أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - الهيافة في الحرب المنسية!














المزيد.....

الهيافة في الحرب المنسية!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7906 - 2024 / 3 / 4 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أبرز ما تم التوثيق له في الحرب الدائرة بضراوة الان، انه لا نصير للمواطنين، بعد ان تبارى طرفا القتال، مليشيا الدعم السريع والجيش رهين الحركة الإسلامية، في تسجيل ارقام قياسية في انتهاكات حقوق الانسان، بصورة لا تمت للقيم او الاخلاق او حتى اعراف الحرب بصلة.. 15 ألف قتيل تقريبا، 28 الف، جريح ومصاب، 8 مليون لاجئ، بلا افق حلول ناجعه لإيصال المساعدات الإنسانية وتدارك شبح المجاعة، وإنقاذ النساء والشيوخ والأطفال الذين يواجهون الموت، وشهر رمضان وكذلك فصل الخريف على الأبواب، ذلك الفصل الذي كان مصدر مفاجأة كل عام للحكومة، زهاء الثلاثين عام، فكيف يا ترى سيكون الحال في أوان الحرب؟ لقد شارفت الحرب علة اكمال عامها الأول، ولا تزال تلازمها صفة الحرب العبثية بلا منافس.
وبينما يعاني المواطنون من حالة الهروب من جحيم الحرب ثم العودة لمساكنهم التي هجروها بعد النهب والسلب والاحتلال من الدعم السريع ومن منسوبي الجيش، وتلك التي طاف عليها طيران الجيش فهدها علي رؤوس من تبقى ودكها دكا، ازداد عمق الضحالة حتي طفح عفن باطنها في الاعلام الكثيف الذي يعمل لمصلحة العبث ولا ينتج ما ينفع الناس، فتصدر قيادة مشهده مغارز (القونات) ومسلسلات السير الذاتية (للايفاتية)، من الحزبين الحديثين (بل بس) و(جغم بس)! وقد ملأت براميلهم الفارغة الساحة ضجيجا، بلا طحين، يطعم اود المساكين، ولا مناشدات لعلاج يطب جرحى المحروبين، ولا حكمة عقلاء تجمع وحدة الصف الوطني، اذ لايزالون في التيه لا يقدّرون حجم الكارثة.
وبالطبع لم يفوت هذا المولد الكائنات المتحولة من الفلول، الذين يجدون في تأجيج الحرب الاهلية، فحين عجز الجيش عن تحقيق احلام (دخلوها وصقيرها حام)، رجعوا يتصايحون في خطب المساجد، يشككون في قيادة الجيش، ما بين الخيانة والتآمر بين البرهان والدعم السريع، وان البرهان كقائد رجل ضعيف! كما ذكر الخطيب والعميد بالقوات المسلحة طارق الهادي كجاب، ثم تجد من يلاجج بسماجة ان هذا الجيش برئ من الانتماء للحركة الإسلامية، ونفس هذا الكجاب رفع تهم الخيانة في وجه الذين نقدوا الجيش بانه جزء من الازمة الوطنية.
وظاهرة انحدار الثقافة وانحلال الاعلام في أوان الحرب ظاهرة معلومة ومرصودة، لذلك لا نستغرب ان يطفو علي سطح العطن الممثل (فضيل) في كوميديا ظن انه يرمي بسهمه في نحر مليشيات الدعم السريع، وقوي الحرية والتغيير، وما علم انه أصاب كبد ثورة ديسمبر وشبابها الابطال من الذين استشهدوا من اجل الديموقراطية التي توفر سبل العدالة والحرية والسلام، فالرجل عرفناه بوق ضد مطالب الحقوق، والمساواة، ورفع التمييز عن كاهل المرأة، في عمر حكومة الفترة الانتقالية القصير، صمت عن قنص رؤوس الثوار السلميين بالبنادق والدوشكات، وعن اعتراف حكومة لديها وظيفة لاغتصاب المعارضين السياسيين (اختصاصي اغتصاب)! ولم نسمع له بعمل درامي خلال ثلاثين عام في مواجهة حكومة الاخوان المسلمين لرفع الظلم عن كاهل الشعب، .
ثم طبائع الأشياء تقول (ان فاقد الشي لا يعطيه) فليس هنالك رجل عاقل يتحرى الديموقراطية من مليشيات عسكرية تخلقت في رحم المؤسسة العسكرية الفاسدة، وترعرعت تحت ابوة الحركة الإسلامية، فكانت يدها التي تبطش بها الشعب، وتحرس الحكام، لذلك كان قائدها حميدتي أكثر حيلة في الوصول لمسامع الناس من كوميديا فضيل، اذ تبني صوت الديموقراطية، ولكن هل هذا دافع للسخرية بالديموقراطية او حتي القوى المدنية، فهي علي نقائصها ستظل الباب الذي لابد منه لوقف الحرب والولوج للحياة الكريمة لجميع السودانيين.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دواعش الجيش والرهان الخاسر!
- محمود جنا طه.. رجل السلام!
- أيها الجنرال هل للثعالب دينا؟
- الروبوبعاتي يهزم الفلول عسكرياً والشعب يريد السلام
- خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
- حاقت عليهم لعنة اللاعنين!
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!
- -حميدة- تاجر التعليم في السلم والحرب
- الشعب السوداني خراف الاخوان!
- قرع الطبول يطرب الفلول!
- ود المك.. زلزل رجال الدين
- من للفقراء يا جبريل!
- يوم المرأة.. إلى لونا في آلائها
- متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟
- أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!


المزيد.....




- ما هي الدول التي تغيرت رسومها الجمركية منذ إعلان ترامب في -ي ...
- الإعلان عن تكلفة بناء قاعة ترامب للاحتفالات في البيت الأبيض ...
- اكتشاف مذهل لوشوم معقدة على جسد مومياء عمرها 2,500 عام
- ترامب يفرض رسوما جمركية تصل إلى 41% على عشرات الدول بدءا من ...
- نيورالينك تبدأ تجارب بشرائح الدماغ في بريطانيا لتمكين مرضى ا ...
- سلوفينيا تعلن حظر عبور وتجارة الأسلحة مع إسرائيل بسبب الحرب ...
- البيت الأبيض: ترامب يزيد الرسوم الجمركية على كندا إلى 35%
- إسرائيل تبدأ إجلاء دبلوماسييها من الإمارات بعد تحذيرات أمنية ...
- سوريا: وزارة العدل تشكل لجنة رسمية لبحث أسباب ونتائج اشتباكا ...
- سلوفينيا أول دولة أوروبية تحظر تجارة الأسلحة مع إسرائيل


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - الهيافة في الحرب المنسية!