أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - محاولة توليف ما لا يأتلف














المزيد.....

محاولة توليف ما لا يأتلف


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يأتي البيان الصادر عن اجتماع استانا في جولته الواحد والعشرين بجديد فهو يكاد يكون تكرار لما تمخض عن الجولة العشرين. من المعلوم أن الروس قد اجتهدوا منذ تدخلهم العسكري المباشر في سوريا في خريف عام 2015 لخلق ظروف مناسبة لحل الأزمة سياسيا، فقد أدركوا كغيرهم من الأطراف المتدخلة فيها ان الحل العسكري غير ممكن. لقد ابتكر الروس ما سموه مسار استانا جمعوا من خلاله على طاولة واحدة أهم الدول الإقليمية المؤثرة في الأزمة السورية اي تركيا وإيران، إضافة إلى ممثلين عن النظام السوري والمعارضة الخارجية. لقد أفضى العمل على هذا المسار إلى حصول تغيرات مهمة على صعيد موازين القوى بين النظام والمعارضة المسلحة مما جعل كثيرا من أطراف الأزمة السورية من دول إقليمية وبعيدة يسعون إلى ابتكار مساراتهم الخاصة حفاظا على مصالحهم. في هذا السياق جاء لقائي فيينا الأول والثاني لمجموعة من الدول الغربية (أمريكا وبريطانيا وفرنسا)، والعربية (السعودية ومصر والأردن) ذات التأثير في الداخل السوري، وقد صدر عن اللقاءين ما يمكن عده علامات طريق نحو التسوية السياسية للأزمة. واستمرت لقاءات هذه المجموعة لاحقا بالتوازي تقريبا مع مسار استانا.
منذ بداية العمل وفق المسارين وحتى الجولة الأخيرة من مسار استانا التي عقدت في مطلع عام 2024 تبين ان جميع الأطراف لم تكن جاهزة للحل بسبب تعارض المصالح. راهن النظام على الحسم العسكري بدعم من إيران وجزئيا من روسيا، وحقق بعض النجاح فيما سمي بمناطق خفض التصعيد التي أقرها مسار استانا، لكنه توقف عند مناطق النفوذ الأمريكية شرق الفرات ومنطقة النفوذ التركية في الشمال الغربي من سورية. وهو اليوم يصر على قراءته الخاطئة للتحولات التي جرت عربيا وإقليميا باتجاه الانفتاح عليه، بأنها سوف تساعده في إعادة السيطرة على الجغرافيا السورية بدون أن يقدم اية تنازلات.
بدورها المعارضة التي تفاوض النظام لا تزال متمسكة بقراءتها الخاصة للقرارات الدولية التي صدرت بخصوص الأزمة السورية، وبصورة خاصة القرار 2254، رغم التغيرات الكبيرة التي طرأت على ظروف الأزمة، وعلى موازين القوى بينها وبين النظام، وبصورة خاصة هرولة كثير من الدول التي كانت تدعمها للتطبيع معه. فهي لا تزال متمسكة بالخطاب السياسي ذاته دون تغيير، فهي تريد مرحلة انتقالية بدون الأسد، وبدون من تلوثت أيدهم بدماء السوريين من رجالات النظام(كذا) يتم خلالها اعداد دستور جديد، يتم بموجبه اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في نهاية المرحلة الانتقالية. لقد نجح النظام في جرها إلى ما يمكن تسميته بالهرطقة السياسية مستغلا الخلافات بين أطرافها. أضف إلى ذلك فهي ليست حرة في خياراتها ومواقفها السياسية، بسبب الاستثمار السياسي الأجنبي فيها.
في العام الماضي نجح غير بدرسون المفوض الأممي عن الملف السوري في تامين الموافقات المطلوبة لعقد الجولة التاسعة للجنة الدستورية، لكن جرى خلاف على مكان عقدها بين النظام والمعارضة، ففي حين تمسك النظام بعقدها في سلطنة عمان، أصرت المعارضة على عقدها في القاهرة، وهي بهذا الموقف خدمت النظام الذي بالأساس ليس متحمسا ولا مستعجلا لعقدها.
في نهاية الجولة العشرين من اجتماع استانا اعلنت الدولة المضيفة انتهاء هذا المسار (تراجعت لاحقا عن موقفها)، بحجة ان أطراف الصراع تتفاوض بشكل مباشر، وبالتالي فهي ليست بحاجة لميسر. وبالفعل جرت لقاءات على مستويات سياسية وعسكرية رفيعة بين تركيا وسوريا بمشاركة روسيا وإيران وتم الاتفاق على وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين البلدين. يصر الطرف السوري على ان أية خارطة طريق ينبغي أن تلحظ خروج القوات التركية من الأراضي السورية، او التوافق على جدول زمني لخروجها. بدورها تصر تركيا على بقاء قواتها إلى حين إيجاد حل لتواجد قوات سورية الديمقراطية وتعبيراتها السياسية بالقرب من حدودها. في هذه المعادلة الصعبة تحاول روسيا التوليف بين الموقفين المتعارضين، وإن كانت أقرب إلى الموقف السوري. في الواقع تحاول تركيا ضمان ما تسميه أمنها على المدى البعيد من خلال توطين ملايين السوريين في المناطق التي تحتلها على حساب سكانها الأصليين، تمهيدا لإعلان شريط حدودي بعمق نحو ثلاثين كيلومتر كمطقة نفوذ دائمة لها. وبحسب ما أعلنته مؤخرا فإنها نقلت نحو مليون سوري إلى إدلب ومناطق شمال غرب سورية بمساعدة قطر التي مولت انشاء ألاف الوحدات السكنية بحسب المصادر التركية.
ثمة أيضا تعارض في المصالح بين النظام السوري وسلطة الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، وبالتالي في رؤية كل منهما لحل الأزمة السورية. في اللقاءات القليلة التي جرت بين وفد من مجلس سورية الديمقراطية ورئيس جهاز الأمن السوري، لم يوافق على أي من مطالب الوفد، وخصوصا تلك المتعلقة بالاعتراف بالإدارة الذاتية، وبخصوصية قوات قسد عندما يتم استيعابها ضمن الجيش السوري. ما عرضه النظام هو تطبيق المصالحات التي اجراها في مناطق خفض التصعيد التي أعاد سيطرته عليها.
من ضمن مساعي الدول العربية لاحتواء النظام السوري والتطبيع معه تم الإعلان عن مبادرة لحل الأزمة السورية وفق مسار "الخطوة - خطوة" لكن النظام لم يطبق الشق المتعلق به من المبادرة، مما يشي باستمرار تناقض المصالح والرؤى بين النظام وبعض الدول العربية، وخصوصا الخليجية منها. وبالمناسبة فقد مارست أمريكا ضغوطا على بعض الدول العربية لتجميد ما سمي بالمبادرة العربية لحل الأزمة السورية كنوع من الضغط لخروج القوات الإيرانية من سورية.
ويبقى السؤال الجوهري المتعلق بحل الأزمة السورية سياسيا هو كيف يمكن التوليف بين هذه المصالح المتعارضة، والتي يعد بعضها من طبيعة استراتيجية، في حين أن بعضها الاخر لا يعدو كونه مرحلي وتكتيكي؟ على ما يبدو سوف يمر زمن ليس بالقصير قبل أن يتم إنضاج الظروف للتوليف بين هذه المصالح المتعارضة.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -استراتيجية- اردوغان الجديدة تجاه القضية الفلسطينية
- الطابع الانتهازي للسياسات التركية
- قراءة في حديث السيد جميل بأيك بخصوص القضية الفلسطينية
- التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة
- المخاطر المحتملة على النظام السوري نتيجة لحرب غزة
- هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير
- اضاءة على حقيقة العلاقات السورية الصينية
- قراءة في البيان المشترك السوري الصيني
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية
- نكران الواقع او تجاهله لا يعني أنه غير موجود
- التفارق والتلاقي بين دور روسيا وإيران في سورية
- نذر لثورة جياع
- ملامح تغيرات استراتيجية في المشهد العالمي
- الحل خطوة خطوة على الطريقة العربية
- متغيرات لانضاج حل الزمة السورية
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2


المزيد.....




- لماذا يضغط وزراء إسرائيليون متشددون على نتنياهو لرفض مقترح و ...
- وزير الخارجية السعودي أجرى اتصالين هاتفيين برئيس مجلس السياد ...
- إسرائيل تدعو حلفاءها إلى معارضة تهم محتملة من الجنائية الدول ...
- ترامب: -من الممتع مشاهدة- مداهمة اعتصام مناصر للفلسطينيين
- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - محاولة توليف ما لا يأتلف