أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2















المزيد.....

الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 12:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
(2)
مسار الازمة السورية وتعرجاته
لقد مرت انتفاضة الشعب السوري منذ انطلاقها في الخامس عشر من آذار لعام 2011 بستة مراحل رئيسة متمايزة، بدأت في أولها على شكل مظاهرات سلمية مدنية، ركزت راياتها على الوحدة الوطنية، وعبرت شعاراتها عن مطالب الشعب المحقة في الحرية والكرامة والديمقراطية. لقد استمرت هذه المرحلة نحو ستة أشهر على وجه التقريب، تخللتها بعض الحوادث العنيفة المتفرقة.
وفي المرحلة الثانية بدأ التمرد المجتمعي يزاوج بين المظاهرات السلمية وحمل السلاح بذريعة الدفاع عن النفس. خلال هذه المرحلة، التي استمرت نحو ستة أشهر أخرى، بدأت تتكثف التدخلات الخارجية لعسكرة انتفاضة السوريين مستفيدة من اعتماد الحل الأمني للنظام، واستعداد قوى الاسلام السياسي المختلفة للعنف.
في المرحلة الثالثة فإن الصراع المسلح بين قوى النظام العسكرية والأمنية وحلفائه من جهة وما سمي بالجيش الحر وكتائب المقاتلين المحليين والأجانب بتسمياتها المختلف وحلفائها من جهة ثانية، أخذ يرسم معالم مشهد سورية. خلال هذه المرحلة دخلت البلاد في حالة كارثية بكل المعاني الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية.
في خريف عام 2015 وتحديدا مع بدء التدخل العسكري الروسي المباشر في الأزمة السورية بدأت مرحلة جديدة في مسار الأزمة السورية. بالطبع كانت قد سبقت التدخل الروسي تدخلات مباشرة غير معلنة رسميا لدول عديدة عربية وإقليمية وبعيدة ساهمت في تأجيج الصراع المسلح في البلد، وبعد ظهور داعش على مسرح الأحداث في العراق وسورية تشكل ما سمي بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا كغطاء تدخلي.
اما بخصوص المرحلة الخامسة فيمكن القول انها بدأت بعد هزيمة داعش وتحول الجغرافيا السورية إلى مناطق نفوذ دولية. يغلب على هذه المرحلة الطابع السياسي، أي البحث عن مخارج سياسية من الأزمة، سواء عبر مسار جنيف او مسار أستانا لكن دون جدوى.
المرحلة السادسة وقد بدأت عمليا بعد عام 2019 مترافقة مع التحولات في سياسة بعض الدول العربية (الامارات العربية، والبحرين، والسعودية وغيرها) تجاه النظام السوري، وبصورة خاصة التحولات في السياسة التركية تجاه العديد من الدول العربية وتجاه الأزمة السورية بصورة رئيسة، مما أنعش بعض الآمال بقرب الحل السياسي للأزمة السورية الذي طال انتظاره.
على ما يبدو صارت الأزمة السورية عبئا، ليس فقط على السوريين أنفسهم، بل وعلى العديد من الدول العربية والإقليمية والبعيدة، الأمر الذي استدعى إعادة قراءتها من زاوية تأثيرها على مصالحها المستقبلية. ورغم التردد والممانعة الخجولة لبعض الدول العربية تجاه الانفتاح على النظام اعادت اغلبية الدول العربية علاقاتها معه. وها هو مؤتمر القمة العربية في الجزائر يتخذ لأول مرة، منذ تفجر الأزمة السورية، قرارا بالإجماع للمساهمة العربية في حلها.
بدورها تركيا التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن الأزمة السورية من خلال تأجيجها للصراع المسلح في البلد، وحشدها واحتضانها ودعمها لقوى إرهابية محلية وأجنبية، على امل خلق مجال حيوي لها بفضاء اسلامي، تعيد النظر في الكثير من سياساتها الإقليمية تجاه بعض الدول العربية (مصر والسعودية والامارات وغيرها)، وخصوصا تجاه سورية.
