أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - ما مدى الاصالة في قصيدة الزائر الاخير














المزيد.....

ما مدى الاصالة في قصيدة الزائر الاخير


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7886 - 2024 / 2 / 13 - 11:25
المحور: الادب والفن
    


كتب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد قصيدته الزائر الاخير في اخر سنواته .
واتذكر انني حين قرأتها انبهرت بها رغم ان الشاعر يمكن تصنيفه بانه شاعر السلطة .
ولو حكمنا على الشاعر من وجهة نظر سياسية فقط فعلينا ان نزيل المتنبي بعدما مجد كافور الاخشيدي ثم قال عنه ( وتلك صموت وذا ناطق اذا حركوه فسى او هذى ).
واتيت ساعتها للرائد البريكان وقلت له ( ان عبد الرزاق كتب قصيدة متفردة ) , فاجابني ( انني قرات له قصيدة عن الموت حين زرته ببغداد ابان اشتداد القصف على البصرة ) .
في مرة اخبرني ( لو احصيت عشرين شاعرا لا يمكنني ان اتجاهل عبد الرزاق عبد الواحد ) .
كانت تلك الحوارات تجري بيننا فيما كان المثقفون والادباء لا يطيقون عبد الرزاق لانه الاول اطلاقا بالشعر التحريضي وتمجيد الرئيس السابق .

يقال ولست واثقا ان الجواهري وصفه بوريثه بالقصيدة العمودية.
لكنه كتب مطلع السبعينيات ديوانه ( خيمة على مشارف الاربعين ) , متوغلا بالحداثة .
ولان قصيدة حارس الفنار للبريكان نشرت في السبعينيات لم يبق امامنا الا ان نؤكد ان القصيدة التي قرأها له هي ( المأخوذ )المنشورة 1992.
ان الدفقة الابداعية فنا وادبا لا تتكرر لانها تعتصم بالاصالة .
وعندما طلب سيف الدولة من المتنبي ان يجاري بيتا اتى بشعر بارد.
هذا لا يعني بان الاستفادة من نتاج الاخرين حالة مرفوضة لكنا نتكلم عن قوة السبق والاصالة .
كثير من المقلدين او المستفيدين فنا وشعرا اتوا بنتاج مهم .
وربما لو تتبعت معنى اتى به شاعر ستستغرب من كم الشعراء اللين استفادوا منه وان لم تكن خبيرا بالشعر فستحكم على تلك الابيات بالمقدرة الاصيلة وستصاب بالسحر.
ولقد رايت حتى هذه المرحلة تاثر الشعراء بمعلقة النابغة الذبياني , وقد اشتهرت اهزوجة ابان الحرب العراقية الايرانية ( يا حوم اتبع لو جرينا ) لتذكرنا بالنابغة ( حلق فوقهم عصائب طير ....) .
فازت قصيدة الزائر الاخير بوسام القصيدة الذهبية في ستروكا بيوغسلافيا سنة 1984.
ولو لم يكن عبد الرزاق قد اصيب بجرثومة تمجيد السلطة ربما اتى بشعرمن نوع اخر .
لقد كان قدرا للشعراء العراقيين ان يزجوا انفسهم بالسياسة وان يطاردوا ويسجنوا و يغيبوا او يعدموا.
وان يتحولوا كالسياب من اديولوجية لاخرى .
كتبت الزائر الاخير بلا محسنات لفظية واعتمدت على بحر الرجز ,ورغم تسارع هذا البحر فقد تمكن عبد الرزاق من تبطيئه والحد من تدفقه بالاستفادة من علة وقافية ساهمت بسحب الترقيص النغمي .
وهي تجربة اول من خاضها البريكان في قصيدته ( هواجس عيسى بن الازرق في الطريق الى الاشغال الشاقة ).
ان قصيدة حارس الفنار للبريكان هي اول قصيدة له اثارت جذبا من القراء والنقاد , تتحدث عن زائر ياتي بلا خطى وهو الموت .
وفي قصيدته الماخوذ يرسم صورا لامراة مطفاة الوجه وطفل يحلم وخزانة كتب .

( الزائر الاخير )
من دون ميعادِ
من دون أن تُقْلِقَ أولادي
أطرق عليَّ الباب
أكون في مكتبتي
في معظم الأحيان
أجلسْ كأيِّ زائرٍ
وسوفَ لا أسألُ لا ماذا ولا مِنْ أينْ
وحينما تُبْصِرُني مُغرورقَ العينينْ
خُذْ من يديْ الكتابْ
أعِدْهُ لو تسمحُ دونَ ضجَّةٍ للرفِّ حيثُ كان
وعندما تخرجُ لا توقظْ ببيتي أحدا
لأن من أفجع ما تُبْصِرُهُ العيونْ
وجوهَ أولاديَ حينَ يعلمونْ



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفاح فرويد والهفوات اللسانية والطباعية .
- قصيدة الجواهري على تلة تنعي حفيدتها الكلاسيكية.
- الجذور التاريخية لمدرسة التحليل النفسي
- هل حقا تحرق الفتيات في الهند اذا بلغن من العزوبة ثلاثين عاما ...
- كتاب تحقيق النصوص لشيخ المحققين عبد السلام هارون .
- سحر الايقاع في الشعر العربي
- وبعد لولا غالبا حذف الخبر
- الترابط الصوري احد اهم اسباب نجاح القصيدة
- الشعر الحديث في العراق تبرعم في حقل الكلاسيكية الرومانسية .
- الزمن فلسفيا من خلال ثيمة الحب والمرأة في شعرالبريكان .
- كاظم عبد الجبار شاعر غيبت شعره يد الضياع وخلدته اغنية اتنة ا ...
- عود ثقاب دعوة لجمع ما كتب عن البريكان .
- رواية النعاس للياباني هاروكي ازمة الشعور بالرتابة
- انقذوا مسودات المؤلفات لكتاب البصرة من الضياع
- قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانهاج2
- هل ساهم التخلي عن الوزن بتدهور الشعر العربي
- كتاب اساس البلاغة للزمخشري
- قصة البحث عن مؤلفات البريكان بعد فقدانها ج1
- عزوف الاكاديميين عن الكتابة والنشر
- لماذا المقالات القصيرة


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - ما مدى الاصالة في قصيدة الزائر الاخير