أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!














المزيد.....

البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 00:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بالرغم من انشغال العالم بالحرب المأساوية وعنفها بين روسيا وأوكرانيا، الا ان انظار ملايين المشاهدين قد شغلت اليومين الماضيين بحادثة السقوط الأخلاقي للفنان المتميز ويل سميث، حين صفع زميله الكوميدي كريس روك صفعة كانت صادمة في حفل تقديم جوائز الاوسكار في الاحد 27 مارس 2022، إثر تندر (تنمر) قل! كريس على فقدان جادا بينكيت سميث زوجة ويل لشعرها، دون مراعاة لحالة اصابتها بمرض (الثعلبة)..
وبالرغم من ان ويل سميث اعتذر عن ذلك العنف والسلوك الرجعي الذي لا يمت للتمدن بصلة، الا انه فقد الاحترام لدي الراي العام المستنير.. ورد في معرض اعتذاره قوله (تصرف غير لائق، انني مخطئ، وانا محرج، وسلوكي لا يمت بصلة للرجل الذي ارجو ان اكونه، اذ لا مكان للعنف في عالم الحب والسماحة).. بالرغم من ذلك ضجت صفحات التواصل الاجتماعي في محيطنا! بدفوعات العقل الذكوري، المشحونة بحنين اعراف عنف الغابة، والعصر الحجري، والاعجاب (بفحولة) سميث في الدفاع عن زوجته، ورجولته، وحرارته، وقوته، وغيرته على انثاه!! غير عابئين بتملصه بعدها من النسب لتلك الصفات وذاك السلوك المشين!
وهو نفس العقل الذكوري الذي يسارع في تسبيب وتبرير عنف الرجل، بانه خطيئة المرأة، من شاكلة لو انها لبست محتشم لما تحرشوا بها، ولو انها ما خرجت للاعتصام، والمظاهرات، ما تمكنوا من اغتصابها!! ولو لم تأت بفاحشة مشينة تستحق القتل، لما قتلها زوجها أو والدها! وهذه الذهنية هي التي اعانت على الظلم والطغيان والفساد في المجتمع، حين صمتوا، وصمت الإعلام والرأي العام الذي يخضع لسياسات حكومة الاخوان المسلمين من ادانة العنف على الناشطات، والمعارضات السياسيات، كما اخرست السنتهم، وصمت اذانهم عن صرخات المغتصبات في دارفور ومناطق الحروب 2003.. كما جبن علماء السلطان، ورجال الدين عن كلمة حق امام فساد الحكام، بل حتى عجزوا عن ادانة امام الجامع الذي اغتصب طالبة الثانوي، وادانته المحكمة، ثم عفا عنه الرئيس المخلوع وأسقط عنه العقوبة، وعاد يخطب في الناس عن الحلال والحرام ويصلي بهم الجمعة!!
ذلك الصمت الخؤون عن إقامة العدل والسعي من اجل المجتمع المتمدن، وعدم محاكمة ومحاسبة الجناة، جعل اليوم مليشيات الجنجويد، ومنتسبي اللجنة الأمنية، وكتائب الظل يتجاسرون في ظل حكومة البرهان والانقلابيين، على اغتصاب الشابات، واختطافهن، والتحرش بهن، وترويع اسرهن، وذل الرجال بهتك اعراض نسائهم، حتى في محيط القصر الرئاسي بالخرطوم.
علي التحقيق البون شاسع بين الفحولة والتمدن في عصرنا الحاضر، اذ الفيصل هو اخذ الحقوق بالقانون، لقد تيقنت الانسانية انه لا مجال للانتصارات باتخاذ سبل العنف البربري، كما قضية المرأة وحمايتها، لا تحتاج طريقة صراع (الفحول) حول الاناث! او لإشهار السيوف (واذُلّاه.. يا لتغلب).
ان مطلب المجتمع المتمدن والحكم المدني والسلام مطلب عزيز تراق من اجله في ثري الوطن كل صباح حزين دماء الشباب الطاهرة، لذلك موروث التسلط الذكوري العنيف المستند على دفوعات الأعراف، والمجتمعات، والأديان، لن يصمد طويلا حين يتحقق في ظل حكومة الحكم المدني، لكل فرد حقوق المواطنة المتساوية، المسنودة بنظام عدلي ومؤسسات حقوقية، لا يضام فيه رجل او امرأة، بسبب العرق او الجنس او الديانة، لقد دفعت الإنسانية غزير الدم والدموع في مسيرتها للمجتمع الانساني المتمدن، الراقي الذي يدفع بالوعي الجمعي ليخدم قضايا المجتمع نحو مزيد من الانسنة، والتخلص من جلافة العنف، وإرساء قيم الاخلاق الرفيعة.
ان المرأة بحكم كونها أكبر من استضعف على هذه الأرض، ووقع على كاهلها كل موروث التسلط أصبحت صاحبة قضية التغيير والسعي لكمال الحقوق.. وفي المقابل العقل الذكوري صاحب مصلحة في محاربة التغيير، الذي يسحب من تحت اقدامه المكتسبات الازلية والتمييز السلطوي، ونخلص الي ان الذكور موروثهم من العنف كثيف؛ لذلك النساء متقدمات انسانياً عليهم..



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبر.. والتكبير فوق أشلاء المساكين!
- قصور المواثيق ام ذكورية القائمين عليها!
- لا يحل مشكلة السودان الا السودانيون أنفسهم!
- طوى حمدوك عباءته.. فلنواجه خفافيش الظلام
- الاغتصاب في حكومة حمدوك!
- المواطنة كعب أخيل الحركة الإسلامية!
- حمدوك.. (كيف سنعبر)!
- محنة الوطن لا تحل بجوع البطون!
- التطرف والفوضى صناعة اخوانية!!
- ما بين ترك والقراي.. (اي كوز ندوسه دوس)!
- مخاوف نسوية في ظل معارك الإسلامويين!!
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (2) الاعلان السياسي ووحد ...
- القضايا النسوية والعقول الطالبانية! (1)
- دارفور حري بها ان تتلقي الاعتذار وليس الاحتفال!
- النوع الاجتماعي ازمة المهووسين وعجز الحاكمين!
- وداعاً قدال.. ولا بواكي على الاخوان المسلمين!
- هن النساء.. لسن بسوائم!
- حين أتانا جبريل!
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (3)
- (سيداو) وثيقة تعري تناقض الفقهاء! (2)


المزيد.....




- السويد- رجل وامرأة يحرقان نسخة من القرآن قبيل انطلاق -يوروفي ...
- اغتصاب واتجار وتخدير.. قصة اصطياد عصابة -تيك توك- للأطفال في ...
- استقبل الآن… أحدث تردد قنوات الاطفال 2024 على القمر الصناعي ...
- الأونروا: الحرب على غزة هي حرب على النساء
- “اجا الحلو يا لولو!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشا ...
- الأونروا: الحرب على غزة تستهدف النساء بشكل أساسي
- في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ما هو حال الصحافيات/ين الفل ...
- عام من الحرب في السودان.. عندما تنطق الأرقام ألمًا
- حليمة بولند خلف القضبان بسبب رجل مهووس
- “سجل الان” طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 202 ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بثينة تروس - البون الشاسع بين (الفحولة) والتمدن!