أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - الموقف السوري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة















المزيد.....



الموقف السوري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 7901 - 2024 / 2 / 28 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة:

لا شك، أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة والتي عرفت باسم "السيوف الحديدية"، التي اعقبت هجوم "طوفان الأقصى" الذي نفذته حركة حماس وجناحها العسكري "كتائب القسام" في السابع من أكتوبر 2023 على منطقة ما يعرف ب "غلاف غزة"، شكلت نقلة نوعية في عملية المواجهة بين إسرائيل من جهة والفلسطينيين من جهة أخرى، وكان لها الأثر الأكبر على المنظومتين الإقليمية والدولية. فقد استوجبت هذه الحرب ردود فعل إقليمية ودولية تنوعت في شكلها ومضمونها، فهناك من أخذ الجانب الإسرائيلي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول المركزية في أوروبا مثل بريطانيا، فرنسا وألمانيا، وهناك من أيد الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم مثل تركيا وإيران والمليشيات التابعة لها وعلى رأسها حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والمليشيات الشيعية في سوريا ولبنان.

أما الموقف العربي الرسمي فقد اكتفى بغالبيته بالإدانة الإعلامية للحرب والتركيز على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه، ومن هذه الدول من يلعب دور الوسيط بين القوى المتصارعة، بالمقابل خرج الألاف للشوارع تعبيراً عن دعمهم لغزة في مختلف العواصم العربية والأجنبية، ستحاول هذه الورقة قراءة واستقصاء الموقف السوري بشقيه الرسمي والشعبي من الحرب على غزة، والذي تميز بنوع من الفتور منذ بدايتها، فمعلوم أن سوريا ما زالت تعاني من حالة عدم الاستقرار منذ أكثر من 12 عاماً على أثر الثورة التي اندلعت ضد النظام في سوريا في آذار 2011، والتي واجهها النظام السوري بالحل العسكري، مما استدعى لاحقاً تدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع السوري، وتقاسم مناطق النفوذ فيها، فسوريا مقسمة بين روسيا وأمريكا وإيران وتركيا ومستباحة اسرائيلياً من الجو والبر والبحر. فقد شُرد، نتيجة للحرب، ملايين السوريين خارج سوريا، ويعيش ما تبقى منهم تحت خط الفقر سواءً في منطقة سيطرة النظام أو المعارضة.

يقول تقرير للأمم المتحدة الصادر في 18 مارس/آذار 2022: "منذ اندلاع الصراع، نزح أكثر من نصف السكان الذين كانوا في البلاد قبل الحرب وقُتل مئات الآلاف، وتم تدمير المدن والبنى التحتية السورية" وأضاف "أن أكثر من 90% من السكان الذين ظلوا داخل البلاد يعيشون في فقر، و12 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاج عدد غير مسبوق من السكان (14.6 مليون شخص) إلى مساعدة إنسانية". (1)

الجهات الرئيسية الفاعلة في الواقع السوري:

لا شك أن الحرب على غزة وضعت السوريين، بتوجهاتهم المختلفة، في دائرة الحدث، فمن هي الجهات الفاعلة في الواقع السوري وكيف يمكن أن نقرأ مواقفها من الحرب على غزة؟
الجهات الرئيسية الفاعلة:

1- النظام الرسمي السوري: يسيطر النظام السوري على نسبة (63.38%) من الجغرافيا السورية؛ وهي محافظات الساحل والوسط وجنوب سورية، وعلى أجزاء من المحافظات الشرقية ومحافظة حلب. ويحظى بدعم إيران وروسيا.
2- المعارضة السورية: وتضم سياسياً كل من ائتلاف قوة الثورة والمعارضة، والحكومة المؤقتة، هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة، وتنشط بشكل متفاوت في مناطق سيطرة الجيش الوطني، ومناطق سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) وتصل نسبة سيطرة الفصائل المعارضة الى (10.98%) من الجغرافيا السورية، وتتوزع مناطق السيطرة على إدلب وشمال حلب، وفي منطقة تل أبيض ورأس العين في الرقة والحسكة، وفي منطقة "الزكف" و"التنف" (المنطقة 55) جنوب شرق سورية. القوى الموجودة في شمال غرب سوريا مدعومة بنسب متفاوتة من تركيا، أما التنف فهي منطقة سيطرة أمريكية.
3- الأكراد في شمال شرق سوريا والذين أعلنوا "إدارة ذاتية" في مناطق سيطرتهم، حيث تنشط في هذه المنطقة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المدعومة امريكياً، وتسيطر على حوالي (25.64%) من الجغرافيا السورية، وتشمل أجزاء واسعة من محافظة دير الزور والرقة والحسكة، وأجزاء من محافظة حلب (2).

