أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الاستقبال الأسطوري لملك المغرب في الإمارات طرطق مرَّارة الأعداء وأحرق دمهم














المزيد.....

الاستقبال الأسطوري لملك المغرب في الإمارات طرطق مرَّارة الأعداء وأحرق دمهم


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم أجد لا أنسب ولا أبلغ من عبارة "طرطق مرارة الأعداء" الكفيلة بعكس المفعول القوي على نفسية وسيكولوجية أعداء المغرب، والذي أحدثه الاستقبال الخرافي الذي خصصته دولة الإمارات العربية المتحدة للعاهل المغربي خلال زيارته الأخيرة لهذه الدولة الشقيقة. لقد طرطقت هذه الزيارة الرسمية، سواء بفخامة وضخامة جانبها البروتوكولي أو بنتائجها المبهرة، مرارة الأعداء الداخليين والخارجيين وأحرقت دمهم، حقيقة ومجازا؛ وكيف لا وقد تابعوا، من جهة، ذلك الاستقبال التاريخي الذي خصصه رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للملك محمد السادس؛ ومن جهة أخرى، رأوا بأم أعينهم ما أثمرته تلك الزيارة من اتفاقيات وصفقات؛ حيث تكللت بتوقيع اثني عشر اتفاقية هامة تتعلق بالأساس بالبنيات التحتية (الموانئ والمطارات والسكك الحديدية والطرق السيارة والمنشآت الرياضية وغيرها) وبالاستثمار في القطاعات الواعدة (الطاقات المتجددة، أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب وصولا إلى أوروبا). وعين الحسود فيها عود.
داخل الوطن، هناك مغاربة لا يرضيهم ما تحققه بلادهم من نجاحات على مستويات متعددة. وهذا لا يعني أن تلك النجاحات لا تقنعهم؛ بل هي تغيظهم، ولكل دوافعه وأهدافه المعلنة أو غير المعلنة. هناك من يريد ألا يرى في المغرب غير مظاهر البؤس والتخلف إما إرضاء لنفسية مريضة (الذين في قلوبهم مرض يريدون أن يشمتوا في بلادهم) وإما لحسابات سياسية ضيقة تروم تصفية الحساب مع الدولة؛ وهذا هو ديدن الحركات السياسية المرتبطة بالخارج، سواء المتطرفة منها أو التي تمارس نوعا من التقية فتظهر الاعتدال نفاقا. وقد يلبس بعض هذه الحركات جبة حقوق الإنسان والدفاع عن حرية التعبير وعن الديمقراطية والحرية الفردية والجماعية وغير ذلك من القيم الإنسانية. لكنك لن تجدهم أبدا يتحدثون عن بلادهم بالخير، أو على الأقل بموضوعية.
ذلك أنهم، في العمق، يعادون دولتهم، فيعملون على تبخيس ما تحققه، مثلا، في الديبلوماسية بكل أبعادها وصيغها: الديبلوماسية الرسمية، الديبلوماسية الموازية، الديبلوماسية الأمنية، الديبلوماسية الروحية، الديبلوماسية الرياضية، الديبلوماسية الاقتصادية وغيرها؛ مما جعل بلادنا تحتل مكانة مرموقة في محيطها الإقليمي والجهوي والدولي. وهذا ما يزيد من حَنقِهم، فيحاولون تشويه صورة بلادهم بترويج أكاذيب تتعلق بعدم احترام حقوق الإنسان وينشرون الإشاعات التي يطلقها أعداء المغرب في الخارج.
أما بالنسبة لأعداء الخارج، فنعتقد يقينا بأن المغرب يعرف جيدا من هم أصدقاؤه ومن هم أعداؤه. وتأتي الجزائر على رأس هؤلاء. فهي تعاكسنا في وحدتنا الترابية والوطنية منذ قرابة خمسين سنة. ولم تجن من هذا العداء سوى الفشل والخسران المبين. لذلك، لا نستغرب ردود فعلها الصبيانية حول الزيارة الملكية إلى الإمارات. وقد أكدت ردود الفعل هذه ما جاء في العنوان. فالزيارة المذكورة قد أحرقت بالفعل دم النظام العسكري الجزائري وطرطقت مرَّاراته.
وهجوم الإعلام الجزائري (إعلام الصرف الصحي) الرسمي وغير الرسمي على الإمارات، يدل على السعار الذي أصاب بلد "الشهداء" بفعل الاستقبال الرائع الذي خصصته لجلالة الملك محمد السادس وبفعل النتائج المبهرة التي حققتها هاته الزيارة. لقد جن جنون النظام العسكري، فجند أبواقه للتهجم على الإمارات الشقيقة بوقاحة وسفالة فاقت كل الحدود.
وكل هذا يؤكد ما قلناه في مقالات سابقة عن العداء للمغرب الذي أصبح عقيدة وعقدة لدى النظام العسكري البوخروبي؛ كما يؤكد ما كتبناه عن غباء هذا النظام المتحكم في رقاب الشعب الجزائري المغلوب على أمره، المسلوب الإرادة، المهدد بالمجاعة، المحكوم عليه بقضاء ساعات طوال في الطوابير لعله يضفر بما يسد به رمقه من أجل البقاء على قيد الحياة.
وتجدر الإشارة إلى أن الطبقة السياسية في الجزائر قد تشربت الغباء من نظامها، فأصبح من الصعب التمييز بين من ينتمون إلى المؤسسات الرسمية وبين من ينتسبون إلى النخب السياسية، إن جاز استعمال هذا التعبير في حقهم. ولو لم يكن الغباء مستشريا في النظام الجزائري وفي نخبه السياسية، لما وصلت البلاد إلى ما هي عليه من إفلاس في كل المجالات. وأتحدى نخب هذا النظام والمحسوبين على الطبقة السياسية أن يثبتوا عكس ذلك.
ولا شك أن الإخوة الإماراتيين قد أدركوا هذه الحقيقة من خلال "الَّيْفات" التي يفتحونها في وسائط التواصل الاجتماعي ويستقبلون فيها المغاربة والجزائريين. فالجزائريون والجزائريات الذين يستقبلهم الإماراتيون في "ليفاتهم"، يتحولون بسرعة إلى مادة دسمة للتسلية والضحك بسبب مستوى خطابهم المتدني في المعنى والمبنى. فأغلبهم لا يتقنون سوى السب والشتم، وأذكاهم يحتمي بالهروب.
ولا غرابة في ذلك، فرئيسهم، عمي تبون أو أبو كُذَيْبَة (كما يسميه "اليوتوبورز" المغربي حاتم المرابط)، اعترف بعظْمة لسانه بأن تسعين في المائة من الجزائريين لا يعرفون القراءة والكتابة. والعشرة في المائة التي تعتبر متعلمة ومثقفة تقدم للعالم صورة بئيسة عن التعليم والثقافة في الجزائر. ويكفي أن تقرأ أو تستمع إلى نخب النظام، بمن فيهم أساتذة الجامعة والإعلاميين، لتدرك أن العقل معطل في الجزائر حتى إشعار آخر.
خلاصة القول، الجزائر لم تعد تتهجم على المغرب فقط؛ بل تفعل ذلك أيضا في حق أصدقائه، وعلى رأسهم الإمارات العربية المتحدة. ويمكن تفسير ذلك بالإحباط التام والعجز المزمن الذي تعيشه حاليا. لذلك، فهي مستعدة للقيام بكل المهام القذرة التي تكلفها بها فرنسا. وبما أن هذه الأخيرة ترى في الإمارات سندا قويا للمغرب في مشروع شمال غرب إفريقيا الأطلسي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس، فقد لجأت إلى إقليمها الإفريقي للقيام بالتشويش عليه؛ وذلك بالتهجم على الإمارات والنيل من سمعتها لعلها تتخلى عن دعم هذا المشروع الإستراتيجي الذي يعني النهاية الحتمية لوجد فرنسا في إفريقيا.



