أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - (نزعة) برهانية وغزوة القماير!














المزيد.....

(نزعة) برهانية وغزوة القماير!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7719 - 2023 / 8 / 30 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن نستمع للأكاذيب تتري من قائد الجيش البرهان في ان القوات المسلحة (ليست لها اي نزعة للاستيلاء على السلطة، ليست لديها أي نزعة للاستمرار في انها تحكم السودان)! نستيقن ان قدر الشعب السوداني ان يحكمه الكذابون، الذين لم يتورع حتى شيوخهم من الكذب (اذهب للقصر رئيسا وسوف اذهب للسجن حبيساً).. والبرهان ثمرة تلك الشجرة الملعونة ترقى في الجيش تحتها، ونزعته للسلطة قادته لأخيب انقلاب في تاريخ الانقلابات، عجز فيه عن حفظ امان المواطنين، بل عجز حتى عن تكوين حكومة تعطي حكومته شرعية شكلية، وقاد البلاد الي حرب مدمرة، وحتى الساعة هو عاجز عن حسم معاركها.
البرهان والاخوان المسلمون لا يقيمون لذاكرة المواطنين وزناً، فكيف ينسى الناس انه طوال فترة حكومة الفساد الاخواني انه لا يمكن ان ينجز أي مواطن من العامة عملاً او يقضي مصلحة حياتية، الا إذا كان ذلك عبر عسكري ملتحي لتأكيد سطوته، مرافقاً، او قابضاً رشوة في سبيل انجاز تلك المهمة! بل أكثر من ذلك فإن مطلق عسكري في موقع قيادي هو فوق القانون، وأفضل من مطلق مدني! إذ أن بإمكانه تعطيل سير العدالة في أي محكمة مهما كانت الأدلة بوضوح الشمس. وفي ظل تلك الأوضاع صار عناصر الشرطة والعساكر وأصحاب الرتب الصغيرة، مهضومي الحقوق كحال غالبية الشعب، وحين عجز افرادها من نيل مستحقاتهم من كبار الضباط الذين يخصمون 80% من ميزانية الدولة لصالح المؤسسة العسكرية، حولوا قهرهم لقهر رجل الشارع العادي، بإذن وتشجيع من قادتهم خوف ان ينقلبوا عليهم! فصاروا يجمعون الضرائب والرسوم بلا رحمة وبأرقام خيالية، حتى شرطة المرور صار يهابها المواطن بأكثر من الحرامية الذين يتسورون المنازل ليلاً، حيث لا توجد مؤسسات عدلية لا تخضع للعسكر.. لذلك فشل المواطنون في رفع مظالم العسكر، وزادت الرشاوي وتضخمت جيوب وأرصدة وكروش العسكر، فعجزوا عن قيادة أي معركة.. تم احتلال الفشقة وحلايب وشلاتين، ولم تتحرك فيهم نخوة الوطنية التي يدعونها اليوم لتحرير هذه المناطق، ولكن حينما تحرك الشعب في الهامش من اجل المظالم سلطوا عليه قوات الدعم السريع/ الجنجويد (الذين خرجوا من رحم القوات المسلحة) بحسب تصريح البرهان، ففعلوا فيهم الأفاعيل وارتكبوا نفس الجرائم التي يرتكبونها اليوم في الخرطوم.. لذلك غافل من يعتقد ان هذا الجيش جيش قومي او طني، ويقاتل من اجل وطن ومستقبل حكومة تتوفر فيها حقوق المواطنة المتساوية للجميع.
وسط رائحة الموت والخوف، يطالعنا منظر في غاية البؤس الإنساني.. مجموعة من العساكر يستعرضون عضلات فتونة وانتصارات متخيلة في غزوة زائفة، في فيديو وهم يطوقون مجموعات شبابية الاعمار تطفح وجوههم بالشقاء وقلة الحيلة، من سكان حي (القماير) يستخرجون منهم الاعترافات بالضرب بأعقاب البنادق، وهم يجلسون على الأرض وامامهم شاشات تلفاز ومعدات كهربائية مسروقة من منازل المواطنين، واحدهم قال انه سرق من دكان (ارز وعدس)! بالطبع فإن تربية الاخوان المسلمين طوال حكمهم جعلتهم يطوعون الفقه