موقف النظام:

النظام السوري يعتبر جزءاً مهماً مما يعرف ب "محور المقاومة"؛ فقد عودنا على مواقف داعمة للقضية الفلسطينية، على الأقل في الجانب الإعلامي، إلا أنه اكتفى بعد عملية "طوفان الأقصى" بإصدار بيان إنشائي، ربط فيه بين عملية "طوفان الأقصى" وحرب تشرين، في محاولة للتذكير بإنجازاته في مواجهة إسرائيل، دون أن يخرج عن اللغة الدبلوماسية ونطاقها المتمثل بالإدانة والاستنكار. (3) فقد تجاهل النظام ما يجري بغزة ولم يدلي الرئيس السوري بأي تصريح يخص الحرب واكتفى بتأييد الحق الفلسطيني وإدانة إسرائيل كما عبر عن ذلك في خطابه في مؤتمر القمة العربي الإسلامي الذي عقد في الرياض بتاريخ 11 تشرين ثاني 2023. (4)

هذا الموقف للنظام السوري يتناقض تماماً مع مواقفه السابقة؛ فعندما شنت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2008، من خلال ما عرف بعملية " الرصاص المسكوب" أو معركة "الفرقان" كما تسميها حماس، بادرت سوريا وقطر لعقد قمة عربية طارئة لوقف الحرب على غزة ولكن عندما فشلت مساعيهما بالحصول على النصاب القانوني لعقد هذه القمة، بادرتا لعقد قمة عرفت بقمة غزة في الدوحة في 16 كانون الثاني 2009، ضمت دولًا عربية وغير عربية اتفقت على الوقوف ضد العدوان الإسرائيلي ودعم صمود الشعب الفلسطيني و أطلقت حملة تبرعات شعبية لدعم أهالي غزة. (5)

يوعز بعض الباحثين الموقف السوري الرسمي الفاتر تجاه الحرب على غزة على أنه نابع من موقف حماس الداعم للثورة السورية، مما أدى الى قطيعة بين النظام وحركة حماس استمرت منذ عام 2012 وحتى قيام وفد من حماس بزيارة إلى دمشق في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، نتيجة وساطة من حزب الله وإيران، علمًا أن جزءًا كبيرًا من تسليح "حماس" كان يأتي قبل عام 2011 من سورية. (6) وهناك من الباحثين من ربط بين الموقف السوري الفاتر وبين الخوف من ردة الفعل الأمريكية- الإسرائيلية، وهناك من ذهب الى ابعد من ذلك؛ الى محاولة استفادة النظام من نتائج الحرب عن طريق إعادة تعويمه من جديد.

الباحثان في معهد الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) كرميت فلينسي وطال ابراهام يعتبران أن الموقف السوري من الحرب على غزة يعود الى ثلاثة اعتبارات؛ الأول هو استمرارية حكم النظام في سوريا، لأن إسرائيل هددت الأسد بأن دعمه لحماس أو دخوله الحرب سيضع النظام في خطر وجودي، ثانياً؛ العلاقات بين سوريا وحماس والتي وصلت الى حد القطيعة بعد أن دعمت حماس الثورة السورية، ثالثاً؛ اعتبارات تخص المحور الإيراني، فإيران لا تريد التضحية بسوريا من أجل حماس.(7) وكذلك أورد موقع الحائط تحت عنوان سياسة الصمت؛ على أنه يمكن أن نفسر موقف النظام من عدم التدخل مباشرة في الحرب الحالية في غزة من خلال اعتبارات عديدة يتمثل أبرزها في تجنّب رفع مستوى التصعيد الإسرائيلي - الأمريكي ضده، والرد على موقف حماس من الأزمة في عام 2011، ومحاولة استثمار الحرب للانفتاح على الغرب، إضافة الى محاولة التماهي مع الحسابات الروسية والإيرانية من الحرب. (8)

استناداً لما ورد أعلاه يمكن اجمال الأسباب والاعتبارات التي حدت بالنظام السوري النأي بالنفس والاكتفاء بالاستنكار والإدانة كما يلي:

1- علاقة النظام مع حركة حماس:

تأسست حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في كانون أول 1987 ابان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وارتبطت فكرياً بحركة الإخوان المسلمين، ولكنها فكت هذا الارتباط عام 2017 وأصبحت تنظيمياً فلسطينياً مستقلاً. (9) وقد بدأت علاقة "حماس" مع سوريا بعد إغلاق مكتبها في العاصمة الأردنية عام 1999، وعلى إثرها استقبلت دمشق الشخصيات السياسية للحركة وافتتحت لهم مكاتب تمثلهم، ودعمتهم سياسياً واعلامياً بالرغم من عداء النظام السوري لفكر الإخوان المسلمين. (10)

لقد جاء احتضان النظام السوري لحركة حماس ضمن استراتيجيته المعروفة والتي تحاول إمساك كل الخيوط التي من الممكن أن تخدم مواقفه في الصراع العربي الإسرائيلي، ولذلك احتضن النظام غالبية الفصائل الفلسطينية، ولكنه لم يتوانى عن اتخاذ مواقف معادية لهذه التنظيمات في حال تناقضت مصالحهم مع مصالحه، ووصلت الى حد رفع السلاح بوجه الفلسطينيين كما حدث، على سبيل المثال لا الحصر، في تل الزعتر عام 1976. (11)

ان دعم حركة حماس للربيع العربي أوصل العلاقات مع النظام السوري الى قطيعة كاملة مما أدى الى مغادرة حماس لسوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، وأغلقت السلطات السورية مكاتب حماس في دمشق بشكل نهائي. أما حركة الجهاد الإسلامي فظلت تحتفظ بعلاقاتها مع السلطات السورية، إذ لم تتخذ موقفًا صريحًا ضد النظام. (12) ورغم المصالحة التي جرت عام 2022 الا ان النظام صنف حركة حماس كحركة معادية للنظام السوري.

بالإضافة لذلك، وفي بحث أجراه مجموعة من الباحثين في مركز جسور للدراسات حول موقف النظام من الحرب على غزة، توصلوا الى أن النظام يميز بين ما يصفه بـ "الجناح المقاوم" و"الجناح الإخواني" في حركة حماس، ولاحظوا غياب اسم "حماس" في وكالة "سانا" للأنباء الرسمية منذ أعوام، حيث لم يظهر هذا الاسم خلال السنوات الماضية إلا مرتين، الأولى عند تغطية خبر زيارة وفد حماس لدمشق برئاسة عضو المكتب السياسي خليل الحية أواخر عام 2022، والثانية عندما اغتالت إسرائيل صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية مطلع كانون الثاني/ يناير 2024؛ حيث اكتفى خبر الوكالة بذكر صفته كنائب لرئيس المكتب السياسي للحركة. (13)

2- تخوف النظام من ردة الفعل الأمريكية والإسرائيلية:

لقد دأبت الولايات المتحدة وإسرائيل على الامتناع عن أي عمل ممكن أن يؤدي الى سقوط النظام، فالولايات المتحدة الأمريكية، امتنعت عن تنفيذ تهديدها بتوجيه ضربة عسكرية للنظام في أغسطس 2013، بعد اتهامه باستخدام أسلحة كيماوية في الهجوم على الغوطة الشرقية لريف دمشق. (14) فعلى ما يبدو استفادت أمريكا من تجربة الحرب على العراق واسقاط النظام فيه من جهة وإسرائيل كانت راضية دائماً عن سلوك النظام السوري بما يتعلق بحفظ حدودها الشمالية الشرقية من جهة أخرى، هذا إضافة الى ما قدمته الحرب في سوريا من خدمات غير مباشرة لإسرائيل؛ فقد انهارت الدولة السورية وانعدمت قدراتها العسكرية والاقتصادية وأصبحت لا تشكل أي خطر على الدولة اليهودية.

