أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - في العراق.. الحزب أحزاباً














المزيد.....

في العراق.. الحزب أحزاباً


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 7835 - 2023 / 12 / 24 - 23:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب في العراق قبل 2003 كانت محدودة ، ومعروفة من حيث اسمائها وتاريخها وأيديولوجياتها ،ولكن بعد الاحتلال لغاية نهاية (2023) وصلت إلى( 316 ) منها (261 ) مجازة رسميا و(55) قيد التأسيس حسب ما معلن من قبل دائرة الأحزاب في المفوضية العليا للانتخابات، هذه الأحزاب هي عبارة عن دكاكين تجارية هدفها الدخول إلى الانتخابات للحصول على المناصب الحيوية وسرقة المال العام على حساب العراق وأهله ، جميع هذه الأحزاب تفتقد للهيكلة والبرامج ، وتكاثرت مثل الخلايا السرطانية ، لغياب الحوكمة والمسائلة والتقييم والدافع الوطني ، مصادرها المالية غير خاضعة للرقابة رغم وضوح المادة (33) من قانون الأحزاب رقم 36 لسنة (2015)، التي حصرت مصادر تمويل الاحزاب بالاشتراكات الداخلية والتبرعات والاستثمارات الداخلية, وإنها اشترطت الإعلان عن كل موارد الحزب في جريدة الحزب والتصريح بها أمام ديوان الرقابة المالية في تقريرها السنوي الذي يفترض رفعه لمجلسي النواب والوزراء ودائرة الاحزاب. كما أنها منعت من السماح للتمويل الخارجي المادة (37/ثانياً). من جانب آخر منعت الاحزاب من استغلال نفوذها في مؤسسات الدولة وشركاتها المادة (37/أولاً) أو ممارسة أي نشاط سياسي في الدوائر الحكومية والمؤسسات العامة واستغلالها لتحقيق مكاسب حزبية او سياسية المادة (24/خامساً ), كما حظرت من التنظيم والاستقطاب الحزبي في صفوف الجيش والمؤسسات الأمنية الاخرى والقضاء والهيئات المستقلة المادة (25/رابعاً).وجميع هذه الأحزاب تخالف ما ورد في النصوص القانونية أعلاه.
زعماء أحزاب ائتلاف إدارة الدولة هم حيتان الفساد ومعاول تهديم العراق دون استثناء، وأحزابهم الدكاكين موجودة في البرلمان ومجالس المحافظات الفاسدة ، وهي نفسها من تترأس الدولة العميقة صاحبة القرار الأول سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا خاصة الإطارية. ورغم منع قانون الأحزاب من تشكيل أذرع ميليشياوية مرتبطة بالأحزاب ، إلى أن جميعها لها اجنحة مسلحة تمارس العنف ضد المواطن والدولة ، وهي تمثل الأداة التنفيذية للمشروع الإيراني في العراق .
كما أن الأحزاب الرئيسية بمختلف مشاربها " تلد " أحزاباً جديدة في كل موسم انتخابي برلماني أو محلي لعدم مغادرة السلطة، واستمرار تدفق المال العام عليها، من خلال المشاريع الوهمية ، والعقود الفاسدة ، إلى أن أوصلت البلد عما هو عليه الآن.
وبين فترة وأخرى تقوم ميليشيات هذه الأحزاب في بغداد وباقي المدن الأخرى باستعراضات عسكرية ، واحيانا التصادم مع القوات النظامية ، التي أصبحت من الظواهر الواضحة لحكومات التبعية ، بسبب الصراع المستمر على النفوذ ، وليس من أجل المصلحة الوطنية ، وجميعها تشترك في "الخيانة ، اللصوصية ، تكريس التخلف ، اضعاف البلد" لخدمة الأجندة الخارجية.

هذه ليست أحزاب بناء ، بل مافيات ، ومقاطعة 80% من الشعب العراقي لانتخابات مجالس المحافظات لعام(2023) دليل على الرفض الجماهيري لها، لأنها السبب الرئيسي في الوضع المأساوي للبلاد جراء النظام السياسي الطائفي التحاصصي الميليشياوي، وكذلك غياب قوة القانون.
مخطئ من يدعي إصلاح الوضع العراقي أو حتى إجراء تغيير بوجود هذا النظام من خلال الانتخابات التي تشرف عليها نفس الأحزاب الفاسدة المتمسكة بالسلطة والتي اعتادت على استغلال الانتخابات لصالحها وتمرير مخططاتها وقتل ابسط احلام المواطن، فهي تتعامل مع الديموقراطية بطريقة انتقائية، تؤمن بالانتخابات ولكنها لا تؤمن بالحقوق والحريات التي تندرج ضمن مبادئ الديموقراطية .
دون إصلاح النظام الحزبي لايمكن إصلاح النظام السياسي، وإنتاج حكومات متجانسة وقوية وفعالة. وأن تأخر إعلان موت هذه الأحزاب الفاسدة ليس بسبب قوتها ، وإنما لعدم توفر البديل لكي يفرض نفسه، ومن هذا المنطلق يجب أن يعي العراقيون خطورة الوضع في وطنهم ويرفضوا التعامل مع السلطة المتحايلة ويحرصوا على التغيير الجذري وتشكيل حكومة وطنية من كفاءات الداخل والخارج ،والبداية من الاعتصام السلمي.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران ضحكت على حماس.. سقطت غزة
- الفوضى سيدة المشهد السياسي العراقي
- إيران: العراق كش
- عودة مجالس المحافظات تكريسا للفساد والفشل
- العراق بعد 2003..الدولة الفاشلة
- إيران المُدللة
- المرجعية إمبراطورية مالية
- الخيانة والوطنية نقيضان لايلتقيان
- استقرار العراق بإسقاط النظام السياسي
- لن يستقر العراق إلا بتحقيق الدولة المدنية
- لا أغلبية ولا توافقية ..نعم للتغيير
- حكومات متعددة يجمعها الفساد والخراب
- سيناريوهات تشكيل الكتلة الأكبر 2021/2022
- يرفضون النتائج الانتخابية وأعمالهم الإرهابية لن تنسى
- الانتخابات الخامسة لن تحقق مطالب الشعب
- تصرف الوزير الإيراني المستفز في مؤتمر-بغداد للتعاون والشراكة ...
- ( مؤتمر دول الجوار العراقي) ليس من أجل العراق
- أين يكمن الخلل الأمني في ظل حكومة الكاظمي؟
- حكومة الإنقاذ الوطني الخيار الوحيد لإنقاذ العراق من الانهيار ...
- الحقيقة التي يخاف منها الكثير.. استقرار العراق بإلغاء الحشد ...


المزيد.....




- قد تعرض حياتك للخطر.. كيف تتفادى الاصطدام بغزال شارد في أمري ...
- نواب ديمقراطيون يطالبون بالضغط على إسرائيل لزيادة مساعدات غز ...
- تعزيز الإجراءات الأمنية في القدس قبل انبثاق النار المقدسة
- سياسي فرنسي يحذر من تداعيات إرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا ...
- الجيش الأوكراني يشتكي من الحالة التقنية السيئة لراجمات الصوا ...
- ابتكار -بلاستيك حي- يحتوي على جراثيم تمكنه من التحلل
- طبيبة توضح فوائد وأضرار القهوة الصباحية
- وفد حماس ومدير CIA يصلان إلى القاهرة في إطار مفاوضات غزة
- رئيس لاوس يزور روسيا للمشاركة في احتفالات عيد النصر يوم 9 ما ...
- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت تكشف دوافع استقالتها من وزا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - في العراق.. الحزب أحزاباً