أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - محمود جنا طه.. رجل السلام!














المزيد.....

محمود جنا طه.. رجل السلام!


بثينة تروس
(Butina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 10:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشاعر سيد احمد الحردلو كتب قصيدة عصماء، في الأستاذ محمود محمد طه، اسماها (محمود جنا طه)، وكان ذلك في عام 1975.. قال فيها:
عارف محمود دا
لو كان في بلد
غير هاذها السودان
كان توّجوه ملك
وكان عمّدوه إمام

شوف يا زميل الزول
وكتين يكون مشغول
بالمولى.. صح بالصح
وكتين يشوف في الدين
الجاي والجايين
من العديل والزين
وكتين يسوّى الدين
شيتاً محبة.. ولين
كما زمان الرسول
عليه صلى الله
وجملة الصالحين
ما فيهُ قسر وجبر
ما فيهُ زندية
ما فيهُ شنق وجلد
ما فيهُ أيديّة
ما فيهُ إلاّ الحب
ما فيهُ غير الجمال
ما المولى حب وجمال

تمر علينا ذكري استشهاد الأستاذ محمود محمد طه هذا العام والبلاد تمر بحاضر مظلم، حيث هجر الناس بيوتهم قسراً، وقد طاف عليها طوفان مليشيات الدعم السريع القاهرة برا، وضربها الجيش بطيران الموت جواً، فشاع الدمار والذعر، بين شعب لا تزال ذاكرته تتوارث فوضي الحروب منذ عهد الخليفة عبد الله التعايشي، مرورا بحرب الجنوب وحرب دارفور، وجنوب كردفان، وعار مذبحة القيادة العامة.
لقد استعر لهيب نيران الحرب المدمرة في السودان، وطغت الفتنة بين اهله ما بين داعم للحرب، وداع لوقفها.. انتصرت مليشيا الدعم السريع على جيش القوات المسلحة والمليشيات التي تحارب معه!! ولذلك يجدّ فلول النظام المخلوع في استنفار شياب وشباب وأطفال الشعب لكي يثأروا لهم وللجيش من هذه المليشيا التي هي من صنيعهم ومن رحم جيشهم.. ومن سخرية الاقدار ان الجيش والدعم السريع مرزؤان بقيادات اخوانية، تشن حرباً لا هوادة فيها على الشعب السوداني.. ولم تعد عاصمة البلاد فيها من يحميها، بل ما عادت للبلاد عاصمة، وقبلاً لم تكن لها حكومة منذ انقلاب قائد الجيش البرهان في 25 أكتوبر 2021.. ولم يرحم جنرالاتها المتعاركون شعباً صبر على افك حكومة الحركة الإسلامية ثلاثين عاماً، يكابد ضيق العيش، وضنك الحياة، والاماني الحكومية الكذوبة.
الشهيد الأستاذ محمود محمد طه فتح للثورات السلمية في السودان، دروباً كالمحجة البيضاء، سار فيها شباب وكنداكات، ولد جلهم بعد تنفيذ حكم الإعدام عليه في يوم 18 يناير 1985، فقادة انتفاضة سبتمبر 2013 وثورة ديسمبر 2018.. عندما عجز الاخوان المسلمون (الكيزان) من مقارعة الأستاذ محمود وتلاميذه، الحجة بالحجة، وكانوا لا يحملون غير كتبٍ تباع لرجل الشارع العادي ويدار الحوار حولها في الطرقات والأسواق والمدن والارياف، طلباً لنشر الفكر والوعي في اوساطه لخلق الرأي العام السمح، بديلاً للبندقية والعصاة!
قتلوه! وهو الذي كتب في خصومة شيخهم دكتور الترابي، الذي خدع السودانيين في اول عهد حكمهم بمقولة (اذهب للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيسا) ثم انتهى به المطاف أن روى للشعب في أواخر عهد حكمهم، قول رئيسهم البشير (ان اغتصاب الجعلي للغرابية شرف لها)، وهي نفس الثقافة البائسة التي استمدت فيها الأجهزة الأمنية، والمؤسسة العسكرية برمتها، الاذن الفقهي في دولة الاخوان المسلمين، بخلق وظيفة (اختصاصي اغتصاب) لذل المعارضين السياسيين من الرجال والنساء.
كتب الأستاذ محمود: (ونحن إذ نستقبل هذا العمل، نؤكد، لمن عسى يحتاجون لتأكيد، أن شخصية الدكتور حسن (الترابي) موضع حبنا، ولكن ما تنطوي عليه من إدعاء، ومن زيف، في الثقافة الغربية، والإسلامية، هو موضع حربنا. ونحن إذ ننقد الدكتور حسن لا ننطوي على مرارة، إلا بالقدر الذي يؤكد معنى ما نريد، شأن من تدفعهم الغيرة الى حب الخير للأشياء والأحياء. هذا وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ، وَمِنْهَا جَائِرٌ، وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِين)
ولذلك في تقديري فأن خلافنا مع الحركة الإسلامية يجب ألا يعمينا عن قيمة السلام، ولا يدفعنا لحمل السلاح لتطهير باطلهم وظلاماتهم الغاشمة، وانما يحفزنا لسلوك السبل التي تقود الى خلق دولة القانون والعدالة والقصاص الذي لا يسقط بالتقادم..
والأستاذ محمود في دروب صنع السلام كتب (أسس دستور السودان) في عام 1955 مقترحا للحكم الفيدرالي، ليس للجنوب فحسب، وانما لحل مشاكل جميع أقاليم السودان وقد قال من وقت مبكر أن (حل مشكلة الجنوب في حل مشكلة الشمال).. ولابد من تذكير اقوام (بل بس)، ان السلام والحرية والعدالة هي حلول مشاكل السودان المتجذرة منذ الاستعمار، والمتمثلة في الاختلافات العرقية والاثنية والدينية والنعرات العنصرية، التي لم يألو الاخوان المسلمون جهداً في استغلالها لإشعال الحروب والفتن في أرجاء السودان المختلفة، وعندما أدى ذلك الى انفصال جنوب السودان من شماله هللوا وفرحوا بل ذبحوا ثوراً اسوداً احتفالا به، وفي سبيل استعادة الحكم الذي فقدوه بسبب ثورة ديسمبر العظيمة ضد نظامهم لم بعد يهمهم لو تمزق الوطن أو أُحرق كله (كما قال أحد لواءات جيشهم لقناة الجزيرة) أو تم بيعه وحكموا فقط (مثلث حمدي) كما ذكروا.. لكن فألهم خاسر بإذن الله ولا حل غير السلام، والحروب وان تطاول امدها مصيرها الي التفاوض.
تظل ذكري استشهاد الأستاذ محمود محمد طه نور في اخر النفق، فهو داعية السلام ورمزه، هي شذرات من سيرة رجل عاش بالسلام، وبشر بالسلام، واستشهد بالابتسام داعياً لجلاديه بالسلام، رفيق غاندي ومانديلا وغيرهم من رافعي لواء الحمد (السلام)، هذه شذرات حتى يجتمع الشعب حول رؤية حصيفة لكيفية بناء دولة حقيقية بلا حروب ولا أطماع ولا أحقاد.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Butina_Terwis#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الجنرال هل للثعالب دينا؟
- الروبوبعاتي يهزم الفلول عسكرياً والشعب يريد السلام
- خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
- حاقت عليهم لعنة اللاعنين!
- بروف شيني.. وتشفٍ الاخوان المسلمين
- ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!
- يا ويل النساء من الجيش والدعم السريع!
- (نزعة) برهانية وغزوة القماير!
- برهان وعقار.. بيانات الخذلان!!
- -حميدة- تاجر التعليم في السلم والحرب
- الشعب السوداني خراف الاخوان!
- قرع الطبول يطرب الفلول!
- ود المك.. زلزل رجال الدين
- من للفقراء يا جبريل!
- يوم المرأة.. إلى لونا في آلائها
- متي يستيقظ الجنرال من التوهان؟
- أكلوا الدنيا بالدين وعافوا (الدولية)!
- جذرية الفكر والمواقف لدي الأستاذ محمود محمد طه!
- سلاح الاغتصاب! اوجاع السودانيين وشماتة الاسلاميين
- الغبشاوي وفقه التحالف مع الشيوعيين


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - محمود جنا طه.. رجل السلام!