من البديهي أن ترغب إسرائيل باستمرار هذه الحالة في سوريا، خصوصاً أن المجال السوري الجوي والأراضي السورية مفتوحة أمامها بالتنسيق مع روسيا، وتستطيع التدخل متى شاءت، هذا عدا عن الفرصة التاريخية التي تراها إسرائيل قد تكون متاحة بعد انهيار سوريا والحديث عن تقسيمها، فهذا قد يفتح المجال امامها بالاحتفاظ بالجولان السوري وإقناع العالم بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، كما فعلت أمريكا ابان حكم ترامب عام 2019، بعدما ضمته في 14 كانون أول 1981، ولذلك ليس هناك أي مصلحة لإسرائيل بإسقاط النظام في سوريا.

من المحتمل، أن يتغير الموقف الإسرائيلي المذكور في ظل الحرب على غزة في حال وقف النظام السوري ودعم حماس بقوة، ولذلك هددت إسرائيل النظام السوري وحذرته من التدخل عن طريق دولة الإمارات. يقول الباحث في مركز الجزيرة عمر عبد اللطيف في اطار ندوة عقدها مركز حرمون للدراسات المعاصرة بتاريخ 19 تشرين ثاني/نوفمبر 2023 "إن الإمارات العربية المتحدة، بالتفاهم مع أميركا، حذّرت بشار الأسد من الانخراط في حرب غزة، أو حتى السماح للفصائل الموالية لإيران الموجودة في سورية بشنّ هجمات على الجولان السوري المحتلّ، وأضاف أيضاً؛ أن النظام السوري منع التظاهرات الشعبية الداعمة لغزة، واقتصرت تصريحاته على الاستنكار والإدانة فقط، على الرغم من ادعائه المقاومة والممانعة طوال سنوات". (15)

3- اعتبارات تخص "محور المقاومة":

من غير المستبعد أيضاً، أن يكون القرار السوري غير المعلن بالنأي بالنفس والاكتفاء بتأييد الحق الفلسطيني وإدانة إسرائيل نابع من قرار اتخذ في محور إيران، وذلك لعدم إعطاء الذريعة لأمريكا وإسرائيل باتخاذ أي موقف قد يضع النظام السوري في خطر وجودي بعدما استطاع أن يحدث ثغرة في الحصار عليه وإعادة تأهليه في العالم العربي. هذا التوجه يتبناه كل من كرميت فلينسي وطال ابراهام ويعتقدان أن الموقف السوري قد يكون توجيه إيراني؛ وذلك من أجل عدم استهلاك كل الأوراق الإيرانية من أجل حركة حماس، والاكتفاء بزج الأطراف في هذه المعركة كالحوثيين وبعض الفصائل الشيعية في سوريا والعراق، والإبقاء على النظام السوري وحزب الله لمهمات أكبر في حال توسعت الحرب لتشمل إيران. (16)

بالمقابل يعارض مروان قبلان مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات هذا التوجه؛ ويقول إن هناك تقارير عديدة تفيد بوجود ضغوط إيرانية على النظام باتجاه انخراط أكبر في المعارك مع إسرائيل، أقلّه بمستوى ما يحصل في جنوب لبنان. ويضيف أن النظام السوري يقاوم هذه الضغوط خوفاً من انتقام إسرائيلي كبير. هذا التوجه للنظام من وجهة نظر الكاتب هو محاولة لتحقيق نوع من التوازن بين ضغوط إيران نحو دعم "حماس" وتجنّب رد فعل أميركي وإسرائيلي عنيف على ذلك من جهة، وبين سعيه إلى الحفاظ على حالة من الاستقرار الداخلي النسبي، وسط أزمة اقتصادية خانقة، تزداد معها الحاجة إلى مزيد من الدعم الاقتصادي الإيراني من جهة أخرى. (17)

4- الاستفادة من التسويات ما بعد الحرب:

النظام السياسي في سوريا، يعي تماماً أن هناك تسويات محتملة يحضر لها الجانب الأمريكي بعد الحرب، ليقدمها كورقة رابحة للناخب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع عقدها أواخر سنة 2024، لذلك من المحتمل أن يشكل الموقف المهادن الحالي للنظام بطاقة دخول الى معادلات التسوية، من خلال إعادة تعويمه ورفع الحصار الأمريكي عنه، وإلغاء العقوبات المفروضة عليه عبر قانوني قيصر والكبتاغون(18). ولذلك يسعى النظام في الآونة الأخيرة الى إعادة انتاج نفسه، من خلال حملة إصلاحات تطال الأجهزة الأمنية المتهمة بضلوعها بجرائم حرب تجاه الشعب السوري من جهة، ومحاربة الفساد الاقتصادي من جهة أخرى، وقد طالت هذه الإصلاحات أيضاً حزب البعث، وذلك تمهيداً لأي حل سياسي قد يفرض تسوية مستقبلية بعد الحرب من خلال تطبيق القرار الأممي 2254. (19)

الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن رؤيته المستقبلية لمرحلة ما بعد الحرب على غزة وأكد على ضرورة حل الدولتين من خلال إقامة دولة فلسطينية، والوصول لاتفاق بشأن ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، واجراء مصالحة عربية إسرائيلية تشمل تطبيع العلاقات مع الدول العربية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، بهدف إقامة حلف عربي إسرائيلي في مواجهة إيران واطماعها في المنطقة. (20)

من المحتمل أن يرى النظام السوري، وبعد ما وصل اليه من وضع اقتصادي وسياسي وعسكري مزري، ان الحلول التي يطرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن تشكل فرصة للقفز الى عربة الولايات المتحدة الأمريكية لضمان استمرار حكمه في سوريا، أو على الأقل أن يكون شريكاً في حكم سوريا في أي حل سياسي مستقبلي، ولذلك يقوم بإجراء الإصلاحات المطلوبة ويتخذ موقف النأي بالنفس عما يجري في غزة، خصوصاً أن إيران تضغط عليه لاستيفاء ديونها الضخمة والتي وعد بتسديدها.

موقف المعارضة السورية:

المعارضة السورية المتمثلة بائتلاف قوى الثورة والمعارضة ومؤسساته لم يكن موقفها بعيداً عن موقف النظام، فقد تجنّب، هو الأخر، الحديث عن غزّة ما أمكن، خشية أن يؤدّي اتخاذ أي موقف بشأنها الى استثارة غضب الحلفاء الغربيين، وفي مقدّمتهم الولايات المتحدة. وعلى صعيد بيانات مؤسسات المعارضة، أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في بيان له في 13 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قصف المدنيين وتهجيرهم والاعتداءات على المنشآت العامة المدنية في غزة وسورية، وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بتحمل مسؤولياتهم لإيقاف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها. (21).

أما الحكومة السورية المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فقد اكتفت ببيان إدانة لمجزرة مستشفى المعمداني، وأعلنت الحداد العام وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، في مناطق سيطرتها في الشمال السوري، كما دعت لوقف فوري لنهج القتل والتدمير والتهجير ومحاسبة مرتكبي الجرائم في كل مكان (22). أما هيئة التفاوض لقوى الثورة والمعارضة لم يصدر عنها أي بيان عدا فقرة قصيرة حول العدوان على غزة، ضمن البيان الختامي لاجتماعها الدوري الذي عقدته في جنيف في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، حيث أدانت العدوان على غزة والمجازر التي ترتكبها حكومة الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء (23).”

اما في المناطق الخاضعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) شمال غرب سوريا فقد صدر بياناً أكدت من خلاله حق الشعب الفلسطيني بالدفاع عن نفسه واستعادة ارضه، ومن اللافت للانتباه قيام عبد الرحيم عطون، الشرعي العام لهيئة تحرير الشام، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “حكومة الإنقاذ”، بنعي نائب رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ صالح العاروري، الذي اغتالته اسرائيل في ضاحية بيروت الجنوبية في 2 كانون الثاني/ يناير 2024، وختم عطون نعوته ب "لعن الله اليهود، ولا بارك الله في حزب الله الرافضي". متجاهلاً الدور الذي يقوم به حزب الله في إطار الحرب على غزة، (24) هذا يعني أنه يقصد التضامن مع حركة حماس القريبة له فكرياً وليس مع كل من يقاوم العدوان الإسرائيلي على غزة.

أما المناطق الخاضعة لفصائل الجيش الوطني ركزت من خلال لوحاتها الفنية على الربط بين القصف والدمار الذي يشهده قطاع غزة مع ما يحدث في محافظة ادلب السورية بسبب القصف المركز للنظام والروس. وتم الربط أيضاً بين قتل المدنيين في غزة على يد إسرائيل وقتل المدنيين في ادلب على يد النظام (25)، وكذلك في محافظة السويداء، والتي انتفضت منذ ستة أشهر على النظام السوري، وخلال تظاهراتهم الأسبوعية في كل يوم جمعة، يرفعون شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني وبنفس الوقت تدين النظام مثل: "نظفوا أسنانكم من لحم أطفال فلسطين في تل الزعتر ومخيم اليرموك.. قبل التباكي على غزة”. (26) " صراخات أطفال ادلب يردد صداها بكاء أطفال غزة. (27)

موقف الأكراد:

شكل الأكراد ما يعرف ب "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا وتحالفوا مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تسيطر هناك مليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، فقد تجاهلت القوى الكردية أيضاً في خطابها قضية الحرب على غزة، عدا بعض التصريحات من بعض القادة مثل تصريح قائد قسد مظلوم كوباني والذي ساوى فيه بين حماس وإسرائيل، حيث قال؛ أن هجوم حماس على إسرائيل غير مقبول، ولكن بالمقابل استعمال القوة بشكل غير متناسب من قبل إسرائيل أيضاً غير مقبول، وأضاف أن هذه الأحداث قد تزيد من أخطار حدوث أعمال ارهابية متطرفة، وقد تؤدي الى اشعال المنطقة بأكملها، وتخوف من استغلال تركيا لهذه الأحداث لتكثيف ضرباتها على الأكراد.(28)

بالمقابل عبّرت الرئيسة التنفيذية ل "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد)، إلهام أحمد، في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، عن موقف محايد، تضامنت من خلاله مع المدنيين من الجانبين وأعربت عن قلقها من توسع الحرب، دون أي ادانة لإسرائيل (29). هذه المواقف لا تنسجم مع الموقف الكردي التقليدي الداعم للقضية الفلسطينية وقد يكون ذلك نابع من التخوف بفقدان الدعم الأمريكي، أو بسبب العلاقة الوطيدة التي تربط حماس بتركيا العدو التقليدي للأكراد.

خاتمة:

عند تناول موضوع الموقف السوري من الحرب على غزة يجب أن نفصل بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي، فلا شك أن الشعب السوري كما الشعوب العربية الأخرى كان دائماً مسانداً للحق الفلسطيني، وضحّى في سبيل ذلك الكثير، ولكن سوريا بعد الحرب، والتي أدت الى دمار البلاد وتهجير العباد، أصبحت تعيش واقعاً صعباً ومزرياً أقل ما يقال عنه؛ أنه يشبه الحال الفلسطيني اذا لم يكن أفظع، فالمجازر التي تُرتكب في غزة ضد النساء والأطفال والشيوخ لها شبيهاتها في تاريخ الحرب في سوريا، لذلك لم يعد الشعب السوري قادراً على تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني أكثر من التضامن واستنكار المجازر وربطها بما حدث ويحدث في سوريا.

