أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: لو دامت لهم ما وصلت إليه... أو الحديقة والعصفور














المزيد.....

تونس: لو دامت لهم ما وصلت إليه... أو الحديقة والعصفور


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7877 - 2024 / 2 / 4 - 14:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون يتحدثون على أن قيس سعيد يعزل نفسه عن مسانديه من القوى التي دعمت إجراءات 25 جويلية و22 سبتمبر وأنه بذلك أتاح الفرصة لخصومه أن ينظموا صفوفهم ويشكلوا معارضة قوية له وينسى هؤلاء أن قيس سعيد لم يعزل نفسه بل إنه مصطف ومحاط بشق المنظومة الأكثر تنظيما والأكثر تغلغلا في مفاصل الدولة ذلك الشق الذي بيده النفوذ الاقتصادي والمالي ويحوز تقريبا على كل خريطة الارتباطات بالقوى الخارجية والمدعوم مباشرة من البيروقراطية المسلحة والمتحكمة في السلاح وأن هذا الشق لم يكن غائبا قبل حلول قيس سعيد بقرطاج بل كان طرفا في الحكم وشريكا للخوانجية حين ساعدهم في 2011 عبر هيئة بن عاشور للوصول للحكم وشريكا في الحكم جنبا إلى جنب معهم بدءا من سنة 2014 .
قيس سعيد جاء لكرسي قرطاج عبر موازين قوى انتخابية حسمها منتخبوه لصالحه نتيجة أوهام في أنه سيكون مستقلا عن الشقين الأكثر حضورا سياسيا في العشرية الأخيرة ولأوهام أخرى يمكن أن نطلق عليها أوهام استبدال الثورة على المنظومة كلها بالصراع معها من داخلها عبر السيطرة على جهاز من أجهزة دولتها ألا وهو جهاز الرئاسة.
البرجوازية التونسية التي كلّت عبير موسى منذ وصولها للبرلمان السابق في تحذيرها وتخويفها من تبعات دعمها للخوانجية وكانت الطرف الأكثر جذرية في معاداة حزب حركة النهضة هذه البرجوازية لم يكن لها لتصبر حتى سنة 2024 لتكنس عبير موسى الخوانجية من الحكم بل التقطت الفرصة التي منحها لها صعود قيس سعيد للرآسة فرصة إعلان براءتها من مسؤولية الدمار الذي انتهت إليه الأوضاع وتحميله للخوانجية وحدهم وكأن مهدي جمعة لم يكن ممثلا لها وشريكا متواقف عليه مع الخوانجية وكان يوسف الشاهد لم يكن رئيس حكومة الخوانجية والباجي قايد السبسي رئيسها وكأن إلياس الفخفاخ وهشام المشيشي لم يعينهما سعيد ليكونا رئيسي حكومة خوانجية .
25 جويلية و 22 سبتمبر لم يكونا في الحقيقة ليجعلا الحكم بيد قيس سعيد بل كانا لجعل الحكم بيد شق المنظومة الفاسدة الذي صار يرى أنه بمقدوره أن يحكم بدون النهضة ولم يكونا لتنصيب قيس سعيد رئيسا مطلق الصلاحيات بل لجعل هذه البرجوازية هي مطلقة الصلاحيات ولم يكونا لترك قيس سعيد يفعل مع يشاء مثلما يعتقد كثير من مناصريه وخصوصا الجماعات التحتية التي استبدلت الثورة أو مواصلة الثورة بالدولة وفي اعتقادها أنه يكفي أن يكون واحد كقيس سعيد في أعلى هرم السلطة التنفيذية حتى يفعل ما يشاء أو يمكن أن يمهد لهم وجوده في ذلك المنصب كي يفعلوا ما يشاؤون بغض النظر عن قدرتهم أو وجاهة أطروحاتهم وانسجامها.
على امتداد التاريخ ويمكن قول ذلك بشكل جازم لم يكن الحكم المطلق بيد فرد سواء كان إمبراطورا أو ملكا أو رئيسا أو حتى شيخ قبيلة وهنا لابد من التفريق بين (الامبراطور والامبراطورية) و(السلطة والسلطان) و(الحكم والحاكم). الحكم أو السلطة كانا دائما حكم وسلطة طبقة مهيمنة والسلطان أو الحاكم لم يكونا دائما إلا الواجهة أو تلك الدمية أو الخرقة التي تتخفي بها الطبقة التي تحكم وعبرها تحبّر مراسيمها وتنظم سيطرها وتحمي بها في الأخير مصلحتها وبقاءها وحتى سلطة الدوتشي أو هتلر أو فرانكو في القرن الماضي لم تكن إلا تلك السلطة التي تختفي وراء جبروتها طبقة انتهت إلى أنه لا يمكن لها الخروج من أزمتها إلا بإلغاء كل القوانين وسَوْقِ الأغلبية للتقاتل فيما بينها ليس لمصلحتها بل لمصلحة هذه الطبقة وبالتحديد لمصلحة شقها الأكثر توحشا.
يتناسى هؤلاء المنزعجون اليوم من سياسة قيس سعيد أن ليس هناك إلا قيس سعيد واحد هو هذا الذي نعرفه ونراه وأنه ليس هناك من سياسة أخرى لهذا الرجل غير السياسة التي نقف على نتائجها وأن دعواتهم للرجل لتغيير سياساته لا معنى عملي في الواقع لها ولا تعني أكثر من دعوتهم لهؤلاء الذين يسطرون له أو يجرونه أن يغيروا سياستهم وهو أمر من قبيل الأوهام ولا ينتهي بهم إلا لموتهم السياسي البطيء خصوصا إذا ما علمنا أن هذه الدعوات متأتيه من سياسيين وأناس هم أيضا كانوا شركاء للخوانجية ...
ألم يكن محمد عبو وزيرا في حكومات الخوانجية ألم تكن حركة الشعب ممثلة في حكومات الخوانجية من سالم لبيض لأخر وزير لها في حكومة إلياس الفخفاخ أولم يكن بعض اليساريين في برلمان انتخابات 2014 وسنحت لهم الأوضاع في أكثر من مرة للاستقالة من هذا البرلمان خصوصا سنة 2016 والالتحام بالجماهير والتأسيس لقطب مقاوم شعبي مستقل يدعو للتغيير الجذري عبر سياسات راديكالية ولم يلتقطوا اللحظة وبقوا عند طرحهم الذي يمكن تكثيفه في "ضرورة بقائهم في برلمان المنظومة الفاسدة لدعم مسار الانتقال الديمقراطي"...
دعم قيس سعيد اليوم هو من قبيل المواصلة في نفس الأوهام فقيس سعيد في الحقيقة لم يكن إلا منقذ لشق من المنظومة على حساب شق آخر صار بمقدوره الحكم بمفرده وما قيس سعيد إلا العصفور النادر الذي وقع في قفص هذا الشق وسيظل محبوسا إلى حدود موعد إخراجه من القفص هزيلا منتوف الريش ليجيء للقفص بعصفور آخر تكون قد مهدت له الأوضاع ليعمر فترة أخرى في القفص ولا ضير أن يكون هذا العصفور بألوان عبير موسى بدون عبير ألم تكن الحديقة (تونس) منذ 1956 تدار بهذه الطريقة فالمهم ليس العصفور بل من يحرس الحديقة والعصفور.
ـــــــ
سوسة فيفري 2024



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: تساؤلات مختصرة جدا
- الطوفان
- فكّر أرجوكَ
- تونس: كيف يمكن للأغلبية الانتظام والمقاومة لصالحها وليس لصال ...
- الكاتب اليوم يلعب لعبة الساحر قديما
- تونس: هل نحتاج انتخابات؟ ومن يحتاجها؟
- في البحث عن تصور بديل لمعارضة طبقية مستقلة
- أبيدوا -الأشرار- فالعالم سيكون أفضل حين يبادون...
- رايتنا الوحيدة التي تستحق أن نبقى من أجلها
- المقاومة واستراتيجيات التحريك
- ماذا بعد طوفان الأقصى...؟؟؟
- إلى سيدات غزة: سيداتي لم يبق لكن غير هذا
- طوفان الأقصى أو -معارك المقاومة غير المتكافئة-
- حول التقسيم الإقليمي الجديد لتراب الجمهورية التونسية
- خواطر بعد قراءة نص طارق القيزاني -يايا شذرات من وجع الذاكرة-
- تونس: إحياء نواتات المقاومة القطاعية المستقلة هو المهمة الأو ...
- مقطع قصير من الفصل الأول من الكتاب الثاني من ثلاثية -ورقات م ...
- تونس: ثلاثون سؤالا وسؤال بعد العملية الإرهابية التي جدت أخير ...
- إنها الحرب على الأغلبية
- مات اليسار التونسي ولم يكتسب أي نفوذ داخل الجماهير لأنه كان ...


المزيد.....




- -حزب أمريكا-.. ماذا نعلم للآن عن تأسيس ماسك حزبا جديدا وسط ا ...
- طرقت الشرطة باب منزلها لإجلائها عاجلا.. شاهد لحظات سبقت فيضا ...
- إسرائيل ترسل وفد مفاوضين إلى قطر لإجراء محادثات غير مباشرة ب ...
- اكتشاف جديد قد يساعد في منع فقدان خلايا الدماغ بمرض باركنسون ...
- دليل مريض السكري في فصل الصيف
- عوامل تعيق السيطرة على حرائق اللاذقية وسط تحذيرات
- نتنياهو يرفض -تعديلات حماس- على مقترح غزة
- ارتفاع عدد قتلى فيضانات تكساس.. والبحث عن المفقودين مستمر
- بن غفير عن مقترح غزة: الحل هو الحرب والتهجير ووقف المساعدات ...
- -إف 16- تطرد طائرة فوق نادي ترامب للغولف


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: لو دامت لهم ما وصلت إليه... أو الحديقة والعصفور