أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جواد كاظم غلوم - أيها المعلمون ؛ احفظوا قدسية رسالتكم














المزيد.....

أيها المعلمون ؛ احفظوا قدسية رسالتكم


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7897 - 2024 / 2 / 24 - 16:15
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قبل بضعة ايام طرق بابي جاري الجنب يرجوني مساعدته وعارضا عليّ القيام بتدريس ابنه شيئا ولو يسيرا من قواعد النحو وانه لجأ اليّ راجيا مني القيام بتدريسه وابداء المساعدة في رفع مستواه باللغة العربية وقد اضطر للجوء اليّ بسبب وضعه المالي المتردي واستنزاف جزء غير قليل من دخله الشهري لمصروفات الدروس الخصوصية الباهظة .
احسست بالحرج اولا لكنني وافقت ان اقوم بتدريسه بعض المحاضرات العسيرة الفهم تطوّعا لاني اعرف الرجل الحريص على اولاده لا يقوى على تحمّل اجور التدريس الخصوصي مع حرصه الشديد على تطوير مهارات اولاده الدراسية واهتمامه بتفوّقهم بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها .
وتساءلت من نفسي ؛ لماذا يحدث كل هذا الارهاق على ارباب الاسر وتزيد من همومهم هموما أخر ؟ بعد ان تفاقمت هذه الظاهرة المقلقة بشكل ملفت للنظر اذ اصبحت الاسر الفقيرة والمتوسطة الدخل تعاني وضعا اقتصاديا صعبا وأخذت تستنزف الكثير من ميزانية الاسرة جرّاء الدروس الخصوصية حتى ان قسما اكبر من العوائل أخذت تقلل من المصاريف الضرورية ومن لقمة الخبز لأجل توفير مبالغ أتعاب تلك الدروس .
كلنا نعرف مدى الانحدار في مستوى التعليم الحاصل في بلاد الرافدين الآن حيث وصلت الى مستويات معيبة بعد ان كان العراق سبّاقا معظم الدول العربية وحتى دول آسيا والشرق الاوسط في رقيّه العلمي ومستويات التعليم الاساسي والمتوسط والثانوي والجامعي وما بعده .
رحم الله سنوات دراستنا الجادة يوم كنا نكتفي بالحصص الدراسية الوافية في الفصل مع القليل من الساعات في التحضير اليومي والمذاكرة في البيت ، يوم كان المعلم يمرّ على الطلبة واحدا واحدا ليتأكد بنفسه من استيعاب الدرس الجديد ويستفهمون منا عن اية صعوبة قد تصادفنا لإعادة شرحها ، ولست أنسى ابدا معلمينا الاوائل العظام حقا حين كانوا يجيئون عصرا لإعطائنا دروسا إضافية وإرغامنا على حضورها بلا ايّ مقابل مادي فيما لو أحسّوا ان طلابهم لم يستوعبوا الدروس تماما .
الان يحدث العكس حيث يعمد البعض من الاساتذة في الصفّ الى جعل المادة الدراسية غائمة ولا يعطون المحاضرات حقها الوافي في الشرح ويتعمّدون التمويه لغاية في نفس يعقوب أملا في الحصول على مزيد من حلقات الدروس الخصوصية وملء الجيوب الممتلئة أصلا ، ربما كنّا نبرر هذا المسلك يوم كان المدرس يشقى ايام الفاقة والحصار وضآلة الراتب الشهري غير أننا الان لا نغفر للمدرس تصرّفه الغريب الذي يهدف الى تحريف رسالة المعلم السامية وتلويثها بالمطامع المادية وبذاءة جمع المال على حساب تطوير المهارات التربوية .
هناك اساتذة ومدرسون جعلوا بيوتهم معاهد وفصول دراسية وخصصت غرف البيت صفوفا معبأة بالرَحلات والسبورات وحتى وسائل الايضاح وغيرها ترغيبا للطلبة الضعيفي المستوى حتى يشار اليه باعتباره مدرّسا متميزا عن اقرانه المدرسين غير الحاذقين الذين لا يحسنون اللعب على الحبال ويعجزون عن الحصول على طالب واحد او ممن يأنفون من ممارسة تلك الظاهرة حفاظا على مبادئهم ورسالتهم السامية ، مما يولّد فروقات طبقية واضحة حتى بين اوساط المعلمين والمدرسين انفسهم فالمدرس الذي يلهث وراء الدروس الخصوصية لا يتوانى في الأغلب الأعم من إنجاح الطالب الفاشل والكسول مادام يغدق المال وفق قاعدة " الدرس الخصوصي مقابل الدرجات العالية " فتنقلب الموازين العقلية ويسمو الجاهل على زميله المجدّ المجتهد ويعمّ الخراب في العمليات التعليمية والتربوية حتى تصبح الدروس الخصوصية جريمة اخلاقية ظاهرة للعيان يرأسها معلمون لا يقلّون ذنبا عن بقية عتاة الجرائم الاخرى المشينة وتصير آفة تنخر المجتمع كما تقول الشعارات المعلّقة في جدران المدارس من قبل وزارة التربية .
ومع ان وزارة التربية ظاهرا تحارب هذا المسلك لكنها لا تتخذ الإجراءات الجادة والسريعة لفرض العقوبات الصارمة على منتسبيها العاملين من المعلمين والمدرسين وتكتفي باغراق المدارس والمؤسسات التعليمية بالشعارات واللافتات التي تدين تلك الظاهرة دون اجراءات عملية تقطع دابرها ، ولو استثنينا مبادرتها المتواضعة في فتح قناة تلفزيونية تعليمية من قبل التلفزيون التربوي التابع لها وعرض محاضرات للطلبة لكنها لم تستطع ان تنافس ذلك السيل الجارف من كارتل المدرسين الذين امتهنوا التدريس الخصوصي تجارة رابحة افرغت جيوب الآباء والامهات اذ عجزت تماما عن ايقافها عند حدها او على الاقل التقليل منها وتضييقها .
خففوا العبء الثقيل عن كاهل ارباب الاسر المتعبين ايها المعلمون الرسُل المبجّلون ولا تدعونا نأسف يوما ما ونقول لكم : كاد المعلم ان يكون أكولا .

