أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - انكار الاسرائيليين للوجود الفلسطيني مبرر للابادة الجماعية














المزيد.....

انكار الاسرائيليين للوجود الفلسطيني مبرر للابادة الجماعية


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7864 - 2024 / 1 / 22 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعلن رئيس وزراء اسرائيلي رفضه اقامة دولة فلسطينية، فيما قال بناء مستشار الامن الاميركي السابق جون بولتون، ان: "حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني قد بات ميتًا، وان الفلسطينيين يحتاجون للتوطين في اقتصادات دول قوية، والسخرية الآن هي أن الدول العربية هي التي لا تقبل الفلسطينيين".
هذا الموقف من الجانبين ليس وليد ردة فعل انما هو سلوك تاريخي يتصل بفهم معنى الحقوق الشرعية للاخرين، وينسجم مع العقيدة السياسية للطرفين، ولهذا حين يقول الرئيس الاميركي جو بادين: "لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها"، لا استغرابه اذا فهمنا حقيقة المنطق الذي يقود سياسة الولايات المتحدة واسرائيل، ومعظم الدول التي قامت على المبدأ نفسه لوجود اسرائيل وقبلها الولايات المتحدة.

اذ ثمة اشكالية في المنطق الاميركي تحديدا، والغربي عموما، في ما يتعلق بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض الاعتراف بشرعيتها، وهي مبنية على اساس تاريخي يستند الى فكرة الدولة التي قامت عليها بعض الدول الغربية، ففي حالة الولايات الاميركية، اذا جرى الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته فهذا يعني نقض المبررات التاريخية - العقائدية التي بني عليها مفهوم وجود الولايات المتحدة، بصيغتها الاولى في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وما تمخض عنه من وجود دويلات، تحولت فيما دولة واحدة بعد صراع دموي كبير.
ايضا ان الاعتراف بالشرعية الفلسطينية يناقض مبدأ الاتحاد القائمة عليه الدولة الاميركية، لانه ذلك يفسح بالمجال للجمهوريات الساعية الى الانفصال لتبرير مطالبها باقامة دولة غير منضوية تحت اللواء الاميركي.
هذا في ما يتعلق بالفهم المعقد لمعنى رفض الشرعية الفلسطينية من جهة فلسفة الحقوق، وتطويعها وفقا لمتطلبات الوجود السياسي والواقعي تاريخيا، في المقابل ان انكار الشرعية الفلسطينية من الجانب الذاتي اليهودي / الاسرائيلي ضرورة من وجهة النظر الاسرائيلية لاستمرار الوجود، لهذا كانت المسألة الاهم لدى الحركة الصهيونية منذ الاساس انكار وجود الفلسطينيين، ولقد اتضحت هذه العقيدة في بداية بدء تنفيذ المخطط في القرن التاسع عشر، وتبلورت في بداية القرن العشرين، حين اقيمت اول مستعمرة يهودية في شمال فلسطين المحتلة عام 1908، وهي ما تسمى "كفار يوفال" على على تخوم بلدة ابل القمح، اذ يومها جرى انكار حق اهل الارض في ارضهم.
وتبلورت في المحادثات المصرية- الاسرائيلية- الاميركية في "كامب ديفيد" ورفض مناحيم بيغن مبدأ الاعتراف بالفلسطينيين، او التنازل عن الضفة الغربية، وحتى انكاره التخلي عن قطاع غزة، لان مبرره "انها ارض يهودية، وتنازل عنها يعني نقض السيادة الاسرائيلية".
اليوم حين يتجدد الحديث عن حل "الدوليتن" فإن ثمة اشكالية كبيرة لدى الاميركيين والاسرائيليين على حد سواء، وهو ان اقامة دولة فلسطينية يعني الاعتراف بالحق الشرعي، وبالتالي نقض الشرعية الاسرائيلية، ما يؤدي الى الاعتراف الضمني وغير المباشر بعدم صحة النبوءة المزعومة بوجود اسرائيل التوراتية.