اما النظام الرسمي السوري، فقد نأى بنفسه عن الحدث، ومَرد ذلك يعود لأسباب عديدة منها؛ العلاقة السيئة مع حركة حماس من جهة، والخوف من ردة الفعل الإسرائيلية الأمريكية التي حذرته من دخول الحرب من جهة أخرى، هذا إضافة الى محاولته الاستفادة من أي تسويات قد تحصل في المنطقة بعد نهاية الحرب على غزة، والتي من الممكن أن تعيد تعويمه من جديد، بعد أن تم فك الحصار عنه عربياً، وبالمقابل قد يكون هذا الموقف نابعاً أيضاً من تقسيم الأدوار داخل "محور المقاومة"؛ حيث أن إيران لا تريد أن تضحي بكل أوراقها من أجل الحرب على حماس.
المعارضة السورية بدورها لم تكن بعيدة عن الموقف الفاتر للنظام تجاه الحرب على غزة، فالائتلاف السوري المعارض والحكومة المؤقتة التابعة له خشيا من ردة فعل الدول الغربية الداعمة لهما، بالمقابل هيئة تحرير الشام كان تضامنها على أساس فكري كون هي وحركة حماس تنتميان لنفس المدرسة الفكرية الإسلامية، أما المناطق الخاضعة للجيش الحر والجنوب السوري الممثل اليوم بثورة السويداء يربطان بين ما يقوم به النظام من قتل وتدمير وبين ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة ويتضامنون مع أهله. الأكراد من جهتهم يرون بتركيا حليفة حماس العدو الأول لهم ويعتبرون أمريكا حليفتهم في المرحلة الحالية ولذلك ينأون بنفسهم عما يجري في غزة.



المصادر:
1- ماجد أبو دياك، "ما نوع العلاقة التي يقبلها النظام السوري مع حماس؟" الجزيرة نت، (25 أيلول/سبتمبر 2022).
http://tinyurl.com/3cf7zuwj

2- "خريطة السيطرة العسكرية في سوريا نهاية 2022 وبداية 2023"، مركز جسور للدراسات، 2 شباط/يناير 2023.
http://tinyurl.com/ms8f292e

3- فريق من الباحثين، "موقف النظام السوري من حرب غزة"، مركز جسور للدراسات، (19 كانون أول/يناير 2024).
http://tinyurl.com/4ke72ztu

4- أنظر: القمة العربية الإسلامية الاستثنائية 2023، ويكبيديا:
http://tinyurl.com/28c2tuz6

5- وحدة الدراسات السياسية، "اختلاف خطاب " الممانعة" لدى النظام السوري تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة": تقدير موقف، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، (7 أيلول/سبتمبر 2014):
http://tinyurl.com/2p9j5352

6- مروان قبلان، "كيف أثرت حرب غزة في المشهد السوري"، العربي الجديد، (20 كانون أول/ديسمبر 2023).
http://tinyurl.com/4zpnksxj

7- فلنسي كرمي وأبراهام طال، "سوريا في حرب " السيوف الحديدية": مؤيدة رمزياً وتمتنع عن التصعيد"، معهد أبحاث الأمن القومي (INSS)، عدد 1803، (20 ديسمبر/كانون أول 2023). (عبري)
http://tinyurl.com/2s4jtzzt

8- تقديرات عربية، "سياسة الصمت: لماذا لم يتدخل النظام السوري في دعم حماس في حرب غزة"، الحائط العربي، (16 تشرين ثاني/نوفمبر 2023).
http://tinyurl.com/2ma4afua

9- أنظر: حركة حماس، ويكبيديا:
http://tinyurl.com/3nt8ftxb

10- مصطفى رستم، "علاقة "حماس" بسوريا عقود من المواقف المتقلبة"، أندبندنت (عربية)، (17 تشرين أول/17أكتوبر 2023).
http://tinyurl.com/5c8ys7x9

11- أنظر تفاصيل مجزرة تل الزعتر، ويكبيديا:
http://tinyurl.com/snnm4e4y

12- تقدير موقف، "اختلاف خطاب "الممانعة" لدى النظام السوري تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة:" وحدة تحليل السياسات، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، (سبتمبر/ايلول 2014).
http://tinyurl.com/2p9j5352

13- فريق من الباحثين، مركز جسور للدراسات، مصدر سابق.
14- تقديرات عربية، سياسة الصمت، مصدر سابق.

