أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - لماذا تتلكأ الولايات المتحدة بتأليف الحكومة العراقية ؟














المزيد.....

لماذا تتلكأ الولايات المتحدة بتأليف الحكومة العراقية ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 489 - 2003 / 5 / 16 - 07:07
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

اليوم يكون قد مضى على سقوط نظام الطاغية صدام حسين وزمرته المجرمة خمسة أسابيع دون أن تعلن الولايات المتحدة عن تأليف حكومة مؤقتة تأخذ على عاتقها إدارة شؤون العراق وحماية الأمن والنظام العام فيه ، مما تسبب في حصول أوضاع مأساوية لم يسبق لها مثيل بالنسبة لشعبنا ، فليس من المعقول ولا المقبول أن تبقى البلاد التي انهار فيها ليس حكومة الجلاد صدام حسين فحسب ، بل انهار كامل النظام الأمني والإداري، واختفت من الوجود قوات الشرطة المفروض بها حماية الأمن والنظام العام دون أن تسارع قوات التحالف إلى المبادرة الفورية لتأليف قوات شرطة بديلة تأخذ على عاتقها السيطرة على الانفلات الأمني الرهيب مما تسبب في حدوث أعمال النهب والسلب التي طالت جميع مرافق الدولة وسجلاتها ووثائقها التي تتعلق بحياة وممتلكات المواطنين ، بل تعدتها إلى أغنى كنوز العراق والبشرية جمعاء ، من متاحف ومكتبات وتراث أجيال يتجاوز تاريخها آلاف السنين ، والتي لا يمكن تقديرها بثمن .
كما افتقد الشعب العراقي الأمن على حياة أبنائه وممتلكاتهم ، وأخذ حثالات النظام المنهار يعيثون في الأرض فساداً وخراباً ودماراً ، مما قلب أفراح شعبنا بزوال ذلك النظام الإجرامي إلى أسى وأحزان لما آلت إليه الأحوال ، وبطبيعة الحال فإن هذه الأوضاع الخطيرة لا يمكن أن تخدم أهداف الولايات المتحدة القريبة والبعيدة منها ،  بل تبعدها شيئاً فشيئاً عن الشعب ،و تهيئ المناخ للعصابات الصدامية كي تنشط من جديد تحت واجهات مختلفة ، إسلامية أو قومية أو عروبية ، أو بحجة إعادة الأمن والنظام في ربوع البلاد .
ليس من المعقول أن لا تدرك الولايات المتحدة حقيقة هذه الأوضاع  وخطورتها ، وضرورة معالجتها بأقصى سرعة ، وليس من المعقول أن تبقى أي دولة يجري فيها تغيير سياسي، سواء جرى ذلك عن طريق الحرب أو الانقلابات العسكرية ، أو الثورات الشعبية ،دون أن تتشكل فيها حكومة تأخذ على عاتقها حماية الأمن والنظام العام ، وتحفظ حياة وممتلكات المواطنين من عبث العابثين .
لا أعتقد أن هناك صعوبة في تشكيل حكومة وطنية مؤقتة يجري اختيار أعضائها من العناصر النظيفة التي لم ترتبط بأي وشيجة مع النظام الإجرامي المباد ، وبشكل خاص من التنكوقراط ، مدعومين من سائر القوى والأحزاب الوطنية ،والذين يحملون المؤهلات التي تمكنهم من معالجة الأوضاع المعيشية و الأمنية للشعب ، وإعادة بناء البنية التحتية للاقتصاد العراقي  المنهار ، وتأمين الماء الصالح للشرب، والغذاء والدواء والطاقة الكهربائية ، وتأمين عودة سائر دوائر الدولة إلى ممارسة عملها لخدمة مصالح المواطنين ، والعمل بأقصى سرعة على إعادة هيكلة سائر أجهزة الدولة وتطهيرها من تلك العناصر التي ارتبطت بالنظام المباد وخدمت ونفذت أهدافه الشريرة ، وأخص منها قوات الشرطة المفروض فيها حفظ الأمن والنظام العام ، وبالإمكان تكوين قوات شرطة جديدة من العناصر التي خدمت في جيشنا وخاصة من قوات الاحتياط التي  لم ترتبط بالنظام المباد بأي شكل كان ، والتي اكتسبت الخبرة في استخدام السلاح ، ولا تحتاج سوى بعض التدريبات الخاصة بعمل جهاز الشرطة وتثقيفها بالثقافة الديمقراطية والعمل على خدمة مصالح الشعب وأمنهم واحترام الحريات العامة .
