أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب















المزيد.....

الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 02:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين سقطت حكومة الاخوان المسلمين برز من بين قياداتهم عديد من المفكرين الجادين الذين طالبوا اخوتهم بنقد تجربتهم في حكم البلاد والمشروع الإسلامي منذ انقلابهم عام 1989 حتى 2018، والاعتذار للشعب السوداني عن تلك الفترة، وإقامة ثورة تصحيحية من داخلها، من بينهم دكتور المحبوب عبد السلام ودكتور حسن مكي وبروفسير الكاروري وآخرون، بل بعد المفاصلة وعقوق الإسلاميين لشيخهم الترابي نصحهم بان (كفوا ايديكم واقيموا الصلاة)! ونشهد هذه الأيام ظهور للإخوان المسلمين عبر قيادات، جاهلة ملهوفة على الحكم وشهوة الفساد المالي، امتلأ الفضاء العام بتصريحاتهم الهوجاء، وكالعادة لم يفوّت قيادي المؤتمر الوطني أمين حسن عمر السانحة مصرحاً (بوجود لجنة قانونية تتحري للكشف عن من هو المسئول عن اسقاط الإنقاذ)؟ صحيفة الصيحة الاحد 16 أكتوبر.
كأنه يجهل ان الذي اسقطهم وأربك حسابات تنظيم الاخوان المسلمين العالمي، هو فعل الشباب الثوار الذين ولدوا وتربوا في ظل حكومة الإسلاميين التي استمرت ثلاثين عام! وبينهم من هم من اصلابهم، أبنائهم وارحامهم، الذين كفروا بإبائهم، وكانوا اول من واجه فشل مشروع الحركة زيفهم، عبثهم، اتجارهم، وفسادهم باسم الدين، مفضلين الالحاد، على الكذب والتكبير الاجوف الذي لا يغادر الحناجر الي القلوب. وهم الذين أنزلوهم من منابر المساجد واخرجوهم من قلوب الناس ومن مقار المؤتمر الوطني وطاردوهم في المناسبات العامة والخاصة، وقاطعوهم اجتماعياً وهم يرفعون شعار (أي كوز ندوسه دوس).. ومعلوم ان الاخوان المسلمين لا يستحون والا لكانوا استحوا من الله قبلاً. فهم لا يفقهون انهم (غير مِؤهلين فنياً وضعفوا اخلاقياً) عن ان يؤتمنوا على قيادة هذا البلد.
و الاخواني مصطفي عثمان إسماعيل نموذج للكذب والغيبوبة السياسية، صرح (سيظل تنظيمنا الإسلامي هو القادر الأوحد الان علي قيادة الحاضر المأزوم الي رحاب الحرية والسلام والعدالة).. أي شعب هذا سوف يأتمنكم علي عدالة وحريات؟ وأنتم اليوم تقتلون وتعتقلون كل من وقف في وجه إزالة التمكين واسترداد الأموال التي نهبوها؟
اما أمثال ابن نافع علي نافع، فهم من أبناء (المصارين البيضاء) للحركة الإسلامية، لا يعلمون عن كنهها غير النعم والفارهات والتزاوج بين اسر الإسلاميين وتبادل المنافع، فقد احتشد حوله نفر من المنافقين والمدلسين والفلول، بنفس السحن الملتحية بالضلال، والقلوب الخاوية من الصدق، والجيوب التي تشتهي دوران الفساد فتعمر، في مدينة القضارف حول ما سمي (بالحملة الشعبية لإطلاق سراح د. نافع علي نافع).. يحدثنا الابن عن محنة أبيه وعن غياب العدالة والتعثر في النيابات، وان قوي الحرية والتغيير فشلت في تقديم اتهام لوالده ما عدا انقلاب يونيو 1989 وعزى ذلك (لأنه جاء بالإنقاذ واقام دولة العدل والدين والحق والنهضة للسودان والوحدة) .. فيديو الاحداث نيوز 15 أكتوبر 2022.. بالطبع العدالة التي يتباكى عليها ابن نافع ويعدد محاسن الإنقاذ التي فصلت البلاد جنوبها من شمالها، واشعلت نيران الحروب العنصرية والقبلية، ليست هي نفس العدالة التي استشهد في سبيلها شباب بعمره.. ففي فترة انقلاب الجنرال البرهان فقط ارتقت روح ما يقارب 120 شهيد روت دمائهم الطاهرة الأرض، خل عنك مذبحة الاعتصام في عتبة دور الإسلاميين! والقول لابن نافع ان ابيه مدير جهاز الامن السابق قد حدد معايير العدالة التي تناسب جرمه واخوته الحكام، كما تدين تدان.. وهو حين سؤل عن بيوت الاشباح في لقاء مع بابكر حنين علي قناة الشروق في 5 أغسطس 2018 قال:
(لا اريد أن ابريء الجهاز.. مرت علينا فترات معينة وربما كانت فيها اعتقالات وكانت فيها قبضة قوية، انا اذكرها ليك، محطات يعني، جزء منها امكن في بداية الإنقاذ عندما بدأت حركة قوية جداً في محاولة العصيان المدني، وتذكر اضراب الأطباء ومحاولة اضراب المهندسين وغيره، وكان من الشيء البديهي جدا انه ان لا يترك ذلك يتم والا (ضاحكاً) لو اصلوا نحن جايين عشان نخلي تتغير بي إضرابات ما كان في داعي نعمل الأشياء دي. وفترة اخري منها الانقلابات، فترة محاولات الانقلابات العسكرية، وتذكرها.. يعني انقلاب 28 رمضان ومحاولة حزب الامة بقيادة نقد الله شفاه الله وامد الله في عمره، مجموعة انا السودان الكانت في الخارج وعندها عمل عسكري منظم وتداخل مع حركة نقد الله وتداخل بينهم مرتبك، ومجموعة علي حامد، هذه فترات كذلك تمت فيها إجراءات كانت ضرورية من الاعتقال والتحري والاستجواب واستخلاص المعلومات، واخرى منها كان العمل المعارض الذي كان حاول ينحو نحو الاغتيالات والتفجيرات ودا برضو ربنا سبحانه وتعالي قيض للناس يخترقوهو ويعرفوه وياخذو علي ايدي مخططين والمنفذين، وهذه فترة تم فيها نقد للفترة انها فترة قاسية (Tuff) انتهي ..
أما الاخوان المسلمون الذين اجتمعوا ينادون مكبرين بعودة احمد هارون في الأبيض فأمرهم عجب، يحدثنا من بينهم شيخ مسن، عُرِّف بانه قانوني لكنه لم يراعي كلمة الحق، وعمد للدهاء الاخواني في استدرار العواطف! زعم ان احمد هارون (رجل عازل يحمل فكره ومبادئه بين طياته ولا حول ولا قوة له من أناس يحملون السلاح في مواجهته).. اذ كيف يأتمنهم الناس على عدالة وهم غير معنيين بحقوق الانسان، ويمجدون صاحب العبارة البغيضة التي ستظل عارا في جبين الإسلاميين من كتائب الدفاع شعبي، والظل والجهاديين، ودليل ادانته ((امسح اكسح قشوا ...ما تجيبوا حي.. ما دايرين عبء إداري.. أكلوا ني..).. وتعني اقتلوا أسرى الحرب في مخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية والقيم الدينية والإنسانية وذلك اثناء حربهم العبثية في جبال النوبة.
ان ارتفاع أصوات المبادرات الشعبية للإسلام السياسي، ليس من باب الصدف او الملهاة السياسية، وانما هو عمل مدبر بإحكام لإرباك الساحة السياسية.. فهم يراهنون على تشرذم القوي الثورية، وعلي تعقيد الراهن السياسي المأزوم، ويستندون علي مراكز قوة مالية وإعلامية تحت امرتهم تقاطروا لتسخيرها لنصرة تلك الحملات، عمدوا الى تحشيد عواطف البسطاء من الناس، تارة باسم العدالة لقادتهم، واخري باسم الالتفاف لنصرة الشريعة والحكم الإسلامي، والشاهد انها اوضاع مصنوعه من جنس صنيع انفراط عقد الامن وانتشار العصابات المسلحة وترويع المواطنين الآمنين، وإشاعة الفوضى القبلية، لقطع الطريق أمام الثوار وأهداف ثورتهم العظيمة. لا شك أننا نعيش واقعا خطيرا سيطر فيه طابع الاقصاء والتخوين والتشرذم بين القوي الثورية، وتعددت فيه المواثيق والتسويات المطروحة، واستثمر فيه الإسلام السياسي لعرقلة أي مشروع يقود للمدنية والديموقراطية.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوجة المخلوع.. (يا عزيزي كلنا لصوص)
- لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم)
- سرطان شهوة الفساد!
- الهوس الديني وجحيم الفوضى!
- وفد (السفارة) بين الاخلاق والسياسة!
- قادة حركات ولؤم طباع!
- البرهان وتجديد وصاية المحتل!
- انهم يغتالون الاخلاق!
- مالك عقار ومصيدة الانقلاب!!
- (9) طويلة (الجريمة والعقاب)!
- يا ويل المساكين.. من جمعية القراَن الكريم!
- البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!
- كبر.. والتكبير فوق أشلاء المساكين!
- قصور المواثيق ام ذكورية القائمين عليها!
- لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم!
- طوى حمدوك عباءته.. فلنواجه خفافيش الظلام
- الاغتصاب في حكومة حمدوك!
- المواطنة كعب أخيل الحركة الإسلامية!
- حمدوك.. (كيف سنعبر)!
- محنة الوطن لا تحل بجوع البطون!


المزيد.....




- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بثينة تروس - الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب