أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - حاقت عليهم لعنة اللاعنين!














المزيد.....

حاقت عليهم لعنة اللاعنين!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 02:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(اللهم لا ترفع للكيزان راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم للعالمين عبرة واَية) تريند أصبح تظاهرة روحية اسفيرية جمعت السودانيين في التوجه لله طلباً لعدالة السماء، بعد ان زاد سخطهم، وشقاؤهم، وعذابهم في ظل حرب حصدت أرواحهم، وقصفت منازلهم وقتلت اسر بكاملها، بأسلحة دفعوا ثمنها ضريبة من عرق جبينهم وكدهم وقوت أبنائهم، لكي يستخدمها الجيش في الدفاع عنهم وحمايتهم، فإذا هي مقذوفات على رؤوسهم، تمزقهم أشلاءاً وإرباً.. لقد ضاقت البلاد بأهلها، ففروا طلباً للأمان في الدول المجاورة فوجدوا الذل والهوان، واستقبلهم حصاد الإسلاميين الذين يشعلون ضرام الحرب، كلما لاح بريق وقف إطلاق النار والوصول لاتفاق وحلول توقف سفك الدماء.. فإن مليشيات الكيزان تتسابق في إحراز المزيد من اراقة الدماء، واشعال الفتن..
لقد انزعج الفلول من تلك الدعوات اللاعنة، في حين لم تزعجهم انتهاكات وجرائم الحرب وقتل الأبرياء، وكأنهم غير معنيين بقوله تعالى (من قتل نفساً، بغير نفس، او فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً.. ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعاً).. وبالطبع فإن الفلول وكونهم دعاة (بل بس) لا يعنيهم وقف الحرب واحياء الناس جميعاً، فهم أصحاب فهم اصولي تربي تابعوه على العنف وحمل السيخ منذ ان كانت معاركهم في الجامعات حول كسب الانتخابات، لا يعترفون بالديموقراطية صنيعة الغرب الكافر! ولا بخسارتهم في الانتخابات فيكيدون ويغدرون ليصلوا الى المناصب التي ينشدونها، ويعتقدون في عصمة الهية تحفظهم من الهزيمة، وقد صور لهم خيالهم المريض ان يد الله فوق أيديهم، الوالغة في دماء المسلمين، لذلك لم تخمد حروبهم العقائدية ضد الأقليات الدينية طوال فترة حكمهم الذي استمر لثلاثين عام، أما حرب 15 ابريل الحالية والتي أذاقت الشعب الأمرين فهي من صميم صنيعهم ولذلك تخيفهم دعوات ايقافها..
وفي قرارة أنفس الاخوان الفلول، فإنه دينيا لا يجوز لعنهم، فهم (أصحاب الأيادي المتوضئة) والدعاء المستجاب مهما فعلوا (فهي لله).. هم العارفون في الدين دون غيرهم وهم أفضل من جميع السودانيين.. ألم يقل مرشدهم حسن البنا لهم أنهم أصحاب رسول الله وأردف قائلا (أيها الأخوان المسلمون: هذه منزلتكم، فلا تصغروا من أنفسكم، فتقيسوا أنفسكم بغيركم)؟!! ولذلك فإن همهم الشاغل هو (إعادة صياغة الانسان السوداني) وتعليمه إحسان (صناعة الموت) كما وصّاهم مرشدهم البنا أيضا.. إذن كيف يتطاول عليهم اللاعنون، وكيف سولت لهؤلاء الاقوام أنفسهم اقتحام مجالات تخصصهم الديني، بعد ان نجحوا في ان يكون ميدان الدين خاليا من سواهم، بالإرهاب الديني، وبتهم التكفير، حتي يسوقوا الشعب المحب للدين بفطرته، سوق الضأن ليقف في معسكرهم، اذ الحاكمية لله وهم القائمين علي امرها.. ولذلك تجدهم لا يستحون من القول ان الضائقة الاقتصادية في فترة الحكم الانتقالي أسبابها ابتعاد الحكومة عن تحكيم شرع الله، والمواطنون يعلمون انها أزمات اقتصادية سببها فسادهم، وسوء اخلاقهم، وعدم مخافتهم الله.. هم يتلاعنون فيما بينهم، ثم يستدعون فقه التحلل، فيجيزون اكل أموال الناس بالباطل.. هم معسكر الايمان والشعب معسكر الكفر، وقتلهم الانفس فعل مقدس (أو جهاد إسلامي) حتى ولو كان ضد مسلمين أو ضد مليشيا صنعوها بأيديهم وسلحوها وأغدقوا عليها بالأموال والرتب العسكرية واستماتوا في الدفاع عنها.. ولا توجد كلمة حق اريد بها باطل مثلما شهدنا في حرب (المكبراتية) هذه إذ يتنافس فيها الطرفان، الجيش والدعم السريع، على التكبير والتهليل فوق جثث المواطنين وفوق جثث بعضهم البعض، فهما من (رحم واحد) فيه رفع السلاح باسم الله، يكسب الحصانة الدينية.
ومن أبرز ما صاحب هذا السخط الشعبي الإسفيري، المُلحّ في الدعاء، نشاط اعلام الفلول بخطة في غاية الدهاء الإعلامي، بإقحام قوى الحرية والتغيير تارة، واقحام الدعم السريع تارة أخرى.. بالطبع الدعم السريع خطيئتكم، وصنيعكم، مليشيات المكر الذي حاق باهله، اما الزج بالدعاء علي (ق. ح. ت) لا يجعل منكم وطنيين غيورين، او محايدين، بل الحقيقة يثبت أنكم مفارقين لموازين العدالة التي تتوسلون اليها بالدعاء وتطلبون القصاص، اذ كيف تستقيم موازين العدالة السماوية والارضية، بين من حكم وتسلط لثلاث عقود وله سجل غير مسبوق في تاريخ هذا البلد من سفك الدماء، وهتك الاعراض (اختصاصي اغتصاب)، بل هو من اشعل هذه الحرب، ويعتبر الدعوة لإيقافها عار وطني وخيانة، وبين مجموعة من قيادات الأحزاب، والقوى الوطنية التي شاركت في الثورة ضد نظام الأخوان المتأسلمين، من الذين اذن لهم التفويض الشعبي بتكوين حكومة انتقال تخرجه الى بر الأمان.. وذات الفلول الذين حاقت بهم لعنة دعاء المظلومين، كانوا أن عرقلوا جميع سبل الانتقال المدني بإخفاء السلع وقفل الموانئ وإثارة الفتن الى آخر ما عرف الشعب من مؤامرات.. وبالطبع فإننا نقدنا إخفاقات ق.ح.ت في أشياء كثيرة على راسها عجزهم عن التطهير السياسي، مما جعل الاخوان المسلمين يعودون بنفس الخبث للمشهد السياسي، عبر بوابة الجيشَ مستغلين العاطفة الوطنية، للتغرير بالمستنفرين للموت بدلا عن أبنائهم!! والشاهد أن نقد الحكومة الانتقالية اتاح فرصة لنمو ثورة وعي وسط قطاعات الشعب المختلفة، مقابل معارضة الاخوان المسلمين التي تنتهي بدق مسمار في راس طبيب، أو آلة صلبة في مؤخرة معلم، أو اغتصاب امرأة، أو مقتل الشباب، أو إشعال حرب تقضي على الأخضر واليابس.. هؤلاء أناس لا أخلاق لهم في الخصومة السياسية ولا كابح لجموحهم في الكيد لهذا البلد الطيب (أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!
- -حميدة- تاجر التعليم في السلم والحرب
- الشعب السوداني خراف الاخوان!
- قرع الطبول يطرب الفلول!
- ود المك.. زلزل رجال الدين
- من للفقراء يا جبريل!
- يوم المرأة.. إلى لونا في آلائها
- متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟
- أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!
- سلاح الاغتصاب! اوجاع السودانيين وشماتة الاسلاميين
- الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين
- إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!
- اسقاط العمامة من إيران للسودان!
- بيان الشرطة! أي كذب زار بالأمس خيالي
- الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - حاقت عليهم لعنة اللاعنين!