أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فلسطين ومفهوم القضية المركزية














المزيد.....

فلسطين ومفهوم القضية المركزية


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بشأن قيام دولة إسرائيل الواقع أننا غالباً ما وقعنا بمطبات فكرية. وسرعان ما إستهوتنا تلك المطبات لتتحول إلى شعارات تاريخية لم يعد من السهل الإنفكاك منها أو التخلي عنها وقد أورثناها إلى الجيل اللاحق الذي تعامل معها كمسلمات, وكان ذلك مؤشراً على خراب البوصلة وتعثر الوارث والوريث.
من ضمن ما شرعناه كعقائد ولم نتعامل معه كإفتراضات سياسية قابلة للتغيير قولنا أن إسرائيل قد تأسست لفصل مشرق الوطن عن مغربه. إن من الصعب تغييير القوانين لكن من السهل تغيير الإفتراضات. بالقول أن إسرائيل هي مشروع إمبريالي يستهدف منع المشرق العربي من الإلتحاق بمغربه أهملنا البعد الثقافي التاريخي اليهودي والمسيحي الصهيوني البروتستانتي الأصولي الذي يدعم قضية التأسيس, مثلما أهملنا, لا بل وغيّبنا, وحتى محونا,المصلحة اليهودية الصهيونية التي استدعت التأسيس, وأهدينا كل ذلك للمشروع الإستعماري الذي يستعملنا كهدف ويستعمل إسرائيل كوسيلة, مجرد وسيلة, حيث هذه الأخيرة هنا ليست سوى قاعدة عسكرية في خدمة الغرب ولمنع العرب خاصة من الوحدة والنهضة والتقدم !!.
لن أقف طويلاً أمام هذه الأحجية, لكني سأقول في ختامها هنا أن خطأنا التاريخي لا يدل على أن جميع ما قلناه حول القضية الفلسطينية كان خاطئاً, لكننا بكل تأكيد كنا مخطئين حينما أعطينا الإهتمام لعامل دون آخر ثم أخذنا القضية من أصحابها الحقيقيين لنجعلها نهباً للإستثمارات السياسية والفكرية العربية والإقليمية.
وهكذا وبدلاً من أن تكون أمور الفلسطينيين بأيديهم لكي يقرروا ما يريدون على ضوء مصالحهم الأساسية فقد سلبنا منهم هذا الحق من خلال مفاهيم راجت وما زال لها مقاماً كبيراً مثل مفهوم (القضية المركزية) التي زادت في خراب البلدان العربية ولم يقتصر تأثيرها على فلسطين لوحدها. وكان هذا المفهوم قد نظّر له الفكر القومي بشكل عام وتبناه البعثيون, بشكل خاص. ومفهوم القضية المركزية يؤكد هنا على أن كل شيء وطني أو قومي على الصعيد العربي, وفي المقدمة من ذلك السعي لتحقيق الوحدة العربية وحتى مفاهيم الإستقلال يجب أن تمر جميعها من خلال تحرير فلسطين, وفلسطين دون منازع.
في يومنا الحاضر, ومن خلال جرد سريع لما وصلنا إليه من أوضاع سيئة, سواء على صعيد الوضع العربي العام أو من خلال الساحات الوطنية المتفرقة, يمكن التأكيد, وبدون تردد, أن إدارتنا للعلاقة مع القضية الفلسطينة كانت إدارة سيئة بإمتياز, كما أن القضية الفلسطينية نفسها عانت كثيرا من ضغوطات ما يسمى بالقضية المركزية إلى درجة أفقدتها تماماً القدرة على القرار المستقل, بحيث صرنا نحسب في ماضينا القريب أن مهمة ياسر عرفات الرئيسة قد أضحت كيف يرضي الرؤساء والملوك العرب ويتبارى في تقبيل وجوههم وأكتافهم, وقد سمعته ذات مرة يقول في أحد ندواتنا الطلابية في لبنان, وفي معرض حديثه عن جبهة التحرير العربية, ها أنتم تخربون علينا قضيتنا, أما صاحبي البعثي القيادي اللبناني فقد رد عليه: القضية الفلسطينية هي قضيتنا وليست قضيتك وحدك, لأنها تشكل المركز من قضية الفكر والنضال القومي البعثي, فهي الآن المُشّغِل لإهداف الحزب الأساسية المتمثلة بالوحدة والحرية والإشتراكية, حتى كأنني أكاد أسمعه يقول لو لم تكن هناك قضية فلسطين لخلقناها.
لقد كان (مِن) نتائج هذا الإستثمار السيء في القضية الفلسطينية أن ذهب عرفات لكي يوقع على إتفاق اوسلو الذي اعطى الحق لقيام دولة فلسطينية على أقل من ربع أراضي فلسطين متخلياً بذلك عن مشروع تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. أما إسرائيل بيمينها المتطرف وبقسم كبير من معتدليها فقد استكثروا على الفلسطينيين مكسبهم الهزيل هذا, ليس من واقع إعتراضهم على النسبة والتناسب وإنما لأن قبولهم حتى بنسبة من الأراض أقل من الـ 22% يعني التنازل عن حق إسرائيل الذي يمتد من النهر إلى البحر والاعتراف بوجود شعب فلسطيني بما يتناقض والتعاليم التوراتية التي تقول أن اليهود هم البشر الجيدون في المنطقة أما غيرهم فمجرد خراف وكلاب لا تستحق الحياة مفابل ثقافة إسلاميية متجذرة تؤكد على أن اليهود هم أولادٌ للقردة والخنازير.
واليوم أرى الكارثة وهي تتجدد, فما دام هناك تسويق إسلامي ديني للقضية الفلسطينية سيكون الشعب الفلسطيني هو الخاسر الأكبر.
نصيحتي .. دعوا القضية الفلسطينية لأصحابها, ساندوها بكل السبل ولكن لا تصادورها.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن روما القديمة وعن ترامب الآتي وعن مجلس الإنقاذ
- انتحاري على طريقته الخاصة
- القائم من ميتته كي يورثنا الفرحة
- كاريزما الزعيم
- في البحث عن الإجابة الصعبة : مَن في خدمة مَن ؟
- الكيان الشيعي الموازي .. رسالة ورد
- محاولة إغتيال طارق عزيز .. مسؤولية من كانت ؟
- محاولة اغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين (2)*
- محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*
- استهداف مسيرة التشييع 4
- محاولة إغتيال طارق عزيز*
- في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2) يوم المستنص ...
- في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)
- الكيان الشيعي العراقي الموازي من دولة السلطان إلى دولة الولي ...
- سقوط النظام الملكي العراقي .. قراءات خاطئة (2)
- الرابع عشر من تموز .. قراءات خاطئة
- مقدمة كتابي الرابع (ثلاثة إسلامات)
- شخصية العراقي
- العنف العراقي ... صفة جينية متغلبة أم نتيجة لأسباب
- من رفض المشكلة إلى الرفض المشكلة


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - فلسطين ومفهوم القضية المركزية