أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - مسؤولية الأحزاب الوطنية في المرحلة الراهنة














المزيد.....

مسؤولية الأحزاب الوطنية في المرحلة الراهنة


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 524 - 2003 / 6 / 25 - 17:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

يجتاز العراق اليوم مرحلة بالغة الخطورة سيقرر سير أحداثها مستقبل الشعب والبلاد لسنين طويلة .
إن انهيار نظام القتلة في بغداد على أيدي قوات التحالف الأنكلو أمريكية قد خلق ظروفاً بالغة الصعوبة يتطلب تجاوزها جهوداً وتضحيات كبيرة من قبل سائر القوى والأحزاب الوطنية من أجل الوصول بالعراق إلى شاطئ السلام والحرية ، وإنهاء الاحتلال بأسرع وقت ممكن ، بعد أن يتم إحلال الأمن والطمأنينة والسلام في ربوع البلاد ، واقتلاع جذور النظام الدكتاتوري الفاشي وركائزه التي لجأت مؤقتاً إلى الاختفاء بعد انهيار النظام المقبور ، وبدأت تطل برأسها من جديد لتعبث بأمن البلاد وخلق جو من الخوف والقلق لدى عموم المواطنين ، ولا سيما وأنها تمتك كميات هائلة من السلاح والأموال تمكنها من القيام بأعمالها التخريبية وإشاعة الرعب والفوضى في أرجاء البلاد .
 إن هذه المهمة الوطنية الكبرى تتطلب دون أدنى شك أن تعي هذه الأحزاب والقوى الوطنية خطورة هذه المرحلة وأهمية توحيد وتكثيف كافة الجهود والإمكانيات من أجل تحقيق هذه المهمة الوطنية .
غير أن المتتبعين لتطور الأحداث لا يجدون لغاية هذا اليوم أي تطورات إيجابية فعالة  في العلاقات السائدة بين هذه الأحزاب والقوى تصب في مجرى تجميع ووحدة  قواها حول برنامج وطني يهدف إلى تحقيق الحرية والسيادة والاستقلال وإنهاء الاحتلال في أقصر فترة زمنية ممكنة بعد ضمان الأمن الاستقرار وبناء جيش وطني، وقوة أمن داخلي تأخذ على عاتقها حماية أمن المواطنين وأرواحهم وممتلكاتهم ، وإعادة بناء الجهاز الإداري في مختلف المجالات من أجل إعادة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية إلى وضعها الطبيعي بعد ذلك الانهيار المريع الذي حل بالبلاد على أثر سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي .
والأحزاب والقوى الوطنية مدعوة اليوم أكثر من أي يوم مضى لتحقيق هذه الأهداف المنوطة بوحدتها وتعاونها واتفاقها على خطوط عريضة تضع مصالح الشعب والوطن فوق أي مصلحة أخرى ، وأن أي طريق آخر لا يعني سوى التمزق والاحتراب ، وبالتالي التشرذم والضعف ،وفقدان المصداقية لدى الغالبية من أبناء شعبنا الذي قاسى من الويلات والمصائب ما يعجز القلم عن وصفها ،خلال أربعة عقود من حكم الطغاة، وهو اليوم يتطلع إلى تحقيق الحياة الحرة والعيش الكريم .
إن على أحزابنا وقوانا الوطنية أن تتعلم الدروس من أخطائها التي وقعت فيها خلال المرحلة الممتدة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 وحتى يومنا هذا ، وكيف كان  تحقيق كل نجاحاتها  مرتبطاً وبحدة أهدافها وتنسيق نشاطاتها ، وأن كافة إخفاقاتها كان مرتبطاً بتمزقها واحترابها ، وتوجيه مساعيها لتحقيق مكاسب حزبية ضيقة على حساب مصلحة الشعب والوطن . ولنا من دروس جبهة الاتحاد الوطني التي قامت بين الأحزاب الوطنية عام 1957 وتلاقيها مع حركة الضباط الأحرار ،وتوحيد جهودها ونشاطاتها ، وما حققته تلك القوى من انتصارات كان في مقدمتها ثورة الرابع عشر من تموز وما حققته من منجزات خلال عمرها القصير ، كما أن عليها أن تتعلم من دروس الانشقاق والإحتراب الذي حل بعد قيام ثورة 14 تموز وما سببه من ويلات وخراب ودمار كان في مقدمتها وقوع انقلاب 8 شباط الفاشي ، وانقلاب 17 تموز 1968 ووصول الطاغية صدام حسين  إلى الحكم ، وما اقترفه هذا النظام من جرائم وحشية بشعة بحق شعبنا طيلة 35 عاماً لم يشهد لها العالم مثيلاً .
