أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - عودت رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة














المزيد.....

عودت رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عودة رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة
يشغل رفعت الأسد في ذاكرة أغلب السوريين موقعا سلبيا، فما إن يذكر حتى تقفز إلى سطح الذاكرة الجرائم العديدة التي ارتكبها بحق سورية والسوريين. لكن ينبغي أن لا نقلل من أهمية جمهوره في حينه سواء في سرايا الدفاع ووسطها الاجتماعي. لم يكن خافيا طموح رفعت لخلافة أخيه في هرم السلطة وكان قد اعد العدة لذلك ببناء علاقات متشعبة داخلية وخارجية.
على الصعيد الداخلي عزز من قوة وهيبة سرايا الدفاع وربط جميع ضباطها به شخصيا ومنعها من تلقي الأوامر إلا منه .وعندما حاول الرئيس حافظ الأسد بعد خروجه من غيبوبته فيما صار يعرف بأزمة أواسط الثمانيات الطلب من تشكيلات السرايا التي كانت تحاصر عمليا دمشق المغادرة إلى سكناتها فلم تستجب إلى طلبه.
ادرك رفعت أن قوته في سرايا الدفاع لوحدها لا تكفي فخصومه ( حلف العليات) لديهم قوة مماثلة بل ربما أكثر لذلك حاول أن يحيط نفسه بمجتمع من المثقفين وأساتذة الجامعات فأنشأ رابطة خريجي الدراسات العليا واغدق على منتسبيها المزايا. وخلال فترة ترؤسه لمكتب التعليم العالي في القيادة القطرية حاول تعيين أكبر عدد ممكن من الموالين في الجامعات السورية، بل وايفاد الكثيرين إلى الخارج. بالطبع كان رفعت الأسد يدرك أهمية تقوية حاضنته في وسط العلويين لذلك كانت الحصة الكبرى من الموفدين إلى الخارج وكذلك من التعيينات في الجامعات السورية منهم.
على الصعيد الخارجي نسج علاقات مع كثير من الدول العربية وتحديدا مع السعودية، بل ومد خيوطاً نحو أمريكا، وقيل في حينه انه تعهد بانجاذ تسوية مع اسرائيل. وبطبيعة الحال كان لا بد من تأمين كل هذه العلاقات مادياً. لذلك فهو لم يترك بابا يمكن أن يدر عليه دخلا دون أن يطرقه بدءا من تجارة الأثار مرورا بتجارة المخدرات إلى الخوات الكثيرة التي كان يتقاضاها لقاء تقديم خدمات على صعيد أجهزة الدولة، ولا ينبغي أن ننسى ما حصل عليه من السعودية من أموال.
على الصعيد الشخصي قد يكون مناسبا ما وصفه به خصومه وهو الأزعر، أي انه لم يكن يتحلى بأخلاق المسؤول ورجل الدولة خصوصا تجاه خصومه من حلف العليات. لقد كان يمارس الزعرنة عليهم، فكم من مرة قطع الطريق عليهم إلى مطعم كان لدي بعضهم فيه نشاط اجتماعي، او ارسل من يعطب سياراتهم. بالمناسبة يصعب تذكر جميع سلوكياته سواء تجاه خصومه او حلفائه مع أن مجرد الاعلام عن عودته إلى القطر بدأت الذاكرة تعيد دفع كثير من هذه المشاهد إلى السطح رغم بعد الزمن بها.
عاد إذا رفعت الأسد إلى سورية بعد أكثر من ثلاثين سنة قضاها في الخارج يتابع استثماراته ويتنعم بما نهبه من ثروة الشعب السوري ليجد اغلب من تصارع معهم خصوصا من حلف العليات قد صار خارج الفعالية سواء بفعل التقادم الزمني أو بفعل الأمراض وبعضهم قد غيبه الموت، لكن جميعهم طواهم النسيان وصاروا من الماضي. خلال أكثر من ثلاثة عقود على مغادرة رفعت لسورية ولدت اجيال جديدة باهتمامات جديدة لا تذكر عن رفعت وجيله إلا النذر اليسير، بل كثيرين وبنوع من الاستغراب سألوا من هو رفعت الأسد؟!. من المعلوم عن سياسات النظام أن من تغضب عليه السلطة تعتم عليه كثيرا وتزيحه من دائرة الضوء. أضف إلى ذلك فإن القضايا المعيشية الضاغطة واستمرار الأزمة دون افق للحل تجعل الناس غير مبالين بعودة رفعت الأسد . لقد توقع البعض احتفاء جمهوره السابق بعودته، لكن اين صار هذا الجمهور، بل واين صار جمهور حافظ الأسد ذاته؟!. اغلب من علق على الموضوع نظر إليه من زاوية انسانية وأن " الدم ما بصير مي".
