أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - على هامش اليوم العالميّ للّغة العربيّة* شعراء عرب يتغزلون في سحر لغة الضاد وعبقريتها (قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي-سحر الضاد..يأسرني- نموذجا)















المزيد.....

على هامش اليوم العالميّ للّغة العربيّة* شعراء عرب يتغزلون في سحر لغة الضاد وعبقريتها (قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي-سحر الضاد..يأسرني- نموذجا)


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7830 - 2023 / 12 / 19 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


تصدير : إن الذي ملأ اللغات محاسنا..جعل الجمال وسره في الضاد-أحمد شوقي-

اللغة العربية،هي لغة الضاد،ولغة المعاني والمفردات الثرية،وهي التي تغنى بكلماتها شعراء العالم واستلهم منها الأدباء رواياتهم وكتبهم.
وتحتلُ اللغة العربية مكانةً مرموقة بينَ لغات العالم،فهي لغة القرآن الكريم ولغةُ أهل الجنة.
لغة الضاد فيها من السحر والبيان ما لا يوجد في أي لغةٍ أخرى،وهي من أكثر اللغات انتشارًا في العالم،ويتحدث بها عدد كبير من الناس في مختلف بقاع العالم وليس في الوطن العربي فقط.
وتعتبر اللغة العربية من أكثر اللغات غزارة من حيث المادة اللغوية،كما أنها من اللغات الحية التي تضم مفرداتٍ كثيرة ومترادفاتٍ لا يوجد مثلُها في لغةٍ أخرى.
وتغنى الشعراء بحبهم للغة الضاد وقالوا فيها من الكلام أجمله،إذ كتب الشاعر حافظ إبراهيم قصيدة "اللغة العربية"،ومن أشهر أبياتها: "أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي".
كما قال فيها الشاعر حمد بن خليفة أبو شهاب: "لغة القرآن يا شمس الهدى..صانك الرحمن من كيد العدى".
وفي حب العربية نظم الشاعر صباح الحكيم قصيدة لغة الضاد قائلا: "أنا لا أكتبُ حتى أشتهرْ.. ولا أكتبُ كي أرقى القمرْ..أنا لا أكتب إلا لغة في فؤادي سكنت منذ الصغرْ".
فيما تغزل من خلالها المتنبي بمحبوته العربية بقصيدة لغة الأجداد قائلا: "لغة الأجداد هذي رفع الله لواها..فأعيدوا يا بنيها نهضة تحيي رجاها".
وفي عشق اللغة العربية،قال الشاعر عبدالرحيم الصغير: "طلعتْ..فالمَولِدُ مجهولُ..لغة ٌ في الظُلمةِ.. قِنديلُ" وذلك بقصيدته "اللغة العربية"،كما نحت الشاعر وديع عقيل أبياتا دفاعا عن العربية بقصيدة "لا تقل عن لغتي".
وفي سحرها المذهل ووهجها الخلاّب (اللغة العربية) نسج الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي خيوط قصيدته الرائعة الموسومة ب"سحر الضاد..يأسرني" حيث قال :
فَمَا عَبثًا هَوَاهَا قَد بُلِيت
وَمَا عَبَثا يُسَامِرُها الرّواةُ
وَمِن عِشْقي لَها نَزَفَت عُرُوقي
وَمِن شَغَــفِي بهَا حفل الحُمَاة
وَأَشْرَقَتِ الحَيَاة بِهَا كشَمْسٍ
وَنُور العَالمِين لَها هِبَات
بِيُوت الشّعر تجْري سَلسَبيلا
كمَا الطوفَان لا نَهْر الفُرَات
يَمُرّ العَام تِلْو العَام نَشْدوا
نُنَاجِي الحَرف يَا أمّ اللغَات
في قصيدة "لغتنا العربية تنشد" لشاعر العروبة والطفولة السوري سليمان العيسى (1921- 2013)، يقول الشاعر على لسان اللغة:
أنـا مـا بَرِحْتُ..تألُّقـاً وسَـنَا
لُغَـةُ العُروبــةِ والبَقَـاءِ أنَـا
في بُـرْدِيَ التـاريخُ..أنْسُــجُهُ
شِـعْراً ونَثْـراً..أبْهَـرُ الزَّمَنَـا
أطْوِي العُصُورَ..وما شـكَوْتُ بِها
في بُنْيَتِـي ضَـعْفاً ولا وَهَنَــا
عُمْرِي هُوَ التـاريخُ..لاتَسَـلُوا
عـن مَوْلِدي..في فَجْرِهِ اقْتَرَنا
ضِــعْتُمْ عَنِ الدُّنيـا..وضَيَّعَني
عَنـكُمْ سَـوَادُ الليـلِ مَـرَّ بِنـا
هُـوَ عابِـرٌ..لُمُّـوا شَــتَاتَكُمُ
وتَشَــبَّثُوا بِروائِعـي وَطَنــا
عُــودوا إِلى صَدرِي أُوَحِّـدُكُمْ
أنـا أُمُّكُـمْ..أُمُ اللُّغَـاتِ أَنــا
وسَـلُوا الحضَارةَ..أَيُّ سـاطعةٍ
في الفكـرِ لم أصْلُحْ لها سَــكَنا؟
أما أنا فأقول : تُعرف العربية بكونها لغة ذات خصائص متميزة تتمثل في ثروة مفرداتها وغنى تراكيبها وجمالية تعبيرها،كما لها دورها التاريخي الحضاري القديم،ومن ثمّ صلاحيتها لكل زمان ومكان،ومع ذلك فإن التحديات أمامها قائمة خاصة في عصر الحاسوبية والمعلوماتية والسيبرانية وغزو الفضاء والثورة التقنية.إذ تبدو اللغة العربية عند أكثر مستعمليها من غير المتخصصين باللغة والأدب أشبه بعبء،ولا سيما في مجالات العلم والمهن والتجارة والتبادلات اليومية.
ومن هنا فإن المطلوب هو التحول من سيكلوجية "اللغة-العبء" إلى واقعية "اللغة-الدافع"، ومن سيكلوجية القلق التعبيري إلى قوة الثقة بالنفس،ومن الشعور بالعجز إلى الشعور بالراحة والطمأنينة والفائدة والبهجة..وأخيرا من فداحة الشعور المتزايد بأن العربية الفصيحة أشبه بلغة أجنبية "مسقطة قسرا على مستخدميها"..!! إلى نعمة التآلف مع اللغة وحرية الانتقاء من كنوزها وسعادة الإحساس بتجاوبها مع مستلزمات التفكير والتعبير.
وهنا أضيف : لقد اهتم العرب قديمًا باللغة العربية أيمّا اهتمام،وجعلوا هناك نياشينَ لمن برع فيها أو في فنٍ من فنونها،وكان الشعراء يُعْتبرون في قومهم منابر إعلامية تعادل شبكات القنوات في هذا اليوم،فتكفي قصيدةٌ عصماء وحيدة لتنتصر لقضيةٍ ما أو تحط من شأن قومٍ..فترفع وتسقط وتعطي وتمنع.
ما يميزها عن بقية لغات العالم أنها لغة حيّة تصويرية للكلمة فيها حسٌّ وروحٌ وموسيقى وبيانٌ ومعنى، ومئات الاشتقاقات بتصريفات ومدلولات تفوق غيرها بكثير.
وكثيرون هم الأدباء والمفكرون الغربيون الذين هرولوا باتجاه العربية حيث المعاني المتزاحمة والمفردات العديدة للمعنى الواحد ما يعطي مساحةً وتوسّعًا أكبر في الإبداع والتميز...
ولكن..
من المؤسف أنه حتى في الدراسات اللغوية الشاملة نادرا ما يجري لها ذكر (اللغة العربية) بين لغات العالم..
والأسئلة التي تنبت على حواشي الواقع :
ألا ينبغي أن نقدم للغتنا العذبة والرافلة بمخزون ديني وأدبي وجمالي عظيم مقومات تحفظ لها فاعليتها وتبقيها في مصاف اللغات الحيّة الفاعلة في مجال صراع الحضارات أو حوارها، وكذلك أن نحرص على إبقائها في واجهة تعاملنا اليومي وفي صدارة اللغات الحية بدلا من أن نعرّضها لخطر المصير الذي آلت إليه لغات كانت لها عظمتها في سالف الأيام مثل اليونانية واللاتينية،وأصبحت اليوم قابعة تحت قباب الكنائس أو في أقبية التخصص التاريخي..؟!
قال الله عز وجل:"بلسانٍ عربيٍّ مبين"
هكذا اختار الله لغة الضاد وشرفها أن تكون لغة القرآن الكريم لتبقى خالدةً إلى يوم القيامة،ألم يقل فيها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "إن من البيان لسحرًا" أي لغةٍ من لغات العالم شرّفت إلى هذا الحد؟
ولو عدنا للقرآن الحكيم لوجدنا آلاف الكلمات التي لها مدلولات حسّية بالإضافة إلى المعنى المراد منها..وما يزيدها عظمةً وبهاءً أنها اللغة الوحيدة في العالم التي لها إعراب بعكس بقية كل اللغات في العالم،حيث إنها لغات غير مرنة وتكون للكلمات معانٍ محددة وقليلة الاشتقاقات، أما الفصحى فلديها مرونة جدًا بحركات الإعراب ومعانٍ لا حصر لها بخلاف التراكيب المتفرعة منها..
وأجمل ما أختمُ به المقال قول أمير الشعراء أحمد شوقي (1868- 1932) عن جمال اللغة العربية:
إنَّ الذي ملأ اللُّغاتَ محاسِنًا
جعل الجمال وسرِّه في الضّادِ
قد يقول قائل أنني بالغت..ولكنّني أدركُ تمامًا أيّ سحرٍ أتكلم عنه.


