أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - انتحاري على طريقته الخاصة














المزيد.....

انتحاري على طريقته الخاصة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7869 - 2024 / 1 / 27 - 16:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نهاية الستينات ووتحديدأً بعد هزيمة العرب الكبرى في الخامس من حزيران صار الفدائي رجل المرحلة, أراد أحدهم أن يكون أحد رجالاتها. ذهب صاحبنا إلى احدى المنظمات الفدائية التي استقبلته بالإحضان ثم طلبت منه أن يذهب إلى أحد المقاهى التي عادة ما يتجمع فيها مستوطنون يهود لكي ينفذ مهمته الإنتحارية. أطاع الرجل الأمر دون تردد. تسلل عبر الحدود ليلاً حتى إذا بلغ المقهى كان أول الجالسين. إنتظر حتى يمتلاً المقهى بأكبر عدد من المستوطنين, ثم قام من مقعده وإتصل من تلفون المقهى بمسؤوله وأخبره أن المقهى قد إمتلأ برواده فجاءه صوت المسؤول : نفذ ما الذي تنتظره!! فوراً أخرج صاحبنا السكين التي يحملها وضرب بها نفسه معلناً عن تنفيذه لمهمته الإنتحارية, أي أنه بدلاً من أن يقتل عدوه قتل نفسه وأنتحر !!
حكايتنا وإن هي لا تنطبق مائة في المائة على أصحابنا الحوثيين إلا أن فيها من الشبه الكثير.
ليس هناك قانون في الأرض ولا ثقافة تمنع الفلسطينين من الكفاح من أجل تحرير أراضيهم المحتلة وتشكيل دولتهم المستقلة. ولأن إسرائيل أيضاً فعلت ما فعله صاحبنا, أي أنها قامت بقتل نفسها حينما أقدمت على جريمة الإبادة أمام أنظار العالم فإن الدم الفلسطيني البريء المسفوح هو الذي تكلم بقوة حتى صارت صورة الطفل الشهيد أقوى من الدبابة الإسرائيلية.
هنا صرنا أمام معادلة قوة الضعف وضعف القوة.
على الجانب الإسرائيلي.. صارت القوة ضعف.
أما على الجانب الفلسطيني.. فقد صار الضعف قوة.
نعود إلى أخوتنا الحوثيين.ما يحدث في البحر الأحمر هو جزء من جبل ثلج إيراني, قمته الظاهرة فوق سطح الماء هي قضية فلسطين, أما قاعدته المخفية العريضة فهي مصالح إيران الإقليمية التي استطاعت ان تحتل حتى هذه اللحظة أربعة بلدان عربية وتضعها في جيبها.
قد تكون إيران ضد إسرائيل لكنها بكل تاكيد ليست مع الفلسطينين. إيران هي مع إيران, أما الحوثيون فقد أصابوا الجانب الأخلاقي الفلسطيني بمقتل حينما وضعوا بيد الغرب المساند لإسرائيل قضية أخلاقية في عز لا أخلاقية الغرب المتجلية في الموقف المساند للجرائم الإسرائيلية.
الإستثمار في القضية الفلسطينية صار مفضوحاً ويجب التوقف النهائي عنه. ليس صعباً إكتشاف طبيعة المكر الإيراني. من الواضح أن دولتين فقط لا توافقان على حل الدولتين هما إسرائيل وإيران. الأولى لأن فقهها التوراتي يجعلها في جريمة مستدامة لأجل تحقيق وطنها الممتد من الفرات إلى النيل, أما إيران فإن حل الدولتين, اي قيام دولة فلسطينية مستقلة, سينهي مشروعها الإستثماري في الساحة الفلسطينية لكي يصيب مشروعها الإقليمي التوسعي إصابة بالغة.
إن قيام دولة فلسطينية مستقلة سيضع خاتمة للمشروعين الإستعماريين في المنطقة, المشروع الإسرائيلي والمشروع الإيراني ويمنح الدول العربية الواقعة تحت الإحتلال الإيراني, العراق وسوريا ولبنان واليمن فرصة إستعادة أوطانها المستقلة.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائم من ميتته كي يورثنا الفرحة
- كاريزما الزعيم
- في البحث عن الإجابة الصعبة : مَن في خدمة مَن ؟
- الكيان الشيعي الموازي .. رسالة ورد
- محاولة إغتيال طارق عزيز .. مسؤولية من كانت ؟
- محاولة اغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين (2)*
- محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*
- استهداف مسيرة التشييع 4
- محاولة إغتيال طارق عزيز*
- في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2) يوم المستنص ...
- في ضيافة المدافع .. تلك الايام الساخنة (1)
- الكيان الشيعي العراقي الموازي من دولة السلطان إلى دولة الولي ...
- سقوط النظام الملكي العراقي .. قراءات خاطئة (2)
- الرابع عشر من تموز .. قراءات خاطئة
- مقدمة كتابي الرابع (ثلاثة إسلامات)
- شخصية العراقي
- العنف العراقي ... صفة جينية متغلبة أم نتيجة لأسباب
- من رفض المشكلة إلى الرفض المشكلة
- ثلاثة إسلامات .. المقدمة
- العرب الذين غزوا فارس هل كانوا بدواً حفاة


المزيد.....




- ترامب يشعل ضجة بفيديو وأغنية -سأضع آية الله في صندوق وأحول إ ...
- قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص -يتحججون بسبب الحرب- و ...
- إيران تعلن نهاية الحرب مع إسرائيل بعد الاتفاق على هدنة بوساط ...
- جيش الاحتلال يقر بمقتل ضابط و6 جنود في كمين خان يونس
- طيارو القاذفات B-2 -الشبح- يروون لـCNN كواليس عملياتهم: -تخت ...
- نائب ترامب عن ضرب إيران: -لا أحد يريد أن يمتلك أسوأ شعوب الع ...
- ترامب ردا على تقرير CNN: الغارات على إيران -من أنجح الضربات ...
- رغم وقف إطلاق النار مع إسرائيل.. أمريكا تراقب أي تهديدات من ...
- -نصران- في حرب واحدة: ما نعرف عن النتائج الأولية للمواجهة بي ...
- إيران لم تسقط وإسرائيل تجاهلت دروس التاريخ


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - انتحاري على طريقته الخاصة