في رحاب البيروقراطية

محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7861 - 2024 / 1 / 19 - 10:58
المحور: المجتمع المدني
    

لم أعتاد علي الشكوى .. أعرف أنني لن أحصل إلا علي نصائح غير مجدية أو تعاطف كاذب .. و في بعض الأحيان تشفي سخيف .. لذلك لا أحكي عن العلاقة غير السوية التي قامت بيني و بين موظفي الحكومة بكل أنواعهم .
.لقد وجدوا من أجل أن يقرفوني و يعكننوا علي بغباءهم ..و أظل أسعي لسنوات .. حتي أتخلص من أثار إستهتارهم أو إهمالهم أو خبثهم و محاولاتهم تدبيسي ليخرجوا هم من المسئولية زى الشعرة من العجين ..
اليوم أنتهيت بعد كفاح تسعة أشهر .. من مشكله تسبب فيها واحد أحمق ..وضع إسمي بدلا من إسم شخص متوفي و حملني كل أوزار المرحوم .. رغم علمة ..أن الإسمين لشخصين مختلفين .. الله ينتقم منكم يا بعدا خلتونا عايشين في غابة .. لا يسلم فيها إلا أصحاب الظفر و الناب .
في حادث أخر .. قفلوا حسابي في البنك بواسطة الضرائب.. فلما ذهبت للإستعلام قالوا بسبب عدم تسديد مستحقاتهم عن شقة مفروشة أمتلكها .. و عندما ضحكت وقلت بتنازل لكم عنها .. اجروها إنتم .. تنبهوا أنهم خلطوا في الاسماء .. و دخت علي بال م أفك الحظر .
كتب بتاع السجل المدني رقم منزلنا خطأ في البطاقة الشخصية .. و لم أكتشف هذا إلا بعد مدة .. لأدوخ في تصحيح ما كتبت (أو كتب) واحد طالع عين أهله و يعمل في وظيفة لا يحبها و لا يحترمها .
قطعوا النت علينا .. رغم إننا مسددين عن الشهر .. لما سألنا إكتشفنا إنهم زودا التعريفة ب45 جنية دون إخطارنا و إعتبرونا لم نسدد بسبب إننا متبرعناش و دفعنا السعر الجديد من نفسنا ..و دوخت علشان أدفع الزيادة .. لا.. لقد طلبوا أن أسدد كامل التعريفة الجديدة .
أما حواديتي مع البنوك .. و إشهار سيوف عدم تحديث البيانات أو عدم مطابقة التوقيع أو السيستم واقع في مواجهة العميل .. فحدث و لا حرج ..
مفيش مرة أحاول سحب نقود من حسابي و ينتهي الأمر دون عرض الموضوع علي المدير .. لدرجة فكرت أعمل تحديث كل شهر و ختم زى بتاع الحاج خميس و أتجنب ماكينات سحب النقدية التي لا تتوقف عن إدراج الأموال دون صرفها .. لاسباب فنية .
فوجئت بأن حسابي لم يزيد بقيمة معاش شهرين .. عندما ذهبت للنقابة أسأل .. قالوا البنك رفض إستلام المعاش و قال مفيش حساب بالإسم دة ..
و بتوع المعاش الأساسي قالوا أرسلناه و إستلمه البنك ضمن شيكين رقم و رقم بتاريخ .. .. عندما عدت للبنك قالوا ببراءة أصل حضرتك م جددتش البيانات فقفلوا الحساب ..
و كان علي أن أجددها ( البيانات ) و أدوخ مع النقابة لإعادة قيد البنك و صرف الشهور التي لم تورد .. و مع البنك لنقل معاشي من حساب الطواريء بتاعهم لحسابي
البنك عمل خدمة للتعرف علي الحساب إلكترونيا و عاملين لها دعاية جعلتني إشتركت فيها .. و سارت الأمور عدة أشهر علي ما يرام .. ثم فجأة تعطلت .. ليه .. علشان لازم تغير كلمة الدخول كل سنة .. طيب نغيرها .. ودخت السبع دوخات بين البنك و الإلكتروني و الشكاوى .. حتي وضعوا حظر علي الخدمة للأبد علشان شكيتهم .
إظاهر بيختاروا للعمل في البنوك ناس حلوة و شيك و مؤدبين .. و مطيعين لتعليمات البنك المركزى لدرجة الدوجمة ..لو رحت لهم و معاك باسبورت لإثبات الشخصية يرفضوه لازم بطاقة سارية و إلا .
اللي زى بتوع البنوك حضرات الموظفين في المطار ( جوازات و جمارك ) .. كلما عدت من الخارج يلطعوني أكتر من نصف ساعة لأنهم بيبحثوا عن المصايب اللي عملتها أو عملها من إسمه شبه إسمي ..
و اللي معاه دولارات تتصادر .. و اللي معاه دهب يتصادر .. و بعدين يسمحوا بهما ..علشان يلغوا السماح .. علشان يسمحوا .. و تبقي مش عارف تقفل الشباك و لا تفتحه ...و إنت و حظك .. رجل الجمارك بيطبق أى تعليمات
أما موظفي الحكومة و القطاع العام .. فهؤلاء خلقوا كي يضعوا العقبات أمام الناس .. يحمون أنفسهم أولا بتأشيرات غامضة تحمل أكثر من تفسير .. و مع كل جملة يضعون في الإعتبار ما سيقولونه للمحقق سواء من الرقابة الإدارية .. أو النيابة .. التي تمرمط أجدعها شنب لو وقع تحت ضرسها ..
دة غير الحكومة الإلكترونية ..و حواديتها البائسة .. تاخد المستحقات إلكتروني بس الشبكة لا تعمل .. و في أماكن أخرى كاش من فضلك ..و في كل الحالات الوسطاء بيحلوا المشكلة .أو نمتحن بالتابلت .. لا بالورق .. طيب خليها تابلت ..و يضيع جهد الولاد .
و هكذا رغم أن الخروج من الأزمة الإقتصادية التي نعاني منها هي الإنتاج الكثيف الذى يستوعب كل الطاقة البشرية في المجتمع .. لكن يقف حائل أمامه غباء البيروقراطية التي تصادفها إينما توجهت و تجعل فوائد الشهادات في البنوك 27% فتمنع الناس من تمويل مشاريعهم و تجعل العائد من الإستثمار السلبي أعلي من عائد الإنتاج ..
أو العامل المعوق. الثاني أقصد إقتصاد الملأ الأعلي المعفي من كل القوانين و التحميلات ..و لا يمكن منافستة إلا بالكمون تحت مظلته و دفع نسبة من الأرباح مقابل الشعور بإنك محروس من عيون البيروقراطية
ربنا م يحوجكم للتعامل مع الجهاز الحكومي خصوصا لو كنتم مستثمرين أو تريدون عمل بزينيس خاص دون أن يشترك معكم فيه أسيادنا..و يبعد عنكم شرور... الجباة و بتوع التأمينات ..و الصحة و السجل التجارى .. أوالسجل المدني و مكاتب العمل ..والتأمينات و بتوع الإمتحانات و السناتر ..و الناس اللي منقدرش نتكلم عنهم ..و إلا.. نروح في أبو نكلة .

#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات