أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار














المزيد.....

بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار


خالد بطراوي

الحوار المتمدن-العدد: 7882 - 2024 / 2 / 9 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أيام قليلة بعد السابع من أكتوبر للعام المنصرم، قالت لي زميلتي الكاتبة في الأردن الشقيق بأنه " يبدو لأننا بحاجة الى الشعور بالانتصار .... لا نريد أن نرى الحقائق".
الان، وبعد مضي ما يزيد على الأربعة أشهر من بدء العدوان على قطاع غزّة، أفكر مليا فيما ذهبت إليه زميلتي الكاتبة من عمق للرؤيا وترجمتها بجملة واحدة وحيدة ومختصرة، فعلا ... لأننا بحاجة الى الشعور بالانتصار ... لا نريد أن نرى الحقائق.
الحقيقة الأولى التي نعرفها تمام المعرفة بل ونعرفها منذ الأزل ومن تجارب التاريخ أن الإمبريالية بسبب أيدلوجيتها ومصالحها لن تقف في يوم من الأيام في صالح الشعوب التواقة للإنعتاق منها.
وترجمة لتلك الحقيقة، فقد تتعرض الإمبريالية لضربة هنا أو هناك، تضطر معها الى أن ترخي " الحبل" قليلا وان تمنح بعض التسهيلات الحياتية لهذا الشعب أو ذاك، وأن تظهر أسنانها بإبتسامة مصطنعة تذكرنا بقول الشاعر " إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث يبتسم"، لكنها بذلك تهدف الى "تنفيس" الحراك الثوري الجماهيري وإمتصاص الصدمة الأولى، لتعود وقد كشرت عن أنيابها لتنقض على المنجزات اللحظية التي تحققت جراء الفعل الثوري وتعيد ترتيب أوراقها وترتيب المنطقة برمتها وقد تقوم بإستبدال حرسها القديم بآخر جديد يخدم المرحلة الجديدة.
الحقيقة الثانية التي نعرفها أيضا منذ الأزل، أن كيان الإحتلال هو رأس حربة متقدم للإمبريالية في المنطقة، الذي لن تتركه وحده عندما يتعرض لضربة بل على العكس سوف تغدق عليه بالمساعدات والتدخل المباشر العسكري على الارض وتحريك كل المقدرات العسكرية وغير العسكرية لصالح الحفاظ على رأس الحربة المتقدم لها في المنطقة، لا بل وتمارس الحصار وتطبق الخناق على الجماهير التي تحركت.
الحقيقة الثالثة، أن الانظمة الحاكمة هي أنظمة تابعة وأن دول المنطقة لم تعش يوما إستقلالا حقيقيا رغم إحتفالات كل منها السنوية بما يسمى " عيد الإستقلال" وأن جيوشها وأجهزتها الأمنية المختلفة مسخرة لهدف واحد وحيد هو حماية الإمبريالية ومصالحها في المنطقة، مع إستمرار التصريحات الرسمية الداعمة لنضالات الشعوب.
الحقيقة الرابعة تتجلى في التضامن الشعبي العارم من شعوب المنطقة مع أصحاب القضية العادلة لا بل ومن شعوب العالم قاطبة، وهو أمر يلقى بالترحاب والتقدير والبناء عليه للمستقبل، لكن هذا التضامن يبقى منقوصا بإتجاهين الأول أنه لم يستطع أن يدخل – مثلا – نصف لتر حليب واحد الى أطفال قطاع غزّة، والإتجاه الثاني أنه وليد حالة مؤقتة لا تتسم بالديمومة ولا يترجم الى إحداث تغييرات سياسية في بلدان تلك الشعوب لنصرة أصحاب الحق من الشعوب المضطهدة.
الحقيقة الخامسة، تتجلى في المحافل الدولية وأجهزة الأمم المتحدة والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وشرعة حقوق الإنسان، العاجزة عن إلزام الجهات المعتدية على وقف الإعتداء والمجازر التي ترتكبها، لا بل وتبرر لها ذلك كله تحت عبارات منمقة تفيد بأنه لا يوجد لديها أي توثيق يفيد بأن الإنتهاكات والمجازر التي حصلت كانت بفعل إرادة سياسية للقوة المحتلة الغاصبة وإنما في - أحسن ألأحوال - هي من صنيع أفراد ولا تعبر عن توجه رسمي لدولة الإحتلال.
الحقيقة السادسة تتمثل في أن منطقة الزخم الثوري – كما في حالتنا في قطاع غزّة حاليا – تتحول بلمح البصر الى منطقة لتجاذبات دولية وإقليمية وبالتالي تتحول القضية من قضية نصرة الشعوب الى إستخدامها كوسيلة لتحقيق توازنات قوى وتقاسم مصالح الى درجة أصبح حجم الضحايا والدمار وقودا وحطبا لهذه التوازنات التي ستاتي بحل وإنفراج للعدوان على حساب معاناة الشعب.
أمام هذه الحقائق، وغيرها من الحقائق يتحتم علينا أن نرى بل ونعي الحقيقة الاكبر الصادمة والتي مفادها أن ميزان القوى العالمي والاقليمي والعربي ليس في صالح القضية الفلسطينية، ولا يعني رؤية هذه الحقيقة التسليم بها أو الاستكانة لها.
نحن بحاجة ليس الى الشعور بالإنتصار وإنكار الحقائق ... بل الى تحقيق الانتصار ورؤية هذه الحقائق رغم مرارتها، ووفقا لها إعادة النظر في إستراتيجتنا وتكتيكنا للمرحلة القادمة خاصة واننا سنشهد إستشراسا أكبر للامبريالية في منطقتنا.



#خالد_بطراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفخ
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- للي إيدو بالمي مش زي اللي إيدو بالنار
- حقائق ميدانية
- الجنازة ... حامية
- الاعلام البديل
- بيت العنكبوت
- بعض حقائق حرب ما يسمى بغلاف غزة
- كل شىء يحمل في داخله .... ضده
- أكلت يوم أكل الثور الأبيض
- شهاب الدين ... أسوأ من أخيه
- مجموعة إيكواس تداعب مجموعة بريكس
- -غزاوي- - جديد جمال زقوت
- ضياع
- مع نعيم ناصر ودراسته حول-الموريسكيون- والموروث الإسباني.
- عندما تجتمع المأساة مع المهزلة
- المرتزقة
- حروب الاستنزاف
- كفانا بكاء على الآثار
- الكاتب المستقرىء


المزيد.....




- -شكلك مقريتش القرآن-.. نجيب ساويرس يرد على تدوينة -الدين عند ...
- عودة الهدوء إلى عاصمة قرغيزستان بعد احتجاجات ليلية ضد الأجان ...
- بدء وصول المساعدات عبر الرصيف العائم وحماس تشكك في نوايا واش ...
- Axios: واشنطن تعتقد أن حماس غير مستعدة الآن لعقد صفقة رهائن ...
- -واينت- عن مصادر: مفاوضات غزة في مأزق والسبيل لتقدمها يكمن ب ...
- ترامب سيطلب اختبارا للمنشطات قبل مناظراته مع بايدن
- خبير: عمق -المنطقة العازلة- في أراضي أوكرانيا يجب أن يمتد إل ...
- السعودية.. تحذيرات من أمطار غزيرة وسيول بـ 4 -إنذارات حمراء- ...
- أكسيوس: حماس انسحبت من مفاوضات الهدنة لزيادة الضغط على إسرائ ...
- إسرائيل تكشف هوية الرهائن الثلاثة الذين استعيدت جثثهم من غزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد بطراوي - بين رؤية الحقائق والحاجة الى الشعور بالانتصار