أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!















المزيد.....

محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 430 - 2003 / 3 / 20 - 02:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




تتصاعد المخاطر المحدقة بالشعب العراقي ساعة بعد ساعة ، ولاسيما بعد أن وجه الرئيس الأمريكي بوش إنذاره الحاسم لصدام حسين بالخروج من العراق مع ولديه عدي وقصي ومنحه 48 ساعة فقط للمغادرة وإلا تعرض للحرب .
لقد بلغت الأزمة العراقية ذروتها ، وباتت الحرب مسألة ساعات لا أيام ، ولا يبدو في الأفق أي أمل في تجنبها ، فالولايات المتحدة  لم تعد قادرة على التراجع عن خططها الهادفة لغزو العراق وإسقاط النظام الصدامي ،لأن تراجعها سيعني تلاشي آمالها في الهيمنة على مقدرات العالم ، وقد اختارت العراق كبش فداء بغية إفهام سائر الدول أن إرادتها فوق الجميع، وأن لا أحد يستطيع الوقوف بوجهها ، وأنها عازمة على تنظيم شؤون العالم حسب مشيئتها، وحسب ما تقتضيه مصالحها الاستراتيجية البعيدة المدى.
وبرغم الادعاءات الأمريكية بالحرص على إنقاذ الشعب العراقي من النظام الدكتاتوري الصدامي الذي فتك به خلال أربعة وثلاثين عاماً وورطه بحروب أتت على كل شئ ، وحولت الشعب العراقي إلى أفقر شعوب الأرض جراء تلك الحروب ، وجراء مشاريع التسلح التي استنزفت ثروات البلد ، فإن الشكوك تساور المتتبعون للسياسة الأمريكية حول النوايا الحقيقية للولايات المتحدة تجاه العراق .
وبنفسي أن اصدق ما تدعيه الولايات المتحدة ولو لمرة واحدة ، لكن تجارب التاريخ البعيدة والقريبة لا تترك مجالاً للشك بأن الولايات المتحدة لا تهدف إلا إلى تحقيق أهدافها ومصالحها ، وإن أخر ما تفكر به خدمة مصالح الشعوب ، ومنها شعبنا العراقي المنكوب ، فهي التي جاءت لنا بانقلابيي  8 شباط الفاشيين عام1963 ،وهي التي جاءت بالعصابة البعثية   في انقلاب 17 تموز عام 1968، وهي التي دفعت صدام حسين لمهاجمة إيران بالنيابة عنها وورطت العراق بحرب لا يمكن تبريرها ، وعملت جاهدة على أن تجعلها تستمر أطول مدة ممكنة ، ولا يخرج منها أحد منتصراً ، كما جاء في مذكرات وزير الخارجية الأمريكية السابق [ هنري كيسنجر ] فكانت حرب دامية استمرت ثمانية أعوام ذهب ضحيتها أكثر من نصف مليون من شباب العراق بعمر الورود ، واتى على البنية التحتية للعراق وعلى كافة مدخراته واستنزفت جميع موارده طيلة تلك السنين ، ولم تسع الولايات المتحدة إلى إيقافها إلى أن تحولت إلى حرب الناقلات النفطية مما عرض الإمدادات النفطية للخطر ، عند ذاك قررت الولايات المتحدة إصدار قرار من مجلس الأمن يطلب بوقف الحرب .
وخرج العراق من تلك الحرب غارقاً بالديون منهك الاقتصاد وقد خربت بنيته التحتية ، وفكر النظام الصدامي في السبل التي تمكنه من تعويض خسائره وإنقاذ اقتصاده المنهك واستقر  رأيه على مهاجمة الكويت والسيطرة على مواردها النفطية ، ووجدت الولايات المتحدة ضالتها المنشودة للتخلص من أسلحة العراق التي زودته هي وحلفائها الغربيين والبلدان الاشتراكية فكان الفخ الذي نصبته للنظام العراقي في غزوه للكويت لكي توجه له ضربة قاصمة في حرب الخليج الثانية [ عاصفة الصحراء ]وتفرض عليه شروطاً قاسية في خيمة صفوان كان منها تدمير أسلحة العراق ذات الدمار الشامل ، كما فرضت الولايات المتحدة الحصار على العراق منذ عام 1990 وحتى يومنا هذا ، وهي تدرك تمام الإدراك أن الحصار لم يصب النظام العراقي بأي أذى في حين حول الشعب العراقي إلى أفقر شعوب الأرض .
كما أن الولايات المتحدة تنكرت للشعب العراقي بعد أن دعته على لسان رئيسها بوش الأب للثورة على النظام العراقي ، وسمحت لصدام حسين باستخدام كافة الأسلحة التي بحوزته لإجهاض الإنتفاضة المجيدة في آذار 1991 ، وسمحت له بإغراق الشعب العراقي بالدماء  وقمع الانتفاضة بكل شراسة وهمجية .
