أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - جماليات الصور الشعرية..وتجليات المبنى والمعنى..في قصيدة الشاعر الجزائري القدير عادل قاسم (قراءة متعجلة)














المزيد.....

جماليات الصور الشعرية..وتجليات المبنى والمعنى..في قصيدة الشاعر الجزائري القدير عادل قاسم (قراءة متعجلة)


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 00:17
المحور: الادب والفن
    


"أعدّي لي الأرض كي أستريح،فإني أحبّك حتّى التّعب.."(محمود درويش)

تصدير : تفيض-قصيدة الشاعر عادل قاسم-بتجربة مفعمة بالحب والإبداع،بوصفها جرعة حياة وأملا للإنسان عبر استعارات استمدها من عالم مليء بالمشاهد والصور.(الناقد)

-تنويه: عندما أتناول أي عمل شعري استقراءا أو نقدا،أحاول بادئا ببدء الغوص في هواجس الشاعر والتنقيب فيها،محاورا "رموزها وايحاءاتها" غير غافل عن السلامة العروضية بما تشتمله من لوازم واتساق وتناغم الجرس الموسيقي،وكذلك أستنطق المفردات من حيث خدمتها لموضوع القصيدة،ومن ثم أقتفي البديع والمحسنات اللفظية لأخلص في النهاية إلى رؤية شمولية ما استطعت لذلك سبيلا..


من المعلوم أنَّ الحبَ كحالة إنسانية سامية،وما يكتنفه من لواعج العشق وصور الجمال،شكل على مدى العصور حافزاً قوياً لإثارة إبداع الشعراء،فضلاً عن مساهمة إبداعية المنجز الشعري بفاعليةٍ في تميز بعض الشعراء عن نظرائهم.
ولا ريب أنَّ إبداعَ الشاعر يرتكز بشكلٍ أساس على الموهبة المقترنة بتنوع مصادر المعرفة التي يوظفها هذا الشاعر أو ذاك لرغبةٍ جامحة في التعبير عما يشعر به،أو قد يوجه بوصلتها نحو بلوغ المجد والإحساس بالتميز حيناً ما،مع العرض أنَّ الشعورَ الخفي الذي يؤرق الشاعر، ويرغب البوح به قصد إيصاله إلى المتلقي،يبقى على الدوام رهين ما يمتلكه من أدواتِ البناء الشعري التي بوسعها ترجمة ما بداخله من رؤى،وما يطرق في ذهنه من هواجس.
إنَّ القراءةَ المتأنية لهذه القصيدة الرائعة"دعيني أحبك كما أشاء"،تظهر بشكلٍ جلي أنَّ عاطفةَ الحب الصادق المقرونة بمسحة الجمال تشكل أبرز الينابيع التي أثارت قريحة الشاعر الفذ عادل قاسم الإبداعية،وحفزته على البوح شعراً،فقد كانت القصيدة الوجدانية تشكل سمته الأساسية، وتعكس ما يخالج نفس الشاعر من مشاعرٍ جياشة ومتدفقة بالوجد والحب،والتحرق عطشاً وشوقاً صوب الجمال.
والمتوجب إدراكه أنَّ الجمالَ في تشكيل هذه القصيدة (وهذا الرأي يخصني)مغمساً بالصدق والنقاء والطهارة..
إنه ينحو منحى الفلاسفة في اعتماده على المنطق لإثبات معتقده،فالحب عنده اعتقاد كالإيمان، والاعتقاد يترتب عليه التجربة للوصول إلى اليقين " في كل الأنحاء لا أزال ماضيا/ كي لا تتمزّق عصارة التَنَبُّؤ المعتّق"،وقد خاض الشاعر غمار العشق ونازل الهوى،فخلُص إلى أن المحبوبة هي مصدر كل المعاني والتراكيب التي شكّلت قصيدته.فإذا ما بدر عنها علامات"المكر"يتَبَدَّى آنذاك الإِفْتِداءٌ" وتتحوّل القصيدة تعويضا فنيا يطفئ به الشاعر عواطفه الملتهبة..
وهنا نستخلص أن العشق حقيقة مفعمة بالألم،والخوف،واللّهفة،والشّوق والتوجّس.مقتضياته شديدة،وأحكامه قاسية لطيفة،ومنطقه صارم قويّ عذب رقيق."دعيني أربك حاضرك ساعة اللقاء /ربما تتكسّر قواعد الحب/وأكتشف شجرة المَكْرٌ.."
دعيني أحبك كما أشاء
إِن أحببتي فَلَا تَسْأَلينِي عَنْ شَيْءٍ
حَتَّى أُبيِّن لك ما خَبا
ريثما تتضح الرؤى
سماء قلبي مغيمة
رياحه هوجاء
في كل الأنحاء لا أزال ماضيا
كي لا تتمزّق عصارة التَنَبُّؤ المعتّق
أغطّيك بخمر التَرَقُّب
دعيني أربك حاضرك ساعة اللقاء
ربما تتكسّر قواعد الحب
وأكتشف شجرة المَكْرٌ
أُنْشِئُ ظلالها ...
آنذاك يتَبَدَّى الإِفْتِداءٌ
حينذاك ينكشف ما وراء الغطاء
دعيني أحبك كما أشاء
عادل قاسم-الجزائر
الشعر توأم الحب وصنوه،لا يخلو شعر من أبيات الحب،ولا تخلو قصة حب من أبيات ينبض بها المحبون،وكلما كان الحب مربكا وعنيفاً،كان الشعر أغزر وأكثف،وكما تطلع أزهار اللوز في موعدها ينبت الشعراء العاشقين في موعدهم.ولم يتأخر الشاعر الجزائري السامق الأستاذ عادل قاسم عن-موعد الحب-وجسّد-حضوره-عبر قصيدة وجدانية في منتهى الروعة والجمال..مبنى..ومعنى..
لقد تفاعل هذا الشاعر المتميز أ-عادل قاسم مع الحب بطريقته الخاصة (دعيني أحبك كما أشاء)،ولم ينفصل عن الحبّ في عدد من قصائده،هذا الإتصال مع الحبّ هو اتصال مع مصدر غني بالجمال،وبكل مايغني الذوق ويسمو بالإنسان نحو الوعي الراقي والإدراك المميز لجماليات الحياة والوجود.
وأخير،وعلى سبيل الختام..قصيدة "دعيني أحبك كما أشاء" للشاعر الجزائري القدير الأستاذ عادل قاسم تنبض بملامح وجماليات فنية أخرى وتشابكات استعارية ودلالية عديدة،استطاع بها الشاعر أن يخلق مشهدا شعريا متناغما ومنسجما،مما يعد بأعمال أخرى آتية بزخم شعري أنضج.
وحريّ بكلّ من يقرأ هذه القصيدة أن يعانقَ فيها جماليات اللغة في ألفاظها وتراكيبها،وبدائع الصور في مجازاتها وانثيالاتها،وأسرار المعاني في توهّجها وانهمارها.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش اليوم العالميّ للّغة العربيّة* شعراء عرب يتغزلون في ...
- تمظهرات صهيل الشوق..ولوعة الغياب في قصيدة الشاعر التونسي الك ...
- إشراقات العشق..وتجليات اللغة في قصة -عشق معتّق- للكاتبة العر ...
- ثلة من الشعراء التونسيين يكتبون بحبر الروح ودم القصيدة..انتص ...
- الشاعر التونسي الألمعي د-طاهر مشي : شاعريته تتألق في سماء ال ...
- تجليات الذاتِ الأنثوية..في أفق قصيدة النثر النسوية العربية و ...
- حين يتخفى الشعر..في قناع الوَجَع..قراءة فنية متعجلة في قصيدة ...
- الإدهاش الإبداعي..في أفق قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر ...
- على هامش الحرب-القروسطية-على غزة..أرض العزة غزة: درب الآلام. ...
- حين يتخفى الشعر..في قناع الوَجَع.. قراءة فنية متعجلة في قصيد ...
- قراءة فنية-متعجلة- في قصة قصيرة -قدر الأمواج- للكاتبة التونس ...
- التموجات الدلالية للقصيدة الومضة-لدى الشاعرة التونسية القدير ...
- إشراقات الحب وإيقاعاته -في-إستمِرّي سيّدتي- للشاعر التونسي ا ...
- حضور فلسطين في ثوب إبداعي مطرز بالرفض والصمود والتحدي..في قص ...
- جماليات اللغة الشعرية في تجلياتها التركيبية والدلالية.وعمق ا ...
- الشاعرة التونسية السامقة أ-نعيمة المديوني..تضيء ذاكرة الوطن. ...
- قراءة جمالية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -قصيد ...
- قراءة متأنية في-قصة قصيرة-جدا منبجسة من ثقوب الوَجَع..-حدث ذ ...
- غزة-مدينة أسطورية-تروي لنا بطولات الأجداد وملاحم الأحفاد..وت ...
- على هامش ملحمة العزة بقطاع غزة-غزة-مدينة أسطورية-تروي لنا بط ...


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - جماليات الصور الشعرية..وتجليات المبنى والمعنى..في قصيدة الشاعر الجزائري القدير عادل قاسم (قراءة متعجلة)