أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!














المزيد.....

دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 6985 - 2021 / 8 / 11 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أبرز محاولات الاخوان المسلمين والجماعات المهووسة في التآمر على الحكومة الانتقالية كانت اللعبة المألوفة لديهم بتقسيم الوزراء لفسطاطين: كفار ومتدينين، وزراء متدينين داخل الحكومة يرجو منهم الكثير لخلفياتهم الإسلامية وانتماءاتهم الحزبية التي تنادي بالدولة الدينية وتؤمن بالدستور الاسلامي كنظام حكم ومنهم وزير المالية (المصلي)! لذلك كل ما يصرحون به ويخالف لتوجهات التغيير والثورة هو ذنب مغفور! فعولوا على هؤلاء في سياسات الهبوط الناعم وتعويق العدالة واجهاض مطالب ثورة ديسمبر، ووزراء كفار بمعايير الفلول، اجتمع صعيدهم علي ازالتهم من الوزارات، وللأسف خضع السيد رئيس الوزراء حمدوك لمحاكم العصور الوسطى ( جماعة الحل والعقد) ظنا منه انه سيكون سدا للباب الذي ياتيك منه الريح، ولم تجدي فتيلاً مطالب جماهير الشباب الذي قام بالثورة في الإبقاء علي د. اكرم التوم وزير الصحة، او د. القراي مدير المناهج، بل اكثر من ذلك أسقط الوزير العالم بروفسير محمد الأمين التوم من التشكيلة الوزارية لأسباب امنية، بالرغم من انه لم يحمل يوما السلاح ولم يتصالح مع المجرمين من الاخوان المسلمين، ولايزال المنصب شاغراً متنازع عليه بين محاصصات مسار الشرق، والوسط ، ومسار الشمال، ومازال البحث جاريا عن وزير (مؤمن)! يماثله كفاءة. وللأسف فإن جريرة هؤلاء الوزراء ليست خلفياتهم الفكرية وانتماءاتهم الحزبية وانما جرمهم انهم اشداء في استئصال الداء، فقد تصدوا لعلاج الازمات من جذورها، ووقفوا ضد الفساد داخل تلك المؤسسات ووعدوا الشعب ما يستحق من مجانية العلاج والتعليم..
والملاحظ ان هؤلاء الوزراء لم يكلفوا الدولة كحال وزراء المحاصصة والملهاة الدرامية التي تشهدها الساحة السياسية اليوم، والتي تبرهن على اعتلال في موازين تنصيب هؤلاء الوزراء والحكام! اذ نصبح ونمسي على اخبار سماجة مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية مبارك أردول الذي سعى لجمع تبرعات من شركات التعدين لتنصيب حاكم دارفور مني اركو مناوي، للمساهمة (أو الختة على طريقة حفلات زواج الأقارب)! ولإقامة مهرجانات تنصيب وطائرات تقلهم الي موقع الاحتفال، في استرجاع للممارسات السابقة في الرقص و(العرضة) على بطون الجوعى من حشود الفقراء والمرضى.
لقد هلل الشعب بأجمعه لاتفاقية السلام لكن هل اكتمل السلام لكي يستدام! وهل جفت الدماء القبلية في دارفور حتى تقيم اعراسها! الا تزال بعض الفصائل علي راسها حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور تتحاور حول السلام! وهل تحتاج دارفور الجريحة في البدء سوى الاعتذار من الحكام عما ارتكبته حكومة الاخوان المسلمين لمدة ثلاثين عام من حروبات عنصرية بغيضة اعتذر عنها الثوار والشعب بذكاء وطني سابق لهؤلاء الحكام (يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور). اما الاعتذار الرسمي المستحق الذي تمليه القوانين الدولية والإنسانية، له عدة أوجه منها التعويضات المادية والمالية التي تخول لأهالي الإقليم العيش في سلام والعودة الطوعية للإسهام في تنمية المنطقة، وباستدعاء حالة اردول في استجداء الأموال لتنصيب الحاكم مناوي الذي يعد حليفاً للوزراء (المؤمنين)، يتضح جلياً ان خزائنهم خاوية، ولم يحن أوان التعويضات والاعتذارات المادية، اذ لم يتيسر منه ما ينصب الحاكم الا بالتحايل!
