أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني














المزيد.....

التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني


ثائر أبوصالح

الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 14:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك، أن الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينية، له مدلولاته على مستويات عدة. فعلى المستوى الدولي؛ هناك سابقة مهمة في رعاية الصين لهذا الاتفاق، وقد يكون هذا احدى ثمار المؤتمر العربي الصيني الذي عقد في الرياض في الشهر الأخير من العام المنصرم، الذي حضره الرئيس الصيني وقادة غالبية الدول العربية، وهي رسالة واضحة للولايات المتحدة الأمريكية؛ أن هناك قوى دولية أخرى ممكن أن تلعب دوراً محورياً قد يهدد النفوذ الأمريكي في المنطقة.
اما على المستوى الإقليمي؛ فالتقارب السعودي الإيراني هو صفعة لمسار اتفاقيات ابراهم مع إسرائيل، فكان من المتوقع أن تتجه السعودية باتجاه إسرائيل، ولكنها اختبارات أن تتجه شرقاً. هذا التوجه يعد تحولاً إيجابياً في السياسة السعودية، لأنه يضع حداً لمسار اتفاقيات ابراهم من جهة، ويفتح الطريق على تنسيق عربي إيراني قد تدخله تركيا ودول عربية أخرى لاحقاً، ويساعد على إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة بعيداً عن إسرائيل. والسؤال الأهم، الذي يطرح نفسه بقوة هنا: ما هو تأثير هذا الاتفاق على الملفين السوري واليمني، واللذين تلعب بهما إيران دوراً محورياً؟ وهل هذه الهرولة العربية لفك الحصار عن نظام بشار الأسد له علاقة مباشرة بهذا الاتفاق؟
لا شك أن التصريحات الإيرانية الأخيرة بعد الاتفاق، والذي جاء في مضمونه: أن إيران ترى أن هذا التقارب سيساعد على خلق مناخ قد يساعد على حل الأزمة في اليمن، دون ذكر سوريا، هذا التوجه الإيراني قد يشكل تلميحاً لوجود صفقة سعودية إيرانية على حساب الملف السوري، بمعنى أن السعودية مستعدة أن تعّوم النظام السوري وتعترف بالمصالح الإيرانية في سوريا، مقابل حل الأزمة اليمنية التي اتعبت السعودية. من المؤكد أن السعودية تريد أولاً حل الملف اليمني الذي قض مضجعها، وبالمقابل إيران تريد أن تفك الحصار عنها، وتمنع الضغط الدولي بما يتعلق بملفها النووي، إضافة الى وقف التقارب بين دول الخليج وإسرائيل، الأمر الذي قد يفرمل أي عمل عسكري إسرائيلي ضد إيران بتنسيق خليجي امريكي.
الأيام والشهور القادمة ستكشف لنا المستور، ولكن يحق لنا أن نخَّمن أن إيران لن تتنازل بسهولة عن نفوذها في سوريا، لأنها من أهم الأوراق التي تملكها في المنطقة العربية في مواجهة إسرائيل والغرب، فنفوذها في سوريا هو الضمانة لاستمرارية سيطرة حزب الله في لبنان، والذي يلعب دوراً اساسياً في ردع أي عمل عسكري من قبل إسرائيل ضد ايران، حيث تأخذ اسرائيل بالحسبان انه في حال بادرت الى عمل عسكري ضد ايران، فستجد نفسها في مواجهة الميلشيات الإيرانية في سوريا وحزب الله في لبنان، وقد تضاف لهما حماس والجهاد الإسلامي في غزة.
من المرجح ان مبادرة محمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي، في مؤتمر اتحاد البرلمانات العربية والذي عقد في بغداد في 24 شباط من هذا العام، وتبنيه تشكيل وفد عربي لزيارة دمشق، لم تكن من قبيل المصادفة، وانما هي خطة معدة ومنسق لها مسبقاً لتشكل توطئة لإعادة الشرعية للنظام السوري عربياً، فقد يُدعى النظام السوري لحضور القمة العربية القادمة في الرياض، والمزمع عقدها في شهر أيار من هذه السنة. ولذلك يبدو واضحاً تماماً أن هناك حراك إقليمي تدعمه روسيا والصين لإعادة صياغة العلاقات في المنطقة، حيث تأتي زيارة الأسد لروسيا في 15 اذار 2023 في إطار هذا السياق، حيث تسعى روسيا لإيجاد صيغة توافقية تجمع القيادة التركية مع قيادة النظام في سوريا، من اجل بناء شبكة علاقات إقليمية تخدم روسيا في المرحلة المقبلة على أرضية الحرب الروسية الأوكرانية والمواجهة مع الغرب من جهة، وتحافظ على نفوذها في سوريا من جهة أخرى.
السؤال الملح هنا هو: أين الولايات المتحدة الأمريكية من كل هذه التطورات؟ فالترحيب الأمريكي بالتقارب السعودي الإيراني هو تصريح دبلوماسي لا يحمل في طياته حقيقة السياسة الأمريكية، فأمريكا تمسك بخيوط مهمة في المنطقة العربية وقادرة على افشال أي مسعى، إذا ارادت، بحال سارت الأمور بالاتجاه الذي لا تشتهيه. ومن المرجح أن أمريكا ستنتظر لتلمس نتائج هذا التقارب لعله يصب في مصلحتها، فلا يمكن تنفيذ أي اتفاق على ارض الواقع دون موافقة أمريكية، خصوصاً في الملف السوري، لأن أمريكا موجودة على الأرض السورية وتمسك بالورقة الكردية.
يبدو واضحاً، أن هناك فارق كبير بين التصريحات والتقاربات واعلان النوايا الحسنة، وبين تنفيذ السياسة على الأرض، فكيف يمكن أن تستفرد أي جهة بحل الملف السوري، وهناك خمس دول إقليمية ودولية تتواجد على الأرض السورية و تتدخل بشكل مباشر في هذه الأزمة، هذا إضافة الى ملف اعادة ملايين اللاجئين الى سوريا، وملف النازحين داخل سوريا واعادتهم الى مدنهم وقراهم المهدمة، وملف إعادة الإعمار، وغيرها من الملفات المتداخلة دولياً واقليمياً، ولذلك لا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية الا من خلال توافق دولي واقليمي، يفرض على النظام الانصياع الى القرارات الدولية بهذا الشأن، لذلك وعلى أساس ما ورد، من المرجح إن التقارب السعودي الإيراني لن يتخطى مرحلة محاولة إيجاد حل للأزمة اليمنية.



#ثائر_أبوصالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم اللانهاية في الرياضيات وفكرة الألوهة
- قراءة في المستجدات على الساحة السورية
- قراءة سريعة في نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
- بين إدراك الألم وفلسفة المعاناة
- المجتمعات العربية المراهقة وأزمة التطور
- قوانين هرمس السبعة
- علاقة الوعي بالزمكان
- ويسألونك عن الروح
- العرب والدين
- ليس دفاعاً عن ابليس ولكن ...
- إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة
- مفهوم الشهادة
- تطور الحركة الوطنية في الجولان
- إسرائيل ومشروع -الدويلة الدرزية-
- سكان الجولان السوريين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الج ...
- دروس مستخلصة من الثورة السورية
- الحرب الروسية على اوكرانيا
- موجز قصة الثورة السورية الكبرى في الجولان- اقليم البلان
- مهزلة صفقة التبادل بين سوريا واسرائيل: الدوافع والأهداف
- تغريبة حاتم علي


المزيد.....




- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...
- السودان.. مقتل وإصابة 35 نازحا في قصف شنته -الدعم السريع- عل ...
- معهد -سيبري-: عصر انخفاض عدد الأسلحة النووية في العالم يقترب ...
- ماكرون يدعو ترامب لاستخدام نفوذه لوقف التصعيد بين إسرائيل و ...
- عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
- ما المنشآت الإيرانية الحيوية التي استهدفتها إسرائيل؟ وما أهم ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر أبوصالح - التداعيات المحتملة للتقارب السعودي الإيراني