أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية














المزيد.....

وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية


حسن احمد عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7856 - 2024 / 1 / 14 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثمة وجه اخر للدعوى المرفوعة من جونب افريقيا ضد اسرائيل، وهي انتهاء مسرحية "المحرقة" التي تاجرت فيها تل ابيب طوال سبعة عقود، وانكشاف الوجه الحقيقي لاسرائيل التي قامت اساسا على نفي وجود الاخر لتكتسب شرعية مزعومة من خلال المقولة التي اطلقها هرتزل: "فلسطين ارض بلا شعب لشعب بلا ارض".
لا شك ان تمثيل دور الضحية طوال العقود الماضية، كان السبب بالاضطهاد الكبير للفلسطينيين والعرب، ومبررا لارتكاب المجازر، بدءا منذ العام 1948 حتى اليوم، لان الرؤية كانت "ان العرب سيقضون علينا، ويعملون على اباداتنا"، ولهذا كانت مرافعة الفريق الاسرائيلي في لاهاي مبنية على هذه النظرة غير المنطقية والمضادة لفلسفة القانون، وجعلت مسألة الهجوم على مستعمرات حدود غزة انها عملية من اجل الابادة الجماعية.
في هذا الشأن لا بد ان يتناسى المجرم الاسباب التي ادت الى رد الضحية ععل جرائمه، فهو لا يعترف اساسا بوجود الاخر، وبالتالي يعتبر اي رد فعل على جرائمه بمثابة عدوان عليه، واذا اخذنا بعين الاعتبار تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشأن الابادة مستعينا بنص توراتي، لان في العقل الباطن الجمعي الاسرائيلي الاخر لا حقوق له، فان الابادة ضد الفلسطينيين هي سياسة راسخ في العقل الصهيوني.
هنا لا بد من التذكير ان التراكمات الجنائية لا تسقط مع الزمن، ولا تنفصل عن بعضها بعضا، فهي سلسلة مترابطة، اذ ان الفعل الاول يقابله رد وتتكرر ردود الفعل بين المجرم والضحية، لكن يتحمل مسؤوليتها مرتكب الجريمة الاولى.
ولما يكون المجرم يعمل على اساس نتائج مسبقة ليست مرتبطة بالضحية، انما هي صادرة عن مجرم اخر، عندها يتصور ان قتل الضحية هو قتل للمجرم التاريخي، اي باختصار، ان الممارسات الاوروبية ضد اليهود، قبل النازية، وخلال الحرب العالمية الثانية، منفصلة تماما عما يرتكبه الاسرائيلي منذ العام 1908 حتى اليوم ضد الشعب الفلسطيني، بل ان مجازره سابقة للممارسات العدوانية التي ارتكبها النازيون ضد اليهود، وبقية الاقليات العرقية الاخرى، ولا علاقة بين الفلسطيني والاوروبي في هذا الشأن، الا من خلال المزاعم الاوروبية بشأن الاستيطان اليهودي في فلسطين، والخطة التي وضعها نابليون في القرن الثامن عشر من اجل قطع الطريق بين المشرق العربي والمغرب لاضعاف الدولة العثمانية.
تاريخيا ارتكبت المنظمات الارهابية الصهيونية افعالا جرمية ضد دول وافراد من اجل تبرير عدوانه على هذا البلد او ذاك، واتهمت فيها جماعات في تلك الدول، او وشنت الحرب بذريعة "الدفاع من النفس الاستباقي"، كما فعلت في لبنان اعوام 1948و 1970 و1971 و1972، وايضا عام 1978 حين شنت حربا على لبنان بذريعة ابعاد المسلحين الفلسطينيين الى ما بعد الليطاني، وعملت على اقامة منطقة عازلة، واستعانت بالميليشيا العميلة لها للسيطرة عليها، واسمتها "دولة لبنان الحر"، اما العدوان الاكبر فكان في العام 1982 حين رتبت مسرحية اغتيال سفير اسرائيل في لندن كي تبرر غزوها للبنان، والذي فيها احتلت العاصمة بيروت، وفرضت رئيس جمهورية بالقوة.
اليوم وحين تمثل اسرائيل امام محكمة العدل الدولية فهي تستند الى ارث عدم المحاسبة على كل جرائمها، والدعم الاوروبي والاميركي، وهي ذهبت الى لاهاي على هذا الاساس، وعرضت حججها بنوع من الاستخفاف، معتبرة ان ما تسوقه من مزاعم سينطلي على المحكمة، وانها تجدد مزاعم الابادة الاوروبية – النازية لليهود كي تستدر العطف.
سقطت كل هذه الترهات، وبدلا من استدرار العطف وقعت في فخ شر اعمالها، وفي هذا الشأن كتب كبير المستشارين القانونيين في "هيومن رايتس ووتش" كليف بالدوين ان "لا يكفي ببساطة الاكتفاء بقول إنّ المدنيين ليسوا هدافا للهجمات؛ يفرض القانون الإنساني الدولي على أطراف النزاع اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليص الضرر اللاحق بالمدنيين والأعيان المدنيّة، وتُحظر أيضا الهجمات التي لا تُفرّق بين المقاتلين والمدنيين أو التي يُتوقع أن تتسبّب في أضرار غير متناسبة للسكّان المدنيين مقارنة بالمكاسب العسكريّة"، وهذا لم تتلزمه اسرائيل طوال العقود الماضية.
لكل هذا مهما كان قرار محكمة العدل الدولية، الا ان هناك حقيقة واحدة تاريخية واخلاقية وقانونية جرى اثباتها بمجرد مثول اسرائيل امام المحكمة، وهي ان مزاعم "المحرقة" التي استثمارتها تل ابيب طول سبعة عقود، باتت ورقة خاسرة اليوم، واصبح من كان يزعم انه ضحية تاريخية هو المجرم، وهذا قد يفتح الملفات المغلقة بشأن دور الصهيونية في الممارسات الاوروبية، وكيف استفادت منها لخلق رأي عام يخدم هدفها هو اقامة اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني.
كاتب، صحافي لبناني



