أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الأزمة والحرب الأهلية الطائفية














المزيد.....

الأزمة والحرب الأهلية الطائفية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1727 - 2006 / 11 / 7 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جرى تناول ألازمة الحالية التي تعصف بالبلاد والحرب الطائفية الأهلية أو حرب المليشيات المسلحة من قبل بعض المحللين والسياسيين " وبالرغم من كرهي وقرفي للتسميات الطائفية " وكأنها حرباً بين الشيعة والسنة بشكل عام وواسع، أي بالمعنى أنها حرباً طائفية في جميع المواقع والمناطق، وتوصل البعض مؤكداً بأنها واقعة فعلاً على الرغم من تصريحات المسؤولين والبعض من خارج الحكومة أنها حرباً محدودة وليس على نطاق واسع وشامل .
بالحقيقة ليس بمقدور أي عاقل إنكار الأزمة التي تتفاقم كل يوم والحالة المزرية والوضع المأساوي الذي تعيشه الجماهير العراقية بمختلف الانتماءات الدينية والعرقية والسياسية والقومية وما تعاني من تدهور مستمر في الأوضاع المعيشية والأمنية ومن الحرب والقتل على الهوية والصراعات الدائرة لأهداف ضيقة لأن الجميع (وأقصد هنا أكثرية الشعب العراقي) تبدو مستهدفة لزجها في حرب طائفية قذرة لا يستفيد من إشعالها إلا أولئك الذين يسعون جهد إمكانياتهم من أجل عدم استتباب الأمن وبقاء متعددة جنسيات ليتسنى لهم تمرير المشروع الكبير والخطير وهو التقسيم الجغرافي الطائفي بحجج غريبة وبعيدة كل البعد عن العقل والمنطق، وانطلاقاً من الواقع والوقائع والصراعات الحزبية وبخاصة الأحزاب الدينية السياسية من جميع الأطراف أن الذي يجري الآن هو حرب بين هذه الجهات لجر الجماهير خلفها للوصول إلى الحرب الشاملة ومنها تأتي خطورة الوضع، فلحد الآن بقت هذه الحرب محصورة بين الأحزاب والمليشيات والقوى الإرهابية بما فيهم فلول النظام الصدامي، هذه المجاميع التي تبذل جهوداً غير طبيعية للهيمنة على الجماهير بالنفس الطائفي التحريضي أو دجلاً وخداعاً الوطني والقومي وهي تتناسى أنها قادة البلاد ( منذ انقلاب شباط الدموي عام 1963 حتى السقوط والاحتلال ) ولم تحقق لا المشروع الوطني أو المشروع القومي التي تطرح شعاراته الآن وبعد خراب البصرة، إلا أن أعداد الضحايا المتزايد من الأبرياء ممن يسقطون في كل يوم يدل على مدى استهتار هذه الأطراف بأرواح الناس وبالقيم الوطنية والقومية والدينية الشريفة والروح الإنسانية والاختلاف الجوهري ما بين أعمالها الوحشية والدموية ووصايا الدين الإسلامي أو الأديان الأخرى، وإذا ما استمر الحال على هذا المنوال وعدم وجود القدرة الفعلية لوضع حلول واقعية وسريعة ومن منظور وطني للأزمة الحالية ولتطبيق القانون والنظام لحماية أرواح الناس والتخلص من الاضطرابات الأمنية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين جميع الأطراف (طبعاً ما عدا المجرمين الذين استهدفوا الجماهير وتلطخت أيديهم بدمائها) فان ذلك لن يبقى محصوراً بين هذه الأطراف بل سوف يأخذ بالتوسع وعند ذلك قد ينتقل الحال إلى الاسوء حيث يؤدي ليس إلى تقسيم العراقي سكانياً فحسب بل جغرافياً أيضا حيث تعيش كل جغرافيا فيه حسب أهواء ومصالح وسياسة هذا الطرف أو ذاك بدون النظر إلى مصلحة البلاد ووحدتها، ومع كل هذه التداعيات والآراء التي تطرح وهي منقسمة ما بين وجود الحرب الأهلية الطائفية الشاملة وبين اعتبارها بين الأطراف والمليشيات المسلحة غير القانونية والتي تحمل فكراً طائفياً تحاول من خلاله الانتقام من الأعداء ولا نعرف في الحقيقة من هم هؤلاء الأعداء ! نجد أن بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية يغذون الاتجاهين بمختلف التصريحات غير السليمة والمتناقضة وقد نسوق تصريحاً أطلقه نائب مدير الاستخبارات في القيادة المركزية الجنرال " نيل دايل " بان القتال الدائر بين هذه المجموعات هو عنف بين السنة والشيعة كأنه يؤكد أن العنف الحالي هو شامل بين فريقين لا استثناءات فيه وبمجرد قراءة الواقع نجده يتناقض مع نفسه حيث يشير في الموضوع نفسه أن العشائر في الانبار تنظم نفسها وتقاتل القاعدة ومنعها من دخول مناطقها وكما هو معلوم بان تنظيم القاعدة ليس تنظيماً شيعياً. أما التصريحات الطائفية والذين يغذون الحقد والعداء فهي كثيرة وتصب بالمجرى نفسه.
الحرب الطائفية الأهلية الشاملة التي يحلم بها أعداء الوحدة والاستقلال والديمقراطية على الأبواب بسبب الممارسات غير المسؤولة من قبل البعض من داخل السلطة أو من خارجها وستكون وبالاً على الجميع ولن يسلم أحداً من شرورها لكن الغباء كل الغباء لمن يصور الانتصار دائما وكأنه بحد السيف والعنف والقتل والتصفيات يكمن الأساس للهيمنة وإخضاع الآخر لمشيئة المنتصر والادعاء بالانتصار كذبة يُجيدها البعض من القادة العرب وبعض المسؤولين العراقيين وفي الذاكرة صدام حسين وكيف كان حكم التاريخ عليه.. فهل تفيد العضة والعبرة؟



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيا في العبور
- حزن عراقي متواصل
- الشرقية والزمان والاصطياد في المياه العكرة
- الجيش القديم وعقدة تسليح الجيش الجديد والقوات المسلحة العراق ...
- هل يحتاج العراق لدولة دينية سياسية؟
- وأخيراً مرر مشروع الأقاليم
- ماذا بعد انتشار السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل في العالم ...
- ملاحظة حول مسودة البرنامج والنظام الداخلي واسم الحزب الشيوعي ...
- من المسؤول الأول عن حاميها حراميها؟
- هل سيكون السيد جلال الطلباني آخر رئيس لجمهورية العراق الموحد ...
- لم تكن محاولة تفجير مقر الشيوعيين العراقيين مفاجأة
- حانة الموتى ستظهر في جلاء
- متى ستتوقف التجاوزات التركية وتدخلاتها في الشأن العراقي؟
- هدف القتلة من القتل المبرمج بث الرعب وإرهاب الشعب العراقي
- نعم لقد نطق القاضي عبد الله العامري بجملة حق على الرغم من إن ...
- الفيدرالية من البصرة الى الموصل هي الأفضل والأصلح للوحدة
- هدفنا نسف الأمن الداخلي في العراق
- العلم وغيرة البعض واعتراض أمريكا وخليل زاده
- مرة أخرى حول محاكمة الأنفال وضحاياها من شعبنا الكردي
- الطريق الصحيح لحل الصراع العربي الإسرائيلي


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الأزمة والحرب الأهلية الطائفية