أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟















المزيد.....

هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 13 - 2001 / 12 / 21 - 09:08
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يحق لكل ذي ضمير حي أن يتساءل عن المعايير التي اتخذتها اللجنة الخاصة بمنح جائزة نوبل للآداب للكاتب الترينيدادي الأصل والمواطن البريطاني حالياً ( نيبول ) ،هذا العنصري الذي يعلن بكل صراحة ووضوح كرههه الشديد إلى كل ما يمت للعرب بصورة خاصة ،وللمسلمين عامة ، شعوباً وحكومات ،وهم الذين يمثلون خمس البشرية ، حيث يتجاوز عددهم المليار نسمة فأي عنصرية هذه التي يطيب لنيبول أن يتفاخر بها .

لقد دفعه حقده الأعمى إلى اتهام العرب بالجهل والحقد على العالم الغربي ، وعدم التعايش مع هذه الشعوب إلا من خلال القوة !! ، لقد بدا لي أنه يتعامى ،إن لم يكن أعمى عن رؤية الحقائق التاريخية الدامغة التي تظهر مدى العدوانية التي مارسها الغرب تجاه الشعوب العربية منذُ الحروب الصليبية، مروراً بحملات نابليون ، والفاشية الإيطالية ، والإمبريالية البريطانية ،والفرنسية ، والأمريكية منذُ الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا ، لقد خدع الإمبرياليون الشريف حسين ( ملك الحجاز) الذي اتفق معه الإمبرياليون البريطانيون والفرنسيون على أن يعلن الثورة ضد الحكم العثماني لقاء منح البلاد العربية الاستقلال التام والحرية ، ولكنهم كانوا قد تقاسموا فيما بينهم البلاد العربية بموجب معاهدة ( سايكس بيكو ) السرية حيث استحوذت بريطانيا على العراق وفلسطين وشرق الأردن ،وسائر منطقة الخليج العربي ومصر والسودان وليبيا ، فيما استحوذت فرنسا على سوريا ،ولبنان،وركزت أقدامها في المغرب ،والجزائر التي أعلنت أنها جزء لا يتجزأ من فرنسا ، ومن أجل تثبيت سيطرة الإمبرياليين على سائر البلاد العربية ، ونهب ثرواتها ،تعرضت الشعوب العربية إلى أقسى أساليب البطش والتقتيل والاعدامات والسجون والنفي والتدمير والتخريب حيث ذهب الملايين من أبناء الشعوب العربية ضحية ذلك الأستعمار الرهيب ، وقد نال الشعب الجزائري حصة الأسد من ذلك العدوان حيث قتل الفرنسيون من شعبه ما يزيد على المليون شهيد . وهل نسي نيبول العدوان البريطاني الفرنسي الإسرائيلي على مصر عام 1956 ؟ وهل نسي نيبول العدوان الأسرائيلي عام 1967 على البلدان العربية واحتلال الجولان السورية والضفة الغربية ،وغزا وسيناء المصرية ، أم تراه نسي احتلال إسرائيل للبنان عام 1982 ، وتمسكها باحتلال بجنوب لبنان طوال 22 سنة ، على الرغم من قرارات مجلس الأمن القاضية بإنسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ؟ فمن هو يا ترى المعتدي والعدواني والإرهابي ؟ هل هو الشعب العربي الذي ابتلى بنير الاستعمار البشع أم الإمبرياليون الغربيون ؟وهل يدلنا هذا العنصري نيبول على أي دولة غربية اعتدى عليها العرب ؟

لقد اتخذ (نيبول) من العملية الارهابية في نيويورك ووشنطن ،والتي قيل أن اسامة بن لادن ومنظمته المسماة بالقاعدة قد قاما بها، ذريعة لتوجيه حقده الدفين على العرب والمسلمين ،ناسياً بل متناسياً أن طالبان ،وبن لادن والقاعدة قد خرجت من مطبخ المخابرات الأمريكية لمحاربة السوفيت في أفغانستان ، ودفعت لهم الولايات المتحدة المليارات من الدولارات طوال الحرب التي دارت هناك ، وأن الشعب العربي ليست له علاقة بالقاعدة وزعيمها بن لادن ،ولا النظام الظلامي المتخلف للملا عمر وطالبان ، وأن الذي يتحمل مسؤولية ما جرى هو من صَنعَ طالبان وبن لادن والقاعدة ،وجهزها بالمال والسلاح .

أن الشعب العربي يأبى العدوان على أي كان ، ولا يقبل التعصب الديني أو الطائفي أو العرقي ،و هاهو المجتمع العربي الذي يضم الملايين من أخواننا المسيحيين الذين يعيشون كإخوان متحابين لا يتميز دين على دين ولا قومية على قومية ولا طائفة على طائفة ، وحتى اليهود الذين عاشوا بين ظهرانينا أجيالاً طويلة كانوا يعاملون معاملة الند للند حتى إقامة دولة إسرائيل من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا في قلب العالم العربي ونقطة تلاقي مشرقه بمغربه !!، حيث تم ترحيل اليهود إلى دولة إسرائيل بالتعاون الوثيق بين بريطانيا والولايات المتحدة والحكام العرب المرتبطين بهما ،ولم يطردهم أحد كما يدعي الصهاينة ، وكان تواطؤ الحكام العرب آنذاك أكبر خدمة لدولة إسرائيل .

وماذا فعلت إسرائيل بالمقابل ،بالشعب العربي الفلسطيني يا نيبول ؟لست أخالك تتعامى عما جرى حيث قامت العصابات الصهيونية بطرد الملايين من السكان العرب الفلسطينيين من ديارهم بقوة السلاح والقتل والإرهاب ، وشردتهم في مختلف البلدان العربية وشتى بقاع العالم ،وجلبت الملايين من اليهود من شتى بقاع الأرض ليستوطنوا في فلسطين مكانهم . ولا يزال هؤلاء الضحايا وأبنائهم وأحفادهم يعيشون في مخيمات بائسة كنت أتمنى أن تزورها يا نيبول لترى بأم عينيك ، إن كان لك عينين ترى عبرهما الحقيقة على الأرض ، لكنك وكما أحسست من هجومك على العرب والمسلمين لا تريد أن ترى الحقيقة ، ولا يضير العرب من جهلك وتجاهلك شيئاً فالعرب أمة حية قدمت للبشرية ، ولأوربا بالذات أرقى حضارة منذُ قرون عديدة ، وأن ما حلّ في بلاد العرب اليوم هو من صنع الغرب الطامع في ثرواتنا وخيراتنا .

ولم يُشبع حقدك الدفين على العرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض بل أخذت تطالب البلاد العربية والإسلامية بدفع تعويضات العدوان على مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية ، محملاً العرب مسؤولية ما حدث ، بل ومبشراً بحتمية صراع الحضارات بين العرب والمسلمين من جهة ،والغرب والغرب من جهة أخرى ، تلك الفرية التي بشر بها الكاتب الصهيوني ( صموئيل هنتنتون ). كما تهجمتَ ،وبتهكم، على الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة للاستعمار الصهيوني الاستيطاني ومدعياً أن الفلسطيني الذي يقدم حياته فداءاً من أجل حرية وطنه وشعبه يفعل هذا من أجل الدخول إلى الجنة كما يوهمونهم ، لكنك تعمى أن ترى هذا الشعب كيف يعيش في جحيم إسرائيل بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى ، حتى أصبح أبناء الشعب الفلسطيني يموتون بقصف الطائرات والدبابات والصواريخ الإسرائيلية كل يوم ، وتمارس القوات الإسرائيلية عمليات هدم المساكن على رؤوس أصحابها كل يوم ، وتخرب المزارع ، وتفرض الحصار المحكم على كل القرى والمدن الفلسطينية ، حتى تحولت المدن والقرى الفلسطينية إلى سجون محكمة الإغلاق ،فماذا تتوقع يانيبول من شعب فقد مصدر عيشه ، وفقد مزرعته ، وفقد أبنائه ولم يعد لديه ما يطعم أطفاله ،أن يفعل ؟ الشعب الفلسطيني لا يريد سوى الحرية والاستقلال والتخلص من نير الاستعمار الاستيطاني ، وهو لا يريد أن يموت أو يجوع أبنائه ، وأن حل المشكلة بين إسرائيل والفلسطينيين بسيط جداً لو أراد حكام إسرائيل، فلترحل القوات الإسرائيلية عن قطاع غزا والضفة الغربية ولتسحب إسرائيل المستوطنون منهما ، وعند ذلك فقط سيسود السلام بين الطرفين ، ويعم الرخاء للجمع ، لكنك وكما أعتقد لا تقرُّ بوجود احتلال إسرائيلي للضفة وغزا ، ولا الجولان ،ولا تعترف بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الداعية لانسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في حربها العدوانية عام 1967 ، فما دامت الحال على ما هي عليه الآن ،وما دام شارون يرفض تطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وما دامت الولايات المتحدة تدعم إسرائيل ،وهي بلا شك قاعدتها المتقدمة في الشرق الأوسط وسيفها المسلط على رقاب العرب ، فلا أرى أن هناك ضوء في آخر النفق المظلم ، وستبقى الدماء تسيل هدراً من الجانبين . إن شارون لا يريد حلاً سلمياً للقضية الفلسطينية ، أنه يطمح بالأرض وبالسلام معاً ، ويريد تركيع الشعب الفلسطيني الذي تعطية كل الشرائع الدولية الحق في تحرير وطنه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس التي تعترف بها الأمم المتحدة مدينة محتلة .

ولم تكتفِ يانيبول بكل هذا الهراء ، بل أخذت تزايد حتى على الولايات المتحدة الأمريكية ، وتلومها على تقديم المساعدات إلى باكستان التي وقفت إلى جانبها في حربها في افغانستان ،فإلى أي حد وصل الحقد لديك يانيبول على العرب والمسلمين ؟

إن ما يؤسف له أشد الأسف أن ينال هذا العنصري المتعصب جائزة ذات قيمة إنسانية كبرى ، أراد صاحبها (نوبل ) أن تقدم لكل من يسعى لخير الإنسانية ويعمل من أجل السلام والحرية والديمقراطية وتآخي الشعوب بكل قومياتها ودياناتها وأعراقها ، فالديانات جميعاً والأنبياء جميعاً دعوا للمحبة بين بني الإنسان ،وإن المحبة لا يمكن أن تتحقق إلا إذا امتنع الإنسان عن إيذاء أخيه الأنسان ،أو سلبه ماله ،أو أرضه ،أو وطنه ، عند ذلك تسود المحبة ويعم السلام .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - هل يستحق (نيبول) جائزة نوبل ؟