الغريب كيف استقبلت مختلف الأطراف السورية نبأ عودته. بعض المعارضة جنح به الخيال إلى القول أنها لعبة ادوار بين العم وابن اخيه قد يخلف بها العم ابن أخيه لبعض الوقت، ولكي تكتمل حبكة هذا الخيال الجامح فإنه أشرك الدول الغربية فيه كأطراف فاعلة وضامنة. لكن كيف لرجل في اواسط الثمانينات من عمره وقد اصابه الخرف أن يؤدي هكذا دور.
اغلب المعارضين في الخارج منزعجين من السلطات الفرنسية والاسبانية لسماحها له بالمغادرة وقد صدر بحقه حكم قضائي واجب التنفيذ. هنا يمكن القول بنوع من الثقة أن مساومات من نوع ما قد جرت بين السلطات الفرنسية والاسبانية والسلطات السورية للتخلص من رجل عجوز لا تريده أن يتوفى في سجونها فسمحن له بالمغادرة إلى بلده. ولا ينسى بيان الجهات الرسمية السورية التي اعلنت خبر عودته بربط ذلك بالتسامي الذي يتحلى به الرئيس، وانه غفر له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر. يا ليته شمل بعفوه وتساميه عشرات الآلاف القابعين في سجونه او اضطرتهم الظروف الى مغادرة البلد بالعودة إلى عالم الحرية في ربوع الوطن.
القضية باختصار رجل عجوز محكوم بأربعة سنوات سجن وحتى لا ينفذ فيه فقد سمح له بالعودة الى بلده، ولا ينبغي أن ننسى ان الحديث يجري على عم الرئيس. لا تحتاج عودته إلى اية قراءات او تأويلات سياسية بل انسانية صرفة. وبالمناسبة كان قد فعلها بشار الأسد مع الرئيس الأسبق لسوية أمين الحافظ الذي علق على الحدود العراقية السورية بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام2003 فسمح له بالدخول وقضاء بقية حياته في حلب.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في خطاب القسم
- قراءة في خطاب - الفوز-
- بايدن وترتيب اوضاع الشرق الأوسط
- الاستحقاق الدستوري القادم في سورية
- لثد صرت فاسدا ولصا اللهم فاشهد
- في مفهومي المعارضة والعداوة وتحققهما السوري
- تخريب وطن غير عكوس
- قراءة متأنية في قانون قيصر الأمريكي بخصوص سورية
- قراءة متانية في - اعلان سورية اتحادية-
- كورونا وتغيير النظام العالمي
- محافظة اللاذقية تغيرات سكانية ومجالية خلال الزمة
- المأساة السورية في عامها العاشر
- مصر تبحث عن دور لها في حل الأزمة السورية
- ما ينبغي التفكير به
- بانوراما سياسية
- الحلقة الثانية والثلاثون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيي ...
- الحلقة الواحدة والثلاثون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيي ...
- الحلقة الثلاثون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير إلى الك ...
- الحلقة التاسعة والعشرون: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير ...
- الحلقة الثامنة والعشرين: حراك الشعب السوري من الأمل بالتغيير ...


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - عودت رفعت الأسد وايقاظ الذاكرة