أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - جذوة الثورة كامنة لم تخمد تحت ركام الخوف















المزيد.....

جذوة الثورة كامنة لم تخمد تحت ركام الخوف


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7837 - 2023 / 12 / 26 - 07:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما وصلت السنة إلي نهايات شهر ديسمبر أتذكربأسي بالغ .. أمي التي رحلت في اليوم الأخير منه .. و أنبل الناس من الشابات والشباب الذين أغتيلوا أو أصيبوا أثناء إشتراكهم في الهبة الشعبية التي قامت في مواجهة حكومة ظالمة .. و ديكتاتور فاسد .
لا أستطيع أن أجد مبررا لوحوش حبيب العادلي الذين أصابوا الضحايا بعجز أقعدهم عن الحياة الطبيعية.. أو هؤلاء الأسرى الذين يقضون زهرة شبابهم في سجون السلطة لانهم كانوا ضمن المتحمسين لرفع الظلم في يوم ما .
هؤلاء الذين دفعوا الثمن غالي من حياتهم و مستقبلهم ذهبوا للمعركة بإرادتهم غضبا و أملا في التغيير .. لم يكن دافعهم الخوف من العقاب الوظيفي كما جنود البغاة .. أو كان هدفهم تأمين دوام وظيفة حكومية بمرتب كبير و عيشة رخية.. ولم يطمع أى منهم في كرسي للسلطة لا يفارقه إلا بالموت .
مرت ثلاثة عشر سنة و مع ذلك كلما رايت صور الشابات والشباب الذين قتلوا في إنتفاضة 2011 .. أو شيماء الصباغ التي أغتيلت في يناير 2015 .. أو ال 72 مشجع أهلاوى الذين ذبحوا داخل ستاد بورسعيد في فبراير 2017.. و سمعت قصص معاناة من عوقوا و فقدوا بصرهم بخرطوش أو رصاصات السلطة أو شوم بلطجيتها ..تملأ الدموع عيني حزنا .. علي شباب رفضوا المذلة و الهوان وكانوا ضحايا غدر بهم .العدو السلطوى .. و لم نقدر مصابهم ..ونسيناهم و نساهم حتي أهلهم .
1 - إقترب يناير يذكرنا بما فعله الإنجليز في قوات الأمن بالأسماعيلية 25 يناير 1952 ..و كيف ضربوا الجنود التي تحمل أسلحة خفيفة قديمة غير فعالة .. بالدبابات و المدافع
و كيف ثارت الجماهير تعاطفا مع الضحايا الذين لم يستسلموا إلا بعد أن فرغت ذخيرتهم .... ثم كيف حرق مجهولين.. مدينة القاهرة في اليوم التالي ..عقابا لاهلها علي مظاهراتهم ضد قوات الإحتلال .. لينتهي الأمر بإجهاض ثورة التحرير المشتعلة .. عن طريق إنقلاب البكباشية في 23 يوليومن نفس السنة .
2 - مرت بعد ذلك فترة سكون طويلة إستغرقت 16 سنة ..لم نسمع فيها للشعب صوتا و لم يلفت نظرنا في الايام الأولي من كل يناير غير أخبار سهرات الكريسماس و راس السنة.. التي كانت تقيمها الفنانات والفنانين في منازلهم ..أو في الملاهي الليلية وكانت مثار حديث الصحافة و الناس .
3 - إستيقظ المارد .. في 21 فبراير 1968 بعد الهزيمة.. فقد قام عمال حلوان بمظاهرات إحتجاجا علي نتائج محاكمات ضباط الطيران.. كانت نتيجتها صدام مع الشرطة و وفاة و جرح وإعتقال العديد من المواطنين.
في 24 فبراير قام الطلاب بإعتصامات بالجامعة تضامنا مع العمال و عملوا مظاهرات وصلت واحدة منها لمجلس الأمة و قابلت السادات الذى أقسم لهم بانه لن يصيبهم ضررا لو كتبوا أسماؤهم في كشف و لكن تم إعتقالهم من منازلهم ليلا..
مطالب هؤلاء الطلاب في (1968) كانت من النضج حتي أنها لازالت طازجة .
(( الإفراج فورا عن جميع الطلاب المعتقلين ... حرية الرأى و الصحافة.... مجلس حر يمارس الحياة النيابية الحقة السليمة ( مجلس الأمة ).... إبعاد المخابرات و المباحث عن الجامعات... إلغاء القوانين المقيدة للحريات و وقف العمل بها.... التحقيق الجدى فى حادث العمال فى حلوان... توضيح الحقيقة فى قضية الطيران .. التحقيق فى انتهاك حرمة الجامعات و اعتداء الشرطة على الطلبة )).
أدى السخط الشعبي لصدور بيان 30 مارس و مراجعة النظام لاسس ممارساته... بحيث لو كان العمر قد طال بعبد الناصر (ففي يقيني ) أنه كان سيخوض معركة تحرير حقيقية للأرض المحتلة .. وسيحدث تغييرات هيكلية إيجابية في إسلوب إدارة المجتمع .
4 - مع يناير نتذكر ايضا الحركة الطلابية في 1972 ..بعد خطاب السادات عن عام الضباب و إعتصام الطلبة في قاعة الإحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة .. ومهاجمة المعتصمين ليلا وإعتقالهم بواسطة الامن المركزى ..ثم عندما إستكمل باقي الطلبة الإعتصام في ميدان التحريرصباح اليوم التالي تم فضه بالقوة فجر 25 يناير بعد عشرة أيام مجيدة لا تنسي جعلت الحكومة تفكر في إنها ء الأزمة علي القناة بالقتال .
5 - و مظاهرات 3 يناير 1973، لطلاب جامعة القاهرة كرد فعل على اعتقال قادة وكوادر الحركة الطلابية في الجامعات المصرية ..فخرجوا إلى الشارع يرفعون شعارات عن قضايا الحريات، والعداء لإسرائيل، حتي قمعتهم قوات الأمن المركزي بكلّ قسوة فجر يوم 4 يناير ، و أعلنت الحكومة إغلاق الجامعات لمدة شهر بدعوى إجازة نصف السنة .
6 - وبإنتفاضة الخبز 18 و 19 يناير 1977 التي سماها السادات بإنتفاضة الحرامية .. و كان نتيجتها الرجوع عن الأجراءات التي أوصي بها مندوبي صندوق النقد مؤقتا ..حتي يتم تمهيد الأرض ليفرضها الجيش قسرا. علي الناس بعد 37 سنة .
7 - وقريبا منها إنتفاضة عساكر الأمن المركزى يوم 25 فبراير 1986 المطالبة بتحسين مستوى حياتهم و أعلان مبارك بعدها حظر التجول ..و نزول الجيش لمواجهتهم .
8 - ثم إنتفاضة الشباب في 25 يناير 2011 التي إستمرت لمدة ثلاثة أسابيع رافعة شعار عيش و حرية و عدالة إجتماعية .. و إنتهت بتكرار ما حدث لثورة الشعب في 52 .إذ أجهضت و جرى تمكين الثورة المضادة وعناصرألامن من كراسي الحكم .
فرضوا بعدها علي الناس الصمت .. و تقبل كل تعليمات صندوق النقد و البنك الدولي .. فزادت الديون .. و إنخفضت قيمة الجنية .. و تضاعفت أسعار السلع ثلاث أو أربع مرات .. و دخلنا في متاهات نظام إقتصادى مركب .. يزيد الفقراء فقرا و يراكم الملايين للمليارديرات.
9 - في يناير 2015 تم إغتيال شابة تحمل الورود لتحي ذكرى أحداث 2011 .. و في فبراير 2017 تم إغتيال 72 من التراس الأهلي في بورسعيد ..و منذ ذلك التاريخ منعوا الناس من الإحتفال بذكرى الثورة أو تواجد مشجعين لمباريات كرة القدم قادرين علي مواجهة الأمن المركزى .
10 - يناير 2024 القادم .. أتممنا دورة كاملة لنعود لنقطة الصفر.. التي كانت في خمسينيات و ستينيات القرن الماضي . إلي الزمن الذى كان فية إنتقادات الناس أقل من أن تتحول لفعل إيجابي ..
فنتحدث عن إنتخابات رئاسية محسومة من قبل أن تبدأ .. و نتعجب أن نسب حضور المصوتين العالية لم تحدث من قبل .. و عن مرشحين كومبارس لم يحصلوا إلا علي أصوات قليلة .. و عن سهرات الكريسماس و رأس السنة المبالغ في أسعارها ((إشتراك الفرد من 4000 إلي 10000 و قد تصل إلي 23000 جنية ))
و هكذا مع برد كيهاك تهب روائح الثورة ..فنتذكر بحزن جارف الذين قهروا ( في يناير و فبراير ) .. ومن غادرنا منهم موتا أو سجنا أو هربا... و من يعيش اليوم مهزوما ،حزينا ، مكلوما ، متضررا .. في مجتمع مبتلي بالإنفصام و نظام غير قابل للإصلاح.
وضع هذه الإنتفاضات جنبا إلي جنب قد يؤدى تأملها إلي فهم أمرين
