبكرة من منظور تاريخي
- حقائق ملفوفة بالخيال
- مفهوم الغنوصية الفلسفي عند المسيحية
- من هم الگوتيون ؟؟
- الطبيبات في مصر القديمة
- أوروك مدينة الحضارة الأولى
- دستور حمورابي وشريعة الآلهة
- الفلسطينيون الأوائل بين الكتاب المقدّس وعلم الآثار


المزيد.....




- معارضون خارج المملكة ينظمون مؤتمر -البحث عن الديمقراطية في ا ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مبنى في مستوطنة شتولا شمال ...
- الشورة.. والمصالحة الصعبة
- سويسرا تنظم مؤتمر -السلام في أوكرانيا- وروسيا تقلل من جدواه ...
- فون دير لاين تدعو لاستئناف حل الدولتين
- تجديد واسع في قيادات الجيش الإسرائيلي على خلفية الانتقادات ا ...
- تونس.. إحالة 40 متهما على الدائرة الجنائية المختصة في الإرها ...
- الخارجية الأمريكية تكشف عن مطلبين سعوديين قبل تطبيع علاقاتها ...
- بزعم معاداة السامية.. قمع أمريكي لاحتجاجات طلابية تدعم غزة ب ...
- أردوغان: نواجه ضغوطا من الصهيونية


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي 2024 - أوضاع المرأة في الحروب والصراعات وكيفية حمايتها، والتحديات التي تواجهها - عضيد جواد الخميسي - النساء العالمات في ثورة العلوم