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الفتى مخترع الواتسآب
- السعدُ الممتنع
- غيبة مصونة أيها الوطن ؛ لا لقاء بعدها
- عندما يعود رفيق عمرك منهكاً الى البيت يا ربّة الأسرة
- ما الذي يُبهج الرجلَ في حبيبته ورفيقة عمره ؟؟
- اختناقات وزحام عربة الحبّ
- تأملات في قراءة قصيدة الشعر
- حينما تحكم المرأة ويهمّش الرجل معزولا
- ولكلام الحبّ مراتبُه السبع
- بين بيكاسو وحلاّقهِ ؛ صديقه الحميم
- قصيدة - العَودُ أبعدُ -
- عندما يكون العقل مبدعا ثريّا والضمير نقيّاً
- طبائع وصفات لا تحبذها المرأة في رفيق عمرها الرجل
- أيها الزوجان والحبيبان ؛ تخاصما تتحابّا
- نقاهتي تُراقصني لتؤنسني
- بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟
- نمْ مبكرا هانئا بلا لوحٍ إلكتروني أو كتاب
- هل مازلتَ تدخّن ؟؟
- ابنة أوروك
- النوم في البحبوحة


المزيد.....




- لن تصدق سبب ندم هذين الزوجين الأمريكيين بعد انتقالهما لإسبان ...
- بعد ساعات على خطابه.. فيديو يظهر رئيس الوزراء السوري برفقة م ...
- فيديو يظهر مسلحين من المعارضة يقتادون رئيس الوزراء السوري مح ...
- رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي لوسائل الإعلام: اتفقنا على ...
- ليبرمان بعد سقوط الأسد: علينا أن نتابع الأوضاع في الأردن عن ...
- سقوط النظام في دمشق والأسد يغادر البلاد بعد دخول المسلحين ال ...
- لابيد يدعو إلى تشكيل ائتلاف إقليمي مع السعودية ودول اتفاقيات ...
- مصادر محلية في القنيطرة: دخول دوريات إسرائيلية إلى مدينة خان ...
- سوريا.. الإدارة الذاتية الكردية ترفع مستوى استعدادها القتالي ...
- مراسلنا: استمرار القصف الإسرائيلي لقطاع غزة لليوم الـ429


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - جواد كاظم غلوم - أيها المعلمون ؛ احفظوا قدسية رسالتكم