واليوم ، وقد باتت الحرب قاب قوسين أو أدنى يرفض صادم حسين والعصابة الملتفة حوله تتنازل عن ملكيتها للعراق وعبوديتها للشعب الذي لا يملك مصيره ، فالنظام العراقي اليوم أشبه بخاطف أخذ الشعب رهينة بين يديه وهو يدرك  تمام الإدراك أن لا أمل له بالنجاة من النهاية المحتومة ، وهو مصر على خراب العراق وقتل أبنائه في حرب مدمرة يعرف الجميع أنها محسومة سلفاً للولايات المتحدة ، ولسان حال صدام يقول [لتدور الدوائرعلى وعلى شعبي ] .
إذاً الشعب العراقي اليوم أمام خيارين أحلاهما مُر فلا هو قادر على تحمل استمرار النظام الصدامي  الدكتاتوري الفاشي ، ولا هو قادر على تحمل مصائب الحرب وويلاتها ، وما تخفيه الولايات المتحدة من أهداف ، وقد غدا كمن سلم رقابه للجزارين ، وغير قادر على درء المخاطر المحدقة به .
ومما زاد في الطين بلة انقسام المجتمع الدولي حول الأزمة العراقية ،مما شجع النظام العراقي على التمسك بالبقاء في السلطة ، مجيراً المواقف المعارضة للحرب لصالح بقائه .وكان بإمكان الدول المعارضة للحرب أن تسعى إلى إجبار النظام العراقي على التخلي عن السلطة وإرسال قوات تابعة للأمم المتحدة من دول محايدة لتنظيم وضبط الأوضاع في العراق ، ولضمان انتقال السلطة إلى حكومة انتقالية من الشخصيات الوطنية من التنكقراط تقوم بتصفية مخلفات النظام العراقي وأجهزته القمعية ، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وإعادة تنظيم الجيش وتثقيفه بالثقافة الديمقراطية ، وإبعاده عن أي نشاط سياسي أو حزبي ، والعمل على إجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلس تأسيسي تحت إشراف الأمم المتحدة يأخذ على عاتقه سن دستور ديمقراطي للبلاد، وتسليم السلطة إلى الجهة أو الجهات التي يختارها الشعب ، وهذا هو السبيل الوحيد لتجنب الحرب ، وإنقاذ الشعب العراقي منها ومن النظام الصدامي .
أن قلوبنا مع أبناء  شعبنا ، رهائن صدام حسين وضحاياه ، إننا نشعر ببالغ القلق على مصير شعبنا ووطننا وما ينتظره من ويلات ومآسي لا أحد يدرك مداها ، ولا سيما إذا ما استخدم النظام الصدامي أسلحة بيولوجية أو كيمياوية وما سيكون عليه رد الفعل الأمريكي مما ينعكس على أبناء شعبنا وعلى البنية التحتية للاقتصاد العراقي، وما ستسببه تلك الأسلحة الفتاكة من أمراض خبيثة لأجيال عديدة ، وسيسجل التاريخ لعنة أبدية ،وعاراً لا يمحى لكل أولئك المساهمين في هذه الجرائم البشعة بحق شعبنا ووطننا  . 
 




#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة
- أي كابوس دهانا - في ذكرى جريمة الأنفال
- محنة شعبٍ ووطــن
- البرلمان التركي والموقف من الحرب على العراق
- هذا هو السبيل لإنقاذ العراق وشعبه من الحرب المدمرة
- أطفال العراق
- الهيمنة الأمريكية على العالم وراء الحرب على العراق
- العراق والثروة النفطية،ومطامع الإمبريالية
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي - الأسباب والظروف التي ومهدت ،وساع ...
- من أجل استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية حساب الربح والخس ...
- أوهام المنْ والسلوى
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح
- خياران أحلاهما مـُر
- الحوار المتمدن عام من النجاح والتطور ،وأمل بالمزيد
- ناقوس الخطر يدق أبواب العراق!!
- في الذكرى الخمسين لوثبة تشرين المجيدة عام 1952
- لماذا أُجهضت الانتفاضة ؟
- أضواء على انتفاضة آذار المجيدة
- واقع الأسر، وتأثيره على تربية الأطفال
- أمريكا وعالمها الجديد!!


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!