أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - حكومات متعددة يجمعها الفساد والخراب














المزيد.....

حكومات متعددة يجمعها الفساد والخراب


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 7168 - 2022 / 2 / 20 - 23:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ (2003 ) يقع العراق في ذيل مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية ليكون من اكثر بلدان العالم فساداً، وهـو مـا يشـغل المجتمـع العراقـي والمجتمـع الـدولي لانحسار فرص التنمية والاستثمار وتقويض الأمن والاستقرار، ولـم يشـهد العـراق حتـى فــي زمــن النظام السابق ،استشــراء الفســاد السياســي واتســاع دائرتــه، وتشــابك حلقاته، وترابط آلياته، مثل ما بعد الأحتلال، مما يهدد اسـتقرار البلاد ويعرقـل بنـاء الدولة المدنية، ومسـيرة التنميـة الاقتصادية. وقد انشغلت الحكومات وأحزابها طيلة السنوات الماضية في نهب ثروات العراق ، هذه الأحزاب التــي تفضــل مصــالحها الخاصــة علــى المصلحة العامة، والحكومة تمثل عندهم مصدرا للثراء، حتى وصل الأمر إلى اعتماد آلية المساومة للتغطية على الفسـاد، وجميع الأطراف قد اشتركت وتقاسمت في (الكعكة) بعناوين واساليب مختلفة .وهي متفقة جميعها على بقاء نظام المحاصصة والطائفية لإبقـاء الأوضـاع علـى حالهـا، ومـن ضـمن هـذه الاتفاقيـات، تمرير العقود من خلال المكاتب الاقتصادية لتلك الأحزاب ممـا عمـق الفسـاد لدرجة شرعنته وسـهل ممارسته ، وأصبحت سرقة موارد الدولة ثقافة وشجاعة خلافا للمنظومة القيمية والوطنية.
إن الأحزاب المتنفذة التي تمثل الدولة العميقة خلقت علاقات غيـر قانونيـة داخل منظومة الدولة ، ومنذ أول حكومة بعد (2003 ) إلى ( 2022) لم تتخذ أي إجراء قانوني ضد الفساد والفاسدين ، إلى أن اصبح العراق دولة فاشلة ومديونية نحو (134) مليار دولار وتدمير البلاد والعباد جراء الفشل والفساد والتبعية .
وشعارات الإصلاح والبناء التي تطرحها تلك الأحزاب في المنابر الإعلامية قبل كل انتخابات هي كذبة كبيرة ،لما لهذه الكلمة من سحر في وجدان الناس، وما زالت هذه الأحزاب دون استثناء تعمل على تجسيد واقع المحاصصة عند تشكل كل حكومة لغرض تحقيق مصالحها رغم معاناة الشعب من الفقر والبطالة وإنعدام الخدمات ، حتى وصل الأمر إلى التلويح بإفلاس الدولة والعجز الشديد في موازناتها العامة.
إن احد اهم مشاكل هذه الاحزاب التي تحكم العراق هي غياب الرؤى الاستراتيجية لبناء الدولة المدنية التي تعتمد على الهوية الوطنية الجامعة بعيدا عن كل المسميات المذهبية العنصرية الطائفية ، وعندما نقول الدولة المدنية غير المرتبطة بتبعات سياسية وتمتلك استقلالية وطنية تامة في القرارات المصيرية ،وتقوم على قيم المواطنة والمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة المستدامة، وتصون حقوق الإنسان، وتحقق السلم الأهلي وترفض ثقافة ومناهج الإقصاء. ومحاربة الفساد ونشر ثقافة المحاسبة والمساءلة وحرمة المساس بالمال العام، وتولي الوظائف العامة وفقًا لمعايير الكفاءة، ومحاربة الطائفية والمحسوبية والقبلية وتعزيز قوة القانون .
أما بقاء البلد تحت وطأة حكومات أحزاب الفساد والميليشيات التي اثبتت واعترفت بفشلها وعلى لسانها في السر والعلن بانها عجزت عن تقديم الخدمات للعراقيين سيكون مستقبل البلد نحو الانهيار الكامل. وقد يتبادر سؤال مهم ، ما معنى وفائدة اعتذار واعتراف القادة والسياسيين بفشلهم ونحن ما زلنا في اسوء احوالنا وفي خضم كل هذه الاوضاع وميادينها المضطربة نتمسك بالمحاصصة بيت الداء ونحن نشهد النقاشات والحوارات الجارية لتشكيل حكومة من نفس ادوات الخراب والفساد والتبعية. وسؤال آخر، هل تستطيع الحكومة الجديدة، سواء كانت ذات أغلبية وطنية أو توافقية، مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، في القضاء على الفساد وتفكيك المليشيات. ومعركة حسم رئاستي الجمهورية والوزراء ، يجب أن لاتكون على حساب تهديد السلم الأهلي المجتمعي.
على الجميع العمل على تقوية مؤسسات الدولة وتطبيق القانون وتعزيز قدرات القوات المسلحة والقضاء على الفساد والطائفية،باختصار شديد، لا اصلاح بدون حل الحشد الشعبي، وتقديم زعماء الاحزاب المتنفذة وميليشياتهم الى المحاكم العادلة ، وتعديل الدستور ، وفصل الدين عن السياسة، وإصلاح المنظومة القضائية، وتشكيل حكومة من التكنوقراط المستقل الكفوء، وإرساء وتثبيت أركان النظام الديمقراطي فكرا ونهجا، واستكمال السيادة الوطنية وإعادة الأعمار، ووضع العراق على طريق البناء والنهوض الاقتصادي والاجتماعي ، وغير ذلك هراء.



