أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤: السيناريو الساخن ، محمد عبد الكريم يوسف














المزيد.....

الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤: السيناريو الساخن ، محمد عبد الكريم يوسف


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7891 - 2024 / 2 / 18 - 21:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤: السيناريو الساخن


مقدمة:

لقد كان الشرق الأوسط، وهو منطقة ذات مشهد جيوسياسي معقد، بمثابة بوتقة تنصهر فيها الصراعات والتوترات والتحديات. عندما ننظر إلى المستقبل القريب، يصبح من الواضح أن الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ يجد نفسه على "طبق ساخن" مجازيا. سوف يتعمق هذا المقال في الأسباب الكامنة وراء هذا التنبؤ من خلال تحليل عدم الاستقرار السياسي، والنزاعات الإقليمية، والتوترات الاقتصادية، والتوترات الطائفية، ولعب القوى العالمية، وكلها تساهم في الوضع المضطرب في المنطقة.

عدم الاستقرار السياسي:

شهد الشرق الأوسط اضطرابات سياسية كبيرة على مدى العقد الماضي، من انتفاضات الربيع العربي إلى الحروب الأهلية المستمرة. في عام ٢٠٢٤، سيظل عدم الاستقرار السياسي مصدر قلق مستمر، حيث تكافح الدول من أجل إنشاء مؤسسات ديمقراطية والحفاظ على الأمن. إن الفصائل المتنافسة، والجهات الفاعلة غير الحكومية، والمؤثرات الخارجية تتحدى باستمرار الشرعية السياسية، مما يؤدي إلى منطقة تغلي بالصراعات الداخلية.

النزاعات الإقليمية:

توجد العديد من النزاعات الإقليمية داخل الشرق الأوسط، مما يزيد من حدة التوترات بين البلدان. هذه الصراعات، مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أو الحرب الأهلية السورية، أو النزاعات حول السيطرة على الممرات المائية الإقليمية، تختبر استقرار المنطقة وتعيق جهود التعاون الإقليمي.

الضغوط الاقتصادية:

على الرغم من موارد الطاقة الهائلة التي يتمتع بها الشرق الأوسط، إلا أنه يواجه تحديات اقتصادية كبيرة. وقد ساهم ارتفاع النمو السكاني، والبطالة بين الشباب، والاعتماد المفرط على الهيدروكربونات في عدم الاستقرار الاقتصادي. علاوة على ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 وتداعياتها إلى تفاقم الضغوط، حيث أثرت الاضطرابات في التجارة العالمية والسياحة على تدفقات الإيرادات والاقتصادات المحلية.

التوترات الطائفية

لقد عانى الشرق الأوسط منذ فترة طويلة من الانقسامات الطائفية، وخاصة بين السنة والشيعة. وقد استغلت الجماعات المتطرفة هذه الانقسامات الدينية لتأجيج العنف والصراعات الطائفية. وتسلط التوترات المستمرة في اليمن والعراق والبحرين ولبنان الضوء على عمق هذه القضية واحتمال تصاعدها أكثر في عام ٢٠٢٤.

لعبة القوى العالمية:

يظل الشرق الأوسط ساحة معركة لمختلف القوى العالمية، حيث تشكل مصالحها المتنافسة مستقبل المنطقة. إن التنافس بين المملكة العربية السعودية وإيران، وتورط روسيا والولايات المتحدة، والتحالفات المتغيرة، كلها عوامل تساهم في هذا التوازن غير المستقر. ومع استمرار هذه الجهات الخارجية في التنافس على النفوذ والسيطرة، تجد المنطقة نفسها عالقة في سيناريو ساخن.

الأزمات الإنسانية:

لا تزال القضايا الإنسانية تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي تواجهها المنطقة. إن نزوح الملايين، ومحنة اللاجئين، وعدم إمكانية الوصول إلى الضروريات الأساسية مثل المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم، يزيد من التوترات العامة ويخلق بيئة طنجرة الضغط المعرضة للانفجار في أي لحظة .

المخاوف البيئية:

منطقة الشرق الأوسط معرضة بشكل خاص لعواقب تغير المناخ، بما في ذلك ندرة المياه وارتفاع درجات الحرارة والتصحر. وتؤدي هذه العوامل إلى تكثيف المنافسة على الموارد الحيوية، مما يزيد من احتمال نشوب الصراعات ويزيد من الضغط العام على المنطقة.

الاستقطاب الإقليمي:

يعد استقطاب المنطقة عاملا مهما يساهم في سيناريو الصفيحة الساخنة. وبينما تنحاز الدول إلى معسكرات متعارضة، مثل التحالف الذي تقوده السعودية والفصائل المدعومة من إيران، تستمر الأعمال العدائية والحروب بالوكالة في التصاعد، مما يؤدي إلى وضع أكثر هشاشة من أي وقت مضى.

تضاؤل الأمل في السلام:

بالنظر إلى عام ٢٠٢٤، تبدو آفاق السلام في الشرق الأوسط بعيدة المنال بشكل متزايد. إن غياب عملية سلام شاملة وعادلة، إلى جانب تدهور الثقة والدبلوماسية المحطمة، لا يترك سوى القليل من التفاؤل بشأن إنهاء الصراعات والنزاعات التي تشتعل باستمرار في المنطقة.

ضرورة الاهتمام الدولي:

نظرا للتعقيدات والتحديات القائمة في الشرق الأوسط، يجب على المجتمع الدولي أن يولي اهتماما وثيقا للحالة المتوترة في المنطقة. إن المشاركة الاستباقية من جانب الجهات الفاعلة العالمية، باستخدام الدبلوماسية والتعاون واحترام حق تقرير المصير، أمر بالغ الأهمية لنزع فتيل التوترات والتحرك نحو السلام والاستقرار المستدامين في الشرق الأوسط.

الاستنتاج:

يجد الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ نفسه على "صفيح ساخن" بسبب عدم الاستقرار السياسي، والنزاعات الإقليمية، والضغوط الاقتصادية، والتوترات الطائفية، ولعب القوى العالمية، والأزمات الإنسانية، والمخاوف البيئية. ويتعين على المنطقة أن تعالج هذه القضايا بشكل جماعي من خلال الحوار الحقيقي، واحترام التنوع، وتعزيز حقوق الإنسان. ولن يتسنى للشرق الأوسط الخروج من هذا الوضع غير المستقر وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر أمنا و ازدهارا إلا من خلال الجهود المتضافرة.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنح الآخر فرصة: قوة التعاطف والتفاهم
- ما الذي يريد بوتين أن يريد أن يقوله عبر مقابلة تاكر كارلسون؟
- الغرف الخلفية ودورها في صنع القرار في صناعة النفط محمد عبد ا ...
- إذا لم تدافع عن الحرية في دارك ، دافع عنها في دار جارك
- ثورة الحليب في هولندا، محمد عبد الكريم يوسف
- مقابلة افتراضية مع هنري كيسنجر بعد رحيله إلى العالم الآخر (ب ...
- من يملك الرصاصة الفضية سيحكم العالم
- لا يزال صدى رواية 1984 يتردد في القرن الحادي والعشرين (نموذج ...
- أنت لست قبيحا، أنت تنظر في المرآة الخطأ
- التفكير خارج الصندوق: عودة داعش المحتملة، محمد عبد الكريم يو ...
- البحث عن السعادة الحقيقية
- الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤ على طبق ساخ ...
- الاستعمار في مسرحية فتى الغرب اللعوب
- عندما توقع عقدا مع الشيطان، محمد عبد الكريم يوسف
- الفساد والهرطقة في الوظائف العامة: استكشاف الظاهرة مع الأمثل ...
- المساكنة: للجنون ألوان مختلفة، محمد عبد الكريم يوسف
- نموذج شكسبير في الدفاع عن الحرية
- المساكنة ، مزاياها و رزاياها
- حديث مع مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز: منتد ...
- استراتيجيات التخاطب اللغوية والصياغة القانونية (السمات النحو ...


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الشرق الأوسط في عام ٢٠٢٤: السيناريو الساخن ، محمد عبد الكريم يوسف