أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية دروس وعبر














المزيد.....

في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية دروس وعبر


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 511 - 2003 / 6 / 7 - 08:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


   

في شهر أيار من عام 1967 بلغت أوضاع المنطقة العربية غاية التعقيد ، بعد أن تصاعدت لهجة التهديد ، والتهديد المضاد وخاصة بين إسرائيل وسوريا، بعد إقدام الأولى على تحويل مجرى نهر الأردن ، مما دفع الرئيس عبد الناصر إلى اتخاذ إجراءات مضادة ، تمثلت في غلق خليج العقبة بوجه الملاحة الإسرائيلية .
إثر ذلك تصاعد الصراع بين الدول العربية وإسرائيل ، وبوجه خاص بين الرئيس عبد الناصر ، وقادة إسرائيل ، ووصل الأمر بعبد الناصر إلى الطلب من قوات الطوارئ الدولية المرابطة والتي تفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية أن تنسحب من المنطقة .
 لقد كان واضحاً في ذلك الوقت أن الصراع يوشك أن ينفجر في أي لحظة ، وأن الحرب بين العرب وإسرائيل قد أصبحت أمراً لا مفر منه ، وكان عبد الناصر قد أجرى تنسيقاً مع سوريا والأردن لمواجهة التحديات العسكرية الإسرائيلية .

سارع مجلس الأمن إلى عقد جلسة خاصة لبحث الأوضاع المتفجرة بين العرب وإسرائيل ، وأصدر في ختام اجتماعه بياناً دعا فيه الأطراف المعنية بالصراع إلى التزام جانب الهدوء ، وعدم تأزم الموقف ، فقد كان الوضع يوشك على الانفجار في أية لحظة ، ولا سيما وأن إسرائيل كانت قد أعلنت التعبئة العامة لقواتها المسلحة ، وكانت استعداداتها الحربية تجري على قدم وساق .
وفي الوقت نفسه بعث الرئيس الأمريكي [ جونسون ] برسالة إلى عبد الناصر يطلب منه ضبط النفس محذراً إياه من مغبة شن الحرب ، ومهدداً بعواقب وخيمة .وفي ظل تلك الظروف البالغة الخطورة ، طلب الاتحاد السوفيتي من الرئيس عبد الناصر بان لا تبدأ مصر الحرب، ولكن ينبغي اتخاذ أقصى ما يمكن من إجراءات الحذر ، واليقظة للرد على أي هجوم إسرائيلي مفاجئ .
لكن قيادة الجيش المصري ، التي كان على رأسها المشير [ عبد الحكيم عامر ] لم تكن تعي خطورة الوضع ، وضرورة الاستعداد التام ، وجعل القوات المسلحة المصرية في أقصى درجات التأهب في كل لحظة ، وخاصة القوة الجوية ، التي تشكل الغطاء الحيوي للقوات المصرية في صحراء سيناء المكشوفة  كان من المفروض أن تكون نصف الطائرات المصرية في الجو، ومتهيئة لكل طارئ يوم 4 حزيران  بعد التحذير الذي وجهه الاتحاد السوفيتي إلى مصر من أن جيش إسرائيل قد بلغ أقصى درجات التأهب ، لكن شيئاً من هذا لم يحدث ، وفاجأت الطائرات الإسرائيلية صباح يوم 5 حزيران المطارات العسكرية المصرية ، ودمرت معظم مدرجاتها ، والطائرات الحربية الجاثمة عليها ، في الساعات الأولى من ذلك اليوم ، مما افقد القوات المصرية غطائها الجوي في صحراء سيناء ، وجعلها تحت رحمة القصف الجوي الإسرائيلي المتواصل ، وبكل ما أوتيت من قوة ، منزلة الخسائر الفادحة بها،وممهدة الطريق أمام قواتها المدرعة للاندفاع نحو قناة السويس ، حيث تم لها السيطرة على كامل صحراء سيناء خلال خمسة أيام .
ولما ضمنت إسرائيل في اليوم الأول سيطرتها الجوية على صحراء سيناء ، وتدميرها للقوات المصرية  وجهت جهدها الجوي إلى الجبهة السورية والأردنية ، واستطاعت إسرائيل ، بسبب عدم تكافؤ القوى ، أن تنزل خسائر جسيمة بالقوات السورية والأردنية ، وتمكنت من الاستيلاء على كامل الضفة الغربية ، وأجزاء من الأردن ،  وهضبة الجولان السورية ،ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى لسوريا ، خلال تلك الحرب الخاطفة التي كان يحلو لإسرائيل أن تسميها { حرب الأيام الستة}.

وبكل وقاحة أعلنت إسرائيل ، أن صحراء سيناء ، وهضبة الجولان ، والضفة الغربية هي ارض إسرائيلية ،وأخذت تحكم دفاعاتها على هضبة الجولان السورية ،وعلى امتداد قناة السويس ،وقامت بتشييد خط دفاعي سمته [ خط بارليف ] .
لم يكن العراق مهيأ، ولا مستعدا لتلك الحرب ،فقد كانت ثلثي قواته العسكرية مشغولة في الحرب ضد الشعب الكردي ، وبعيدة جداً عن ساحة المعارك ،التي تزيد على
[1000كم]،ولم يكن لدى العراق سوى اللواء الثامن الآلي قريباً من الساحة ، عند الحدود السورية الأردنية ،حيث أوعز لها عبد الرحمن عارف بالتحرك إلى ساحة الحرب بأسلوب استعراضي لم يراعِ فيه جانب الأمان لقواته المتقدمة وهو العسكري الذي كان بالأمس رئيساً لأركان الجيش ، ثم اصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ، بعد توليه مقاليد الحكم في البلاد .
لقد وقف عبد الرحمن عارف يخطب من دار الإذاعة والتلفزيون معلناً تحرك القوات العراقية إلى ساحة المعركة ، وكان ذلك التصرف خير منبه لإسرائيل لتهاجم طائراتها القوات العراقية وهي في طريقها عبر الصحراء  منزلة بها الخسائر الكبيرة .
ومن المضحك والمبكي في تصرفات عارف وجهله ، أنه وقف يخطب بعد نهاية الحرب قائلاً :[ إن إسرائيل تعرف عنا أكثر مما نعرف نحن عن أنفسنا ]،فيا للكارثة أن يقود العرب حكام بهذا المستوى .
لقد أثبتت تلك الحرب أن البونَ كان شاسعاً بين العرب وإسرائيل ،فالحكومات العربية كانت على درجة خطيرة من التخلف يسودها الصراعات بين مختلف الأجنحة المتصارعة ،والعسكرية منها بوجه خاص ،حيث هيمن الضباط على معظم الأنظمة العربية ،وعمت الفوضى في البلاد ،وساد التخلف كل جوانب الحياة السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية ،في حين كان الإسرائيليون قد هيأوا أنفسهم للحرب ،وحولوا كل جهودهم وقواهم لتعزيز جيشهم ،وأصبحت إسرائيل مسلحة حتى الأسنان ،وبأحدث أنواع الأسلحة والتكنولوجيا الحربية،ويقودها أناس يعرفون ما يفعلون،أفلس عاراً على الدول العربية ،التي تعد إمكانياتها المادية والبشرية عشرات أضعاف إسرائيل أن تستطيع إلحاق الهزيمة بالجيوش العربية خلال ستة أيام ؟

 



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشاكل التي تجابه أبنائنا - الحلقة الثانية
- من أجل تنشئة أبنائنا نشأةً صحيحة
- من أجل نظام تربوي ديمقراطي جديد
- لماذا تتلكأ الولايات المتحدة بتأليف الحكومة العراقية ؟
- مهمات ينتظر شعبنا العراقي تحقيقها
- جلاد العراق
- أيتام صدام حسين يتباكون على حرية واستقلال العراق !!
- نـداء - إلى كافة القوى السياسية في وطني
- بعد انهيار النظام الصدامي الفاشي العراق إلى أين؟
- محنة الشعب العراقي بين أنياب أمريكا ومخالب النظام الصدامي!!
- الحقيقة
- أي كابوس دهانا - في ذكرى جريمة الأنفال
- محنة شعبٍ ووطــن
- البرلمان التركي والموقف من الحرب على العراق
- هذا هو السبيل لإنقاذ العراق وشعبه من الحرب المدمرة
- أطفال العراق
- الهيمنة الأمريكية على العالم وراء الحرب على العراق
- العراق والثروة النفطية،ومطامع الإمبريالية
- انقلاب 8 شباط 1963 الفاشي - الأسباب والظروف التي ومهدت ،وساع ...
- من أجل استراتيجية جديدة للمقاومة الفلسطينية حساب الربح والخس ...


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حامد الحمداني - في ذكرى كارثة حرب 5 حزيران العربية الإسرائيلية دروس وعبر