أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - قراءة في خطاب القسم














المزيد.....

قراءة في خطاب القسم


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان من المتوقع أن يرسم الرئيس في خطاب القسم برنامجا لعمل الحكومة خلال السنوات القادمة، غير ان روحية الخطاب وكثير من ديباجته الانشائية جاءت تفصيلا في قوة التحدي التي عبر عنها في كلمة اعلان فوزه في الانتخابات. يتوجه الرئيس في خطابه إلى الشعب، كل الشعب ليسارع إلى تخصيصه بذلك القسم منه الذي " حمى " وطنه بدمه"، وصان " الأمانة" ، و حفظ " العهد"، وأثبت للعالم أن قدر سورية " أن تمنح التاريخ ملاحم يقرأ صفحاتها كل من يريد أن يتزود بدروس الشرف والعزة والكرامة والحرية الحقيقية.." . للأسف الشعب الذي تخاطبه يا سيادة الرئيس، إن كنت حقا تخاطبه، نصفه صار لاجئا او مهاجرا، واكثر من النصف الباقي لم تعد "الحرية"، في الوقت الراهن، من أولوياته بل لقمة العيش. أي دروس في "الشرف والعزة والكرامة والحرية " نعلمها للعالم وأعداد كبيرة من السوريين لم تترك بابا لم تلجأ أليه ليأويها. كيف تجتمع الكرامة والحرية مع الفقر المدقع الذي يعيشه السوريون اليوم.
وانسجاما مع روح التحدي الذي تميز بها الخطاب فقد اغلق الرئيس بكل وضوح طريق الحل السياسي عبر اللجنة الدستورية، إذ عد معركة " الدستور والوطن" واحدة لكن بأولوية " الدستور" فهي" عنوان الوطن" بحسب رأيه، وهي غير قابلة " للنقاش والمساومات". الوطن يا سيادة الرئيس مقسم واقعيا إلى مناطق نفوذ، ولا يمكن توحيده إلا عبر الحل السياسي الذي تشكل المراجعة الدستورية المدخل إليه، وهذا ما يعلمه كل سوري.
الشعب السوري يا سيادة الرئيس "متنوع" كما قلت، وهذا التنوع يشكل غنا حقيقيا لسورية، لكن ليس في ظل الاستبداد، بل في ظل الحرية والديمقراطية وحكم القانون، وخلق بيئة ملائمة وصحية لتفتح هويات مختلف مكوناته. القمع المنفلت الذي مارسه النظام خلال اكثر من خمسة عقود جعل كثير من السوريين يكفرون بسوريتهم، وهاهم مع تفجر الأزمة التي من اسبابها الرئيسة استبداد النظام، يلجؤون إلى هوياتهم الصغرى، مما تسبب في تمزيق النسيج الوطني.
خص الرئيس بخطابه السورين الذين أضاعوا "المسلمات" الوطنية وميزهم إلى فئات، منهم من "يبرر الفوضى والتخريب للمنشآت العامة.." والأخطر من ذلك أنه يقدم "المبرر للإرهابيين لكي يستمروا بعنفهم"، ومنهم من قبل باللغة التقسيمية والألفاظ اللاأخلاقية لاعتقاده أنها ممارسة ديمقراطية وحرية رأي، ومن وقف بلا موقف معتقداً أنها الحكمة، ومن اتخذ مواقف ملتبسة معتقداً أنها الحنكة، ومن مارس الانبطاح معتقداً أنه الانفتاح لكنهم جميعا خونة وعملاء. المواطن السوري البسيط يتساءل كيف صار اكثر من نصف الشعب السوري " خائنا" ونظام البعث منذ نحو خمسة عقود وهو يحكم البلد؟!!. أغلب الذين انتفضوا على النظام هم أجيال البعث يا سيادة الرئيس.
صدقت عندما قلت " استقرار المجتمع" من "اولى المسلمات" وكل من يمس " أمنه وامانه ومصالحه مرفوض بشكل مطلق". لكن لنكن واقعيين يا سيادة الرئيس المجتمع السوري بعد عشر سنوات من الصراع المسلح تمزق شرق تمزق وصارت هوياته الصغرى هي السائدة، عداك عن الملايين الذين غادروا اماكن سكناهم مهاجرين إلى الخارج او نازحين في الداخل. الذي يوحد السوريين اليوم هو الجوع والفقر والرغبة في ترك البلد.
رغم كل الحدة في نقد الرئيس لمعارضيه فقد ترك لهم بابا للعودة إلى "حضن الوطن" فهو "الملجأ والحاضن" وإن هذه الباب لن " تغلق" وإن الرجوع عن " الخطأ فضيلة". بغض النظر عن توصيف الرئيس لمعارضيه فهو يعلم كما يعلم أغلب السوريين ان عودتهم لن تتم إلا في سياق حل سياسي يؤدي إلى تغيير جذري وشامل في نظام الاستبداد الحاكم.
انتقل الرئيس للحديث عن "التداعيات الاقتصادية والمعيشية للحرب" فبدأ بالتركيز على ضرورة تثبيت "سعر الصرف" للعملة الوطنية، وإن "القدرات" موجودة لكنها بحاجة لمن " يراها ويعرف كيف يستخدمها". بالنسبة لي كأستاذ في الاقتصاد ما اعرفه أن سعر الصرف ارتفع من نحو 45 ليرة للدولار في عام 2010 الى أكثر من 3000 ليرة سورية، وإذ يراوح حول قيمته الأخيرة فبفضل تحويلات السوريين في الخارج وليس بفضل قوة الإقتصاد في الداخل. لقد تشوهت الروابط الاقتصادية بين مختلف المناطق السورية، وغادر قسم مهم من رأس المال الوطني البلد، وتراجعت التجارة الخارجية إلى نحو 90 في المئة، وارتفعت البطالة لتشمل اكثر من 50 بالمئة ممن هم في سن العمل، وفي النتيجة ازدادت نسبة الفقراء في البلد لتشكل نحو 85 بالمئة من عدد السكان.
في ختام هذه القراءة في بعض ما جاء في خطاب القسم للرئيس في بداية عهدته الرابعة اعترف بأنني بذلت جهدا كبيرا في قراته، وتساءلت متفكرا إلى من يتوجه الرئيس بخطابه؟. إنه محاضرة في التنظير للسياسة العامة خلت من أية مقاربة حقيقية ممكنة للخروج من الازمة ولتحسين واقع حياة السوريين. وإذا كان الخطاب موجها إلى الخارج( كما أظن) في هذه الحالة عسى ان يبطن وراء تشدده الظاهر، مرونة كافية تساعد على تيسير الحل السياسي بما ينقذ البلد من مخاطر التقسيم، ويعيد توحيد الشعب السوري من جديد.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في خطاب - الفوز-
- بايدن وترتيب اوضاع الشرق الأوسط
- الاستحقاق الدستوري القادم في سورية
- لثد صرت فاسدا ولصا اللهم فاشهد
- في مفهومي المعارضة والعداوة وتحققهما السوري
- تخريب وطن غير عكوس
- قراءة متأنية في قانون قيصر الأمريكي بخصوص سورية
- قراءة متانية في - اعلان سورية اتحادية-
- كورونا وتغيير النظام العالمي
- محافظة اللاذقية تغيرات سكانية ومجالية خلال الزمة
- المأساة السورية في عامها العاشر
- مصر تبحث عن دور لها في حل الأزمة السورية
- ما ينبغي التفكير به
- بانوراما سياسية
- الحلقة الثانية والثلاثون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيي ...
- الحلقة الواحدة والثلاثون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيي ...
- الحلقة الثلاثون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير إلى الك ...
- الحلقة التاسعة والعشرون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير ...
- الحلقة الثامنة والعشرين: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير ...
- الحلقة السابعة والعشرين: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - قراءة في خطاب القسم