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات تشكيل الكتلة الأكبر 2021/2022
- يرفضون النتائج الانتخابية وأعمالهم الإرهابية لن تنسى
- الانتخابات الخامسة لن تحقق مطالب الشعب
- تصرف الوزير الإيراني المستفز في مؤتمر-بغداد للتعاون والشراكة ...
- ( مؤتمر دول الجوار العراقي) ليس من أجل العراق
- أين يكمن الخلل الأمني في ظل حكومة الكاظمي؟
- حكومة الإنقاذ الوطني الخيار الوحيد لإنقاذ العراق من الانهيار ...
- الحقيقة التي يخاف منها الكثير.. استقرار العراق بإلغاء الحشد ...
- المؤامرة الكبرى ..ماذا يعني أمر الكاظمي بالربط السككي مع إير ...
- إستقالة الكاظمي أصبحت ضرورة وطنية
- الحكم السياسي الشيعي دمار العراق
- السيد الكاظمي.. ماذا اِستفاد الشعب من أغنية -أم العيون السود ...
- السيد الكاظمي أنت لاتجيد الرقص مع رؤوس الثعابين
- لا مستقبل للعراق في ظل منظومة الفساد والتبعية
- انتخابات تحت فوهات الكواتم والفساد والنفوذ الإيراني لا خير ف ...
- حصر السلاح بيد الدولة بهذه الطريقة ...
- الحوار العراقي الأمريكي.. فاقد الشيء لا يعطيه
- دولة الرئيس،. العراق بحاجة إلى فعل وليس لمقال
- هل تنجح حكومة الكاظمي في تجاوز التحديات؟
- في الهدف


المزيد.....




- فيديو متداول لـ-فرار شخصيات إيرانية بارزة- بعد النزاع مع إسر ...
- مقتل رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني
- حادثة تحطم منطادين سياحيين في أكسراي تودي بحياة شخص وإصابة 3 ...
- -واشنطن بوست-: مسؤول سوري كبير سابق يعترف بأن الأسد شخصيا أم ...
- -نشوة البداية وخيبة النهاية-.. لواء إسرائيلي يكشف عن شلل ستع ...
- مصادر عبرية: هجوم إيراني يمني وشيك على إسرائيل
- تطورات الحرب الإسرائيلية الإيرانية في مرآة الصحافة الفارسية ...
- روسيا تسلم أوكرانيا جثث 1200 من قتلى الحرب
- لماذا يستولي جيش الاحتلال على منازل الفلسطينيين في الضفة؟
- ما وراء -طوارئ ترامب- الزائفة


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - حكومات متعددة يجمعها الفساد والخراب