أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الحمداني - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح















المزيد.....

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 334 - 2002 / 12 / 11 - 15:17
المحور: حقوق الانسان
    



 

في مثل هذا اليوم ،العاشر من كانون الأول من هذا العام 2002،يكون قد مرَّ أربعة وخمسون عاماً على صدور  {الإعلان العالمي لحقوق الإنسان } هذه الوثيقة التي تعتبر من أهم الوثائق التي أصدرتها الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945 وحتى يومنا هذا ،والتي تتعلق بحياة البشرية ، وحق كل إنسان يعيش على كوكبنا في الحياة الحرة الكريمة  وفي جو من الحرية التامة والعدل والسلام ،و على قدم المساواة بين بني البشر ،بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو القومية أو العقيدة ،وأن  يتمتع الإنسان بحرية الفكر والعقيدة ، متحررا من الخوف والفزع.
وعلى الرغم من أن معظم دول العالم قد وقعت على هذا الإعلان ،وتعهدت بالالتزام به ،إلا أن الواقع يؤكد لنا أن هذا الالتزام في معظم البلدان الموقعة عليه هو حبر على ورق ليس إلا ،واستمرت هذه الدول تمارس ضد مواطنيها أشنع أنواع التعذيب النفسي والجسدي ،وكذلك القتل دون محاكمة ،أو تصدر وتنفذ أحكام الإعدام من قبل محاكم صورية ، لا تتوفر فيها ابسط متطلبات العدالة ، حيث يحرم المواطن من حرية اختيار محامٍ له ،وحتى حريته في الدفاع عن نفسه ، كما تقوم العديد من الحكومات بمجازر جماعية ضد أبناء شعوبها مستخدمة كل الأساليب الفاشية ،وليس بعيداً عن أذهاننا وبصائرنا تلك المجازر التي ارتكبها الحكام الطغاة ضد شعوبهم ،ففي العراق قتل عشرات الألوف من العراقيين ، من ضحايا الفكر والضمير، ومن السياسيين الوطنيين ،على أيدي انقلابي شباط 1963 ، أما ضحايا الحكم الصدامي منذ عام 1968 وحتى يومنا هذا فلا  يمكن إحصائها ، ولايمكن وصف بشاعتها . لقد اقترف النظام العراقي ابشع مجزرة ضد الشعب الكردي فيما سمي ب[ حملة الأنفال ] حيث صفى ما يزيد على 180 ألف مواطن كردي ، ولا يعرف عن مصيرهم شيئاً منذ عام 1988 وحتى يومنا هذا ، وتوج جريمته في كردستان باستخدام السلاح الكيماوي وإبادة 6000 كردي في حلبجة الشهيدة ، وهدم اكثر من 4000 قرية كردية، وحولها الى كوم من الأحجار والأنقاض دون أن يهتز ضمير العالم [ المتحضر ] !!
ولا يمكن أن ننسى جريمة النظام الصدامي بطرد مئات الألوف من الأكراد الفيليين الى أيران يحجة التبعية لإيران !!وسلب أملاكهم وأموالهم ، واحتجاز ما يزيد على تسعة آلاف من أبنائهم ، والذين اختفى أي أثر لهم منذ ربع قرن ، ومن المؤكد قد جرى تصفيتهم من قبل النظام ، وكانت آمال ذويهم قد خابت في العثور عليهم بعد أن اعلن الدكتاتور ما سماه بالعفو العام وإطلاق سراح المسجونين !! .
ومثلما لطخ النظام العراقي أياديه بدماء الشعب الكردي ، فقد شن حملة إبادة ضد الشيعة من سكان جنوب ووسط العراق أبان قمعه للانتفاضة الشعبية عام 1991 ذهب ضحيتها عشرات الألوف من المواطنين ، دعك عن تصفيته كل القوى السياسية المعارضة لحكمه ، ودعك عن حروبه الإجرامية ضد الجارة إيران وضد الشعب الكويتي الشقيق ، وحربه التي خاضها ضد سوريا في لبنان أبان الحرب الأهلية ، إن جرائم النظام العراقي يندى لها جبين الإنسانية ، وهي تستصرخ كل ضمير حي .
وفي إندونيسيا قتل ما يقرب من مليوني مواطن خلال وبعد انقلاب الدكتاتور سوهارتو،حسبما ذكرته وثائق المخابرات المركزية الأمريكية ،والتي سبق وبثتها قناة  MBC الفضائية في وقت سابق  . وفي شيلي قُتل عشرات الألوف من الشيليين على أيدي الانقلابيين بزعامة الدكتاتور بينوشيت ،عام 1973 . وكذا الحال ما جرى في إيران ،عندما قام الجنرال زاهدي بانقلابه في إيران ضد حكومة الدكتور مصدق عام 1954 ،ويطول الحديث عن مثل تلك المجازر في الانقلابات العسكرية التي وقعت في أمريكا اللاتينية وما اقترفته من جرائم بحق شعوبها ،والتي لا يمكن حصرها ،وكل تلك الانقلابات جرت بتدبير وتخطيط المخابرات المركزية الأمريكية .
ومارست ولا تزال تمارس إسرائيل أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا ، وتعتدي على جيرانها العرب ،وتحتل أراضيهم في الجولان ولبنان ،والضفة الغربية من فلسطين، ولا تعترف بكل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،وتتحدث بمنطق القوة  متحدية الرأي العام العربي والعالمي ، وتستخدم شتى انواع السلحة الفتاكة لقمع انتفاضة الشعب الفلسطيني المكافح من أجل حريته واستقلال وطنه ،ولا شك أن ما جرى في مخيم جنين هو مثال صارخ على الهمجية الإسرائيلية حيث جرى تهديم المخميم على رؤوس ساكنيه الذين قتل المئات منهم ،وتلقى اسرائيل رغم كل هذا دعم ومساندة غير محدودة من الولايات المتحدة وفي كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية .
 
