أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟














المزيد.....

متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7525 - 2023 / 2 / 17 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن انقلب البرهان على السلطة الانتقالية، لم يفتر لسانه من التصريحات التي يبتدرها بعبارة (لا أريد حكم السودان ولا المؤسسة العسكرية تريد الحكم) ويعقد الاتفاقيات مع المدنيين، معلناً نية الإصلاح، فحين يحين اجل تنفيذها، ينقض غزله، كخرقاء مكة “ريطة بنت عمرو” قيل إنها كانت مريضة بالوسوسة، إذ كانت وجواريها تغزل من الغداة إلى الظهر، ثم تأمرهن فتنقض ما غزلته، حتى انه نزل في امرها قوله تعالى (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ).
فالجنرال لم يسبقه عسكري في نقض العهود بصورة فاضحه كالتي جُبل عليها، تجده بالرغم من فشل انقلابه الذي عجز عن إقامة حكومة لمدة عام، إلا ان دخيلته تُؤمن بصدق رؤيا والده، بأن ابنه له شأن عظيم في السودان! وللأسف الشأن العظيم كان نصيب الشعب منه مجزرة القيادة العامة التي إحتمى فيها معتصمون شباب سلميون تعلقوا بأعتاب القيادة العامة، طلباً للحرية والسلام والعدالة، وتحت بصر ومتابعة البرهان كان نصيبهم الموت، والسحل، والاغتصابات، واخفاء الجثث والتخلص منها في النيل مكبلة بالأثقال، مجزرة الخرطوم التي اتحد فيها العسكر والدعم السريع لتنفيذ مخطط فض الاعتصام بتلك الصورة المأساوية المروعة والتي مايزالان يتبادلان الأدوار في انكار مسئوليتهما عن جرائمها.
والرعاية الابوية للبرهان تجاه الدعم السريع وقائدها حميدتي دقلو، مصدرها عقيدة ضباط الجيش الإسلاميين، في الانتماء للحركة في المقام الأول، الذين صنعوا مليشيات الدعم السريع، وقاموا بتدريبهم بسخاء، وغيرها من اجندة التربص والتنافس والاحتماء بروسيا والامارات وإسرائيل وما يجري في الخفاء بين الرجلين، لذلك البرهان في حالة ازدواجية تثير الرثاء، تارة يصرح (قوات الدعم السريع جزء أصيل من القوات المسلحة وستبقى جزءاً من القوات المسلحة، ومهما قلنا ما بنوفي الدعم السريع حقه قبل التغيير وبعده، وقد قام بأدوار كبيرة لا ينكرها إلا مكابر) سونا -20مارس21
وتارة أخرى في متاهته، يصدر خطاباته العنترية التي يخيل إليه انها تنطلي على الشعب السوداني الحصيف، من شاكلة مخاطبته لثوار ديسمبر حين عقد اتفاقه الأول مع قوى الحرية والتغيير ووصفها، بأنها فترة الحكم الراشد، والالتزام بالعدالة الاجتماعية، وحكم القانون! خاطب الشباب وقتها بلغتهم (ناس الرصة والراسطات والناس الواقفين قنا)، ثم انقلب على الحكم المدني، وقتل العسكر واللجنة الامنية، الواقفين قنا والكنداكات بدم بارد. ولأن الجنرال فاقد للمصداقية، ويتحرى الكذب، عاد للعبث بالموقعين على الاتفاق الاطاري، حين صرح للشعب، الخميس 16 فبراير23، (انه لا أحد يستطيع هزيمة الجيش، وتنفيذ الاتفاق الإطاري مرهون بدمج الدعم السريع)!!
السؤال، هل يعي البرهان تفاصيل الاتفاق بينه و(ق.ح.ت)؟ وماذا تعني لديه بنود الإطاري التي ورد في متنها (1) (قوات الدعم السريع قوات عسكرية تتبع للقوات المسلحة ويحدد القانون أهدافها ومهامها ويكون رأس الدولة قائدا أعلى لقوات الدعم السريع) (2) (ضمن خطة الإصلاح الأمني والعسكري والذي يقود إلى جيش مهني قومي واحد يتم دمج الدعم السريع في القوات المسلحة وفق الجداول الزمنية المتفق عليها)، من نص الاتفاق الإطاري بين القوى المدنية والعسكر، المنشور 5 ديسمير 22.
وعلى أي أساس وقع البرهان الاتفاق الاطاري؟ أم كان (شاهد ماشافش حاجة)؟ متى يفيق الجنرال من هذا التوهان؟ ويقلع عن العبث بالمكون المدني! بل ماهو موقف الموقعين على الاتفاق الاطاري من هذه التصريحات الخطيرة؟ وهم يدركون انه سبق للبرهان اعلان مثيلاتها مما أدى إلى فوضى أضرت بالمشهد السياسي منذ انقلابه الفاشل، وأودت بالبلاد لهذه الازمة الخانقة، التي استباحت أرض البلاد بالأجاويد من المجتمع الدولي من أصحاب المصالح والمطامع. ومن شأنها كذلك الاضرار بالعملية السياسية الحالية، خاصة وأنه رجع لنفس محاور معضلة اشتراطات وحدة القوى المدنية (الجيش لن ينصر جهة على جهة أخرى وأدعو السياسيين للبعد عن المزايدة باسم القوات المسلحة) واشتراطات البرهان (اذا إرادة الحرية والتغيير قيادة الشعب السوداني عليها تقبل الاَخر)، أي تعني اغراق العملية السياسية بالفلول والانقلابيين لا محالة.
هل تأمن القوى الموقعة على الإطاري مآلات تصريحات البرهان الهوجاء التي يسيئ فيها باستمرار للمدنيين، ولا يرعى حرمة لاتفاق او توافق بينهم؟. وكذلك رد فعل الدعم السريع وقائده، خاصة بعد ان ارتفعت أصوات البعض بتسويقه انه صادق في دعمه للاطاري وحامي حماه، الشيء الذي فتح باب التنافس بين الرجلين ومباراة اظهار القوة بين كليهما، والبلاد تشهد فوضى أمنية جديدة يتزعمها الفلول أعضاء حزب المؤتمر الوطني، تتصدر الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي، مع صمت تام ورعاية خفية من البرهان، الذي يسمح في هذا الظرف السياسي المعقد لأمثال اللواء أمن الاخواني انس عمر، بالجرأة على التصريحات المحرضة على إشاعة الفوضى واثارة الهوس الديني بإعلان الجهاد الإسلامي، ومعه منسوبو النظام البائد يحملون صور المخلوع في الأعلام (باننا نحن الإسلاميين سوف نقف مع إخواننا الاحرار في سجون العبيد إلى ان يخرج الاحرار احراراً).
يقيننا ان الشعب السوداني يعلم صعوبة الصراع مع العسكر واطماعه، وصعوبة التنازل عن 82% من مالية الدولة لجيوب المواطنين، وانه لا أمان لهم ولا تهمهم مصلحته في الديموقراطية، لذلك ستظل الثورة مستمرة وإن تطاول امدها حتى ارجاع العسكر للثكنات للقيام بمهامهم في خدمة هذا الشعب والكف عن استغلاله.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!
- سلاح الاغتصاب! اوجاع السودانيين وشماتة الاسلاميين
- الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين
- إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!
- اسقاط العمامة من إيران للسودان!
- بيان الشرطة! أي كذب زار بالأمس خيالي
- الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب
- زوجة المخلوع.. (يا عزيزي كلنا لصوص)
- لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم)
- سرطان شهوة الفساد!
- الهوس الديني وجحيم الفوضى!
- وفد (السفارة) بين الاخلاق والسياسة!
- قادة حركات ولؤم طباع!
- البرهان وتجديد وصاية المحتل!
- انهم يغتالون الاخلاق!
- مالك عقار ومصيدة الانقلاب!!
- (9) طويلة (الجريمة والعقاب)!
- يا ويل المساكين.. من جمعية القراَن الكريم!
- البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!


المزيد.....




- أجزاء من فئران بشرائح خبز -توست- تدفع بالشركة لاستدعاء المنت ...
- مسؤولون يوضحون -نافذة فرصة- تراها روسيا بهجماتها في أوكرانيا ...
- مصر.. ساويرس يثير تفاعلا برد على أكاديمي إماراتي حول مطار دب ...
- فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل
- العثور على بقايا فئران سوداء في منتج غذائي ياباني شهير
- سيئول وواشنطن وطوكيو تؤكد عزمها على مواجهة تهديدات كوريا الش ...
- حُمّى تصيب الاتحاد الأوروبي
- خبير عسكري: التدريبات الروسية بالأسلحة النووية التكتيكية إشا ...
- التحضير لمحاكمة قادة أوكرانيا
- المقاتلون من فرنسا يحتمون بأقبية -تشاسوف يار-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