لتحليل سرقة المال العام، فربوا أبناءهم بالسحت واموال الشعب المنهوبة، حتى قال عنهم شيخهم الترابي (لقد أكلوا الأموال أكلاً عجيباً). في حين ان الصحابي أبوذر الغفاري عليه الرضوان، وهو الذي اشتهر عنه انه كان ضد استغلال السلطة وجشع الحكام قال (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج شاهراً سيفه). بداهة ان جميع ظواهر عدم الأمان وانتشار عصابات ابناء القماير، والعصابات التي أطلق عليهم اسم (الغنامة) من الذين نهبوا منازل المواطنين وروعوا امانهم وهددوا حياتهم، ما كانت الا نتاج طبيعي للأوضاع الاقتصادية المتردية، في ظل هذه الحرب البغيضة.. والذين يعولون علي ان هذه نتيجة طبيعية لظاهرة خروج المجرمين من السجون وهروبهم ابان الحرب، لا بد ان يضعوا في حساباتهم ان هنالك مجرمين هاربين من العدالة بأخطر من الذين يسرقون قوت يومهم الكفاف، الا وهم قيادات الاخوان المسلمين الذين هربوا وفي رقابهم جرائم ودماء أبرياء وفساد مالي، واليوم يؤججون الفتنة، ويسوقون أبناء الشعب للحرب، بعد ان امنوا لأهلهم وذويهم الخروج الآمن من البلاد، بالجوازات المزدوجة التي كانوا يحملها معظم قيادات الاخوان المسلمين الذين يسعون للعودة بالبلاد الي ما قبل ثورة ديسمبر، وعلي راسهم قطبي المهدي رئيس جهاز الامن الأسبق ومستشار المخلوع وعضو المكتب القيادي للحزب الحاكم.
ان الأوضاع الكارثية الحالية ضالع فيها جنرالات الجيش ذوي النزعات السلطوية الذين فشلوا في حفظ الفترة الانتقالية، ذات الوثيقة الدستورية، وفشل البرهان في تسليم السلطة، ولم يحفظ امن المواطنين، بل تم قصفهم في هذه الحرب بالطائرات، ومن لم يفقد روحه منهم فقد شقاء عمره، حيث طلب منهم اخلاء منازلهم قسراً.. وها هو البرهان يتوعدهم بان يقاتل حتى يحصد الموت جميع أبنائهم، ولقد فعلها الجيش قبلا في الجنوب وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق وفي دارفور وكان الدعم السريع عونه ومنفذ جرائمه. ان هذا الجيش عبارة عن كارتيلات وتاريخه يؤكد انه من اسوأ أنواع الجيوش، لذلك لا مستقبل للبلاد في قيام دولة حديثة الا بالتخلص من طبيعة هذا الجيش ومن المليشيات التي تخدمه. بوقف الحرب وبالرجوع للتفاوض بمنبر جدة حول مشروع مدني يحرسه الجيش من خارج مقاعد السلطة.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!
- -حميدة- تاجر التعليم في السلم والحرب
- الشعب السوداني خراف الاخوان!
- قرع الطبول يطرب الفلول!
- ود المك.. زلزل رجال الدين
- من للفقراء يا جبريل!
- يوم المرأة.. إلى لونا في آلائها
- متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟
- أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!
- سلاح الاغتصاب! اوجاع السودانيين وشماتة الاسلاميين
- الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين
- إلى ذات الدرع الابيض في أوجه اللئام!
- اسقاط العمامة من إيران للسودان!
- بيان الشرطة! أي كذب زار بالأمس خيالي
- الاخوان المسلمون يراهنون على ضعف ذاكرة الشعب
- زوجة المخلوع.. (يا عزيزي كلنا لصوص)
- لقد ارتقيت مرتقاً صعباً يا رويعي الغنم)
- سرطان شهوة الفساد!
- الهوس الديني وجحيم الفوضى!


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - (نزعة) برهانية وغزوة القماير!