إننا لو تابعنا انتهاكات حقوق الإنسان في سائر بلدان العالم لهال لنا الأمر ،لأن معظم الأنظمة تمارس باستمرار الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان من أجل الحفاظ على سلطانها .كما أن أقوى دولة في العالم تمارس كل أنواع الانتهاكات ضد شعوب العالم المستضعفة .أليس الحصار الجائر المفروض على شعب العراق منذ عام 1990 يمثل أبشع انتهاك لحقوق الإنسان ؟ أليست هي حرب إبادة تمارسها الولايات المتحدة ،وتصر على استمرارها ،بحجة معاقبة النظام العراقي !! . لقد ذهب ضحية هذه الجريمة التي تنفذ باسم الشرعية الدولية ،وقرارات مجلس الأمن ،أكثر من مليون ونصف المليون عراقي جراء هذا الحصار الغاشم الذي لم يعرف له العالم من قبل . 
إن [ الشرعية الدولية ] تعاقب الشعب العراقي وحده ،منذ إثنا عشر عاماً دون أن يمس النظام الدكتاتوري الحاكم أي ضرر ،حيث لم يعانِ من الجوع و الفقر والمرض رجال النظام وعوائلهم ومريديهم ، فهم يملكون كل شيء .
إن عالمنا اليوم بحاجة ماسة لأن يرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقرته الأمم المتحدة قبل أربعة وخمسين عاماً قانوناً دولياً تلتزم كل دول العالم بتطبيقه دون استثناء ، وأن يكون شرطاً أساسياً لعضوية الدول في الأمم المتحدة والانخراط في المجتمع الدولي ،والعمل على تفعيل لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ،ومنحها الصلاحيات اللازمة لكي تتابع تطبيق تلك الحقوق التي اقرها الإعلان وحصر الانتهاكات مهما كانت ،ومحاسبة الحكومات عليها،وتفعيل المحكمة الدولية لجرائم الحرب لكي تلاحق كل من تسول له نفسه من الحكام وأجهزتهم القمعية الذين يمارسون ابشع أنواع التعذيب والقتل ضد أبناء شعوبهم ،وإنزال العقاب الصارم بهم ، ولاشك أن التزام الدول الكبرى ، وفي المقدمة منها الولايات المتحدة التي اصبحت القطب الأوحد في عالمنا اليوم والتي تلعب دوراً رئيسيا في إدارةشؤون العالم ، بتطبيق حقوق الإنسان بشكل دقيق سوف يجعل من العسير على حكومات الدول الأخرى أن تمارس الانتهاكات دون أن تخشى العقاب .                                                 
                                                                                  

                                                                          
                                                                         
   

 



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خياران أحلاهما مـُر
- الحوار المتمدن عام من النجاح والتطور ،وأمل بالمزيد
- ناقوس الخطر يدق أبواب العراق!!
- في الذكرى الخمسين لوثبة تشرين المجيدة عام 1952
- لماذا أُجهضت الانتفاضة ؟
- أضواء على انتفاضة آذار المجيدة
- واقع الأسر، وتأثيره على تربية الأطفال
- أمريكا وعالمها الجديد!!
- أهداف الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- الأسرار الخفية وراء انقلاب 17 تموز 1968
- هذا هو الطريق نحو عالم جديد
- الأهداف الخفية وراء الهجوم الأمريكي المرتقب على العراق
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي
- في ذكرى وثبة كانون المجيدة عام 1948:
- الهجوم الرجعي في الموصل وهجمة الاغتيالات
- أضواء على محاولة انقلاب العقيد الشواف
- هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟


المزيد.....




- الرياضة الأكثر شعبية.. الأمم المتحدة تقرر 25 مايو -يوما عالم ...
- الأمم المتحدة: لا نستطيع إدخال المساعدات إلى غزة
- بدول أوروبية.. اشتباكات واعتقالات مع توسع الاحتجاجات الطلابي ...
- للتعامل مع طالبي اللجوء.. الشرطة الأميركية تستعين بالذكاء ا ...
- أمريكا تدعو إسرائيل إلى اعتقال المسؤولين عن مهاجمة قافلة الم ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت الجمعة على عضوية فلسطين ال ...
- النيابة التونسية -تتحفظ- على مدافعة بارزة عن حقوق المهاجرين ...
- تونس: توقيف رئيسة منظمة -منامتي- التي تناهض العنصرية وتدافع ...
- رئيس البرلمان التونسي: الادعاءات بالتعامل غير الإنساني مع ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد الحمداني - الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح