أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - الوحش الديمقراطي وولائم الدم.













المزيد.....

الوحش الديمقراطي وولائم الدم.


شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي

(Shakir Kitab)


الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 19:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تنتشر الآن فيديوهات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي عن الحيوانات المفترسة ووحوش الغاب لكن من زاويةٍ أخرى تماماً. تعرض لنا هذه الأفلام حياة الحيوانات المفترسة من حيث علاقتها بأطفالها وصغارها وأقرانها من العائلة الواحدة. الأفلام تسلط الضوء على علاقات الحب والحنان بين اللبوة وصغارها فتداعبهم وتلعب معهم وتبدو الفرحة على وجهها والبهجة على وجوه صغارها. وعندما يحضر الأسد يركض اليه الصغار فينبطح أمامهم على الأرض ليصعد الأشبال على ظهره ويلاعبهم ثم تلتحق بهم اللبوة الأم لتلعب معهم وقد تغازل أباهم الأسد ونرى حفلة عائلية مليئةً بالسرور والغبطة. كذلك الحال مع افلام النمور والكلاب الوحشية. والشيء نفسه مع النسور التي تغطي صفارها بأجنحتها للدفء وتصطاد الفرائس كي تأكل هي وتطعم صغارها. الأسود هذه والنمور والكلاب والنسور وفي اثناء فرحتها بمداعبة صغارها نراها تقفز بسرعة فائقة ويستيقظ فيها الوحش الكامن في أعماقها حينما يمر صيد ثمين من قربها فيظهر بوضوح صارخ جانبها الحيواني لتفترس الضحية وتمزقها إرباً إربا تماماً كما يفعل القصاب مع لحم الخروف بعد ذبحه وقطع راسه وسلخ جلده. تلتحق صغار الأسود والنمور والكلاب بكبارها لينهشوا جسد الفريسة فنرى بعد لحظات وجوهها ملطخة بالدم ، دم الضحية المفترَسة. من يحاول تفسير هذا الاختلاف الهائل بين المشاعر الرقيقة واللطيفة والدافئة لهذه الحيوانات مع صغارها وبين قدرتها على الافتراس وقتل الغزال مثلاً او البقر او الثور أو أية ضحية أخرى لا يتوصل الّا الى نتيجة واحدة وهي ان الحيوانات الوحشية عندها وفي أعماق طبيعتها غريزة القتل والافتراس وتمزيق الجسد وأكله وتقديمه الى أطفالها كي يأكلوا ويشبعوا ويكونوا أقوياء ويعيشوا برخاء وسعادة. أسأل نفسي والقاريء الكريم:- ما سر هذا التشابه بين سلوكية هذه الحيوانات الوحشية المفترسة وسلوك الصهيونية وأغلب دول الغرب وفي مقدمتهم أمريكا. فهم عندهم ما يعدونها ديمقراطية وحقوق انسان. هناك انتخابات وحرية تامة للتعبير عن الرأي وعندهم الجمال والاستثمار في الطبيعة وعندهم الرخاء الاقتصادي والمستوى المعاشي العالي والانفتاح الاجتماعي والحب الجسدي غير المحدود والمباحات بأنواعها. عندهم الفن والعلم والاقتصاد وكل ما يشبه حنان الأسود والنمور على أطفالها. لكنهم هم الذين قذفوا القنبلة الذرية على هيروشيما وناكازاكي وهم الذين خلقوا دولة إسرائيل في قلب الوطن العربي وهم الذين احتلوا بلدان العالم الثالث ونهبوا خيراته وذبحوا مناضليه وأسسوا متاحف تعرض فيها جماجم المعارضين لوجودهم في الأوطان المحتلة ( في باريس إلى يومنا هذا هناك متحف لجماجم مناضلي الجزائر) . هم الذين أقاموا حربين عالميتين راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر وآلاف المدن. واليوم هم الذين يذبحون اطفال غزّة ويسحقون رؤوسهم بجنازير الدبابات والمدرعات. هم اليوم يبيدون البشر والحجر والشجر. وأعود لسؤالي المذكور أعلاه:- ما سر هذا التناقض بين ما يجري داخل بلدانهم وما يفعلونه مع الشعوب الأخرى ؟ أسأل هكذا وانا على يقين انهم مستعدون ان يمزقوا مواطنيهم في داخل بلدانهم إذا ما بدرت منهم نشاطات معادية او معارضة لسياساتهم وتهدد إلى حدٍ ما مصالحهم. الجواب هو ذاته الذي ذكرناه في مثال الحيوانات المفترسة. انها طبيعة نظامهم الجشع والدموي والمفترس. انهم يتطابقون تماماً مع وحوش الغاب. يرتدون الزي الجميل والبدلات الانيقة وأربطة العنق الراقية ويمارسون كل الحب ويعيشون السعادة بتمامها لكن غريزتهم الوحشية وميلهم نحو الافتراس كامن في طبيعة نظامهم الرأسمالي الجشع والبشع فيستعمرون بلدان غيرهم ويمتصون خيراتها ويقتّلون رجالها ويستحيون نساءها .
انه نظام الرأسمالية المتوحشة "الديمقراطية جدا" الدموي.



#شاكر_كتاب (هاشتاغ)       Shakir_Kitab#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قوانين الوجود
- - إضاءات في العبودية -
- -آداب السياسة وأصولها-
- عن التغيير القادم.
- - إضاءات في العقل والأخلاق -
- -الهدايا المسلحة-
- إضاءات عن الإنسان في الطبيعة
- إضاءات في الفكر والسياسة 1
- زلازل عراقية
- المسؤول
- الأكراد.
- السلاح – أفكار بسيطة.
- الفضائية في بلادنا.
- العشوائية في بلادنا.
- صوت من أجل الوطن
- -الأصنام-.
- السلاح
- - التغيير-
- أطالب بإلغاء المفوضية مع الانتخابات كلها
- التحالفات في العراق


المزيد.....




- فستان أبيض وياقة عالية.. من صمّم إطلالة العروس لورين سانشيز ...
- ترامب يشكر قطر على دورها في اتفاق السلام بين رواندا والكونغو ...
- خبير عسكري: عمليات المقاومة تعيق تقدم جيش الاحتلال داخل غزة ...
- لا وجود لـ-المهدي المنتظر- في تونس
- ترامب يتوقع التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة -خلال أسبوع- ...
- فيديو لدب يتسبب في إغلاق مطار باليابان وإلغاء رحلات
- الجيش الإيراني يكشف حصيلة قتلاه خلال الحرب مع إسرائيل
- كيف تعرف أن بياناتك الشخصية في أمان؟
- في رسالة لمجلس الأمن.. أميركا -تبرر- قصفها لمواقع في إيران
- عراقجي: لا اتفاق مع استمرار تهجم ترامب على المرشد خامنئي


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر كتاب - الوحش الديمقراطي وولائم الدم.