أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - لا تثق أبدا في رجل سياسي: عدم الوفاء في الوعود ، الحلقة الثانية














المزيد.....

لا تثق أبدا في رجل سياسي: عدم الوفاء في الوعود ، الحلقة الثانية


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تثق أبدا في رجل سياسي: عدم الوفاء في الوعود ، الحلقة الثانية


مقدمة:

السياسة هي المجال الذي يتم فيه تقديم الوعود، وغالبًا ما تكون مصحوبة بالعظمة والقناعة. ومع ذلك، فقد أظهر التاريخ أن الوعود التي قطعها السياسيون غالبا ما يندر ما يتم الوفاء بها، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بين السكان والسياسيين. يتعمق هذا المقال في الأسباب التي تجعل المرء لا ينبغي له أبدا أن يثق في السياسي بناء على وعوده فقط والآثار الضارة التي تحدثها على العملية الديمقراطية.


1. يعطي السياسيون الأولوية للشعبية على النزاهة: أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل السياسيين يخالفون وعودهم هو رغبتهم في الحفاظ على شعبيتهم. إنهم يقدمون وعودا خلال الحملات الانتخابية لتأمين الأصوات، لكنهم يفشلون لاحقا في الارتقاء إلى مستوى التوقعات. إن هذه الأولوية التي في غير محلها تؤدي حتما إلى تآكل ثقة الجمهور وتقويض أسس الديمقراطية.

2. المساءلة المحدودة والتداعيات: عدم وجود عواقب وخيمة على السياسيين الذين يخالفون الوعود يؤدي إلى تفاقم المشكلة. وعلى عكس عالم الشركات، حيث المساءلة أكثر انتشارا، نادرا ما يواجه السياسيون تداعيات كبيرة على أفعالهم الخادعة. ويؤدي هذا الافتقار إلى المساءلة إلى إدامة ثقافة الوعود التي لم يتم الوفاء بها.

3. تغير المشهد السياسي: غالبا ما يواجه السياسيون تحديات غير متوقعة عند توليهم مناصبهم. مثل هذه الظروف يمكن أن تفرض تغييرا في الأولويات والتخلي عن الوعود التي تم التعهد بها خلال الحملة الانتخابية. وفي حين أن التكيف مع المناظر الطبيعية المتغيرة قد يكون ضروريا، فإنه يكشف أيضا عن هشاشة الوعود السياسية وقابلية التلاعب بها.

4. ممارسة الضغط والمصالح الخاصة: كثيرا ما يجد السياسيون أنفسهم مدينين لمجموعات المصالح القوية وجماعات الضغط التي تمول حملاتهم. وبالتالي، قد يضحي هؤلاء السياسيون بوعودهم مقابل الحصول على خدمات سياسية، مما يزيد من تآكل الثقة بين الناخبين وبينهم.

5. الافتقار إلى الشفافية: في كثير من الحالات، يفشل السياسيون في تقديم خطة شفافة ومفصلة للوعود التي يقطعونها. وعندما لا يكون الناخبون على دراية بالجوانب العملية والتحديات المرتبطة بتنفيذ تلك الوعود، فمن المحتم أن يتبع ذلك خيبة الأمل وخيبة الثقة في السياسي.

6. التنازلات في السعي إلى السلطة: غالبا ما تتطلب الطبيعة المعقدة للسياسة تقديم تنازلات لتأمين دعم مختلف أصحاب المصلحة. ومن الممكن أن تؤدي هذه التنازلات إلى الإخلال بالوعود، مما يجعل المواطنين محبطين ومتشككين في قدرة الساسة على الوفاء بوعودهم.

7. تغيير الأيديولوجيات السياسية: تتميز السياسة بالتطور المستمر للأيديولوجيات وتغير الأولويات. ومع تكيف الساسة مع الأوقات المتغيرة، فإن بعض الوعود قد تصبح بالية أو غير متوافقة مع الأهداف الأحدث. وعلى الرغم من أهمية هذه القدرة على التكيف، إلا أنها قد تؤدي إلى خيبة الأمل بين الناخبين.

8. السياسة الحزبية والجمود: غالبا ما تقع الوعود التي يقطعها السياسيون ضحية للسياسة الحزبية والجمود السياسي. إن غياب التعاون بين الاحزاب السياسية غالبا ما يعيق الوفاء بوعود الحملات الانتخابية، مما يؤدي إلى استمرار الوعود الكاذبة وخيبة أمل الناخبين.

9. نطاق التحديات المجتمعية وتعقيدها: غالبا ما يتم تقديم وعود الحملات الانتخابية باستخدام حلول مبسطة لمشاكل معقدة للغاية ومتعددة الطبقات. عندما يواجه الساسة هذه التعقيدات، فإن الوعود غالبا ما تنكث بسبب المبالغة في تقدير التحديات المطروحة أو التقليل من شأنها.

10. الرضا عن النفس وعدم المشاركة: أخيرا، يجب على الشخصيات البارزة في المجال السياسي أن يتعاملوا مع جمهور الناخبين الذي يقبل باستمرار ويتسامح مع الوعود التي لم يتم الوفاء بها. فعندما يفشل المواطنون في محاسبة السياسيين ويظلون منفصلين عن العملية الديمقراطية، فإن دائرة الوعود التي لم يتم الوفاء بها تستمر.

خاتمة:

ورغم أهمية المشاركة في العملية الديمقراطية، فإن الاعتماد على وعود الساسة فقط يشكل ممارسة لا طائل من ورائها. تسلط الأسباب العديدة المذكورة أعلاه الضوء على المخاطر الكامنة في الثقة في قدرة السياسيين على الوفاء بتعهداتهم الانتخابية. ومن الممكن أن يساعد وجود ناخبين أكثر استنارة ومشاركة، إلى جانب تدابير المساءلة الصارمة، في الحد من تكرار الوعود التي لم يتم الوفاء بها واستعادة الثقة في النظام السياسي في نهاية المطاف.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطلاق في العصر الرقمي
- الغد مجرد فكرة، محمد عبد الكريم يوسف
- ترانيم على وتر الطائفية، والقبيلة، والمناطقية، وحكم الأقلية ...
- لغة المنصب(3) (المحامون، القضاة، الأطباء، المعلمون) محمد عبد ...
- فتاة غسان ، قنديل من بلدي سورية محمد عبد الكريم يوسف
- لغة المنصب (1) (فلاسفة ورجال أعمال ومديرون)،
- لغة المنصب (2) الدبلوماسيون والكتاب والشعراء والنساء في السل ...
- كيف تفكر القبيلة؟ (المنهج الموضوعي)
- فهم أنماط تفكير المجتمع الطائفي والعشائري
- الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤: السيناريو ...
- امنح الآخر فرصة: قوة التعاطف والتفاهم
- ما الذي يريد بوتين أن يريد أن يقوله عبر مقابلة تاكر كارلسون؟
- الغرف الخلفية ودورها في صنع القرار في صناعة النفط محمد عبد ا ...
- إذا لم تدافع عن الحرية في دارك ، دافع عنها في دار جارك
- ثورة الحليب في هولندا، محمد عبد الكريم يوسف
- مقابلة افتراضية مع هنري كيسنجر بعد رحيله إلى العالم الآخر (ب ...
- من يملك الرصاصة الفضية سيحكم العالم
- لا يزال صدى رواية 1984 يتردد في القرن الحادي والعشرين (نموذج ...
- أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ
- التفكير خارج الصندوق: عودة داعش المحتملة، محمد عبد الكريم يو ...


المزيد.....




- فيديو تهكّم ترامب على خامنئي بجملة -فزنا بالحرب- يثير تفاعلا ...
- الحكومة البريطانية تدين هتافات مناوئة للجيش الإسرائيلي بثتها ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قادرة على استئناف تخصيب ...
- ترامب يجدد دعمه لنتانياهو ويحذر من أنه -لن يتسامح- مع مواصلة ...
- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - لا تثق أبدا في رجل سياسي: عدم الوفاء في الوعود ، الحلقة الثانية