*اشتهرت اللغة العربية منذ زمن بعيد بمساهمتها في الشعر والفنون فهي لغة ذات قوّة راسخة وأبدَعت آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب.ولذا تقرر أن يكون شعار الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لعام 2023 هو العربية: لغة الشعر والفنون.
ويتزامن الاحتفال هذا العام 18 ديسمبر 2023 مع الذكرى السنوية الخمسين لإعلان اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة.
هذا،وبدأ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 2012،وتم اختيار 18 ديسمبر/كانون الأول لإحياء ذكرى اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية سادس لغة رسمية لها.



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمظهرات صهيل الشوق..ولوعة الغياب في قصيدة الشاعر التونسي الك ...
- إشراقات العشق..وتجليات اللغة في قصة -عشق معتّق- للكاتبة العر ...
- ثلة من الشعراء التونسيين يكتبون بحبر الروح ودم القصيدة..انتص ...
- الشاعر التونسي الألمعي د-طاهر مشي : شاعريته تتألق في سماء ال ...
- تجليات الذاتِ الأنثوية..في أفق قصيدة النثر النسوية العربية و ...
- حين يتخفى الشعر..في قناع الوَجَع..قراءة فنية متعجلة في قصيدة ...
- الإدهاش الإبداعي..في أفق قصائد الشاعر التونسي الكبير د-طاهر ...
- على هامش الحرب-القروسطية-على غزة..أرض العزة غزة: درب الآلام. ...
- حين يتخفى الشعر..في قناع الوَجَع.. قراءة فنية متعجلة في قصيد ...
- قراءة فنية-متعجلة- في قصة قصيرة -قدر الأمواج- للكاتبة التونس ...
- التموجات الدلالية للقصيدة الومضة-لدى الشاعرة التونسية القدير ...
- إشراقات الحب وإيقاعاته -في-إستمِرّي سيّدتي- للشاعر التونسي ا ...
- حضور فلسطين في ثوب إبداعي مطرز بالرفض والصمود والتحدي..في قص ...
- جماليات اللغة الشعرية في تجلياتها التركيبية والدلالية.وعمق ا ...
- الشاعرة التونسية السامقة أ-نعيمة المديوني..تضيء ذاكرة الوطن. ...
- قراءة جمالية في قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي -قصيد ...
- قراءة متأنية في-قصة قصيرة-جدا منبجسة من ثقوب الوَجَع..-حدث ذ ...
- غزة-مدينة أسطورية-تروي لنا بطولات الأجداد وملاحم الأحفاد..وت ...
- على هامش ملحمة العزة بقطاع غزة-غزة-مدينة أسطورية-تروي لنا بط ...
- -أليس بإمكان الشاعر الآن..وهنا..تطريز المشهد الشعري بزلازل م ...


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد المحسن - على هامش اليوم العالميّ للّغة العربيّة* شعراء عرب يتغزلون في سحر لغة الضاد وعبقريتها (قصيدة الشاعر التونسي الكبير د-طاهر مشي-سحر الضاد..يأسرني- نموذجا)