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هذا العبث يا وزارة التربية الوطنية ويا حكومة الكفاءات؟
- المُبيِّضون لصفحة إيران، هل هم عُملاء أم سُذَّج أم أصحاب أجن ...
- البوليساريو: من حَجْرَة في حذاء المغرب إلى كابوس على صدر الن ...
- مجرم حرب يتحدى العالم
- ها قد افتضح أمركم يا تجار القضية!!!
- قراءة سريعة ومختصرة في مقال رأي للدكتور طارق ليساوي
- جهالات دينية ودنيوية وشطحات سياسية على هامش زلزال 8 شتنبر ال ...
- بفعل أو بفضل زلزال 8 شتنبر 2023، عرف العالم أجمع مع من حشرنا ...
- زلزال المغرب: حزن عميق بحجم هول الفاجعة ووطن في القمة
- الجزائر الجديدة: لا عدِ(كْ)س لا بريكس، لا هيبة لا وزن، لا كا ...
- مجموعة -بريكس- أهدرت فرصة تاريخية قد تندم عليها
- ما أكثر الضباع الآدمية في القوة الضاربة!!!
- الشعوب المعذبة في الأرض، شعب الجزائر نموذجا
- لفهمه القاصر وخطه التحريري البئيس، الإعلام الجزائري يتهم الم ...
- -الجزائر تتسلح من أجل فلسطين-
- المخادعون والمخدوعون في موضوع الفتنة بين المغرب والجزائر
- السيد جبريل الرجوب، هل أنطقتك جهالتك أم ضحالة تفكيرك أم بريق ...
- الكيان الجزائري والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة
- الذل والهوان في دولة الجيران!
- لا تستغربوا أي شيء من الكيانات الفاشلة


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - الاستقبال الأسطوري لملك المغرب في الإمارات طرطق مرَّارة الأعداء وأحرق دمهم