#حسن_احمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم التالي في اسرائيل بعد الحرب
- ماذا يعني استحضار القرار 1701 في العدوان على غزة؟
- ابواق اسرائيلية ... بلسان عربي
- هل يعود هرتزل من قبره لتنفيذ مخطط التهجير الكبير؟
- محمد ضيف يقول لنابيلون: بضاعتكم ها هي ترد اليكم
- طوفان الاقصى... والاهتراء الاسرائيلي
- كلنا فاسدون... بارادتنا او رغما عنا
- عندما يتفق العرب على -ظل الحمار- تحل مشكلاتهم
- بين الكحالة والمصرف المركزي... ضاع الشعب اللبناني
- عندما غاب مفهوم المواطنة سادت الفوضى في لبنان
- الشعب اللبناني... يداوي وجعه بثرارة السياسيين
- لبنان... مسلسل الشواغر يفتك بالمؤسسات
- قانون ساكسونيا يحكم لبنان
- الخرق المستمر للدستور اللبناني ... ورش الملح على الجرح
- عندما تحكم السخافة دولة... لبنان مثالا
- حاكم مصرف لبنان وغرائبية محاكمته واسبابها
- التنظيف الاجتماعي... نظرية وحوش المال للبقاء
- ماذا يعني اصدار فئات عملة جديدة في لبنان؟
- لبنان ... والنحر المتعمد
- الفراغ الرئاسي في لبنان قديم يتجدد... وسيتجدد


المزيد.....




- إسرائيل تكشف هوية جثة رهينة رابعة استعيدت من غزة بعد يوم من ...
- خبير: روسيا والصين تسعيان إلى بناء نظام عالمي عادل
- سبب الارتباك الأميركي أمام موقف الصين وروسيا من تايوان
- ناريندرا مودي: عقد من الشعبية والاستقطاب السياسي في الهند
- خبير: زيلينسكي يشعر بخيبة أمل بعد زيارة بلينكن إلى كييف
- خبير: العلاقة الودية بين بوتين وشي جين بينغ تمثل كابوسا استر ...
- مقتل 20 فلسطينيا وعشرات الجرحى والمفقودين في غارة إسرائيلية ...
- وزير الداخلية الأردني: لا دليل ملموسا على وقوف دولة بعينها و ...
- أداة بيولوجية قوية لمكافحة تغير المناخ!
- دراسة: -كوفيد- ما يزال أكثر فتكا من الإنفلونزا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن احمد عبدالله - وجه اسرائيل الحقيقي انكشف في محكمة العدل الدولية