إن التاريخ سوف يحكم على كل أولئك الذين عملوا أو ساهموا في تأجيج الصراعات الحزبية التي أضرت بالغ الضرر بمصالح الشعب والوطن ، وهو بلا أدنى شك سيمجد كل القوى التي تضع مصالح شعبها فوق مصالحها الحزبية الضيقة وهي بلا أدنى شك ستنال ثقة ومحبة وتأييد ودعم شعبنا .
أن أمام القوى السياسية الوطنية مساحة واسعة لممارسة نشاطها الحزبي شرط أن لا تطغي على مصالح الشعب والوطن ، ولا تسبب الضرر للعلاقات الأخوية بينها وليكن معلوماً للجميع أنها جميعاً في مركب واحد ، وأن غرق هذا المركب يعني غرقها جميعاً ، وإن العمل على صيانة هذا المركب كفيل بالوصول بشعبنا إلى شاطئ الحرية والسلام والعيش الرغيد  
إنها اليوم أمام مهمة عاجلة وملحة تتطلب الإسراع بعقد مؤتمر يضم سائر القوى الوطنية دون استثناء من أجل الاتفاق على قواسم مشتركة يتعهد الجميع على الالتزام بتنفيذها وفي المقدمة منها تشكيل حكومة وطنية مؤقتة تضع سلطة الاحتلال أمام الأمر الواقع والضغط على قيادة التحالف لفرض إرادتها .
ليس من المعقول ، ولا من المقبول أن تبقى البلاد حتى اليوم دون حكومة تأخذ على عاتقها إحلال الأمن والنظام بالتعاون مع سلطات الاحتلال .
إن استمرار حالة الانفلات الأمني وعدم الاستقرار لا يمكن أن يخدم لا قوات التحالف ولا القوى والأحزاب السياسية ، وكل يوم يمر وشعبنا يعيش في ظل هذه الأوضاع الخطيرة يفقدها التأييد والإسناد الشعبي ، ويولد المزيد من الاستياء وفقدان الثقة والانكماش والابتعاد عن المشاركة في الحياة السياسية والحزبية ، مما يفقد هذه الأحزاب شعبيتها ، وبالتالي اضمحلالها وزوالها .    



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاكل السلوكية المكتسبة - الحلقة الرابعة
- المشاكل السلوكية الفطرية التي تجابه أبنائنا
- في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية دروس وعبر
- المشاكل التي تجابه أبنائنا - الحلقة الثانية
- من أجل تنشئة أبنائنا نشأةً صحيحة
- من أجل نظام تربوي ديمقراطي جديد
- لماذا تتلكأ الولايات المتحدة بتأليف الحكومة العراقية ؟
- مهمات ينتظر شعبنا العراقي تحقيقها
- جلاد العراق
- أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!
- نـداء - إلى كافة القوى السياسية في وطني
- بعد انهيار النظام الصدامي الفاشي العراق إلى أين؟
- محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!
- الحقيقة
- أي كابوس دهانا - في ذكرى جريمة الأنفال
- محنة شعبٍ ووطــن
- البرلمان التركي والموقف من الحرب على العراق
- هذا هو السبيل لإنقاذ العراق وشعبه من الحرب المدمرة
- أطفال العراق
- الهيمنة الأمريكية على العالم وراء الحرب على العراق


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - مسؤولية الأحزاب الوطنية في المرحلة الراهنة