كما أرى أن من الضروري أن تبادر هذه الحكومة إلى إعادة النظر في الجهاز القضائي الذي سخره النظام المباد لتنفيذ جرائمه بحق أبناء شعبنا ، ولا شك أن بين رجال القانون العدد الغفير من الأيدي النظيفة والشعور الوطني الفياض ممن يمكن الاستعانة بهم لتشكيل جهاز قضائي نظيف ، وتشكيل محكمة خاصة من رجال القانون الأكفاء لمحاكمة رجالات العهد المباد وسائر أعضاء الأجهزة القمعية التي مارست أشنع الجرائم بحق الملايين من أبناء شعبنا ، وإن شعبنا المنكوب بنير الدكتاتورية الصدامية التي مارست الإجرام خلال خمسة وثلاثين عاماً وأعدمت مئات الألوف من المواطنين خارج القضاء ودون وجه حق يتطلع إلى اليوم الذي يقف فيه المجرمون أمام القضاء ليقول كلمته ويصدر الأحكام العادلة بحقهم ويشفي جراح ذوي الشهداء وابنائهم .
أن ما نشهده اليوم من هذه المقابر الجماعية التي تضم رفات مئات الألوف من الأبرياء نساءً ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً ضحايا النظام الصدامي المجرم  تستصرخ كل ضمير حي يؤمن بحق الإنسان بالحياة والحرية أن يعمل بكل ما في وسعه لجلب أولئك المجرمين المسؤولين عن هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين الإنسانية جمعاء إلى القضاء ولتكون عبرة لكل من تسول له نفسه تكرار هذا العمل الشنيع .
إن على الولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا أن تسارعا إلى تأليف الحكومة المؤقتة لامتصاص الغضب الشعبي العارم على هذه الأوضاع الشاذة وتقدما الدعم والمساندة القصوى لهذه الحكومة لكي تمكنها من القيام بالمهمة الصعبة والكبيرة لمعالجة كل السلبيات وتأمين متطلبات الحياة الكريمة للشعب العراقي الذي عانى ما لا يمكن احتماله واستمراره ، وهو جدير بأن يحيا الحياة المرفهة في بلده الذي يعتبر من أغنى بلاد العالم ، وأن يعيش في ظل سيادة القانون في وطنه الذي كان أول بلد سن القوانين في العالم أجمع . 



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمات ينتظر شعبنا العراقي تحقيقها
- جلاد العراق
- أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!
- نـداء - إلى كافة القوى السياسية في وطني
- بعد انهيار النظام الصدامي الفاشي العراق إلى أين؟
- محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!
- الحقيقة
- أي كابوس دهانا - في ذكرى جريمة الأنفال
- محنة شعبٍ ووطــن
- البرلمان التركي والموقف من الحرب على العراق
- هذا هو السبيل لإنقاذ العراق وشعبه من الحرب المدمرة
- أطفال العراق
- الهيمنة الأمريكية على العالم وراء الحرب على العراق
- العراق والثروة النفطية،ومطامع الإمبريالية
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي - الأسباب والظروف التي ومهدت ،وساع ...
- من أجل استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية حساب الربح والخس ...
- أوهام المنْ والسلوى
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح
- خياران أحلاهما مـُر
- الحوار المتمدن عام من النجاح والتطور ،وأمل بالمزيد


المزيد.....




- بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين ...
- ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب ...
- لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب ...
- جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
- مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
- الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا ...
- هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ ...
- هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
- Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
- اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - لماذا تتلكأ الولايات المتحدة بتأليف الحكومة العراقية ؟