الأول أن الحكام يتعلمون و يحسنون من أساليب قمعهم و أدواتهم لتدجين الناس و قد نجحوا في ذلك ..أما الشعب فيكرر الأخطاء بسذاجة و عفوية .. رغم أن جذوة الثورة منذ يناير 1952 كامنة لم تخمد تحت ركام الخوف . .
الأمر الثاني أنه لم يكن مقدرا للهبات السابقة أن تؤدى الي تغير الأنظمة ..أو حتي الإصلاح ..بل كانت السبب في أن تقع بلدنا بيد الثورة المضادة .. فتستكمل مخططاتها و تصدر قوانين تثبتها فوق الأطلال ..و تزاول قهرا معيبا .. و يتمادى جباتهم في النهب و إفقار الشعب .
بكلمات أخرى .. ما حدث منذ يناير 1952 .. حتي يناير 2011 كان محاولات لم تنجح لمقاومة الإستعمار و كومبرادورات ينفذون سياساته.
فالتاريخ يعلمنا أن ثورات التحرر لا تحدث بهبات تلقائية بقدر ما تتطلب أن يقودها أحزاب مثل الوفد المصرى أو المؤتمر الهندى أوالمؤتمر الوطني لجنوب إفرقيا .. أو أحزاب لينين وماوتسي تونج و كاسترو و هوشي منه الشيوعية .
حزب له خططة و إستراتيجياته .. و سياستة .. وشعبيته ..و قدرته علي قراءة تخته الرمل . و المناورة بين الهجوم و الدفاع .. وقبول الفشل عدة مرات كدافع للإستمرار حتي النجاح
و هو أمر لم نتعرف علية منذ سقوط حزب الوفد 1954..فلم تتوفر لكل الإنتفاضات السابقة قيادة حزبية واعية تطورها للوصول إلي الأهداف القومية.. بينما كان يقود الطرف الأخر أحزاب في السلطة مثل الإتحاد الإشتراكي و الوطني و نكبة وطن تمتلك الإمكانيات و الكوادر التي تجعلها قادرة علي صد الرغبة في التغيير .. و عمل هجوم مضاد .., تحقيق أهدافها .
كل عام و حضراتكم.. تتذكرون كفاح الشعب و أيامه المجيدة التي عبر فيها عن سخطة.. تضعون باقة من الزهور في مكان إغتيال .. شباب يناير 2011 و شيماء الصباغ.. وتعملون علي تجاوز الهزيمة بالتجمع حول حزب يقود المد المستمر للثورة منذ 1952 رغم إجهاضها بإلانقلابات اليوليوية ..و المجد لذكرى الشهداء و المصابين و الأسرى .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضي قرنين .. هل تعلمنا الهيروغليفية
- فلنعيد كتابة التاريخ العالم تغير
- حامد كان أكثروعيا ..فهاجر
- حوار حول هل نستقبل الغزاوية في مصر
- عبد الناصر بعد الهزيمة
- صعود و سقوط الطبقة الوسطي
- حروب مصر بدأت في فلسطين 1948
- عندما تحيا مصر لثلاث مرات
- عاد مجتمع ال2%
- الدكتور المهندس مصطفي مدبولي
- الإنقلابات العسكرية سبب بلوانا
- نتعاطف .. لكن لن نحارب
- حولوها لحرب ضد المسلمين
- نعوش أطفال غزة.. جرس إنذار
- عصر جليدى مصغر
- لمحات من تاريخ الصراع في فلسطين
- كلام في الحرب بمناسبة 6 أكتوبر
- (جولدا )..و حرب أكتوبر
- لم يشرق بعد فجر الرجاء
- بعد خمسين سنة .. من المنتصر


المزيد.....




- أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- صحة غزة: جميع سكان القطاع يشربون مياها غير آمنة (صور)
- تقرير استخباراتي أمريكي: بوتين لم يأمر بقتل المعارض الروسي ن ...
- مسؤول أمريكي يحذر من اجتياح رفح: إسرائيل دمرت خان يونس بحثا ...
- شاهد: احتفالات صاخبة في هولندا بعيد ميلاد الملك فيليم ألكسند ...
- مليارات الزيزان تستعد لغزو الولايات المتحدة الأمريكية
- -تحالف أسطول الحرية- يكشف عن تدخل إسرائيلي يعطل وصول سفن الم ...
- انطلاق مسيرة ضخمة تضامنا مع غزة من أمام مبنى البرلمان البريط ...
- بوغدانوف يبحث مع مبعوثي -بريكس- الوضع في غزة وقضايا المنطقة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - جذوة الثورة كامنة لم تخمد تحت ركام الخوف