أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - -استراتيجية- اردوغان الجديدة تجاه القضية الفلسطينية














المزيد.....

-استراتيجية- اردوغان الجديدة تجاه القضية الفلسطينية


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7863 - 2024 / 1 / 21 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتساءل الباحث في الشؤون التركية سمير العركي في مقالة نشرها على موقع الجزيرة بتاريخ 29/10/2023 هل الرئيس التركي اردوغان بصدد تدشين استراتيجية جدية في التعاطي مع إسرائيل بخصوص القضية الفلسطينية؟ هذا ما اوحاه له خطاب اردوغان أمام قرابة مليون ونصف من الأتراك في تجمع جماهيري لنصرة فلسطين في إسطنبول. في الواقع كان اردوغان بحاجة لهذا الحشد الجماهيري الكبير الذي تم الاعداد له من قبل حزبه وحلفائه ليس لتدشين استراتيجية جديدة في التعاطي مع إسرائيل، بل للقول ان الانتقادات التي وجهت له نتيجة الالتباس في سياساته بعد اندلاع حرب غزة ليست في محلها، وان مواقفه الانتهازية السابقة من القضية الفلسطينية لا تزال مستمرة.
كان لافتا ان تبدوا المواقف التركية خلال الأيام الأولى لطوفان الأقصى أقرب إلى الحياد، بل عدها البعض منحازة لإسرائيل، خصوصا عندما شجب الرئيس اردوغان ووزير خارجيته فيدان استهداف حماس "للمدنيين"، وطالب بـ " إطلاق سراح الرهائن (وليس الأسرى!) فورا وبدون شروط". هذا هو تفسير بعض الإعلاميين المختصين بالشأن التركي. لكن الوقائع تبين أن سياسات اردوغان لا تحكمها مبادئ، بل يغلب عليها الطابع الانتهازي فتتقلب بحسب تقلب قراءاته السياسية الشخصية.
يفهم أردوغان وطاقمه السياسي أنه من الصعب تجاوز القضية الفلسطينية، وهو يسعى للمنافسة على المجال الحيوي العربي مع إيران وإسرائيل، فهي جواز مرور لا غنى عنه إلى الجمهور العربي. لقد استفاد اردوغان من خدمات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، دون ان يقطع مع السلطة الفلسطينية. لقد كان اردوغان بحاجة لهذه الورقة ليس لذاتها، بل لاستخدامها في ابتزاز المستوى السياسي العربي الرسمي المعادي في غالبيته للإسلام السياسي، ومنه حركة حماس والجهاد الإسلامي المصنفتان من اغلب دول الخليج كحركتين ارهابيتين.
في خطاب اردوغان امام الحشد الجماهيري في استنبول بدا أكثر تطرفا من اغلب مواقفه السابقة، فهو لم يكتف باعتبار حركة حماس حركة تحرر وطني، وأن مقاومتها لإسرائيل مشروعة، بل ذهب ابعد من ذلك إذ عد إسرائيل "دولة مجرمة"، وأنها ليست سوى "بيدق في المنطقة"، وان بلاده بدأت تتخذ الإجراءات لمساءلتها قانونيا. ولم يغب بطبيعة الحال عن اردوغان ان المناسبة ملائمة لاتهام الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بالمسؤولية عن العدوان الإسرائيلي على غزة، بتأمينها الغطاء السياسي والدبلوماسي والدعم العسكري له، كنوع من رد الفعل على دعمهم للكرد السوريين. وفي شد لعضلاته السياسية لوح بالتدخل العسكري لإيقاف عدوان إسرائيل على غزة، باستخدامه لعبارة " قد نأتي ذات ليلة على حين غرة" الموحية، التي استخدمها قبيل تدخل قواته في ليبيا، وفي أذربيجان، وفي محاربته للكرد في العراق وسورية.
بدى اردوغان في خطابه المذكور وكأنه يصعد من سياسيات حزبه السابقة تجاه القضية الفلسطينية، التي كانت بالمجمل داعمة لها، لكن بما لا يعكر صفوا علاقات بلاده مع إسرائيل. لقد تجاوز على ما يبدو ما سمي في حينه بالدرس المستخلص من محاولته الفاشلة لفك الحصار عن غزة، والذي نتج عنه قطع العلاقات مع إسرائيل، ليعود فيسترضيها ويعيدها بطريقة لا تخلو من الإذعان والازلال.
السؤال ما هي حاجة اردوغان لمثل هذا الخطاب المتطرف؟ في الجواب عنه تذهب اغلب التحليلات بداية إلى كون حرب غزة هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، ليس فقط لأن الطرف الفلسطيني هو الطرف الرئيس فيها في مواجهة اسرائيل، بل لأن تداعياتها سوف تطال دول الإقليم، ولن تكون تركيا بمعزل عنها.
وثانيا؛ جاء الخطاب بعد استمزاج واسع لمواقف دول الإقليم لتقدير موقف مشترك يتلخص بضرورة تحويل الأزمة الراهنة إلى فرصة لإيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية وفق مبدا حل الدولتين المتفق عليه عالميا.
وثالثا؛ كان اردوغان بحاجة لهذا الحشد الجماهيري الكبير في استنبول ليس فقط لمجاراة ما جرى في كثير من دول العالم، بل ليشكل رأسمالا رمزيا مناسبا لقوة خطابه ومنحه مزيدا من المصداقية.
ورابعا؛ ورغم المواقف المتطرفة في خطاب اردوغان ضد إسرائيل فهو لم يقطع معها، بل زادت صادراته إليها خصوصا من المواد الغذائية. ولم يكتفي بذلك بل عرض ان تكون بلاده ضامنة لأي اتفاق تسوية للقضية الفلسطينية سواء منفردة ام ضمن مجموعة من الدول.
ما يخشاه اردوغان، بحسب العديد من الملاحظين الاعلامين والسياسيين، هو هزيمة حماس وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية، مما قد يقضي على اية فرصة للسلام. وهو مرتاب كثيرا من سرعة الانتشار الواسع للقوات الأمريكية والغربية عموما في شرق المتوسط، وما تقدمه من دعم لإسرائيل. مع ذلك فهو يراهن، مثل كثيرين، على التحركات الجماهيرية الواسعة في مختلف دول العالم رفضا لاستمرا الحرب على غزة ودعما للقضية الفلسطينية. ويرى انه لا مفر امام الرئيس الأمريكي في نهاية المطاف من السعي لتنفيذ ما أعلنه من ضرورة إعادة ترتيب المنطقة ضمن إطار أوسع تقوده أمريكا لغلق أبوابها في وجه الصين وروسيا. وفي هذا الاتجاه يرى اردوغان ان عدم السماح بسقوط غزة، والقضاء على حماس والجهاد الإسلامي سوف يكون في صالح تركيا عندما يتم إعادة النظر في الهندسة السياسية الجيواستراتيجية للمنطقة برمتها.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطابع الانتهازي للسياسات التركية
- قراءة في حديث السيد جميل بأيك بخصوص القضية الفلسطينية
- التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة
- المخاطر المحتملة على النظام السوري نتيجة لحرب غزة
- هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير
- اضاءة على حقيقة العلاقات السورية الصينية
- قراءة في البيان المشترك السوري الصيني
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية
- نكران الواقع او تجاهله لا يعني أنه غير موجود
- التفارق والتلاقي بين دور روسيا وإيران في سورية
- نذر لثورة جياع
- ملامح تغيرات استراتيجية في المشهد العالمي
- الحل خطوة خطوة على الطريقة العربية
- متغيرات لانضاج حل الزمة السورية
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر


المزيد.....




- مصر.. نجل وزير سابق يكشف تفاصيل خطفه
- ذكرى تحارب النسيان.. مغاربة حاربوا مع الجيش الفرنسي واستقروا ...
- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - -استراتيجية- اردوغان الجديدة تجاه القضية الفلسطينية