هذا الموقف تاريخي في الرؤية الاميركية- الاسرائيلية الى فلسطين، وحتى عندما فرض على واشنطن وتل ابيب "اتفاق اوسلو" عملت الادارتين على تقويضه تدريجيا، وجعله اشبه بحكم نصف ذاتي كي لا تنقضا مبرراتهما التاريخية المزعومة من جهة، ويتماشى ايضا مع مقولة ان "مشكلة الفلسطينية عربية، وليست اسرائيلية"، وان حل اللاجئين يجب ان يكون عربيا.
على هذا المبدأ يمكن فهم ماذا يعني قانون الدولة اليهودية، ولماذا جدد الرئيس الاميركي جو بايدن مقولته الشهيرة "لو لم تكن هناك إسرائيل لعملنا على إقامتها"، لانه في هذه النقطة يتحدث عقائديا، وليس بوصفه رئيسا اميركيا، ويخضع للدستور والقانون الاميركي.
في هذا الشأن يمكن التذكير بالاقترح بيغن خلال المفاوضات في القدس حين زارها انور السادات اذا قال الاول للاخير: "عليكم ان تنظروا الى ليبيا فهي المجال الستراتيجي لكم، وتنسوا الاراضي التي تعتبرونها محتلة".
كان البحث عن اقامة وطن بديل للشعب الفلسطيني هو الركن الاساسي في عملية طمس الوجود، لان مجرد البقاء في الارض ينسف مبدأ شرعية الكيان الصهيوني، ولهذا حين يجري التسويق، غربيا عموما، واميركيا خصوصا لـ"حل الدولتين" في هذا الشكل المبالغ فيه اليوم، فان الهدف منه تسويف الوقت لا اكثر.
فهذا الشعار يفتقد الى اهم العناصر القانونية، وهو عدم السماح للفلسطيني اختيار ممثله القانوني، بل الفرض عليه من يحكمه، وهذا يخالف مبدأ القانون الدولي.
ثانيا: ان عدم الاعتراف بمبدأ الحق بعناصر الدولة الواقعية، وايضا ان مجرد اعلان الدولة، يعني الاعتراف بحقها بالدفاع عن النفس، وهذا يناقض مبدأ وجود اسرائيل، لان فكرتها قائمة اساسا على التوسع، لهذا فهي ضربت عرض الحائط بكل المواثيق وعززت الاستطيان في الضفة الغربية مثلا، وليس مستغربا انكار الوجود الفلسطيني الذي يبرر الابادة الجماعية الحاصلة حاليا.
كاتب، صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية
- اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب
- ماذا يعني استحضار القرار 1701 في العدوان على غزة؟
- ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي
- هل يعود هرتزل من قبره لتنفيذ مخطط التهجير الكبير؟
- محمد ضيف يقول لنابيلون: بضاعتكم ها هي ترد اليكم
- طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد


المزيد.....




- لص يقتحم مقبرة لسرقة مقتنيات ثمينة.. شاهد ما فعله بنعش أحد ا ...
- -حدثت هناك عدة معجزات-.. وزير دفاع سلوفاكيا يصدر تصريحا هاما ...
- الجيش السوري ينهي استدعاء ضباط الاحتياط
- مؤتمر يستعرض حلول الذكاء الاصطناعي بدبي
- حرب غزة في يومها الـ226: عشرات القتلى والمصابين في قصف إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا.. حوار في السماء بالصواريخ وعشرات المسيرات ...
- فيديو: طلاب جامعة كيمبردج يتجاهلون وزيرة الداخلية السابقة -ا ...
- عمدة عاصمة كاليدونيا الجديدة: حصار المدينة مع استمرار أعمال ...
- وفاة سفير هندوراس لدى روسيا
- روسيا تعمل على تطوير الجيل المقبل من أنظمة الدفاع المضاد للص ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - انكار الاسرائيليين للوجود الفلسطيني مبرر للابادة الجماعية