أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم مرزا الجندي - الكون والخليقة في ميزان المعتقد الايزيدي والنظرية العلمية















المزيد.....

الكون والخليقة في ميزان المعتقد الايزيدي والنظرية العلمية


قاسم مرزا الجندي
(Qasim Algindy)


الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 21:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ان الكون في تحليل فلسفة الدين وعلم البارسايكولوجي أزلي، وان الله خلقها وملك الوجود كله قادر ان يخلق الكون كيفما يشاء, وقد يفهم من هذا القول ان الكون خلق على نحو عشوائي لا انتظام فيه، ولكن ما نجده في الواقع العام من مشاهدات ملايين السنين وما أثبتته التجارب والاكتشافات العلمية ان نظام الكون خلق في منتهى الدقة والانتظام وفق قوانين علمية دقيقة جدا تتحكم بحالة الكون برمتها (الأولية والنهائية) فالنجوم ليست مبعثرة في الفضاء كما يبدو ولكنها مجتمعة في مجرات.
وشمسنا هي نجم من عدة مئات البلايين من النجوم في مجرة درب التبانة (أللنبي) التي تشكل قرصا منبسطا جدا يبلغ قطره مائة ألف سنة ضوئية، ومجرة درب التبانة هي بدورها واحدة من عشرات البلايين من المجرات في الكون القابل للرصد, وتبعد اقرب مجرة كبيرة جارة لنا نحو مليوني سنة ضوئية.
المجرات ليست موزعة عشوائيا في الفضاء الكوني التي لا يقدرها المنطق, فهناك مابين (5 ــ 10)في المائة منها متجمعة في تجمعات عنقودية (clusters) يحوي الواحد منها على عشرات المجرات وحتى حدود ألف مجرة في فضاء عرضه بضعة ملايين من السنين الضوئية.
ان معظم الفلكيين ينظرون في أن تعنقدات المجرات إنها اكبر البنى المتماسكة في الوجود، ففي حين ينتمي النجوم الى المجرات وتنتمي العديد من المجرات الى التعنقدات, ولا يبدو ان التعنقدات متكتلة ضمن أجسام اكبر وقد يكون كذلك ولكن بشكل أخر.
تتفق هذه الصورة اتفاقا دقيقا مع فهم العلماء النظريين للانفجار الأعظم، فحين طبق اينشتاين نظريته في النسبية العامة على الكون افترض افتراضا تبسيطيا كبيرا فقد اعتبر الكون وسطا متجانسا وسمي هذا الافتراض بالمبدأ (الكوسمولوجي) وهذا المبدأ يكمن في أساس جميع النماذج العلمية الحديثة للكون. لذلك أصبح من العسير جدا ان نصوغ نظرية تصف الكون كله مرة واحدة، ولكن بدلاً من ذلك ينبغي تجزئة المسالة الى أجزاء عديدة واستنباط مجموعة من النظريات الجزيئية تصف كل منها مجموعة محددة من المشاهدات وتتنبأ بها للوصول الى نظرية عامة وشاملة واحدة أو معادلة رياضية شاملة تصف كل ما في الكون برمتها.
إن الانفجار العظيم نظرية مطروحة في علم الكون, والتي ترى إن الكون نشأ من وضعية حارة شديدة الكثافة جدا، وتقريبا قبل حوالي( 14) مليار سنة, ظهرت نظرية الانفجار العظيم نتيجة لملاحظات الفريد هيوبل حول تباعد المجرات عن بعضها (( ان الضوء الصادر من المجرات يزاح نحو نهاية اللون الأحمر للطيف الضوئي، معنى ذلك إن الكون في تمدد مستمر منذ الانفجار الاعظم.
قام علماء آخرون بقياس عدد كبير من المجرات البعيدة واكتشفوا ان جميعها تظهر إزاحة في الطرف الأحمر)) فاستدلوا على ان جميع هذه المجرات تبتعد عنا وفق ظاهرة دوبلر، مما يعني عندما يأخذ بعين الاعتبار مع المبدأ الكوني إن الفضاء المتري يتمدد وفق نموذج فريدمان للنسبية العامة, هذه الملاحظات تشير الى ان الكون بكل ما فيه من مادة وطاقة انبثق من حالة ابتدائية ذات كثافة وحرارة عاليتين شبيه بالمتفردات الثقالية التي تتنبأ النسبية العامة للعالم اينشتاين.
وتعرف تلك المرحلة بالحقبة المتفردة، فما من شك ان حجم الكون في الماضي كان اصغر, وهو مستمر في الاتساع، وان حجم الكون في المستقبل سيكون اكبر مما هو عليه الآن، وإذا تمكنا من حساب سرعة التمدد بين المجرات يمكننا التنبؤ بالزمن الذي احتاجه الكون حتى وصل الى الحجم الراهن.
وعلى هذا الأساس والاعتبار تم تقدير عمر الكون بنحو(13،8) مليار سنة ضوئية، وهي مقربة الى الرقم (14)مليار سنة تقريبا. وفيما يلي أهم النظريات العلمية التي تصف كيفية نشوء الكون ومقارنتها مع نظرية فلسفة الديانة الإيزيدية وأهم النقاط المتشابه بين هذه النظريات.
1ــ نظرية الانفجار العظيم (الدوي الهائل)
ان أول من وضع هذه النظرية العالم البلجيكي (ادوارد لوميتير)تتحدث هذه النظرية عن نشوء وأصل الكون، فقد نجح فريدمان في حل معادلات نظرية النسبية واستنتج منها فكرة تمدد الكون سنة 1922، واستنادا إليها وضع لوماتر سنة 1927 نظريته حول تمدد الكون، إن نظرية آينشتاين التي ترى أن الكون متجانس ومتوحد الخواص وهو في حالة سكون وغير قابل للتغيير، وهي فكرة تم التخلي عنها بعد ثبوت تمدد الكون.
وتنص هذه النظرية على ان الكون بدأ بانفجار عظيم, وهو ليس كالإنفجارات الاعتيادية التي تحدث على سطح الكرة الأرضية أو في أي مكان ما في الكون تبدأ من مركز معين وتنتشر أكثر فأكثر في جميع أنحاء الفضاء المحيط بمركز الانفجار, وإنما حدث هذا الانفجار آنيا وفي كل الاتجاهات في الفضاء الكوني واندفع على أثره كل جسم فيه الى الخارج مبتعدا عن الجسيمات الأخرى, وملأ هذا الانفجار المدوي جميع إنحاء الكون منذ بدايته.
2 ــ نظرية الحالة المستقرة
وضع كل من (هاريمان، بوندي , توماس)هذه النظرية وتقول أن الكون أزلي ليس له بداية, وأبدي ليس له نهاية, كلما تمددت خلقت باستمرار مادة جديدة في الفراغات كواكب ونجوم ومجرات تخلق لتحل محل التي اختفت, وكلما اختفت مجرات ونجوم وكواكب خلقت أخرى جديدة لتحل محله. ولكن في أزمان كونية موازية لنشوئها.
لقد كان العلماء يعتقدون بأن الطاقة والمادة شيئان مختلفان وكأنما لا توجد علاقة تربطهما وكان قانون حفظ المادة هو(المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم بل تتحول من شكل الى اخر) وكذلك قانون حفظ الطاقة (الطاقة لا تفنى ولا تستحدث بل تتحول من شكل الى اخر)، الا ان التطور في معرفة وعلوم الانسان، اثبتت ان المادة والطاقة هما وجهان للكون ولكل شيء فيها, وبصورة أدق هما صورتان لكمية فيزيائية واحدة, فالمادة يمكن ان تتحول الى طاقة وكذلك الطاقة يمكن تحولها الى مادة, وان ظهور أي منهما يؤدي الى إخفاء شيء من الآخر, فظهور مقدار من الطاقة لابد ان يرافقه اختفاء في مقدار من المادة.
(3) نظرية الفلسفة الإيزيدية
إن فلسفة الديانة الإيزيدية ترى ان الكون بدأ بانفجار عظيم منظم نتج عنه كل ما في الكون من أكوان ومجرات ونجوم وكواكب, ونجد أن الكثير من النصوص الدينية الإيزيدية, تبين وتؤكد ان الكون نتج عن انفجار الدرة البيضاء (الدوي الهائل). وتتفق في هذا الجانب مع النظرية العلمية الحديثة الأكثر والأقرب من النظريات الأخرى حول كيفية تكوين الكون والخليقة والتي تؤكد أن الكون بدأ (بانفجار عظيم) حسب التجارب العلمية والمراقبات المستمرة عن المشاهدات الكونية حول استمرارية الحركة فيها وعدم وجود أجسام ثابتة فيها إطلاقا باستثناء المحور الثابت .
وهناك نظريات لاهوتيه عديدة حول نشوء الكون في فلسفة الأديان ولكن إن جميعها بعيدة عن المفاهيم العلمية، في حين نجد أن فلسفة الديانة الإيزيدية حول نشأة الكون والخليقة, هي الأقرب الى التحليل العلمي في تفسير الكثير من الأمور العلمية المتعلقة في نظرية (الانفجار العظيم).
أن نظرية الديانة الإيزيدية في خلق الكون والتكوين يختلف في الكثير من الأمور الأساسية لنظريات كل للأديان، ولم يتطرق إليها الأديان الأخرى في فلسفاتها, وبالأخص في انفجار الدرة البيضاء(الدوي الهائل)، وكيف تكونت الكون، وإن الفلسفة الإيزيدية في تكوين الكون والخليقة تعتبر التحليل الأقرب والادق إلى النظرية العلمية حول نشأة الكون.

20/1/2024 السبت



#قاسم_مرزا_الجندي (هاشتاغ)       Qasim_Algindy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد بيلندا (الميلاد) في الديانة الايزيدية والديانات الا ...
- تمثال الباحث والكاتب الايزيدي الكبير بير خدر سليمان
- الحدث الفلكي وبداية فصل الشتاء فلكياً
- الإيزيدية والصوم لاسم الخالق ازداي (يزدان)
- عيد صوم شيشم(خودان) في الديانة الإيزيدية
- الفلسفة الايزيدية وتأثيراتها الايجابية نحو معرفة الإنسان على ...
- النظرية المتكاملة والمعادلة الموحدة للكون
- مراسيم وطقوس القباغ (الكا باغ) في سلسلة أعياد الجما
- مراسيم وطقوس أعياد الجما لا تجري في تاريخها وأيامها
- تداعيات الازمة بين إقليم كُردستان والحكومة الاتحادية
- في الذكرى التاسعة للإبادة الايزيدية
- توحيد وتعديل تاريخ اربعينية الميركَه والفقراء وربطها بالأحدا ...
- الصراع وجدلية الفكر(الروح) والمادة
- تعديل تاريخ عيد القرباني حسب تاريخ التقويم الشمسي الايزيدي
- دراسة حول تأسيس وتشكيل المجلس الايزيدي الأعلى
- استراتيجيات دول الشرق الاوسط في ظل المتغيرات الدولية
- الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة لالش الثقافية والاجتماعية
- أوربا نحو الاستقلالية الاستراتيجية وتحررها من الغرب
- الذكرى 125عاماً ليوم الصحافة الكردية
- عيد (Zag-mug) أكيتو رأس السنة السومرية البابلية الاشورية – ا ...


المزيد.....




- الكونغرس الأمريكي يكشف عن شرط لتدخل الولايات المتحدة عسكريا ...
- مينسك تحذر من استمرار تمركز قوات -الناتو- في ممر بين بيلاروس ...
- ملكة الأردن: استمرار حرب غزة يفقد الولايات المتحدة مصداقيتها ...
- قتلى وجرحى جراء هجمات روسية على مدينة خاركيف في شمال شرق أوك ...
- ?? مباشر: 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح ولا ...
- تساؤلات قانونية وإنسانية حول قانون الترحيل -الطوعي- من بريطا ...
- صحيفة: -قضية فساد جديدة- في وزارة التموين المصرية
- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قاسم مرزا الجندي - الكون والخليقة في ميزان المعتقد الايزيدي والنظرية العلمية