15- معن البياري وعمر عبد اللطيف، "موقف النظام السوري من الحرب على غزة": ندوة حوارية، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، (19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023).
http://tinyurl.com/yzbk4zwm

16- فلنسي كرمي وأبراهام طال، مصدر سابق.
17- مروان قبلان، مصدر سابق.

18- حول قانون قيصر أنظر، ويكبيديا: http://tinyurl.com/339fr4yx
- شرح قانون الكبتاغون: الفرص والقيود، المركز السوري للعدالة والمساءلة، (12 كانون ثاني/يناير 2023). http://tinyurl.com/6s7kmukz

19- عماد كركص، "خطة هيكلة مخابرات النظام السوري: "عملية تجميلية" لأسباب سياسية"، العربي الجديد، (5 كانون ثاني/يناير 2024).
http://tinyurl.com/58476kxe

20- ايتمار ليفين، "الصحفي توم فريدمان المقرب من بايدن كشف في نيويورك تايمز عقيدة بايدن: مواجهة إيران، دولة فلسطينية، حلف أمني أمريكي-سعودي"، نيوز 1، (1 شباط/فبراير 2024). (عبري)
http://tinyurl.com/35k8uchj

21- أنظر بيان الائتلاف الوطني السوري: http://tinyurl.com/4797kffb

22- أنظر بيان الحكومة السورية المؤقتة: : http://tinyurl.com/3n5wutyf

23- "هيئة التفاوض تطالب في ختام اجتماعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ خطوات جديدة لتنفيذ قرار"2254، الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، (18 تشرين ثاني/نوفمبر 2023). http://tinyurl.com/4t4fr5rz

24- "شرعي هيئة تحرير الشام ينعي العاروري ويتجاهل رياض الترك"، سوريا، (3 كانون أول/يناير 2023).
http://tinyurl.com/5a3b28w6

25- عمار مصارع، "ردود أفعال السوريين خلال الأسابيع الأولى للحرب بين إسرائيل وحماس"، منتدى فكرة، (تشرين أول /أكتوبر 2023).
http://tinyurl.com/3tuuh3kx

26- مهدي عقباني، "متظاهرو السويداء يعبرون عن رفضهم لاستغلال نظام الملالي للقضية الفلسطينية"، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، (20 تشرين أول/أكتوبر 2023).
http://tinyurl.com/23uffbtt

27- " في السويداء غاب فراس معلا وحضرت غزة"، الراصد، (16 تشرين أول/أكتوبر2023).
http://tinyurl.com/mrxk9u22

28- Amberin Zaman, "Syrian Kurdish commander: We don t want to become battleground between US, Iran", Al-Monitor, (28 November 2023).
http://tinyurl.com/4usz9fxz

29- عمر أدلبي، "مواقف السوريين من العدوان على غزة"، مركز حرمون للدراسات المعاصرة، (14 كانون ثاني/يناير 2024).
http://tinyurl.com/mrkevkjs



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق الى معرفة الله في الفكر التوحيدي
- بين الهوية والانتماء
- آفة التطرف
- عناق الدب
- ثورة جبل العرب في سوريا
- من نحن؟
- التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني
- مفهوم اللانهاية في الرياضيات وفكرة الألوهة
- قراءة في المستجدات على الساحة السورية
- قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
- بين إدراك الألم وفلسفة المعاناة
- المجتمعات العربية المراهقة وأزمة التطور
- قوانين هرمس السبعة
- علاقة الوعي بالزمكان
- ويسألونك عن الروح
- العرب والدين
- ليس دفاعاً عن ابليس ولكن ...
- إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة
- مفهوم الشهادة
- تطور الحركة الوطنية في الجولان


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - الموقف السوري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة