أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - فهم أنماط تفكير المجتمع الطائفي والعشائري














المزيد.....

فهم أنماط تفكير المجتمع الطائفي والعشائري


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7892 - 2024 / 2 / 19 - 00:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فهم أنماط تفكير المجتمع الطائفي والعشائري


مقدمة:

تتميز المجتمعات الطائفية والعشائرية بوجود أطر أيديولوجية جامدة، وهويات جماعية قوية، وبنية اجتماعية هرمية تؤثر على أنماط تفكيرها. يهدف هذا المقال إلى الخوض في تعقيدات كيفية تفكير هذه المجتمعات، واستكشاف العناصر الأساسية والعمليات المعرفية وتأثيرات أنماط التفكير هذه على التنمية المجتمعية.

هوية المجتمعات وأنظمة المعتقدات

في المجتمعات الطائفية والعشائرية، تلعب هوية المجموعة دورا أساسيا في تشكيل أنماط تفكيرهم. الأفراد الذين ينتمون إلى هذه المجتمعات غارقون بعمق في أنظمة المعتقدات الجماعية، التي تملي فهمهم للعالم. غالبا ما تعزز أنظمة المعتقدات هذه التضامن وتعزز الشعور بالانتماء والالتزام بين أعضاء المجموعة.

التحيز المعرفي والتحيز التأكيدي

غالبا ما تتأثر أنماط التفكير داخل المجتمعات الطائفية والعشائرية بالتحيزات المعرفية والتحيزات التأكيدية. يميل الأفراد إلى تقييم المعلومات بشكل انتقائي، مفضلين المفاهيم التي تتوافق مع معتقداتهم المسبقة. يمكن أن يؤدي هذا التحيز المعرفي إلى إدامة الأفكار غير العقلانية واستبعاد وجهات النظر البديلة.

التماسك الاجتماعي والتوافق

غالبا ما تعطي المجتمعات الطائفية والعشائرية الأولوية للتماسك الاجتماعي والتوافق، مما يؤثر بشكل أكبر على أنماط تفكيرها. ويصبح الامتثال لمعايير المجموعة وأيديولوجياتها فضيلة، مما يثبط المعارضة أو التفكير المستقل. ويساهم هذا التطابق في عزل المجتمع، مما يحد من التعرض للأفكار المتنوعة ويعوق النمو الفكري.

السلطة والقيادة

في هذه المجتمعات، تتأثر أنماط التفكير أيضا بالهيكل الهرمي والقيادة الموثوقة. غالبا ما تُعتبر شخصيات السلطة المفسرين الوحيدين للحقيقة ويشكلون أفكار وأفعال أتباعهم بشكل فعال. وهذا الاعتماد على القيادة السلطوية يحد بشكل أكبر من التفكير النقدي ويعزز القبول السلبي للمفاهيم دون سؤال.

عقلية "نحن مقابل هم"

غالبا ما تتميز أنماط التفكير داخل المجتمعات الطائفية والعشائرية بعقلية "نحن مقابل هم". إن تصور التهديد الخارجي، سواء كان حقيقيا أو متخيلا، يصبح عامل توحيد بين أفراد المجموعة ويعزز هويتهم الجماعية. هذه العقلية يمكن أن تغذي التحيز والتمييز والعداء تجاه الغرباء.

التلاعب العاطفي وترويج الخوف

غالبا ما تستخدم المجتمعات الطائفية والعشائرية التلاعب العاطفي وترويج الخوف للسيطرة على أفكار وأفعال أعضائها. يستخدم القادة خطابا مقنعا لغرس الخوف والتلاعب بالعواطف وتعزيز التزام أتباعهم بمعتقدات المجموعة. يمكن للتلاعب العاطفي أن يشكل أنماط التفكير ويعزز الولاء للمجموعة.

التعرض الانتقائي للمعلومات

غالبا ما يعرض الأفراد في المجتمعات الطائفية والعشائرية أنفسهم بشكل انتقائي لمعلومات تتماشى مع أيديولوجية مجموعتهم. وبالتالي، يصبحون عرضة للتضليل ويفتقرون إلى التحليل النقدي لوجهات النظر المتنوعة. يحد هذا النهج الانعزالي من إمكانية نمو وتطوير التفكير العقلاني.

التفكير الجماعي وصنع القرار الجماعي

التفكير الجماعي، وهي ظاهرة شائعة في المجتمعات الطائفية والفرعية، تؤثر بشكل كبير على اتخاذ القرار وأنماط التفكير. إن الرغبة في الانسجام الجماعي تحل محل الجدل العقلاني ويمكن أن تؤدي إلى عمليات صنع قرار معيبة. وهذا يخنق التفكير الإبداعي ويعزز التوافق لضمان الحفاظ على الهوية الجماعية للمجموعة.

مقاومة التغيير والابتكار

غالبا ما تكون أنماط التفكير في هذه المجتمعات مقاومة للتغيير والابتكار بسبب تفضيل التقاليد والحفاظ على الأيديولوجيات الراسخة. وهذه العقلية تضيق نطاق التكيف والتقدم، مما يعيق إمكانية التنمية والتطور المجتمعي.

الاستنتاج

في الختام، تتأثر أنماط التفكير داخل المجتمعات الطائفية والعشائرية بالهوية الجماعية، والتحيزات المعرفية، والامتثال، والقيادة الاستبدادية، والخوف، والتلاعب العاطفي. وتحد هذه الأنماط من التفكير النقدي، وتشجع التفكير الجماعي، وتعيق تقدم المجتمع. إن فهم أنماط التفكير هذه و تحديها أمر ضروري لتعزيز الانفتاح والشمولية والنمو الفكري داخل هذه المجتمعات.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤: السيناريو ...
- امنح الآخر فرصة: قوة التعاطف والتفاهم
- ما الذي يريد بوتين أن يريد أن يقوله عبر مقابلة تاكر كارلسون؟
- الغرف الخلفية ودورها في صنع القرار في صناعة النفط محمد عبد ا ...
- إذا لم تدافع عن الحرية في دارك ، دافع عنها في دار جارك
- ثورة الحليب في هولندا، محمد عبد الكريم يوسف
- مقابلة افتراضية مع هنري كيسنجر بعد رحيله إلى العالم الآخر (ب ...
- من يملك الرصاصة الفضية سيحكم العالم
- لا يزال صدى رواية 1984 يتردد في القرن الحادي والعشرين (نموذج ...
- أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ
- التفكير خارج الصندوق: عودة داعش المحتملة، محمد عبد الكريم يو ...
- البحث عن السعادة الحقيقية
- الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخ ...
- الاستعمار في مسرحية فتى الغرب اللعوب
- عندما توقع عقدا مع الشيطان، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد والهرطقة في الوظائف العامة: استكشاف الظاهرة مع الأمثل ...
- المساكنة: للجنون ألوان مختلفة، محمد عبد الكريم يوسف
- نموذج شكسبير في الدفاع عن الحرية
- المساكنة ، مزاياها و رزاياها
- حديث مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز: منتد ...


المزيد.....




- منها شطيرة -الفتى الفقير-..6 شطائر شهية يجب عليك تجربتها
- ترامب يرد على أنباء بدء محادثات سلام مع إيران ويؤكد: نريد -ن ...
- في حالة الحرب.. هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- هل سمعت عن مباراة كرة قدم انتهت نتيجتها بـ 149 هدفاً مقابل ل ...
- خامس يوم في معركة كسر العظم بين إسرائيل وإيران وواشنطن تدخل ...
- أوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شام ...
- طهران وتل أبيب تحت القصف مجددا ـ وترامب يطالب إيران بـ-الرضو ...
- هل حقا إيران قريبة من امتلاك القنبلة نووية؟
- ارتفاع عدد الضحايا.. هجوم إسرائيلي دام على منتظري المساعدات ...
- كاتس يحذر خامنئي: تذكر مصير الدكتاتور في الدولة المجاورة!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - فهم أنماط تفكير المجتمع الطائفي والعشائري