أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - محنة الوطن لا تحل بجوع البطون!














المزيد.....

محنة الوطن لا تحل بجوع البطون!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ها قد عاد الاخوان المسلمون للاحتيال على التغيير وإنجاز مطلوبات ثورة ديسمبر المجيدة بالخداع والحيل، فكيف للشعب ان يأمن لحكام يخرجون لإسقاط حكومة هم حكامها بالشراكة ما بين عسكر واخوان مسلمين (ميثاق التوافق الوطني)! يعوقون التحول الديموقراطي ويؤخرون عقارب المدنية ويعطلون قيام المجلس التشريعي، بالدعوة للحكم العسكري!! لقد ذكر الاخواني وزير المالية دكتور جبريل إبراهيم (لا تناقض بين المشاركة بالحكومة والدعوة لإسقاطها) (لقاء الحدث)! وهو قول يجسد فهم الاخوان المسلمين السياسي في صراع النفوذ والسلطة، فلقد شارك في مسيرات السبت 16 أكتوبر الداعية لإسقاط الحكومة الانتقالية من هم في كراسي الحكم فعلياً ولسان حالهم يقول إن نجحوا ضمنوا مقاعد في الحكومة الجديدة، وان فشلوا فلا خسارة فوزراتهم محفوظة، بضمان من الشريك العسكري بلا حسيب ولا رقيب، ودون تحمل لمسئوليتهم في الإخفاقات التي هم جزء اصيل منها!!
وللأسف فإنهم وفي سبيل تلك الغايات الرخيصة في الكيد السياسي، قاموا باستغلال الأطفال مستخدمين ابناء الهامش والنازحين، وأطراف المدن، وأطفال الخلاوي والقري النائية، حيث تم استجلابهم بالعربات مدفوعة الأجر.. وقد عجز منسقو تلك الوفود من اطعامها، وتم رصد التدافع من اجل الحصول على لقمة طعام أو شربة ماء، ولم يجد هؤلاء الأطفال غير الاماني والسراب! هم نفس الأطفال الذين وقف (نفس الزول) الحاكم في وجه تعليمهم ومنع توفير الكتاب المدرسي المجاني ووجبة الإفطار المجانية لهم! وقاوم تغيير مناهج تعليمهم الرديئة حتى تواكب التطور وينالوا حظ من الوعي يعصمهم من الذهاب الى تلك الخلاوي التي تحشدهم لأغراضه الدنيئة عند الطلب.. هذا في حين نجد أن أبناء سماسرة الدين يرسلون أبناءهم الى المدارس الخاصة والى جامعات الغرب (الكافر)!! ويستبدلون جميع مستحقات هؤلاء الأطفال التي أتت بها ثورة ديسمبر (برغيف وطحنيه)! اما كان من الاخلاق والدين ان تصرف تلك الأموال لرعاية هؤلاء الأطفال وتوفير بيئة تعليمية صحيحة لهم وتوفير حياة إنسانية كريمة لهم ولأسرهم؟!!!
ومن سخرية الاقدار ان المكون العسكري، يدفع الأموال بسخاء للمظاهرات والحشود السياسية التي تدعم خطه وخطته، ويجزل العطايا لمعلمي هؤلاء الأطفال لكسب صفهم (أطعم الفم تستحي العين) حين قام نائب مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بمنح المعلمين المسئولين في كنترول الشهادة السودانية وعددهم 1440 مبلغ 100 ألف جنيه لكل منهم!
