أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - بين بيكاسو وحلاّقهِ ؛ صديقه الحميم














المزيد.....

بين بيكاسو وحلاّقهِ ؛ صديقه الحميم


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 7615 - 2023 / 5 / 18 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


" حين تتسامى الروح الوطنية وتصل الى منتهى النبل "

تعرّف الفنان و الرسام العبقري بابلو بيكاسو إلى حلاّقه الخاص يوجينيو أرياس في سنة / 1944؛ وخلال إقامته المديدة بباريس
ونشأت صداقة عميقة بينهما امتدت لأكثر من خمس وثلاثين سنة ، وظلت هذه العلاقة قائمة حتى وفاة بيكاسو سنة 1973. فالحلاق من أصل اسباني مثل بيكاسو ويعيش مغترباً فى فرنسا. وكان يرفض رفضا قاطعا أن يتقاضى أجرا عندما كان يحلق ويعتني بطلعة وشَعر صديقه ، فكان الرسّام يكافئه بأن يهديه بين فترة وأخرى بعض لوحاته وخزفياته ومنحوتانه وشيء من تخطيطاته إكراما له على صنيعه والاهتمام به وتعاطفه مع مواطنه .
وكانت حصيلة ما جمعه الحلاق بهذه الطريقة / 60 لوحة من لوحات بيكاسو عدا بعض الرسومات والتخطيطات والخزفيات الحرفية والملصقات بريشة وأنامل بيكاسو موقّعة من قبله .
وبعد وفاة هذا الفنان العبقري ؛ ظنّ جامعو اللوحات والمتاجرون بها ان ينجحوا بالاستحواذ عليها وإغرائه ماليا لمساومة هذا الحلاق وطمعه بالمال لاقتنائها .
كما سارعت المتاحف العالمية الكبرى تعرضُ على الحلاق ملايين الدولارات لشراء هذه اللوحات والمقتنيات الفنية الاخرى , لكنه رفض هذه الأغراءات المالية الهائلة رغم فقره وعوزه فهو ابن رجلٍ من فقراء أسبانيا كان يعمل خيّاطا بسيطا وأمٍ قروية راعية للمواشي .
ماذا فعل بهذا الكنز الفنيّ الذي قدّمه له صديقه بابلو ؟
قدّمها إلى قريته الأسبانية الصغيرة القريبة من العاصمة مدريد المسماة Buitrago del Lozo ( لقد وهبها لوطنه وقريته )
وهكذا ضحّى بملايين الدولارات التي كان يمكن ان يحوزها لكنه صمم أن يرفع من شأن قريته ووطنه ويجعل منها مقصدا سنويا للملايين من عشاق بيكاسو ، فساهم في خلق نشاط اقتصادي وسياحي كبير لهذه القرية وأهليها .
وبدلا من أن يحقق ربحا شخصيا له بإقامة متحف يحتوي هذه اللوحات والمقتنيات النادرة لكنه فضّل أن يكون بلده وقريته مقصدا للسياح من كل أنحاء العالم .
وحين توفي حلاق بيكاسو في العام / 2008
وقد ودّعته بلدته الصغيرة و أسبانيا كما يُودَّع الأبطال , ولم يزل متحفه الذي أفتتح في العام 1985 والمسمى "متحف حلاق بيكاسو" مفتوحا في قريته .وقد تحولت هذه القرية الإسبانية الصغيرة إلى أهم الأمكنة السياحية في اسبانيا وليجعلها مثل قرية الجورنيكا التي تعرضت للقصف الشنيع من جانب النازية بالتنسيق والتعاون القذر مع الفرانكوية وقد جسّد بيكاسو تلك البشاعة إثر حلم رآه في منامه أفزعه ورسّخ كل ما هو شرير بهذه اللوحة العظيمة " الجورنيكا " ، إذ تحوّل حلاّقنا أرياس الى أشهر وأنبل حلاقي العالم بعدما كان منسيّاً ككلّ الفقراء .
هو ذا النبل الذي يسكن الروح ، إنه أكبر من كل الشهادات الأكاديمية .وهو أثمن من كل الاموال المودعة بالبنوك والقصور والسيارات الفارهة إذ ان شرف المواطنة الحقّة هو ما يصنع قيمة الانسان لو كان يعلم الاثرياء وجامعو المال .
أي نبل واية صداقة راسخة تعمقت بين هذين المواطنين الاسبانيين الصديقين .
متى نجد مثل هذين الصديقين ذوي الرفعة الوطنية العالية في سموّها بين ظهرانينا ؟؟

جواد غلوم



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - العَودُ أبعدُ -
- عندما يكون العقل مبدعا ثريّا والضمير نقيّاً
- طبائع وصفات لا تحبذها المرأة في رفيق عمرها الرجل
- أيها الزوجان والحبيبان ؛ تخاصما تتحابّا
- نقاهتي تُراقصني لتؤنسني
- بذور الطائفية السّامة أين تنمو ؟؟
- نمْ مبكرا هانئا بلا لوحٍ إلكتروني أو كتاب
- هل مازلتَ تدخّن ؟؟
- ابنة أوروك
- النوم في البحبوحة
- لايزال الكتاب نديمي ولا يغادرني
- وباء الألواح الإلكترونية والأجهزة النقّالة
- حتامَ نحفر في الماضي لنطمر وندفن الحاضرَ والمستقبل
- مُدرجات وسلالم تؤنسك بموسيقاها
- حين يكون العقلُ مبدعا وثريّا والضمير نقيّا
- التعلّمُ في الكِــبَر
- ما بناهُ المسلمون يخربهُ المتأسلمون
- كيف تجعلون أطفالكم أذكياء راجحي العقول
- انتشار الحركات الإسلاموية
- مغزى العطاء والبذل للآخرين المعوزين


المزيد.....




- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - بين بيكاسو وحلاّقهِ ؛ صديقه الحميم