أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق














المزيد.....

وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1750 - 2006 / 11 / 30 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيداً عن الدعاية الإعلامية نابذاً الروح الشوفينية وضيق الأفق القومي والطائفية وبساطة العراقيين الشرفاء وطيبتهم وتفانيهم وعلاقاتهم التاريخية أكد المواطن الكردي تيمور عبد الله احمد الشاهد في الجلسة الثالثة والعشرين بتاريخ 27/11/2006 في محاكمة صدام حسين ومعاونيه في قضية الأنفال السيئة الصيت وسجل اكبر إدانة لتلك الادعاءات بان العرب كل العرب شاركوا في قتال الكرد هذه النظرة القومية الضيقة التي لا تقل خطورة عن العقلية الشوفينية التي تناصب العداء ضد القوميات الأصغر وتضطهدهم ولا تعترف بحقوقهم المشروعة لا بل عملت ومازالت تعمل من أجل صهرهم أو اعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية لا كمواطنين متساويين في الحقوق لهم الحق في المشاركة وتقرير المصير.. فمن سير الشهادة وتناول أحداثها ودموعه الحارة وهو الذي كان ابن الثانية عشر يتذكر والدته وأخواته وخالته وأولادها والبنت الصغيرة المصابة التي بقيت إلى جانب والدتها، ووالده الذي لا يعرف مصيره لحد هذه اللحظة ، أشار بعد خروجه من الحفرة التي تضم رفات عائلته والآخرين التجأ إلى خيمة كان فيها أعرابياً بدوياً آواه وساعده وهو أي تيمور لا يعرف العربية ثم احرق ملابسه الكردية حتى يحميه ويبعده من الوحوش التي كانت تتسلى في قتل الكرد وتعذيبهم حتى الموت وألبسه "الدشداشة" العربية بعد أن فهم منه مصير عائلته ثم نقلوه إلى المدينة وهناك قدموا له الحماية وبعدها أرسلوا على أعمامه فاصطحبوه معهم وعندما طلب الحاكم منه اسم ذلك العربي البدوي رفض رفضاً قاطعاً خوفاً عليه حتى انه رفض أن يذكر اسم المدينة ليحافظ عليها وساكنيها ولقد أجاب محامي الدفاع عندما سأله عن هوية سكان القرية فقال أنهم من العرب ولا يوجد كرد فيها.. أي درس علمنا هذا المواطن الكردي الشريف الذي فقد كل عائلته ورآهم أمام عينيه وهم يلفظون أنفاسهم وتواري أجسادهم الطاهرة التراب لإخفاء الحقيقة وقسماً منهم أحياء، هذا الذي كشف الحقيقة في جملة واحدة، انه عربي وقدم المساعدة في تلك الظروف التي من الممكن أن تؤدي بحياة ذلك العربي وعائلته ولربما لسابع ظهر حسب قوانين النظام الشمولي السابق، وكم هي عظيمة تلك العلاقة التاريخية بين العرب والكرد عندما ذكر الشاهد الثالث في يوم 28/ 11 / 2006 أن عائلة عربية من الشمر قامت بمساعدته وإطعامه وإعطائه الملابس والياشماغ ثم قدم شكره وامتنانه لتلك العائلة من خلال شاشة التلفاز وأمام أنظار وأسماع العالم كله وتمنى أن يتصلوا به.. من هنا نلاحظ العلاقة التاريخية للأخوة بين مكونات الشعب العراقي، بين العرب والكرد على الرغم من الظروف القاسية والدموية والسياسة الهمجية للدكتاتورية التي كانت تحرّض لخلق الانقسام والفتنة واعتبار القوميات الأصغر في الدرجة الثانية من حيث المواطنة كما كانت النازية بالضبط تنظر للقوميات والشعوب غير الجرمانية .
