أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة















المزيد.....

التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقالة سابقة (نورث برس https://npasyria.com/173452/) توصلنا إلى مستخلص يفيد بأن النظام السوري لن يواجه التغيرات المحتملة على خريطة الشرق الأوسط سواء لجهة الجغرافيا، ام السياسيات أم المشاريع، بأجراء تغييرات داخلية تجعله أكثر انفتاحا على القوى الوطنية الديمقراطية في المعارضة السورية، وتقبلا لإشراكها في الحكم، مما يجعله أقوى في مواجهة الضغوطات الخارجية. يستند في عناده هذا على دعم حلفائه، وخصوصا على دعم إيران، التي دخلت في تفاهمات معينة مع واشنطن حول ذلك كما تشير بعض المصادر الإعلامية والسياسية. فبحسب المحامي أيمن أبو هاشم منسق تجمع " مصير الفلسطيني السوري"، أن السيناريو الأكثر ترجيحا لتفاهمات إيران وأمريكا بخصوص عدم توسيع حرب غزة هو بقاء النظام السوري، وإعادة تموضع الوجود الإيراني في سورية بعد إضفاء الشرعية الأمريكية عليه.
في الواقع لم يكن النظام بحاجة إلى تفاهمات إيران مع أمريكا لكيلا يستفز إسرائيل، إذ لم يحاول في السابق الرد على اعتداءاتها المتكررة على مواقع عديدة في سورية، ومنها بعض المواقع المدنية مثل مطاري حلب ودمشق الدوليين، علما انه يمتلك ثلاث ألوية صواريخ أرض- أرض يمكنها ان تصيب أي موقع في إسرائيل. مع ذلك، وحسب ما أفادت به مصادر محلية للقدس العربي، فإن حرب غزة جعلته، بالتوافق مع إيران، يتخذ بعض الإجراءات الاحترازية، منها السماح لحزب الله وغيره من المليشيات التابعة لها بالتموضع في بعض الأماكن في الجبهة المحاذية لإسرائيل.
من جهة اخرى، فإن حرب غزة من المرجح أن تطيح بالمشروع الأمريكي لإدخال عنصر جديد إلى هندستها السياسية للمنطقة، تكون السعودية وإسرائيل دعامتاه الرئيسيتان، او على الأقل سوف تعيفه لفترة طويلة نسبيا. من المعلوم ان أمريكا عملت على هذا المشروع منذ عام 2022، وتوضح أكثر في اجتماع قمة العشرين، ويفيد بإنشاء طريق جديد للتجارة يربط الهند بأوروبا مرورا بالإمارات والسعودية ومن ثم الأردن وإسرائيل.
وسوف تطيح حرب غزة أيضا، لزمن ليس بالقريب، بمشاريع التطبيع التي كانت تجري بين بعض الدول العربية وإسرائيل. فبحسب المصادر السعودية فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد صرح بأن بلاده لم تعد مهتمة بالتطبيع مع إسرائيل، وان هذا لن يحصل إلا في سياق تسوية شاملة لقضية فلسطين.
ومن المؤكد أيضا أن حرب غزة، التي بدأت تحفر عميقا في مستويات التفكير لدى قطاعات واسعة من الإسرائيليين، سوف يكون لها تأثيرها على كثير من القناعات والسلوكيات التي بدت راسخة لديهم، من قبيل أن إسرائيل محصنة بقوتها، محصنة بتقدمها العلمي والتكنولوجي، محصنة بنظامها الديمقراطي، محصنة بدعم الدول الغربية لها، وغيرها.
وعليه ونتيجة لهذا الحفر يرجح، بداية، ان تحصل تغيرات في المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي تؤدي إلى فقدان نتنياهو لمنصبه كرئيس للوزراء الإسرائيلي، وربما خروجه نهائيا من العمل السياسي، وسوف يلحق به تحالفه الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. ومما لا شك فيه سوف تجري تحقيقات في إسرائيل تتعلق بالفشل الأمني والعسكري الذي سمح لحماس مهاجمتها في السابع من تشرين الأول/ اكتوبر تطيح بنخبة من القادة الأمنيين والعسكريين الاسرائيليين.
لكن التغيير الأهم الذي من المرجح حصوله في العقلية الإسرائيلية الصهيونية لاحقا هو ذاك الذي سوف يؤدي إلى تراجع التطرف الإسرائيلي لجهة القبول بحل الدولتين للقضية الفلسطينية. فبحسب بعض المصادر الإعلامية والسياسية الإسرائيلية فإنه ليس في صالح إسرائيل ان تخوض حروبا لا نهاية لها، بل إن مصلحتها، على المدى البعيد، تكمن في الاندماج في المنطقة. وحتى انجاز هذا الحل المتوافق عليه دوليا وعربيا وفلسطينيا، تخشى بعض الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل من حصول موجهة هجرة عكسية واسعة من إسرائيل إلى الخارج، وهي عمليا قد بدأت بالنسبة لمزدوجي الجنسية.
في الواقع بدأت حرب غزة تحفر أيضا في مثيلتها لدى العرب، حكاما وشعوباً. وإذا كان حفرها لدى الحكام العرب يواجه عقبات كثيرة، نتيجة الهندسة السياسية التي عملت على ترسيخها أمريكا خلال العقود الماضية، فإن الحفر في مستويات التفكير السياسية والثقافية العامة لدى الشعوب العربية تتسارع كثيرا مما قد يتسبب، في حال استمرار الحرب في غزة، في انهيار مجمل البناء الهندسي السياسي للمنطقة، وهذا ما تخشاه الدول الغربية، وكثير من الحكام العرب.
من نتائج حرب غزة المؤكدة أيضا تعويم القضية الفلسطينية وإعادة طرحها من جديد في المحافل الدولية، وبحسب العديد من المؤشرات، سوف يتم التعامل معها بجدية هذه المرة. يؤكد ذلك ما تطرحه الإدارة الأمريكية بلسان رئيسها، وبلسان وزير خارجيته، وما يصرح به العديد من القادة الغربيين، وروسيا والصين، وكثير من دول العالم، من ضرورة التفكير بالحلول السياسية بعد توقف حرب غزة.
ليس خافيا متابعة الصين وروسيا لما يجري في المنطقة، ويأملان أن تتورط أمريكا، وغيرها من الدول الغربية، أكثر فأكثر في الأزمة المستجدة نتيجة حرب غزة، فيجنيان من ذلك مكاسب سياسية واستراتيجية. وبالفعل فقد بدأت هذه المكاسب بالتحقق نتيجة دعم أمريكا اللامحدود لإسرائيل سياسيا ودبلوماسيا، وتزويدها بما تحتاجه من معدات عسكرية، وحشدها لأساطيلها في البحر الأبيض المتوسط، وأرسالها لأكثر من ألفي جندي وخبير من قواتها إلى إسرائيل.
وبعد مضي نحو شهرين على بدء حرب غزة، ونتيجة للدمار الهائل الذي احدثته آلة الحرب الإسرائيلية في مدن القطاع، والخسائر الكبيرة التي اوقعتها بالمدنيين، اخذت تتسع دائرة تضامن شعوب العالم مع الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الشعب الأمريكي، مما جعل الإدارة الأمريكية تخفف من حماسها لتأييد اسرائيل. وتخشى امريكا في حال استمرار حرب غزة لفترة أطول أن تتأثر مساعيها لاستقرار الشرق الأوسط، وبالتالي اشغالها عن تركيز اهتمامها على الشرق الأقصى لتطويق الصين، بعد أن نجحت في اشغال روسيا بحرب اوكرانيا.
وفي الختام أود القول: إذا كان فشل " ثورات " ما سمي بالربيع العربي قد أدى إلى إعاقة صعود الإسلام السلفي والجهادي المتطرف، والبدء بانحساره، فإن ثمة خشية حقيقية ان تعكس حرب غزة هذه العملية إلى حين، وفي ذلك شر على المنطقة برمتها.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخاطر المحتملة على النظام السوري نتيجة لحرب غزة
- هل قدر الفلسطينيين الرسوب دائما في امتحان تقرير المصير
- اضاءة على حقيقة العلاقات السورية الصينية
- قراءة في البيان المشترك السوري الصيني
- الحراك السوري المستجد في ظروف غير مواتية
- قراءة في أجوبة الأسد على أسئلة سكاي نيوز عربية
- نكران الواقع او تجاهله لا يعني أنه غير موجود
- التفارق والتلاقي بين دور روسيا وإيران في سورية
- نذر لثورة جياع
- ملامح تغيرات استراتيجية في المشهد العالمي
- الحل خطوة خطوة على الطريقة العربية
- متغيرات لانضاج حل الزمة السورية
- قراءة في بيان جدة واعلان هيروشيما
- عودة سورية إلى الجامعة العربية: المكاسب والخسارات
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر..2
- الأزمة السورية في بداية عامها الثالث عشر
- في الحاجة إلى - زلزال- من نوع آخر
- القضية الكردية بين الحق وممكناته
- الحوار السوري - السوري كذبة كبرى


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - التغيرات المحتملة في الشرق الأوسط نتيجة لحرب غزة