أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!















المزيد.....

أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 465 - 2003 / 4 / 22 - 05:11
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم يشهد العالم أجمع خلال النصف الثاني من القرن العشرين نظاماً دموياً بشعاً كنظام الدكتاتور صدام حسين ، هذا النظام الذي مارس خلال سني حكمه الذي امتد 34 عامًا أقسى الأساليب وحشية ضد أبناء الشعب العراقي المغلوب على أمره من تعذيب وسجون وقتل وإرهاب لقمع أي معارضة لحكمه الجائر الذي جاء به على أثر انقلاب عسكري عام 1968 .

إن جرائم هذا النظام البشع لا يمكن أن تحصى ، ويعجز القلم عن وصفها ، تلك الويلات والمصائب التي أنزلها هذا النظام ليس بالمعارضين له فحسب ، بل بكل من يشك في ولائه له .

 لقد تفنن هذا النظام المجرم في تأسيس وتنظيم أجهزته القمعية التي جاوزت مئات الألوف من مرتزقته الذين أغدق عليهم الأموال الوفيرة ومنحهم المزارع والدور والسيارات وكل ما يحلمون به لكي ينفذوا أوامره وكل جرائمه بحق أبناء الشعب دون وازع من ضمير ، فقد اشترى النظام الصدامي ضمائرهم الرخيصة وحولهم إلى آلات صماء متجردة من كل عاطفة إنسانية ، ولو شئنا أن نسطر تلك الجرائم لتطلب منا مجلدات لا حصر لها .

لقد سعى النظام الصدامي  إلى إجبار مئات الألوف من المواطنين إلى الانتماء لحزب  البعث الفاشي مستخدما كل الوسائل والسبل القسرية والترغيبية ، وعمل بكل جهده على غسل أدمغتهم لكي يسبحوا ليل نهار بالدكتاتور الجلاد ، و حول النظام الصدامي كافة تنظيمات الحزب إلى جهاز مخابراتي مهمته الوحيدة الحفاظ على أمن النظام والتجسس على أبناء الشعب وكتابة التقارير التي أودت بحياة مئات الألوف من المواطنين بمجر الشك بولائهم للنظام .

كما سعى النظام العراقي إلى شراء ذمم العديد من الصحفيين والكتاب العرب وحتى العديد من القنوات التلفزيونية لكي يسبحوا بإسمه ، ويخلقوا له هالة كبرى كقائد للأمة العربية يتحدى الولايات المتحدة !! ويدعم القضية الفلسطينية كذباً وزوراً .

لقد كان الشعب العراق خلال الحقبة التي حكم بها هذا النظام يتطلع إلى اليوم الذي يشهد فيه نهاية هذا النظام الدموي البشع ، لكنه كان عاجزاً عن تحقيق هذا الحلم دون مساعدة خارجية تتمتع بقدرات عسكرية كبيرة ، بسبب القمع الوحشي ، والتنكيل الإجرامي لأجهزته الفاشية .
إن سقوط هذا النظام على أيدي القوات الأمريكية والبريطانية قد أطلق قوى شعبنا الذي كبت النظام أنفاسه، فاندفع يعبر عن تطلعاته في عراق حر يحقق الحياة الكريمة لشعبنا ويتمتع كل مواطن فيه بحقوقه الإنسانية ويستعيد حريته المسلوبة .

لكن أيتام النظام الصدامي الذين فقدوا كل امتيازاتهم ،والنعم التي كان النظام الصدامي يغدقها عليهم ،أخذوا يمارسون عمليات التخريب والنهب والسلب ، ويعيثون في البلاد فساداً ، ويذرفون دموع التماسيح على حرية العراق وشعبه ، وكأن الشعب العراقي كان يتمتع بكامل حرياته وحقوقه الإنسانية وينعم بالرفاه !!
وفي واقع الأمر لم يكن هذا الشعب المنكوب إلا عبيداً في مزرعة الدكتاتور التي ضمت الوطن العراقي كله ، وحوله إلى أفقر شعوب الأرض يعيش في بلد من أغنى بقاع العالم قاطبة بعد أن حول الدكتاتور ثروات البلاد إلى ملكية خاصة ،سخرها لحروبه العدوانية ، وبناء أجهزته القمعية ،وحرم الشعب من التمتع بهذه الثروة .

ولقد شهد العالم اجمع عبر وسائل الإعلام المرئية تلك القصور الأسطورية التي بناها صدام حسين له ولزمرته الملتفة حوله ،وتلك السيارات الفخمة الغالية الثمن والتي تقدر بأكثر من ألف سيارة يستخدمها الوحشان المتخلفان أبناء صدام عدي وقصي  وحياة البذخ التي سخر لها ثروات البلاد ، وشاهد في الوقت نفسه مدى البؤس والفاقة والحياة المحطمة التي يحياها أبناء شعبنا في مختلف مدن العراق وريفه بشكل خاص، حيث يفتقد الملايين منهم الماء الصافي والغذاء والدواء ، وحيث تجد الأسمال البالية التي يرتديها أطفالهم شبه عراة وحفاة لا يشبعون رغيف الخبز ويشربون مياه البرك الآسنة ، وتفتك بهم الأمراض فتكاً .

لقد انطلق الشعب من سجنه الكبير ، وهيهات أن تستطيع تلك العصابة المجرمة أن تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء ، لقد تنسم الشعب نسيم الحرية ، واخذ الناس يعبرون عن آرائهم وأفكارهم بكل حرية ، وبدأوا يطّلعون على ما يدور حولهم في سائر بقاع الأرض عبر الستلايت الذي حرمه النظام منه طيلة حكمه فلا يرى سوى الوجوه الكالحة لصدام وزمرته ، ولا يقرأوا سوى صحفه الصفراء التي تسبح ليل نهار بالجلاد .، فليس هناك أعظم أروع من الحرية ولا طعم لحياة من يفتقدها .
إن شعبنا يتطلع إلى تصفية كل مخلفات النظام البائد ، من أجهزته القمعية وقوانينه الجائرة ، وبناء نظام حكم ديمقراطي تعددي يحترم حقوق الإنسان ويحرص عليها ، ويسعى إلى النهوض بعراقنا العزيز في كل مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والصحية والثقافية ، وتعويض ما فات شعبنا خلال تلك السنين العجاف من حكم الطاغية وزبانيته المجرمة .

كما يتطلع شعبنا إلى وفاء الولايات المتحدة وبريطاني بوعودهما التي وردت على لسان الرئيس الأمريكي بوش ورئيس الوزراء البريطاني بلير بانسحاب قواتهما من العراق بعد إتمام تصفية كافة مخلفات النظام البائد والقضاء على أي إمكانية لقوى الظلام الصدامية للسطو على الحكم من جديد . فلا زال النظام البائد يحتفظ بقواه التي توارت عن الأنظار لكي تنتهز الفرصة المناسبة للوثوب إلى الحكم من جديد مما يمكن أن يعرض شعبنا إلى هجمة تنكيل شرسة دونها هجمة النظام الصدامي عندما قمع بوحشية لا توصف انتفاضة آذار المجيدة .

إن علينا أن نضع نصب أعيننا  خطر النظام الفاشي المنهار ، ويجب أن تبقى عيون الشعب مفتوحة على كل تحركات أيتامه الذين يحلمون بعودة النظام المقبور ، لكن يقظة الشعب الذي اكتوى بنار هذا النظام الذي فاق بوحشيته أعتا الدكتاتوريات التي عرفها القرن العشرين ، سوف تنزل العقاب الصارم بكل من تسول له نفسه إعادة عقارب الساعة إلى الوراء ، ولتسقط الدكتاتورية إلى الأبد في مزبلة التاريخ ولينعم شعبنا بوافر الحرية والعيش الرغيد بعون الله وحرص أبنائه ، وليذهب أعداء الحرية إلى الجحيم مشيعين بالعار والاحتقار.

إن شعبنا يتطلع إلى قيام علاقات متكافئة مع الولايات المتحدة وبريطانيا  قائمة على أساس احترام سيادة العراق واستقلاله ،وهو يرفض رفضاً قاطعاً أي احتلال أجنبي مهما كان وبأي صورة كانت ، وإن الصداقة وحسن العلاقات التي ينشدها سوف تتحدد بمدى التزام هذه الدول بالوعود التي قطعتها على نفسها بإقامة نظام حكم ديمقراطي يستند إلى إرادة الشعب ، وبمغادرة جيوشها أرض الوطن بعد إتمام مهمة
 إعادة الأمن والنظام إلى ربوع البلاد وتفتيت رموز النظام البائد لمنع أي احتمال لعودته مستقبلاً  .
      



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نـداء - إلى كافة القوى السياسية في وطني
- بعد انهيار النظام الصدامي الفاشي العراق إلى أين؟
- محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!
- الحقيقة
- أي كابوس دهانا - في ذكرى جريمة الأنفال
- محنة شعبٍ ووطــن
- البرلمان التركي والموقف من الحرب على العراق
- هذا هو السبيل لإنقاذ العراق وشعبه من الحرب المدمرة
- أطفال العراق
- الهيمنة الأمريكية على العالم وراء الحرب على العراق
- العراق والثروة النفطية،ومطامع الإمبريالية
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي - الأسباب والظروف التي ومهدت ،وساع ...
- من أجل استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية حساب الربح والخس ...
- أوهام المنْ والسلوى
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بين الواقع والطموح
- خياران أحلاهما مـُر
- الحوار المتمدن عام من النجاح والتطور ،وأمل بالمزيد
- ناقوس الخطر يدق أبواب العراق!!
- في الذكرى الخمسين لوثبة تشرين المجيدة عام 1952
- لماذا أُجهضت الانتفاضة ؟


المزيد.....




- السيسي يكشف عن أرقام مهولة تحتاجها مصر من قطاع المعلومات
- -عار عليكم-.. مظاهرة داعمة لغزة أمام حفل عشاء مراسلي البيت ا ...
- غزة تلقي بطلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- نصرة لغزة.. تونسيون يطردون سفير إيطاليا من معرض الكتاب (فيدي ...
- وزير الخارجية الفرنسي في لبنان لاحتواء التصعيد على الحدود مع ...
- مقتل شخص بحادث إطلاق للنار غربي ألمانيا
- أول ظهور لبن غفير بعد خروجه من المستشفى (فيديو)
- من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما ...
- إصابة جندي إسرائيلي بصاروخ من لبنان ومساع فرنسية لخفض التصعي ...
- كاميرا الجزيرة ترصد آخر تطورات اعتصام طلاب جامعة كولومبيا بش ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!