لقد شهد مسار السياسة التركية تعرجات كثيرة بحيث يصعب القول انها تخضع لمعايير مبدئية تسمح بقراءتها والتنبؤ بتعرجاتها، وذلك لتأثرها المباشر بمزاج أردوغان وبكيفية قراءته لمصالح تركيا. فمن سياسة صفر مشاكل مع الدول المجاورة إلى سياسة مشاكل كبيرة معها، واليوم يجري منعطف جديد فيها يحاول تسوية بعض مشاكلها. يبدو لي ان الطموح الأردوغاني بإعادة احياء نوع من العثمانية الجديدة على شكل مجالات حيوية لتركيا في الدول الإقليمية، خصوصا في الدول العربية، بفضاء إسلامي قد فشل وتسبب له بمشاكل في الداخل التركي اخذت تهدد جديا مستقبله السياسي، لذلك بدأ تكويعته الأخيرة. تقول حكمة قديمة" من السهل جعل الأصدقاء أعداء، لكن يصعب بعد ذلك جعلهم أصدقاء". ينطبق هذا القول على السياسة التركية أيما انطباق. لقد عادت تركيا جميع الدول العربية ما عدى قطر، وخصوصا تلك التي تعد دولا مؤثرة في المنطقة مثل السعودية ومصر والامارات وسورية والعراق، واليوم إذ تحاول تطبيع علاقاته معها، فهذه الأخيرة غير مستعجله، ربما تنظر نتائج الانتخابات التركية القادمة.
يجري الحديث هذه الأيام بكثافة لافتة في الاعلام عن تطبيع العلاقات السورية التركية، ويصدقها بعض اللقاءات بين مسؤولين من البلدين، مع ذلك ثمة تعقيدات كثيرة قد تحول دون ذلك على الأقل في المدى القريب المنظور. بالطبع في السياسة لا عداوات دائمة ولا صداقات بل مصالح، لكن فيما يخص العلاقات التركية السورية يصعب التوليف بين مصالح الطرفين. بالنسبة لتركيا الأردوغانية تسببت سياسات حكومتها الخاطئة بأزمة اقتصادية عميقة وشاملة فيها، أخذت تستفيد منها المعارضة، إضافة إلى ورقة اللاجئين السوريين، لكن تبقى المسألة الأبرز في تحولات السياسة التركية تجاه سورية هو الهاجس الكبير للحكومة التركية من تأثير طموح الكرد السوريين للفوز ببعض حقوقهم المشروعة، الأمر الذي قد يؤثر، بحسب المزاعم التركية على الأمن القومي التركي. للأسف الشديد الثابت الوحيد في السياسات التركية بغض النظر عمن في الحكم هو العداء غير المبرر للكرد.
على المقلب الآخر فإن الحكومة السورية تشرط انسحاب القوات التركية الكامل من الأراضي السورية، والتوقف عن دعم القوى الإرهابية، او على الأقل وضع جدول زمني قصير الأجل لانسحابها، وهذا مطلب على ما يبدو لا تزال الحكومة التركية غير جاهزة له. ولتسوية هذه الخلافات العميقة بين الطرفين تحاول روسيا، التي لها مصلحة حقيقية بفوز أردوغان في الانتخابات القادمة، الضغط على الطرفين للقبول بحل " الخطوة خطوة "، وعلى ما يبدو قد حققت بعض النجاح، ساعدها في ذلك دخول إيران على الخط فهي بدورها لها مصلحة بفوز اردوغان في الانتخابات القادمة. مهما يكن مستقبل العلاقات السورية التركية فإن قسم كبير من الشعب السوري لن يغفر لتركيا دورها في تدمير سورية.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
- في الحاجة إلى - زلزال- من نوع آخر
- القضية الكردية بين الحق وممكناته
- الحوار السوري - السوري كذبة كبرى
- تحولات السياسة التركية
- العلويون والرهانات الخاطئة
- مالا تجهر به روسيا عبر قنواتها الرسمية
- قراءة في قانون تجريم التعذيب في سورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثاني عشر
- أزمة اوكرانيا امتحان جديد للقطبية الروسية
- عودت رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة
- قراءة في خطاب القسم
- قراءة في خطاب - الفوز-
- بايدن وترتيب اوضاع الشرق الأوسط
- الاستحقاق الدستوري القادم في سورية
- لثد صرت فاسدا ولصا اللهم فاشهد
- في مفهومي المعارضة والعداوة وتحققهما السوري
- تخريب وطن غير عكوس
- قراءة متأنية في قانون قيصر الأمريكي بخصوص سورية
- قراءة متانية في - اعلان سورية اتحادية-


المزيد.....




- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2