لكن هي عادتهم المجربة خلال الثلاثين عام المنصرمة فالإسلاميون يجيدون استغلال حاجة المساكين وانتهاك حقوق الأطفال، فلقد كان حظ أبناء البسطاء الاستجلاب للتكبير والتهليل لخطابات المخلوع البشير وإظهار الولاء والتأييد له، والدفع بهم الي محارق الجهاد والدفاع الشعبي، والاستخدام في المليشيات العسكرية، والزج بهم في الحروب القبلية وقضايا الحركات المسلحة ومحرقة حرب اليمن حيث تلتهم الصقور أجسادهم، ثم هم لا يوفون لأهلهم بأجورهم.. يموتون من العطش وضربات الشمس في صحاري التنقيب عن الذهب وتجني مليشيات الدعم السريع خيرات جبل عامر ويجني المتآمرون معهم نصيب من خيرات تهريب الذهب والمعادن! وقد عجز هؤلاء المطالبين بأسقاط الحكومة من انتزاع أموال الشعب من اخوتهم الفاسدين، بل وقفوا سدا منيعا ضد ما تقوم به لجنة إزالة التمكين وذلك لتداخل المصالح المشتركة مع الفاسدين والشركات الأمنية وما أستحوذ عليه عسكر المجلس السيادي.
ان ما ورد في حديث دكتور حمدوك (كانت تلك المحاولة الانقلابية هي الباب الذي دخلت منه الفتنة، وخرجت كل الخلافات والاتهامات المُخبأة من كل الأطراف من مكمنها، وهكذا نوشك أن نضع مصير بلادنا وشعبنا وثورتنا في مهب الريح) ثم ما حدث يوم السبت من صورة مشوهه للكيفية التي بدير بها السياسيون أزمات البلاد الراهنة!!
لا بد من استثمار هذا الحدث في توحيد الرؤي بتفويت الفرصة على فلول الاخوان المسلمين وذلك باستصحاب العبرة والعظة من قراءة سنوات ما بعد الاستقلال والتي لا يكاد يحسب فيها عمر للحكومات الديموقراطية بإزاء خضوع البلاد للدكتاتوريات وقوي الظلام.. فإن ذلك يحتم علي جميع الشرفاء والوطنيين من الذين يؤمنون بحتمية العبور بالبلاد الي بر الديموقراطية والانتقال المدني الذي يحقق الاستقرار السياسي والامن، من الوقوف بصلابة مع الشق المدني في البدء لتصحيح مساراته التي انحرفت عن جادة مطالب ثورة ديسمبر وتصحيح الوثيقة الدستورية المعيبة، ولإعانته علي الشفافية والالتصاق بالشعب، وتصعيد الكفاءات الحقيقية من الشباب والمرأة ولجان المقاومة وأصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير لكي ينال الشعب استحقاقاته، ويتخلص من الانتهازيين وصائدي المواقع والوزارات دون استحقاق.
ان محنة الشعب السوداني الحقيقية هي انه وعبر تاريخه كان يتقدمه قادة وحكام أقزام، هم اضعف منه واقل شجاعة واخلاصاً في تحقيق التغيير الحقيقي المنشود الذي يلبي طموحات وامال الشباب في الحرية، واشواق المستضعفين للعدالة، منذ ثورة أكتوبر، ومازالت ثورة ديسمبر التي صارت مثالاً للتغيير السلمي في نظر العالم، تنتظر تلاقح رؤي القوى الشبابية بخبرات الصادقين من الحكام من الذين يمتلكون خبرات ومعرفة ادارة الازمات وما اكثرهم من أبناء الشعب المخلصين المفكرين الاحرار الذين تمعن قوي الظلام والرجعيين في حجبهم من مواقع صنع القرار.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف والفوضى صناعة اخوانية!!
- ما بين ترك والقراي.. (اي كوز ندوسه دوس)!
- مخاوف نسوية في ظل معارك الإسلامويين!!
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (2) الاعلان السياسي ووحد ...
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (1)
- دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!
- النوع الاجتماعي ازمة المهووسين وعجز الحاكمين!
- وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!
- هن النساء.. لسن بسوائم!
- حين أتانا جبريل!
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (3)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (2)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (1)
- المصادقة على (سيداو) بين النصر وعرج المسير!
- شباب الإسلاميين إفطار ام إنذار!
- شباب المدنية و(المتكوزنين) الطغاة!
- أبريل وأزمة الضمير!
- السلام (الحلو) وعجز القادرين على التمام!
- لقد ولي خطاب (أضربوهن)!
- نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - محنة الوطن لا تحل بجوع البطون!