إن الدرس من هذه القضية التي قد تبدو بسيطة وربما لم يلتفت إليها الكثيرين لكنها في الجوهر عميقة وذات مدلولات إنسانية رائعة والتي يجب أن يعيها كل مسؤول ومواطن عراقي يريد الخير للبلاد وينشد الآمان والاستقرار والبناء والتقدم أن يؤمن بوحدة العراق ويقر ويعترف بحقوق الجميع بشكل متساوي أمام القانون ويحترم حقوق القوميات والأديان ومكونات العراقيين وينبذ الطائفية والشوفينية وضيق الأفق القومي والدكتاتورية ، وان وحدة العراقيين بمختلف أطيافهم ومشاربهم هي الطريق السليم للحفاظ على العراق موحداً ديمقراطياً تعددياً وفيدرالياً ، وان الدرس الآخر الذي يجب أن يدركه كل من يريد تدمير الوحدة الوطنية بمهاجمة الشعب الكردي واتهامه بتهم بعيدة عن الواقع أو بدق إسفين بين مكونات الشعب وفي مقدمتها دفع الاحتقان الطائفي إلى هدف الحرب الطائفية أن أكثرية العراقيين لديهم القناعة الكاملة بان كل ما يجري الآن من قتل وتدمير وتفجير ما هو إلا نهج معروف لدى التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة غير القانونية التي تسعي إلى خلق الاضطرابات وقتل العراقيين بحجة محاربة الاحتلال وهي بفعلها الموما إليه تساهم وتساعد على استمرار وجود القوات الأجنبية.
لقد اظهر الشاهدان اللذان ذكرا تلك العلاقة البسيطة الآنية والكبيرة للمستقبل التي كانت شبه مصادفة بان الإخوة العربية الكردية كانت وما زالت هي الأقوى والأمتن على امتداد التاريخ وقد أثبتت على الرغم من كل الفواجع التي مرت على منطقة كردستان العراق وما تعرض له الشعب الكردي من ابادة جماعية وفردية وآخرها الأنفال بأنها ستبقى قوية وثابتة ما دامت تعي الحقوق المتساوية والمواطنة بالدرجة الأولى وبالرغم من كل التشويهات والادعاءات ومحاولات تعتيم الحقائق وهي دلالة على القيمة العالية لوحدة العراقيين التي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق الديمقراطي ألتعددي.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قدرة الدولة على إيقاف قتل البرياء في العراق
- مذكرة التحقيق أو التوقيف الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري
- الديمقراطية في البرنامج والنظام الداخلي للحزب الشيوعي العراق ...
- ضرورة إنجاز التعديلات على الدستور العراقي الدائم
- أين المشكلة ؟.. وان فاز الحزب الديمقراطي بأغلبية مقاعد البرل ...
- الأزمة والحرب الأهلية الطائفية
- رؤيا في العبور
- حزن عراقي متواصل
- الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
- الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق ...
- هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟
- وأخيراً مرر مشروع الأقاليم
- ماذا بعد انتشار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في العالم ...
- ملاحظة حول مسودة البرنامج والنظام الداخلي واسم الحزب الشيوعي ...
- من المسؤول الأول عن حاميها حراميها؟
- هل سيكون السيد جلال الطلباني آخر رئيس لجمهورية العراق الموحد ...
- لم تكن محاولة تفجير مقر الشيوعيين العراقيين مفاجأة
- حانة الموتى ستظهر في جلاء
- متى ستتوقف التجاوزات التركية وتدخلاتها في الشأن العراقي؟
- هدف القتلة من القتل المبرمج بث الرعب وإرهاب الشعب العراقي


المزيد.....




- رجل يتفاجأ بآخر يسكب حمض الكبريتيك على وجهه بحادث مفجع.. إلي ...
- موجة الحر تجتاح بفرنسا.. تحذيرات من حرائق الغابات وتدهور حاد ...
- -إرهابي متنكّر بزي صحفي-... كيف برّرت إسرائيل مقتل أنس الشري ...
- مقتل صحفيين في غزة.. الجيش الإسرائيلي يبرر ومنظمات دولية تند ...
- ماكرون منددا بخطة إسرائيل بشأن غزة: -تنذر بكارثة غير مسبوقة- ...
- غضب دولي ومطالب بتحقيق مستقل عقب اغتيال إسرائيل طاقم الجزيرة ...
- بعد تشغيل مصفاة دانغوتي.. توتال وشركات أخرى تتكبّد خسائر ضخم ...
- مزايا -سيري- بالذكاء الاصطناعي تُغير مستقبل -آبل- تماما
- دليلك للتعامل مع المطبات الهوائية وتجنب الإصابات على متن الط ...
- نقابتا الصحفيين في مصر وتونس تدينان اغتيال إسرائيل طاقم الجز ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - وحدة الشعب العراقي هي الطريق الأسلم لوحدة العراق