وكذلك فإن الاعتذار الأكبر لإنسان دارفور أنما يكون بإزالة اثار التطهير العرقي فعلياً، وليس بحفلات التنصيب كما يعلم مني أركو مناوي والذي ادان قوات حفظ السلام الدولي سابقا حيث قال (إن الحكومة السودانية اطلقت أيدي مقاتلي الجنجويد العرب في الإقليم الواقع غربي السودان في حملة جديدة "للتطهير العرقي" بينما لا تفعل القوات الدولية شيئا على الإطلاق) 11 ابريل 2014 وانما باتخاذ الوسائل القانونية التي تؤدي الي تنفيذ العدالة وتسليم الجناة الذين تمت على أيديهم إبادة 300 الف مواطن من أبناء دارفور، واعترف المخلوع البشير بقتل 10 الف، واستحلوا دماء الأبرياء.. ثم علام يتم حشد الكريمات من نساء دارفور لتزغرد لتنصيب مناوي، ولايزال عار السفاح البشير في امتهان كرامتهن موثق في اليوتيوب علي لسان شيخهم الترابي، الذي لم يحفظ سره، بان اغتصاب الجعلي للغرابية يعد شرف!! ودموع نساء تابت لم تجف! اذن كيف تسترد لهن كرامتهن وتغسل مرارة احزانهم من الاغتصابات الجماعية، والنزوح في المعسكرات ولايزال الاخوان المجرمون ينعمون بالأمان في ظل مهازل تعيين نائب عام، وتنحي اَخر، وعرقلة تعيين من تؤتمن على ايديه تنفيذ العدالة. لذلك لابد ان نثمن خطوة السيد رئيس الوزراء حمدوك ومجلسه في الانضمام لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية بالمتابعة والدفع الإعلامي حتى يصبح تسليم المخلوع وعبد الرحيم أحمد حسين وغيرهم من قائمة المطلوبين للعدالة واقع مشهود كاعتذار لشعب دارفور.
ان ظاهرة انشغال الاعلام بأفعال وسلوك هؤلاء الوزراء والحكام دون متابعة برامجهم في ظل تفاقم الازمة السياسية والاقتصادية والظروف الاجتماعية المتردية، والشعب يعاني كأنه لم يتخلص من حكومة الاخوان المسلمين، لابد من ان يسترعي الانتباه الي الخلل في تعيين هؤلاء الوزراء والحكام، ثم ما بال طاقم المستشارين! نسمع جعجعة بلا طحين! ولكننا نحمد للثورة ان الشعب الذي تنفس فجر الديموقراطية وخلع عنه اقنعة زيف الإسلاميين، طرق دروباً جديده لتتبع الفساد ونشر الغسيل القذر لمرتكبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام، فأضحى هو الرقيب والمستشار في شان هؤلاء الحكام، حتى نشهد قيام المجلس التشريعي الذي ظل يتعثر بلا موانع مقنعة، بإزاء قيام مجلس الشركاء الذي خرج من رحم العدم ليتمدد حتي يقرر في الشئون الدستورية للبلاد.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النوع الاجتماعي ازمة المهووسين وعجز الحاكمين!
- وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!
- هن النساء.. لسن بسوائم!
- حين أتانا جبريل!
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (3)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (2)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (1)
- المصادقة على (سيداو) بين النصر وعرج المسير!
- شباب الإسلاميين إفطار ام إنذار!
- شباب المدنية و(المتكوزنين) الطغاة!
- أبريل وأزمة الضمير!
- السلام (الحلو) وعجز القادرين على التمام!
- لقد ولي خطاب (أضربوهن)!
- نوال السعداوي! رؤية شجاعة للجنس والدين
- إنها جناية الأخوان المسلمين!
- يوم المرأة! الهوس الديني يعوق حقوقهن
- إزالة التمكين والإخوان المجرمين!
- حمدوك! أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- عودة (رامبو) وضعف القضاء!
- الإنتقالية بين أحزاب وأفندية!


المزيد.....




- -لا أعرف أخباره-.. سيدة تعرب عن حزنها بعد إطلاق النار على زو ...
- هل سترسل أمريكا قواتها إلى تايوان إذا هاجمتها الصين؟.. ترامب ...
- زاهي حواس يكشف لـCNN سبب بقاء مومياء توت عنخ آمون بعيدًا عن ...
- وزير الدفاع البريطاني: الأمير أندرو سيُجرَّد من رتبته البحر ...
- بزشكيان: طهران ستعيد بناء منشآتها النووية -بقوة أكبر- ولا تس ...
- أوباما يشارك في الحملة الانتخابية الديمقراطية ويحذر من -سياس ...
- الشيباني: الشرع يزور واشنطن لبحث مكافحة الإرهاب ونرفض سياسة ...
- ألمانيا - توقيف شاب سوري بشبهة التخطيط لهجوم جهادي في برلين ...
- فيديو: 12 عاما على اغتيال صحافيي إذاعة فرنسا الدولية في مالي ...
- العثور على المدعية العسكرية الإسرائيلية بعد ساعات من اختفائه ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!