أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ها قد افتضح أمركم يا تجار القضية!!!














المزيد.....

ها قد افتضح أمركم يا تجار القضية!!!


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 02:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتاجرة بالقضية الفلسطينية تتخذ عدة أوجه وتُمارَس بعدة أساليب. والمتاجرون بالقضية كثر؛ فهم أصناف مختلفة. ويمكن جمعهم في صنفين متباينين: صنف يمثله أفراد بصفتهم الشخصية سواء كانوا مسؤولين سياسيين أو ديبلوماسيين أو أناس عاديين؛ والصنف الثاني تمثله المؤسسات (أنظمة ودول، أحزاب، منظمات حكومية، الخ).
بالنسبة للأشخاص، يمكن التمييز بين من يسترزقون بالقضية وبين من يبحثون عن الشهرة من خلال دغدغة العواطف بالمواقف الخداعة والشعارات الرنانة التي لا طائل من ورائها. وأعداد هؤلاء وأولئك لا يمكن حصرها؛ فهم يوجدون في بلدان متعددة، بما في ذلك فلسطين نفسها. لن أعدد الأمثلة؛ بل سأكتفي بالقول بأن بعض الفلسطينيين الذين تقودهم أقدارهم إلى الجزائر، يجدون أنفسهم، أمام بريق الدولار، فينسون قضيتهم وينخرطون في دعم جبهة البوليساريو والتهجم على المغرب. ولا ينحصر هذا الأمر في الأشخاص العاديين؛ بل منهم حتى المسؤولون كالسيد جبريل الرجوب، وزير الشبيبة والرياضة في الحكومة الفلسطينية (رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية وأمين سر حركة فتح)، ، وكذا بعض الأشخاص المنتمين لبعض الفصائل الفلسطينية، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على سبيل المثال. والمغرب ذاته فيه مدغدغو العواطف الذين يستهويهم الركوب على القضية، إما لحسابات شخصية أو لحسابات سياسية.
واحتراما للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية، أفضل أن أعتبر المسؤولين السياسيين المذكورين في الفقرة أعلاه، كأشخاص ذاتيين لا يمثلون الهيئات التي ينتمون إليها، وإنما يمثلون أنفسهم فقط (بالنسبة لجبريل الرجوب، فقد سبق لي أن خاطبته بما يلي: " السيد الرجوب، هل أنطقتك جهالتك أم ضحالة تفكيرك أم بريق الدولار؟"، أنظر موقع "أخبارنا" بتاريخ 30 يوليوز 2023، أو أكتب في جوجل: السيد الرجوب، فيطلع لك عنوان المقال).
أما بالنسبة للصنف الثاني من المتاجرين بالقضية، فتمثله بعض الأنظمة أو الدول والمؤسسات المجتمعية والاجتماعية، وكذا السياسية والإعلامية التابعة لها. ففي المشهد السياسي الحالي، تظهر في الصورة وبكل وضوح إيران والجزائر (وقد نكتشف مستقبلا دولا أخرى، مثل قطر). لقد أظهرت أحداث غزة أن إيران والجزائر تتاجران بالقضية الفلسطينية وتبيعان الوهم للفلسطينيين. وقد يرى المحللون في الدور الذي تلعبه الجزيرة القطرية ما يشي باستغلال المأساة لتحقيق مصلحة مادية ومعنوية (سياسية بالأساس) لفائدة دولة قطر.
بالنسبة لإيران، فإن كل المؤشرات تدل على أنها متورطة في أحداث غزة؛ ذلك أن لحماس علاقة وطيدة بإيران؛ والقوة التي ظهر بها الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام) يوم 7 أكتوبر 2023، تؤكد هذه الفرضية: إيران سلحت الجناح العسكري لحماس، ودفعت به، بعلم أو بدون علم قادة حماس المقيمين بالدوحة، إلى هذه المغامرة غير محسوبة العواقب؛ إذ يبدو أنهم لم يستحضروا ردة فعل إسرائيل؛ ما لم يكن هناك تآمر على فلسطين وعلى مقاومتها.
يحق لنا أن نتساءل: أين إيران الآن وأين سلاحها وطيرانها الحربي وحرسها الثوري وحزب الله والحوثيين وغيرهم؟ فهل هناك غدر كما صرح بذلك أحد قياديي حماس، حيث قال بأن إيران قد غدرت بهم؟ وهذا يدل على أنها كانت وراء مغامرة حماس. لماذا تركت إيران غزة وحدها تتعرض للدمار والخراب والتقتيل الجماعي؟ هل رفع العقوبات المفروضة عليها، كان مقابل هذا الغدر والخذلان؟...
أما الجزائر صاحبة شعار "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، المناهضة للتطبيع علنا والمطبعة سرا، فقد منع نظامها الجزائريين من التظاهر تضامنا مع غزة، والذين تجرأوا وخرجوا للشارع تلقائيا، تعرض العديد منهم للاعتقال. وظل الأمر على ما هو عليه لأكثر من عشرة أيام قبل أن ترخص لهم فرنسا بالخروج. وعند ذلك، أخرجوا الجنود والشرطة بالزي المدني؛ كما أخرجوا أسرهم وبعض المواطنين لفترة قصيرة، ثم أمروهم بالعودة إلى بيوتهم. ومن الملاحظ أن أغلب الشعارات كانت موجهة ضد المغرب وليس ضد إسرائيل؛ وقبل ذلك بأيام، نُظمت وقفة أمام قنصلية المغرب بوهران، وكأن المغرب هو الذي يدمر غزة. وإمعانا في العبث والنفاق، خرج السفير الفلسطيني ليتحدث عن المسيرة المليونية في الجزائر، كذبا وزورا.
وقد فاق نفاق الجزائر وانبطاحها كل الحدود. فببلاد ملايين الشهداء، كما يدعون، تمول بالغاز إسرائيل في حربها على غزة. ففي الوقت الذي رفضت مصر أن تشحن سفينة إسرائيلية بالغاز، توجهت هذه الأخيرة إلى الجزائر، ربما بأمر من إيمانويل ماكرون، ونالت ما ذهبت من أجله. وهكذا، يتضح أن الجزائر تقدم لفلسطين الشعارات وتقدم لإسرائيل الغاز، والمبرْدَعون يرددون "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة".
خلاصة القول، أزمة غزة عرَّت تجار القضية الفلسطينية وعرت النزعة العنصرية الغربية وكشفت زيف الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنى بها الغرب.
مكناس في فاتح نونبر 2023



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة سريعة ومختصرة في مقال رأي للدكتور طارق ليساوي
- جهالات دينية ودنيوية وشطحات سياسية على هامش زلزال 8 شتنبر ال ...
- بفعل أو بفضل زلزال 8 شتنبر 2023، عرف العالم أجمع مع من حشرنا ...
- زلزال المغرب: حزن عميق بحجم هول الفاجعة ووطن في القمة
- الجزائر الجديدة: لا عدِ(كْ)س لا بريكس، لا هيبة لا وزن، لا كا ...
- مجموعة -بريكس- أهدرت فرصة تاريخية قد تندم عليها
- ما أكثر الضباع الآدمية في القوة الضاربة!!!
- الشعوب المعذبة في الأرض، شعب الجزائر نموذجا
- لفهمه القاصر وخطه التحريري البئيس، الإعلام الجزائري يتهم الم ...
- -الجزائر تتسلح من أجل فلسطين-
- المخادعون والمخدوعون في موضوع الفتنة بين المغرب والجزائر
- السيد جبريل الرجوب، هل أنطقتك جهالتك أم ضحالة تفكيرك أم بريق ...
- الكيان الجزائري والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة
- الذل والهوان في دولة الجيران!
- لا تستغربوا أي شيء من الكيانات الفاشلة
- لن تجد هذا العبط والغباء والعبث إلا في الجزائر
- عن فضيحة قناة الجزيرة القطرية
- شتان بين البحث عن الحقيقة وبين العمل على طمسها
- السفيه ينطق بما فيه
- تحذير من العدوى بالغباء


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - ها قد افتضح أمركم يا تجار القضية!!!